تبدأ الرواية في مدينة أضنا 1950 مع مجموعة من العمال يحتجون أمام بوابة المعمل يطالبون بأجورهم وكانت هناك بالداخل مجموعة أخرى تقوم بنفض القطن بواسطة الأيدي ويلقونه داخل الآلة . كنت أتواجد وقتها هناك وبالقرب مني صديقتي وتوأم روحي فائزة ، ومن حين لآخر كنت أختلس النظر إلى الشاب الوسيم كمال ، كان أسمر اللون طويل القامة نحيف البنية بينما كنت أنا بيضاء بعينين سوداوين وشعر أسود ممتلئة الجسم قصيرة القامة ، وصلتني رسالة من فطوم الفتاة الصغيرة وقالت إنها رسالة من كمال ، فتحتها وكان مكتوب عليها : اتبعيني إلى المخزن بعد 5 دقائق . وفجأة يدخل أخي المخزن ويطلب مني بكل وقاحة وقلة أدب أن أغطي شعري حيث بادرته وأنت ما دخلك فكان جوابه أنه سيخبر والدي لكي يقص لي لساني . ونظرات كمال لي أوحت لصديقتي بشئ مما دفعها أن تخبرني أنها على علم بتواصلي مع كمال ، خرجت من ورشة العمل متجهة صوب المخزن وهناك التقيت بكمال وسرعان ما احتظنته وقبلني على وجنتي وطلب مني أن أرافقه عند خروجي من العمل في انتظار مفاجأة ما ، كنت دوما أحلم أن سقفا واحدا سوف يجمعني مع كمال ، لكن هذا الحلم كان يتلاشى عندما أتذكر أخي وأبي الوحش ومعاملتهما لي بتلك الطريقة الوحشية بحكم أنهما رجال . انتظرني كمال في مكانه المعتاد بدراجته ركبناها معا وطلبت منه أن أسوقها بدلا عنه وذهبنا نتجول في المدينة ، كان الكل ينظر إلينا ونحن في غمرة الفرح ، أخذني إلى إحدى المباني القديمة وأدخلني إياها ، لم أعرف السبب في الأول لكنه في الأخير قال لي سوف يكون هذا بيتنا ، تقبلت الخبر بفرح كبير فارتميت في حضنه وبعدها بدأت أتجول بشوق وفرح وأخبرته أنني سأبقى سيدة يحسب لها ألف حساب وسوف يبقى هو رئيس العمال وأخبرني أنني قريبا سوف أبلغ سن الرشد ووقتها سوف يطلب يدي من والدي وإذا لم يوافق سنضطر للهرب ونتزوج ونكتب كتابنا ولا دخل لأبي وأخي في مصير حياتنا . كان أبي قاسيا دائما ، وكان يضربني لأتفه الأسباب ، ولا أعرف أمي لماذا تزوجت هذا الرجل أو هذا الوحش ، كان يعاملني مثل الحيوان وأكثر ، والحيوانات ترحم أولادها ، كنا نسكن في المباني القزديرية و كان أبي يرمي الناس إلى الشارع إذا لم يسددوا ديونهم ، لقد غادر مع الحلاق والأبله نزار أوغلو الذي طمع بي وأراد أن يتزوجني ، كنت خائفة لكن الحقيقة أنني لم أخف إلا من ربي . عند قدومي من الجولة تأخرت وقبلها كنت طلبت من فائزة أن تنتظرني حتى لا يظن أبي أنني كنت مع أحد ، عندما جئت أخبرتني أنني تأخرت وفجأة ظهر أخي فسألني أين كنت حيث أخبرته وبدون تفكير مسبق أني كنت في السينما ، عندما دخلت المنزل كان والدي يتعشى وأمي تحضر الحساء فسألني أين كنت ؟ فلم أجبه وقال له حمزة - أخي - لقد كانت في السينما ، عندها وقف أبي وعرفت أنها بداية المعركة ، قال لي لا يوجد عندي بنات يدخلن متأخرات في الليل بسبب ذهابهن إلى دور السينما ، فقلت له إنك تأخذ كل أجري وتأتي لتمثل دور الأب ، فصفعني وسقطت على الأريكة وأخرج حزامه وبدأ يضربني ضربا مبرحا ويتوعدني بالقتل هنا تدخل حمزة وطلب منه أن يذهبا إلى القهوة لشرب الخمر بينما احتضنتي أمي وأنا أبكي . بقلمي |