بِسم الله الرحمن الرحيم هذه قصتي الثانية، قصة قصيرة لطيفة مقتبسة من بعض المواقف في حياتي الواقعية بالتحديد من تجربة سابقة، أردت تخطيها بهذه القصة وكذلك أردت تجربة شيء جديد وهو كتابة اسماء عربية، وخلق عالم آخر. سأدعكم تكتشفوا أيها حدثت لي وأيها من وحي الخيال ~ [ وردي ] الفتاة [ سماوي ] الفتى [ خط مائل ] كلام الشخصية داخل ذاته [ الأبيض ] الراوي [ ألوان أخرى ] شخصيات ثانوية [ أصفر ] زمان أو مكان [ أخضر ] تحدث البطلان بنفس الوقت ما إن أستيقظتُ حتى وجدتُ هذا أسفل باب المنزل:: ألتقطته ووضعته فوق مكتبي، وأكملتُ يومي بشكل عادي.. وبينما أسير إلى المتجر رأيتُ فتاة متوسطة الطول، شعرها بثني وبشرتها بيضاء نقية، لم تدم نظاراتنا طويلًا حتى افترقنا. - في اليوم الثاني عدتُ من الخارج، وقبل أن أدخل إلى المنزل وجدتُ رسالة أخرى عِند بابي:: حسنًا لم أُبالي كثيرًا، لذا حملته ووضعته فوق السابقة على مكتبي - في اليوم الثالث حظيتُ برسالة أخرى، شعرتُ لوهلة أنني في أحدى مواقع التواصل الاجتماعي، ويراسلني أحد الاشخاص الذين يخفون هويتهم لكن حالي مختلف فهي رسائل من مُعجبة، لا فيها خوف ولا تهديدآت مجرد كلام لطيف لشخص بائس مثلي، لكن الرسالة الثالثة كانت مختلفة قليلًا:: "هل أصبحتُ ملاحق الآن؟ هذا مُخيف لأنني لم أخرج بالفعل من المنزل مؤخرًا!" ~ كفتاة تعيش بمفردها فإن تلقي رسالة من مجهول يُشبه التورط مع قاتل متسلسل وأنت الضحية القادمة!، وبرغم أن الرسائل لم تكن تحوي أي شيء مريب لكن، بذات الوقت كنتُ أسعد بمثل هذه الرسائل، في اليوم الثالث كان هذا نصيبي من الرسائل:: كنتُ قد جمعتُها مع سابقيها في عُلبة زجاجية، وضعتهم وألصقت عليه شريطًا أزرق يرمزُ للسماء ~ أستمر الحال كثيرًا، أظرف وردية واخرى زرقاء يتبادلان الحوار لكن، حوار عائدٌ من الجاهلية مِن لغةٍ لم يعرف الجميع لها مثيل، فكان اللسان بينهما هو لسان العرب، وما يبوحان بهما هو ثمان وعشرون حرفًا.. ولايكفيهم بيت واحد من الشعر ولامعلقة من مئتي بيت فقط يملأؤهما الحُب بلغة لم تُخلق للمحبين عبثًا!:: - ها أنا في اليوم السادس، لم أتلق أيةُ رسائل اليوم.. أرتديتُ ثيابي وخرجتُ متجهًا نحو المتجر. حينما وصلت كانت تلك الفتاة هُناك، نعم محبوبتي السرية ، كانت تتبضع وبدلًا من شراء علبة العصير والرحيل، تناسيتُ كل ذلك وظللت أراقبها! وبينما نحنُ عند صندوق الدفع وإذ بأكياس مشترياتها تتمزق.. لو كنتُ مكانها لشعرتُ بحرج شديد، لكن الحمدلله لم ترحل من المتجر بعد على الاقل =،= أسرعت في عرض المساعدة عليها قائلًا "لابد من كونها ثقيلة، يثمكنني مساعدتك في حملها" -"لا بأس، أستطيع فعلها بمفردي" -"لكن.."، -"أخبرتك..لا أحتاج للمساعدة!" [ حَمل ] "يَ إلهي!، إنها ثقيلة للغاية، لن أستطيع التفوه بشيء، لاسيما بعد اصراري على عدم مساعدته، تبًا " -"لقد كنتُ أعلم أنها ثقيلة، كان عليك قبول مساعدتي وحسب! " -"ل...ليست ثق..يلة! ، اممم حسنًا.. هل يُمكنك مساعدتي في حمل هذه الأغراض من فضلك؟" -"هل منزلكِ قريب من هنا؟" > كاذب يعرف مكان منزلها _تدخل من الراوي_ -"آه، على بعد كيلومترات من هنا، أمزح.. سنصل خلال دقائق" -"قريب جدًا من منزلي، لكنني في الجانب الآخر" [ سقوط ] [ إلتقاط ] "ظرف وردي؟.. مُس..تحيي..لل!" -"هل هذا ظرف؟" أجابت بتلعثم -"نن..عم " -"هل هو مُهم للدرجة؟" -"آجل، فهو وسيلتي الوحيدة للتواصل مع من أحب " -"يبدو محظوظًا.." -"أشكرك على المساعدة، وآسفة على اتعابك.." - في اليوم السابع تلقينا أول رسالة مُتبادلة الأطرف، وكان مفادها:: - بعد عدة أيام إلتقينا، تحدثنا بشكل سطحي.. لكننا فيما بعد توطدت العلاقة بيننا وصرنا نتحدث يوميًا لبعضينا، كنا نضحك كثيرًا على الرسائل السرية التي كنا نتبادلها دون أن نعلم أننا واقعين في الحُب سويًا. لقد تفاجئتُ أنها فعلت ذات الشيء، وضعت الرسائل في علبة زجاجية مزينة بشريط أزرق أما أنا فعلبتي مزينة بشريط أحمر.. لون الحُب والرحمة. في اليوم السادس من الأسبوع الرابع، كنا نسير بجانب الحديقة، نسترسل في الحديث وبينما يعم الصمت بيننا، سألتها: "ما أسمكِ؟" -"هاه؟!" -"ماذا! أقلت شيء خاطىء؟، لم أعرف أسمك بعد!" -"لقد أخفتني!، لم أكن منتبهة حتى -،-.. وئام، وئام هو اسمي، وأنت؟" -"اسمي علي، ياله من اسم! لطيف ومُعبر" -"بالمناسبة فيمَ تقضي وقتك؟" -"لاشيء تحديدًا، كنتُ أعمل سابقًا في دوام جزئي في متجر لبيع الكعك، لكن الآن النوم، متابعة الافلام، وقليلًا من القراءة" -"يبدو أننا نملك بعض الأشياء المشتركة!" -"بعض؟ أكاد أجزم أننا توأم وباعدت بيننا الظروف!" -"حسنًا أستأذنك الآن، سأذهب لشراء بضعة أشياء للمنزل..إلى اللقاء" - -"هل غادرت بالفعل تلك الحمقاء؟ هاه! لم تودعني بشكل لائق!" يقلدها ساخرًا "إلى اللقاء" -"ماذا سأفعل الآن؟ ساعود للنوم.. " - [ بعد عدة أيام ] -"تأخرتِ!" -"آسفة، استيقظت متأخرة" -"هل حدث شيء ما!" -"لا..لا.. شربت الكثير من القهوة!" -"أليس من المفترض أن القهوة تساعدك على الاستيقاظ ؟ -"بلى! ولهذا نمت متأخرة واستيقظت متأخرة " -"بالمناسبة هممم.. تفضلي.." -"ما هذه؟! هدية؟!" -"حسنًا لست واثقًا مما سيحدث في المستقبل، لذا هذه للذكرى!" -"لكن لدينا كل تلك الرسائل كما تعلم!" -"إن مَسها عود من الكبريت ستكون نسيًا منسيًا" - كان ذلك آخر حديث قد دار بيننا، بعد ذلك لم أستطع رؤيتها مجددًا لقد استمريت في ارسال الرسائل لها، لكن لم أكن واثق من أنها تلقيت ذلك، ذهبتُ إلى منزلها _بعد أسبوع_ في نهاية المطاف وعندما طرقت الباب فتحَ لي شخص آخر: -"معذرةً! يبدو أنني أخطأت في العنوان" -"عمن تبحث؟" -"كانت تسكن هنا فتاة؟!" -"لا أعلم حقًا، لكن أظن الذين سكنوا قبلنا انتقلوا لمنزل آخر، آسف" -"لابأس، أشكرك!" - [ بعد عدة أعوام ] ها أنا وقد تزوجت، ورزقني الله لا بقلبٍ فقط بل بقطعتي منهُ أسميتُ الصغيرة "وئام"، اسم من هجرتني دون سابق إنذار! تبلغُ الآن ربيعها الثالث، كنت أسير مع اسرتي الصغيرة في إحدى الطرق لقد انتقلنا إلى مدينة أخرى.. - [ في الجانب الآخر ] كنتُ أسير بعد أن انتقلت لمدينة أخرى، لم أشأ الرحيل هكذا ولم أشأ أن أترك في قلب أحدهم ندبة مني.. عسى أن تظل ذكرآي في قلبه، وعسى أن يكون لنا لقاء في بعدٍ ثانٍ.. تفاجأت برؤيته! لم أتوقع أن يكون لقاءنا بتلك السرعة، لكنه كان يسير مع امرأة وطفلة صغيرة، بدآ منشغلًا بمداعبة الصغيرة.. "زوجته إذًا!، لقد تغيرت الحياة، هاه!" -"وئام!"، -"نعم..بابا" - إلتفت لأرى أخر شخص كنت أتوقع مرآه اليوم! كانت تسير على مقربة مني!، تنظر لي بنظرة لم أحسب لها حسبانًا، "..ماذا!! ماذا تقول!" - "أيها.. الخا..ئن..!" النهاية ~ تدقيق \\ @sako كتابة \\ وعامووَ تصميم الطقم \\ وعامووَ |