[ على مشارف الموت ] المؤلف \\ وعامووَ التصنيف \\ طبي، شريحة من الحياة، مدرسي النوع \\ مستمرة عدد الفصول \\ غير محدد ~ الجملة البادئة بـ | - و " | هذه حوار الجملة البادئة بـ | - | فهي كلام في قرارة النفس وأحيانًا وصف لنبرة الصوت البقية إما سرد أو وصف .. استمتعوا ~ [ الفصل الأول ] كان ذلك منذ ثلاثة أعوام، عندما أتانا خبر نقله للمشفى .. هرعنا سريعًا للمشفى، لكننا قد تأخرنا، فها هو الآن في غرفة العمليات.. طمئننا الطبيب قائلًا إن أشهر الأطباء في المدينة هُنا لذا الأمر سيكون بخير، ربما هذا ما كنا نظنه جميعًا. ~ الساعة الآن السابعة صباحًا، المثير للريبة أن المنبه لم يعمل ولهذا قد شككت في كوني قد قمت بضبط المنبه، لكن تلاشت شكوكي عندما أخبرني أخي أن المنبه كان مزعجًا للغاية فلم يستطع كبح نفسه عن ايقافه! كان من المفترض أن أغضب لكنني نظرتُ إليه ببرود تام، قائلًا "جيد". ذهبتُ إلى المشفى، وليتني تأخرت لكيلا اسمع هذه التعليقات السخيفة... - "زين هُنا!! هل سيسقط علينا نيزك ما الآن؟ -قالها ساخرًا-". - "هل تمازحني؟ هل زين يقف أمامي أم أنني أهذي!! ". - "كان عليك ان تتأخر، سأحسدك الآن -أنهاها وهو يضحك-".. وغيرها الكثير من التعليقات المزعجة التي من المفترض أنها مضحكة لكنها مبتذلة للغاية.. وصلت إلى المكتب، مكتب طبيب العظام "زين كمال"، نعم منذ تلك الحادثة وقد عكفت على أن أصبح طبيبًا حتى لا أفرط في روح مريض خلفه قلوبٌ مليئة بالقلق، كما فرط طبيبهم الشهير في روح أخي! ~ حتى الآن قد مرت إثنا عشر عامًا على موت أخي، لقد مرت منهم خمسة أعوام في جامعة الطب و أربعة تحت التدريب و ها هي سنتي الثالثة كطبيب متمرس في جراحة العظام و المفاصل، لم يكن حلمي أن أصبح طبيبًا قط، كنت أحسبني سأصبح مهندسًا يبني المشافي و يعمل فيها أخي. كُل ذلك تغير بفعل عشرين دقيقة في حياتي! ~ يدخلون ويخرجون ونحن كما نحن ماكثون دون أن نعرف شيء، حاول أبي الاستفسار من أحد العاملين في المشفى لكن دون جدوى، حتى خرج الطبيب من الغرفة قائلًا : - "أنتم أهل المريض عبدالله؟" - "نعم أنا والده، وهؤلاء أمه و إخوته.. خيرًا إن شاء الله؟" - "لا داعي للقلق، ابنكم بخير و سيتم نقله الآن إلى العنبر الخاص بالمرضى لحين انتهاء فترة راحته". لم نصدق ما قاله الطبيب، فقد ظننا أن أخي سيلقى حتفه في الداخل و سيخرج الطبيب يلقي على مسامعنا خبر وفاته، لم تتمالك أمي نفسها فأطلقت العنان لدموعها، أما أبي ظل يحمد الله كثيرًا على حسن لطفه بابنه الأكبر، لم نكن أقل حالًا من أبي.. لكن كما يقال ليس هناك فرحة كاملة. بعدما نُقل أخي، ساءت حالته فجأة دون سابق إنذار مع أن الأطباء قالوا أنه لايعاني من شيء.. آخر طبيب طلب منا إجراء بعض التحاليل و الأشعة للتأكد من حالة المريض. حسنًا ليتنا سلمنا أمرنا لما قاله الأطباء الآخرين؛ عندما أنهينا ما طُلب منا و جدنا أن إحدى كليتا أخي مفقودة، قال الطبيب "وجود كلية واحدة يعرض حياته للخطر، لاسيما أنه قد أجرى عملية خطيرة كتلك، أظنه سيمكث عدة ايام هنا لحين انتهاء الفحوصات" تعجب أبي مما قاله، فرد مستفسرًا "لكنني متأكد أن عبدالله مولود بكليتان، فكيف فُقِدَتْ الثانية؟" سارعت بالتعقيب قائلًا "بل الأحرى متى اختفت! ". إنزعج الطبيب من تلميحي الأخير فغضب و عقب "نحن نسعى لتوفير خدمة علاجية لجميع المرضى بمستوى عالٍ، لا يمكنكم أن تتهموا مشفى مرموقة مثلنا بسرقة الأعضاء! ، ياللوقاحة نعالج ابنكم فتلقون علينا التهم جزافًا". - لقد غضبت كثيرًا من كلامه، لذا سارعت بالقول - "نعم نعم! و كأننا خبئنا كليته في جيوبنا و أرسلناه لكم جسدٌ على مشارف الموت لندبر لكم مقلبًا مبتذلًا كهذا و نقول أنكم سرقتم كلية أخي! أتحسب أن هذا ما حدث حقًا؟" - "ل..لم أقل هذا قط! ، لكن كان عليكم التريث قبل أن تقولوا قولكم هذا، حتى الآن نحن مثلكم متورطين.. إخفاء أمر كهذا ليس في صالحنا، لقد قلت سابقًا صحة المريض وراحته هي من أولوياتنا القصوى .." - كان يتلعثم، و يتصبب عرقًا، و ينظر تارةً في وجهي و أخرى لوجه أبي.. لقد كان يكذب و لعله... يخفي أمرًا! -. مر ثلاثة أيام على حادثة الكلية المسلوبة، تزداد حالته سوءً، أصبح أنحف و لا يقوى على الكلام ،لقد كان أشبه "بالزومبي" وكان ذلك يُخيفنا كثيرًا و قد كان خوفنا في محله، لقد وافته المنية في اليوم الرابع.. { على الجانب الآخر } - أحد الممرضين "سيدي عماد، لقد تأخرت ولدينا حالة طارئة.." - الطبيب عماد "على رسلك، منذ متى ونحن نُسرع في خطواتنا لأجل أحد المرضى! على أية حال ما مدى سوء حالته؟" -"لديه كسر في يده اليُمنى، تمزق في أربطة الرجل اليُسرى، و بعض الكدمات في وجه و جسده.. لقد أحضرته الإسعاف من حادث على الطريق السريع" -دخل الطبيب لغرفة العمليات دون أن يعقب بشيء، و شرع في العملية- بعد ساعة نطق "عماد" قائلًا بمكر.. - "الآن يُمكننا أخذ تكلفة العلاج، أفتحوا لي هُنا فتحة.." -مشيرًا ناحية الكلية - "لكن! إن اكتشفوا أمرنا..س..سوف يُقضى علينا! " - حرك كتفيه يريحهما قليلًا و قال - "و إن لم تساعدنا هنا، سنقضي عليك أيضًا، كن بجانبنا ولا تقلق.. ليس الأول ولن يكون الأخير" أنهى جملته وهو يتحدث بخبثٍ يتجلى جيدًا على عينيه.. -الآن علي الخروج بتلك الابتسامة الصفراء، مقابلة الصعاليك أمر مزعج.. حسنًا "ابنكم بخير".. و ينتهي دوري- | بعد مرور يوم على العملية | - "عمااد، الفتى الذي أخذنا كليته.. تدهورت حالته!! " - "اللعنة، فلتخفض صوتك.. ماذا حدث؟" - " لقد أصبح أسوأ منذي قبل، لايقوى على الكلام أو تناول الطعام، لقد ازداد نحافةً و .. إنه على وشك الموتت! " - صرختُ بغضب "فلتهدأ! ركبوا له محاليل مغذية و نبه على الجميع إن تم فحصه فهو بخير! و أترك البقية علي" التدقيق \\ @جُوري التأليف \\ وعامووَ < برآآآآ |