[ على مشارف الموت ] المؤلف \\ وعامووَ التصنيف \\ طبي، شريحة من الحياة، مدرسي النوع \\ مستمرة عدد الفصول \\ غير محدد ~ الجملة البادئة بـ | - و " | هذه حوار الجملة البادئة بـ | ~ | فهي كلام في قرارة النفس وأحيانًا وصف لنبرة الصوت البقية إما سرد أو وصف .. استمتعوا ~ [ الفصل الثاني ] [ لمحات من الماضي ] -"عبدالله! قالت أمي أنها ستعاقبنا إن فعلنا هذا مرةً أخرى.." إقترب عبدالله، ربت على رأسي قائلًا "لا تقلق يا زين، لن نُعاقب هذه المرة.." سكت لوهلة ثم تحولت نظراته و قال بمكر "إلا إن كان بيننا جاسوس يخبرها بكل شيء -،-" ~لقد كشفني..~ ظللت أتراجع للخلف و عبدالله يتقدم حتى اصطدمت بالجدار.. تحدث عبدالله بشغف "أظنني أمسكت بفأرنا الصغير" ~ذلك سيء علي التصرف~ -"لاتسئ الفهم، لق..د كان ذلك زياد! نعم..نعم إنه زياد، طفل أمي المدلل..." لم أنهي جملتي حتى بدأ يقترب وينظر لعيناي فارتبكت..لكنه تراجع واضعًا يداه خلف رأسه وهو يقول -"إن كنت سيئًا في الكذب فعليك تجنبه وحسب، لست بحاجة لرمي أوزارك على الآخرين، كنتُ أفضل أن تعترف أو أن تصمت". كان ذلك عبدالله أخي الأكبر، شعرٌ قصير حد الرقبة، كستنائي اللون، عيناه عسيلة، و هو يكبرني بثلاثة أعوام.. الأكثر دهاءً من بيننا، لا عجب فقد ورث كُل صفات أبي و القليلُ من رزانة أمي، على عكس زياد الذي تقريبًا لم يرث منهما سوى لون العين وقليلًا من المكر قد وُلِدَ بهِ، أحيانًا تساورني الشكوك حول إذا كان أخي حتى أم لا! ~ آتى زياد ذو الثمانية أعوام يركض، قائلًا بمكر -"أمي تبحث عنكما، يبدو أنكما في ورطة" -"سيكون رائعًا لو توقفت عن ابتزازنا لكي نعطيك الحلوى و تجعلها تحنو علينا.." لم أكمل جملتي حتى عقب عبدالله قائلًا -"طفل أمي المدلل! ألاعيبك تلك لن تفلح معنا، ثم ألم يمنعك الطبيب من الحلوى بالأساس؟" كانت هذه الكلمات كفيلة بجعل زياد يتحجر في مكانه قبل أن يفر هاربًا نحو أمي، باكيًا يرجوها أن تجعلنا نكف عن -"كم مرة أخبرتكما ألا تمزحا مع شقيقكما؟ لايزال صغيرًا على تصرفاتكما القاسية تلك!" -"لكن يا أمي، ل..م ن..فع.." -"هل ستكذبان الآن و تقولا لم نفعل شيء؟، ويجدر بي تصديقكما وتكذيب دموع أخاكم؟..، آه ضاعت جهودي هباءً في تربيتكما" ~حسنًا، على عكس عبدالله الذي ظل هادئًا يسمع توبيخ أمي بكل برود، كنت أغلي من الغضب و أبادل زياد نظرات حقد..كنت سأنفجر كعادتي، لكنني تماسكت.. إنها أمي في نهاية الأمر!~ -"بالحديث عن الصغير المخادع، لماذا يفر هاربًا كلما حاولنا مواجهته! لماذا لا تصدقيننا ولو لمرة واحدة أن هناك شيطان صغير يقبع داخله.." أكمل عبدالله جملتي قائلًا - " لكن، كل ما ترينه هو ملاك صغير! " أضاف ضاحكًا " لقد تمكن من الإحتيال عليكِ أيضًا يا أمي" ~لقد ذهب دون أن يدعني أقول شيء حتى..~ ~ { في إحدى الغرف } -"طالما أمي تقف بجانبي سيكون أمرهما سهلًا، إنها لاتشك بي ولو بمقدار أنملة.. كم هذا ممتع!" [نعم عمره ثمانية أعوام لكن عقله عقل شاب بالغ..، لكن في الحقيقة هو لا يجيد استعماله بشكل صحيح سوى في الاحتيال على أمي، أراهن أن هذا يساعده في الحصول على درجات ممتازة في المدرسة] ~ رغم أفعال أخي الصغير الماكرة طوال ثمانية أعوام، إلا أنني لم أستطع كُرهه أو التخلي عنه، كنت أحب وجهه الملائكي ذو البشرة القمحية، و عيناه الرماديتان، لم أمنع نفسي من الوقع في حب خصلاته البنية الممزوجة باللون الذهبي، لا يظهر بريقها إلا تحت ضوء الشمس.. كنت أحب لجوءه إلي عندما يتورط في شيء ما.. كان يأتيني باكيًا ويركض بخطوات صغيرة متعثرة حتى يصل إلي ويرتمي في أحضاني، تاركًا العالم خلفه بكل ضجيجه منعمًا بالسلام و الحب بقربي. لكنه توقف عن فعل ذلك، منذ أن أتمّ ربيعه السابع.. أصبح يغوص في ضجيج العالم أكثر و أكثر، راكلًا السلام بعيدًا للغاية.. إنه طفل لكنه أكثر قوة وصلابة، و دموعه تلك ماهي إلا إحدى حيله لجذب حنان أمي. يُمكنني الجزم بأنني الوحيد الذي رأى دموع زياد.. الصادقة! ~ لم تكن علاقة زياد بعبدالله بذاك القرب و المودة، على الرغم من أن عبدالله يحب زياد كثيرًا، عندما علم بأن أمي حامل في طفل ثالث كان يطير من السعادة وإن لم يظهر ذلك عليه.. رباهُ عبدالله حتى عامه الثاني، لكن فجوة ما قد خُلقِت بينهما و أصبح أقرب إلي منه.. أنا الذي كنت أتذمر ليل نهار من بكائه المستمر، و من رائحة الحفاض.. وغيرهما الكثير، لطالما كرهت الأطفال و زياد جعلني أحبهم غصبًا.. ~ أظن أن زياد لم يعتد على برودة عبدالله، قد يتجلى ذلك عليه لكن قلبه لين للغاية، ربما الفجوة قد صنعها برودة أفعاله مع زياد.. لطالما كان زياد ينهال عليه بطلباتٍ كثيرة وكان عبدالله يتحجج بالنسيان تارة، و أخرى بكونه مشغولًا ثم يُفاجأه في نهاية الأسبوع بما طلب.. لكن! الوصول متأخرًا أحيانًا يكون أسوأ من اللاشيء! ~ { من الجانب الآخر } جسم صغير للغاية، لين و يسهل كسره.. وضعته أمي بين يداي و هي تقول "ماذا ستسمونه".. تفاجأ عبدالله -"مااذاا!! ألن تسميه أنتِ وأبي؟" أما أنا فهتفت مسرعًا -"لنسمّه زياد!" وبخني عبدالله قائلًا -"تريث يا زين،.. لندع تسميته لأمي!" أوقف أبي جدالنا الطفيف، قائلًا -"والدتكما لاتزال متعبة إثر الولادة، لذا يُمكنكما تسمتيه" ~كنت أفكر، و وجدت نفسي أنطق بحماسة~ -"إذًا، لابأس بزياد إنه اسم جميل" ~ كنتُ أراقبهما.. أحدهما يركض في الأرجاء بحفاضته و الآخر يلاحقه كالعادة صارخًا "زيااد، عليك إرتداء ثيابك.. لاتهرب!" كان ذلك مقززًا بالنسبة لي!، لطالما سألتُ عبدالله "أَن لك أن تتعامل مع هذا الكائن الرطب اللين، مجرد النظر إليه يشعرني بالإشمئزاز!" يعقب عبدالله ضاحكًا "على الرغم من أنك قد قمت بتسميته". ~ تتوالي الليالي و عبدالله يثير حفظيتي بذاك الطفل المزعج، لا يكف عن استفزازي محاولًا دفعي للتعامل مع ذلك الكائن! لكن هيهات هيهات، إنه مزعج بالفعل و شقيقه أكثر إزعاجًا. ~ الفصول السابقة :: [ الفصل الأول ] على مشارف الموت || مِخلب الشر التدقيق \\ @جُوري التأليف \\ وعامووَ < برآآآآ |