The Best
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

The Bestدخول
●● إعلانـات ●●
إعلانك هنا إعلانك هنا إعلانك هنا
إعـلانـات المنتـدى

إحصائيات المنتدى
أفضل الاعضاء هذا الشهر
آخر المشاركات
أفضل الاعضاء هذا الشهر
361 المساهمات
268 المساهمات
190 المساهمات
102 المساهمات
86 المساهمات
78 المساهمات
65 المساهمات
51 المساهمات
27 المساهمات
24 المساهمات
آخر المشاركات

كيف تغير نفسك؟ التخطيط الاستراتيجي للذات .

4 مشترك



×
النص



لون شفاف

الألوان الافتراضية
×
الخلفية



لون شفاف

الألوان الافتراضية
×
النص



لون شفاف

الألوان الافتراضية
×
الخلفية



لون شفاف

الألوان الافتراضية

descriptionكيف تغير نفسك؟ التخطيط الاستراتيجي للذات . Emptyكيف تغير نفسك؟ التخطيط الاستراتيجي للذات .

more_horiz
إن موضوع التغيير كان يطرح من سنين لكنه كان يطرح على شكل نصائح عامة أو مجموعة ملاحظات واقتراحات، واليوم تطور هذا الموضوع تطوراً غير عادي حتى صار علماً يدرس وصارت له أبحاث، بل وصار يقدم فيه شهادات ماجستير ودكتوراه مثلما هو الحال مع أي علم آخر، يبدأ بسيطاً ثم يتطور إلى أن يتحول إلى منهج متكامل قابل للانتقال من طرف إلى طرف آخر، ونحن إذ نتحدث عن موضوع التغيير يمكن لنا أن ندخل في فلسفات ونظريات وعلوم وأبحاث، لكنه مهم جداً ونحن نتكلم للعموم أن لا نتكلم كما نتكلم للمختصين، خاصة وأن هذا العلم موجه توجيه خاص نحو تغيير المؤسسات، فكلما كان هناك مؤسسة أو شركة، أو حزب، أو هيئة، أو جمعية، وأردنا أن نطورها ونحسن أداءها، ساعتها تأتي منهجية التغيير بشكل كبير، ونحن لسنا هنا بصدد الحديث عن هذا الأمر وإن كان هو الأساس في علم منهجية التغيير وإنما سيكون حديثنا عن الجزء الآخر من علم منهجية التغيير، الخاص بتغيير الفرد، كيف يتغير الفرد ؟
كلنا نرغب في تغيير سلوكيات من حولنا، فقد نرغب في تغيير سلوك زوج، زوجة، ابن، بنت... وكلنا نرغب في تغيير سلوك الآخرين وهنا أحب أن أؤكد لكم أن كل الدراسات العلمية وصلت إلى قناعة غير عادية بنتيجة غير عادية ذكرها الكتاب الكريم من قبل ألف وأربعمائة سنة: [ إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ]، أو بمعنى آخر أنا لا أستطيع أن أغير أحداً منكم، وأنتم لا تستطيعون أن تغيروا غيركم، ما من أحد منا يقدر حتى على تغيير سلوك ابنه، ولو كان هناك إنسان يستطيع أن يغير إنساناً آخر لاستطاع النبي صلى الله عليه وسلم أن يغير أقرب الناس إليه وبعضهم مات مشركاً [ تبت يدا أبي لهب وتب] وهو عم النبي صلى الله عليه وسلم [ إنك لا تهدي من أحببت ] إذاً قضية تغيير الآخرين ليست ممكنة، نعم نحن نستطيع أن نوجد حافز فعال نحو التغيير لكنا لا نستطيع أن نوجد تغييرا فعالا.




""التغيير"" 

اذا أردنا أن نتعرف على معنى التغيير دون الدخول في فلسفات كثيرة يمكننا أن نقول أنه كما أن الفرخ يخرج من البيضة ويتحول من طور إلى آخر فإن الإنسان كذلك يمر في حياته بمراحل يتغير فيها، هناك مراحل شبه إجبارية على كل إنسان، يكون جنيناً ثم يصبح مولوداً، ثم يصير شاباً ....الخ، والسؤال هنا هل بالضرورة أن يرتبط التغيير بهذه المراحل ؟ 
بعض الناس لا يتغيرون إلا إذ صار لهم شيء أو حدثت لهم مصيبة أو بلغوا عمراً معينا، أذكر أني في دورة من الدورات نصحت إحدى الأخوات ببعض النصائح فقالت: اسمع يا دكتور لن أتغير إلا عندما يصبح عمري أربعين سنة. فقلت لها: لماذا؟ هل تضمني أن يصل عمرك أربعين سنة، الإنسان لا يضمن عمره، ثم لماذا تؤجلين إذا كنت مقتنعة أن هناك شيء خطأ في حياتك، ولـمَ تنتظرين هذا الانتظار.. 

أعود إلى التغيير لنتعرف على معناه فأقول: التغيير: عملية تحول من واقع نحن نعيش فيه إلى حالة منشودة .

descriptionكيف تغير نفسك؟ التخطيط الاستراتيجي للذات . Emptyرد: كيف تغير نفسك؟ التخطيط الاستراتيجي للذات .

more_horiz
التغيير: عملية تحول من واقع نحن نعيش فيه إلى حالة منشودة .


نحن اليوم نعيش في واقع معين وهذا الواقع نحن نحيا فيه بمستوى معين، وهنا ينبغي لكل راغب في ممارسة عملية تغيير أن يخضع لتشخيص حاله وذلك من خلال إجابته على أسئلة أربعة توجه إليه على النحو التالي : - 



1-هل أنت سعيد ؟ 
سؤال بسيط لكنه خلاصة ما نحن بصدده بل ما هو بصدده وجود الإنسان ذاته . 
وهو سؤال لا نريد الإجابة عليه بل كل إنسان يحتفظ بالإجابة عليه لنفسه كما أننا لا نريد الانشغال بالمظهر الخارجي، أي أن الإنسان يكون شكله جميل، وينبسط ويبتسم، ولا يهم كذلك أن يكون هناك أناس يحترمونكم ويقدرونكم، وكم لكم من مكانة في المجتمعات، وأن يكون هناك أناس تحرص على راحتكم وتنشد رضاكم، ولكن حينما تصير لوحدك وليس أحد معك إلا الله سبحانه وتعالى وتطالع في قرارة نفسك . 
هل أنت سعيد ؟ 



2- هل أنت راض عما وصلت إليه ؟ 
على اعتبار أنك قد وصلت إلى مستوى معين في مختلف جوانب الحياة، وصلت إلى مستوى معين في إيمانك وعلاقتك بالله عز وجل ، في عبادتك، في علاقتك مع أهلك، في إنجازاتك وعطاءاتك، وصلت إلى وظيفة معينة، إلى منصب معين، إلى مشاريع معينة حققتها في حياتك، هذا إن كان الإنسان حقق مشاريع في حياته، بعض الناس- فقط – موظف ما فعل شيء يستحق الذكر في الحياة، إن سئل ما هي إنجازاتك؟ ما الذي قدمته للبشرية ؟ أجاب كنت موظفاً عادياً. فهل أنت راض عن المستوى الذي وصلت إليه.


3- هل يمكن أن تكون أفضل ؟ 
هل يمكن أن تكون أفضل في كل ما سبق أم أن هذا هو أعلى مستوى يمكن أن تصل إليه ؟ والمسألة هنا واضحة جداً إذ أن كل إنسان بالتأكيد يستطيع أن يصل إلى مستوى أفضل ، أفضل في علاقته مع ربه ، وأفضل في علاقته مع نفسه ، أفضل في علاقته مع أهله ، مع الناس ، أفضل في إنجازاته وعطاءاته ، في كل مجال يستطيع الإنسان أن يكون أفضل . 



4- ما هي الإنجازات أو ما هو العطاء الذي أريد أن أخلفه ورائي في الحياة؟
أي بعد عمر طويل وعمل صالح إن شاء الله [ إنك ميت وإنهم ميتون ] الإنسان سيموت، قبل أن يموت هذا الإنسان إن التفت لورائه، ونظر، وسأل نفسه ما هي الإنجازات التي تركتها خلفي، ما هي المشاريع التي عشت من أجلها ماذا سيكون الجواب؟ 
هذه الأسئلة ليس مطلوب أن تعطوا إجاباتها لأحد، بل هي لأنفسكم، ولذا لزم أن يكون كل إنسان صادقاً مع نفسه لأن الخطوة الأولى في التغيير أن يشخص الإنسان الواقع تشخيصاً دقيقاً صادقاً، نحن نريد حالة واقعية ولتحقيق ذلك لزم أن نعرف الواقع الذي نعيشه بحقيقته لا ببهرجته . 



إذا تبلورت هذه الأسئلة وكانت الإجابة نعم أنا سعيد لكن يمكن أن أكون أسعد، وراضي غير أن هناك بعض الجوانب أنا لست راضٍ عنها مفروض أن أكون فيها أحسن، هل يمكن أن أكون أفضل ؟ بالتأكيد أستطيع أن أكون أفضل من هذا بكثير
إذا تبلورت هذه الأسئلة أمكننا معرفة واقعنا المعاش ومن ثم أدركنا مدى حاجتنا للتغيير كما أنها أسئلة تعبر لنا عن تعريف التغيير، (الانتقال من الواقع الذي نعيش فيه إلى حالة منشودة نتمناها )
نتمنى أن نكون أسعد . 
نتمنى أن نكون راضين عن كل جوانب حياتنا . 
نتمنى أن نكون أفضل . 
نتمنى أن تكون لنا مشاريع لها أثر في حياة البشر . 


يتبع

descriptionكيف تغير نفسك؟ التخطيط الاستراتيجي للذات . Emptyرد: كيف تغير نفسك؟ التخطيط الاستراتيجي للذات .

more_horiz
بعض جوانب التغيير
هناك جوانب كثيرة يمكن أن يتغير فيها الإنسان أو بمعنى أدق أن يغير فيها الإنسان نذكر منها :

1. التغيير في المبادئ والقيم :
إن أول وأهم جانب من الجوانب التي يمكن للإنسان أن يحدث فيها تغييراً، التغيير في المبادئ والقيم، سبحان الله ! كلما عشت أكثر وتأملت في الإنتاج البشري وفي واقع الحضارات والعلوم والفلسفات تجد في النهاية كل شيء يرجع إلى الفكر، كل أمور الحياة يحكمها الفكر، مبادئ قيم ينطلق منها البشر وتوجه حياتهم وانتاجاتهم، بعض الناس يسميها حضارة، تقدم، فكر، فلسفة... سمّها ما شئت فهي في النهاية مجموعة قيم ومبادئ تتحكم فينا وإن كنا نتبناها نحن باختيارنا، " كل مولود يولد على الفطرة "، لو ترك الإنسان بلا مؤثرات لعاش على منهج رب العالمين، " كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه ". 
يبدأ زرع القيم ويبدأ التغيير منذ الطفولة، بل في الست سنوات الأولى من عمر الإنسان، ومن هنا يأتي الخلل الجسيم في أن تعامل مرحلة رياض الأطفال على أنها مرحلة لعب ليس إلا، مع إنها مرحلة زراعة قيم وأفكار ومبادئ تحكم علاقات الإنسان وطريقة إنتاجه، وعادة ما تبدأ زراعة هذه القيم والمبادئ في نفس الإنسان من قبل مؤثرات خارجية لا سيما من الأبوين لما لهما من تأثير غير عادي في هذا الشأن، ثم يكبر الإنسان ويبدأ في النضوج ويبدأ يفكر باستقلال عن هذه المؤثرات الخارجية ويبدأ يختار قيم جديدة يختارها من تأثره بأصحابه، من خلال أفلام أو مسلسلات يراها، من خلال علاقات، تبدأ مؤثرات خارجية جديدة تأتيه لتزرع فيه قيم ونظرات للحياة جديدة، وهنا تأتي المجتمعات بطريقة تركيبتها فتزرع في الإنسان قيم معينة، هناك مجتمعات تزرع في نفوس أبنائها قيمة الوقت والضن به، وهناك مجتمعات للأسف مثل مجتمعاتنا العربية اليوم تزرع في الأجيال قيمة عدم الاكتراث بالوقت بل الناظر لمجتمعاتنا يجد فيها مجموعة قيم في منتهى السوء منتشرة بين الناس ومتجسدة في الأمثال وبالخصوص الأمثال الشعبية، من هذه القيم على سبيل المثال " شوف وغمض " يعني انظر إلى الخطأ والمنكر واسكت، يا سبحان الله لماذا ؟ قيمة ثانية تقول " مد رجليك على قد لحافك " لماذا أنام منطوي؟ ماداً أرجلي على قدر لحافي، لـَم لا أمد لحافي على قدر أرجلي ؟، قيمة ثالثة تقول " القناعة كنز لا يفنى " لماذا القناعة ؟ لمَ لا يكون الطموح، وعلى الرغم من سوء هذه القيم وغيرها الكثير فإن السواد من الناس يأخذها كمسلمات وقيم مقبولة.
وعليه فإننا نحتاج إلى أن نعيد النظر في الكثير من هذه القيم وذلك بان يبدأ كل إنسان يفكر بطريقة تختلف عمن حوله، يبدأ يتبنى القيم الصحيحة، فلا يأخذ كل ما يأتيه من أبويه، أو ممن حوله، أو من الإعلام، أو المفكرين أو الأدباء، مسلَّم به، كلا لماذا أنت مُسلم ؟ لماذا أنت مُسلَمة ؟ . هذا سؤال ليس مرفوض في الشرع، نحن عندنا –سبحان الله - شرع الله عز وجل قوته في منطقه، قوة ديننا في قوة منطقه الذي يحمله ولن يشاد هذا الدين أحد إلا غلبه، أبداً قوة غير عادية، ولذلك فنحن على استعداد لمناقشة أي قضية حتى بما فيها قضية التوحيد، هل الله موجود أم لا ؟ لا مانع عندنا من مناقشة هذا السؤال أو هذه القضية، هل لله ولد أم لا ؟ [ قل إن كان للرحمن ولد فأنا أول العابدين] هكذا يقول القرآن إذاً هناك قيمة غير عادية اسمها قيمة العقل والمنطق، ليس هناك تسليم، لا لشيخ ولا لحزب ولا لجماعة ولا لحركة ولا لأب ولا لأم لا أسلَّم إلا بالدليل والبرهان والمنطق هذه قيمة يجب أن نزرعها في نفوس أبنائنا، قيمة جديدة وللأسف الشديد نحن تعودنا في مجتمعاتنا العربية والإسلامية باسم احترام الكبار، وباسم احترام الشيوخ أن نسلَّم، وأن تسلم يعني تقلد، وديننا جاء لرفض التقليد الأعمى [ إنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على أثارهم مقتدون ] قضية أساسية ينكرها القرآن ، لقد عمل القرآن الكريم من يوم جاء على نسف المبادئ والقيم التي قامت عليها حياة الجاهلية ، وجاء بقيم جديدة ، ولما جاء بقيم جديدة صنع حضارة ، ومن هنا كان التغيير الذي يحدث في المبادئ والقيم أعظم وأكبر تغيير وذلك لكونه يحكم كل التغييرات الأخرى .


2. التغيير في السلوك : 
علاقتنا بالآخرين محكومة بشكل كبير وغير عادي بالقيم والمبادئ التي نتبناها، ولمزيد من الإيضاح والبيان لهذا الأمر نأخذ هذا المثال : 
رجل يملك مؤسسة ولديه موظفين يحرص على أن يبتسم لهم ويضاحكهم بهدف ماذا؟ 
كثير من الناس لما يعمل هذا فإنما يعمله بهدف مص دمائهم وعصرهم حتى يبذلوا جهداً أكبر يزيد من كمية الإنتاج لمؤسسته ثم يركلهم ، لماذا ؟ 
لأن هناك مبدأ خطأ، وهنا صار لزاماً علينا أن نعيد النظر في قضية السلوك والعلاقات فسلوك الإنسان نابع من قراراته وقراراته نابعة من قيمه، وعليه كان باستطاعة أي شخص أن يتغير، فليس هناك سلوك مفروض علينا فالرجل الذي يغضب هو الذي قرر أن يغضب، والطالب الكسول هو الذي قرر أن يكون كسولاً، ومرة أخرى نحن لا نستطيع أن نغير الناس، أنا لا أستطيع أن أحيل الطالب الكسول نشيطاً، وإنما بإمكاني أن أوجد له مناخ وبيئة للتغيير، لكن تبقى مفاتيح التغيير بيد الإنسان ويبقى التغيير الحق هو ذلك التغيير النابع من داخل النفس الإنسانية . 

3. التغيير في أساليب الإدارة: 
كيف أدير نفسي ؟ كيف أدير بيتي؟ كيف أدير عملي ؟ وهنا أقول يستطيع الإنسان أن يدير بالأوامر ويستطيع أن يدير بالأخلاق، أنس بن مالك رضي الله عنه يقول: خدمت النبي صلى الله عليه وسلم عشر سنوات، يخدم عنده صلى الله عليه وسلم ما سأله لم فعلت كذا ولم لم تفعل كذا فأي أسلوب في التعامل هذا وأي أسلوب في الإدارة والقيادة ينبع من قيم أخلاقية. 

4. التغيير الاجتماعي :
وكثيرة هي ضروب هذا التغيير، فالشاب إذا تزوج يحدث له تغيير جذري، الرجل إذا رزق بالولد يحدث تغيير في حياته الاجتماعية، كذلك تغيير المسكن، تغير الأثاث.. هذه التغييرات وغيرها كلها تغييرات اجتماعية يستطيع الإنسان أن يوجهها التوجيه الصحيح، ومع ذلك فإن الكثير من الناس إذا تزوج مثلاً يتزوج ومعاييره في الزواج خاطئة وعليه فإن نسبة كبيرة من الزيجات في مجتمعاتنا العربية تختل وتنتهي بالطلاق في أقل من خمس سنوات، وهذا أمر لم يحدث إلا يوم صارت قيمة المرأة عند الكثير من الناس في شكلها في جمالها، كما يقال الحب من أول نظرة، وهذا إنما يكون على الشكل وللأسف الشديد فإن مجموعة الأفلام العربية تعمل على تكريس هذه القيم ، التي تزرع في نفوس النشء نظرة اجتماعية خاطئة ، وطريقة تفكير في العلاقات الاجتماعية خاطئة، هذا إلى جانب مجموعة قيم أخرى خاطئة تزرعها المجتمعات في العلاقات الاجتماعية خلاصتها أنه لا تصح قوامة الرجل في بيته إن هو أشرك زوجته في إدارة دفة البيت، أو فوضها في ذلك، ويبدأ الرجل يمارس ممارسات خاطئة لأن في خلفيته وفي عقله الباطن ما يدفعه لذلك. 
نظر اجتماعي خاطئ تولد من قيم خاطئة وانبتت عليه علاقات اجتماعية خاطئة.

5. التغيير في التخصص : 
الكثير من الطلاب لما يدخل تخصص ما لا يدري لماذا هو في هذا التخصص؟ وهذا بسبب قصور نظام التعليم عندنا في الشرق، ولأن الحكمة ضالة المؤمن فإن في نظام التعليم الغربي مسألة لطيفة حري بنا أن نأخذ بها يسمونها مواد دراسية استكشافية، وأنا كطالب كيف لي أن أعرف إني أحب الإدارة أو لا أحبها؟ إلا إذا درست إدارة وجربتها وبعد ذلك أحكم هل تناسبني أم لا أما وأنه لم يسبق لي أن ذقت الإدارة فكيف لي أن أحكم وعليه كم من طالب أو طالبة عندنا دخلوا كليات لم يذوقوا فيها حلاوة يوم دراسي واحد، ما الحل؟ هنا تأتي مسألة التغيير، فالتغيير يمكن أن يحدث في نظرتنا لتخصصاتنا ودراساتنا لكن قد يقول قائل فات الأوان وتخرجت في تخصص لا أحبه فأقول: ليس خطأً أن يكتشف المرء أنه في تخصص لا يناسبه الخطأ أن يستمر فيه، أن يقضي بقية حياته في تخصص لا يحبه، الخطأ أنه يقضي عمره في رغبات، ميول، هوايات، مفروضة عليه، كلا، الأصل أن ينطلق الإنسان من ميوله ورغباته الخاصة ومع هذا فإنه ليس بالأمر الهين وليست مسألة بسيطة أن يغير الإنسان في تخصصه لكن الخيار أحد أمرين فأنت إما أن تستمر بقية حياتك في تخصص يتعسك وإما أن تستبدله بتخصص آخر يتوافق مع رغباتك وميولك وهواك، وإنه لمن المؤكد الثابت إن الإنسان لا يبدع إلا إذا دخل في مجال يعشقه، أما أن نسير على قاعدة " هذا هو المتوفر" فإن هذا لن يؤدي إلى أي عشق للتخصص وبالتالي لن يؤدي إلى أي إبداع .

6- التغيير في المهارات والقدرات : 
قد يقول الكثير من الناس نعم نحن نعشق تخصصات معينة ولكن ليس لدينا هذه المهارات والقدرات اللازمة، وهنا أضرب مثلا مرّ بي أذكر ولا أنسى أول مرة وقفت فيها متحدثا أمام الناس, كنت فيها ممسكا بورقة أقرأ منها, وكان قلبي يرجف ورجلاي ترتعشان, والعرق يتصبب, ما كان عندي هذه القدرة والمهارة لكني كنت أشعر أن هذه المجال أنا أعشقة وأميل إليه, وإن كنت أفتقر إلى المهارات والقدرات اللازمة لذلك وبعد أن فرغت من حديثي قالت لي إحدى الأخوات الحاضرات, ينبغي على الإنسان أن يدخل في مجال يكون لديه فيه القدرة .لو قسنا إنتاجاتنا وإنجازاتنا بقدراتنا فلن ننجز شيء, القدرات الإنسان يصنعها ,المهارات يكتسبها , نعم هناك مواهب قد تعين لكن إذا افترضنا أن القدرات موهبة إلهية سوف نستسلم ونعجز. 

7 . التغيير في المسؤوليات والصلاحيات 

المسؤوليات كثيرة في حياة الإنسان بيد أن هناك بعض المسؤوليات مفروضة علينا فرضاً لا خيار لنا فيها، أن أعمل للإسلام هذه مسؤولية مفروضة، كذلك القيام بشؤون الزوجة والأولاد . 
وللأسف بعض الشباب - بسبب القيم الخاطئة - يرزق بالولد ويظل يعيش حياته كأنه أعزب ، كلا الإنسان لا يمكن أن يعيش بهذه الطريقة بل لا بد له أن يعرف أن حياته سوف تتغير بتغير مسؤولياته ، قيمة يجب علينا أن نزرعها في نفوس الشباب ، هذا بخصوص المسؤوليات أما الصلاحيات وأعني بها ( الحق المعطى للإنسان في أن يتصرف ويطاع )، هذه الصلاحيات لا تعطى، الذي ينتظر أن تعطى له الصلاحيات يعيش في تذمر، لا أستطيع أن أفعل كذا، لمَ لا يُسمح لي بكذا ... 
الذي يعيش بهذه الطريقة لن يغير شيء الذي يغير هو الذي يكتسب الصلاحيات ، مبدأ من مبادئ الحياة التي تعلمتها أن الحرية تؤخذ لا تعطى وأن الصلاحيات تكتسب اكتسابا أما الذي ينتظر أن تعطى له الصلاحيات فإنه سيعيش على هامش الحياة. 
إذاً يجب أن نتغير مع تغير مسؤولياتنا ويجب أن نغير في صلاحياتنا وهذا الأخير سيكون له دور في إنجاز مشاريعنا وأهدافنا، لأنه بدون صلاحيات لا نستطيع أن نحقق أي أهداف أو مشاريع. 




يتبع

descriptionكيف تغير نفسك؟ التخطيط الاستراتيجي للذات . Emptyرد: كيف تغير نفسك؟ التخطيط الاستراتيجي للذات .

more_horiz
هل التغيير سهل أم صعب ؟


مما لا شك فيه أن التغيير مبدأ رئيسي يشمل جميع جوانب حياتنا، ولكن هل التغيير سهل أم صعب ؟ 
قبل أن نجيب على هذا السؤال أقول أنه وبناءاً على ما سبق من كلام حول التغيير فإن التغيير يعد ضرورة لكل إنسان وفي كل مجالات الحياة، كل واحد منا يحتاج التغيير، كما نستطيع أن نقول أن التغيير يمثل رغبة كامنة في نفس كل إنسان لأسباب مختلفة، كل واحد منا لسبب أو لآخر يريد أن يغير، فالبعض مثلاً يريد أن يغير لكي يزيد من كسبه، ويعيش حياة أكثر ترفاً، وهنا أذكر طرفة تحكى أن شخصاً ما عاطل عن العمل يصرف على نفسه من المال الذي ورثه، فجاء إليه أحد أصحابه وقال له: يا فلان، اذهب واعمل، فأجابه البطال: ولـَم أعمل ؟ فقال له صاحبه: لكي تكسب، قال: وما أريد بالكسب، قال الصاحب لكي ترتاح، فقال له: أنا مرتاح .


بالنسبة لهذا البطال فهذه الحياة هي الراحة، لكن إذا استثنينا هؤلاء الهامشيين ونظرنا للإنسان الذي يريد أن يصنع لنفسه في دنياه وآخرته شيء بل ويريد أن يصنع لأمته شيء حينها سنجد أن كل فرد منا يريد أن يغير، وبناء على هذا نستطيع أن نجيب فنقول: التغيير من الناحية النظرية سهل لكنه في الواقع ليس سهلا بل صعب وأصعب شيء في التغيير أن يكون لدى الإنسان إرادة جادة للتغيير، صعوبة التغيير لا تكمن في الإمكانيات ، والقدرات، والمواهب والفرص، وإنما أصعب شيء في عملية التغيير أن يكون لدى الإنسان الإرادة الجادة نحو التغيير سبحان الله الإنسان جبار [وإن كان مكرهم لتزول منه الجبال] لو أراد يصنع المستحيلات لكن مشكلة الإنسان أنه لا يفعل هذا ، مشكلة الإنسان أنه لا يمارس هذا الدور ولا يحمل نفسه على هذه الإرادة بل كثير من الناس يقضي حياته في انتظار شيء ما يحدث له حتى يتغير كم من إنسان لا يتدين إلا إذا حدثت له مصيبة، أو فقد عزيز، لماذا هذا الانتظار ؟ 

فرق كبير بين التغيير الذي يحدث كردة فعل وبين التغيير الذي يأتي مقصوداً ونابعا من الإرادة الجادة والموجهة، النابع من أعماق القلب، هذا الأخير هو التغيير الذي يثبت ولا يمكن له أن يتزعزع، تأتي أم أحد الصحابة الكرام وعمره 16 عاماً وتهدده أنها ستجلس في الشمس ولن تأكل ولن تشرب حتى تموت أو يرجع عن دينه، فقال لها: " والله لو كان لك مائة نفس فخرجت نفس بعد نفس ما تركت دين محمد فكلي واشربي خير لك". 

نعم القضية ليست رد فعل أو مسألة خواطر، إنها قضية قناعات ومبادئ وقيم وعليه كان أصعب شيء في التغيير أن يكون لدى الإنسان هذه الإرادة الجادة نحو التغيير. قرأت مقابلة لأحد الزنوج الأمريكان، رجل زنجي فقير معدم وخلال سنوات بسيطة صار مليونيراً فتعجب الناس منه وسألوه كيف أصبحت مليونير فقال : لقد فعلت شيئين ما يفعلهما من أحد إلا ويصير مليونير، أولهما: قررت أن أكون مليونير قررت، ليس ودي، يا ليت، فرق كبير بين ودي ويا ليت وإن شاء الله وبين قررت، ثانيهما : حاولت أن أكون مليونير ، ولا شك أنها كانت محاولة جادة نحو قرار جاد .

شيئين يحتاجهما المرء في التغيير، القرار الجاد والمحاولة الجادة ، ومن هنا لم تكن في يوم من الأيام صعوبة التغيير في كونه يحتاج إمكانات كبيرة وفرص غير عادية كلا، مشكلة التغيير العظمى أن إرادة الناس ضعيفة ومن ثم كان ضعف الإرادة هو السبب الذي يجعل الناس تنهار أمام عملية التغيير منذ اللحظة الأولى. فرق كبير بين صاحب الإرادة القوية " والله لو كانت لك مائة نفس " وصاحب الإرادة الضعيفة الذي ينهار لحظة أن تبكي أمه.

يتبع

descriptionكيف تغير نفسك؟ التخطيط الاستراتيجي للذات . Emptyرد: كيف تغير نفسك؟ التخطيط الاستراتيجي للذات .

more_horiz
مؤشرات الحاجة للتغيير


ينبغي على كل فرد أن ينظر إلى هذه المؤشرات ويرى هل هي موجودة فيه أم لا وعليه فإن من وجد في نفسه مؤشر من هذه المؤشرات أو أكثر كانت حاجته للتغيير أكبر من حاجة غيره الذي لم يوجد فيه مؤشر من هذه المؤشرات ، وأول هذه المؤشرات : 



1. الإحباط : 
رفع شعار اليأس لا فائدة و"غطيني يا صفية " - سعد زغلول . 
أناس كثير وصلوا إلى درجة إحباط وفقد الأمل في خدمات الدولة، وآخرون وصلوا إلى إحباط في العلاقات، بعض النساء وصلن إلى إحباط في سلوك أزواجهن، هذا زوج ما عاد يرجى منه خير، البعض وصل إلى إحباط في سلوك أولادهم، والمؤسف أن المحبط يترك التغيير بل حتى محاولة التغيير لأنه في نظره ما عاد هناك جدوى من المحاولة، انتهى الأمر بالنسبة له، وهذا المحبط هو أكثر إنسان يحتاج إلى أن يمارس عملية التغيير، ولأن التغيير أمر صعب فإنه سيكون بالنسبة للمحبط أكثر صعوبة. 



2. الملل : 
حياة رتيبة مكررة لا جديد فيها ولا تجديد، في كل يوم أذهب إلى العمل، ثم أعود أتناول الطعام وأدرس الأولاد، يأتي الليل أتناول العشاء، وأنام هكذا في كل يوم حياة رتيبة مملة نفس الحالة والحركة والنغمة، إن من لديه هذا الشعور فليعلم أن فيه مؤشر خطير من مؤشرات الحاجة للتغيير يجعله هو بالذات أكثر حاجة للتغير من أي إنسان آخر . 



3. كثرة المشاكل : 
إنسان مشاكله كثيرة، لديه مشكلة في العمل، ومشكلة في البيت مع الزوجة، مع الأولاد، ومشكلة مع النفس حتى أن أحدهم يقول تناقشت مع نفسي واختلفنا، نعم هناك أناس يعيشون حياتهم بهذه الطريقة، والإنسان الذي لديه كثرة مشاكل ينبغي عليه أن يعرف أن طريقته في علاج المشاكل طريقة خاطئة لا توصل إلى حل، ولذا ينبغي عليه أن يغير طريقته في حل مشاكله لأن كل الطرق التي استعملها كانت على الدوام تزيد في مشاكله ولا تنقصها، فصار في حاجة ماسة إلى إبداع وطريقة غير تقليدية في حل مشاكله.


4. تكرار الفشل : 
نحن نسلي على أنفسنا فنقول إذا فشلت مرة فهي خطوة نحو النجاح وإذا فشلت مرتين فقد اقترب منك النجاح وإذا فشلت عشراً صرت على قاب قوسين أو أدنى من النجاح ، وعلى هذه الطريقة نمضي ، إنها مسألة تحتاج إلى إعادة نظر لأن تكرار الفشل يعني أن هذا الإنسان يدير حياته بطريقة خاطئة في حين هو يحتاج إلى طرق إبداعية للوصول إلى النجاح. 



5.انعدام الإنتاجية أو ضعفها : 
كم مشروعاً حققت ؟ كم كتاباً ألفت ؟ هناك أناس من كثرة انتاجاتهم لا نستطيع أن نحصيها، لكن مع ذلك للأسف نحن نعيش حياة واقعية تقول أن هناك كثير من الحضور وكثير من الغياب وعلى هذا وحتى تعلم من أي الصنفين أنت اجلس مع نفسك في وقت فراغك وسجل الإنجازات التي حققتها في حياتك .


6. الروتين وضعف الإبداع : 
حتى أن ترفيهنا تحول إلى روتين فلا نصيف إلا في ذلك المكان، ولا نرحل إلا إلى ذلك المكان، إنه أمر ينبئ عن خلل نعيشه في حياتنا، نعم كلما كانت حياة الإنسان روتينية كان هذا مؤشر على أنه يحتاج للتغيير .


7. الشعور بعدم أهمية الحياة : 
ذلك الشعور الذي يجعل الإنسان يعيش في انتظار الموت " اللهم إنا نسألك حسن الخاتمة " في حين المفروض على الإنسان أن لا يطلب هذا بقدر ما يطلب طول العمر والعمل الصالح .
بعض الصحابة الكرام في أواخر حياة النبي صلى الله عليه وسلم تمنوا لوا أنهم كانوا من الشهداء الأوائل، الأمر الذي جعل الرسول صلى الله عليه وسلم يصحح هذا المفهوم فقال: منذ استشهد هؤلاء إلى اليوم كم صلاة صليتم ؟ كم صدقة تصدقتم؟ كم فعلتم من خير؟ لعلكم فقتم بهذا أجر الشهداء. معنى يعلمنا إياه النبي صلى الله عليه وسلم لندرك قيمة الحياة، مشكلة المسلمين اليوم أن الحياة ما عاد لها قيمة عندهم، وهذا أمر غير صحيح، يجب علينا أن نعطي الحياة حقها وقيمتها، الله عز وجل وهبنا الحياة وأعطانا فرصه لإعمارها الاستعمار ذلك المعنى العظيم، لأن الاستعمار صار اليوم كلمة سيئة بسبب الاستعمار الذي احتل ديارنا الذي كان من اللائق تسميته استكباراً لا استعماراً لأن الأخير من العمران والأول من التكبر، والذي كان يمارس ضدنا كان استكباراً وكان استغلالاً لطاقات الأمة واستهلاكا لمقدراتها، لم يكن في يوم من الأيام استعماراً، مشكلة المسلمين أنهم ما عادوا يعون قيمة الحياة ، حتى غدونا بدون قصد منا نزرع في نفوس الشباب أن أحسن شيء يفعله الإنسان أن يموت سريعاً ، مات صالحاً وكُفى شر الحياة لماذا هذا الانحراف في التصور ، لـَم لا أتمنى أن أعيش حياة أطول لأنتج إنتاج أكبر لعل الله سبحانه وتعالى يرفع به درجتي في الجنة ، ومن قبل في الدنيا . 



8. المقارنة بالأقران والمنافسين : 
على الإنسان أن ينظر إلى أترابه و إلى زملائه في الدراسة أين صاروا وأين وصلوا ، فإذا وجد أن الآخرين تفوقوا وانتجوا وبرزوا وهو ما زال خلف الركب يحبو ، فليراجع نفسه فهناك شيء ما فعلوه ولم يفعله ، ويحتاج إلى أن يغير في حياته حتى يصل إلى ما وصلوا إليه . 




يتبع

descriptionكيف تغير نفسك؟ التخطيط الاستراتيجي للذات . Emptyرد: كيف تغير نفسك؟ التخطيط الاستراتيجي للذات .

more_horiz
مبررات التغيير


لماذا نمارس التغيير ؟ هناك مبررات عدة تجيب على هذا التساؤل نذكر منها التالي : 



1. لحل المشاكل : 
من المؤكد أن مشاكلنا لن تحل ما استمرينا في علاجها بنفس الطريقة وبنفس العقلية " اينشتين " لديه عبارة جميلة فيها حكمة والحكمة ضالة المؤمن أنى وجدها فهو أحق الناس بها. 
يقول اينشتين: لن نستطيع أن نحل المشاكل المزمنة التي تواجهنا بنفس العقلية التي أوجدت تلك المشاكل . 
فحتى نستطيع أن نحل المشكلة يلزمنا أن نغير تلك العقلية التي أوجدت هذه المشكلة، مثلاً نريد أن نطور مناهج التعليم ونظام الإدارة لتحقيق ذلك لا بد من أن نضخ دماء جديدة غير أولئك الذين وضعوا مناهج التعليم ونظام الإدارة لأن العقلية نفسها ستأتي بنفس النتيجة إلا إذا كان الإنسان عنده قدرة على تغيير وتكييف في العقلية غير عادي وهذا موجود في البشر لكنه استثناء الأصل في البشر غير هذا



. لإثبات الذات : 
في كثير من الأحيان يحتاج الإنسان إلى أن يغير حتى يستعيد الثقة بنفسه، حتى يثبت لها أنه يستطيع أن يكون شيئاً مذكورا ، فكم من إنسان كان مغموراً فلما قرر أن يغير ويصل إلى هدف معين وصل، من هؤلاء الحاجب المنصور ، واحد من أعظم خلفاء الدولة الأندلسية الحاجب المنصور أو محمد بن أبي عامر، قبل تأمره كان ثالث ثلاثة يسكنون كوخاً في قرطبة ويعملون في مهنة الحمارة وفي إحدى الليالي وهم في سهرة يتحادثون قال لهما مخاطباً: يا أخوتاه إن أنا صرت خليفة ماذا تريدان ، فضحكوا وصمتوا. فقال لهم لم صمتم. قالوا: وهل أنت جاد. قال: نعم، إن صرت خليفة ماذا تريدان مني، قالوا: هذا مستحيل حّمار يصير خليفة!! أقول لكم ما تريدان. قالوا: والله لو تنزل السماء على الأرض لن تصير خليفة ، الخليفة شكله خليفة أما أنت فشكلك ليس بشكل خليفة. قال: أسألكما للمرة الأخيرة، ماذا تريدان . فقال أحدهما: إن صرت كما ذكرت فأريد منك قصر منيف، وحدائق غناء، وخيول أصيلة، وجواري حسان ومائة ألف دينار ذهبية. ثم ماذا ؟ قال: حسبي هذا. وضحك الجميع. وهنا التفت للآخر وقال له: وأنت ما تريد قال: إن صرت خليفة وهذا مستحيل اركبني على حمار واجعل وجهي للوراء واجعل من يدور بي في الشوارع وينادي دجال محتال كل من يتعامل معه يرمى في السجن. 

ولما كانت عين محمد بن أبي عامر على الخلافة علم أن مهنة الحمارة لن توصله إلى بغيته – الوظيفة هذه التي أنتم فيها لن توصلكم إلى أهدافكم – فكروا - أما صاحبنا فقد رأى أن الطريق السالك إلى الخلافة هو طريق الجندية وبعد خطة طويلة خلاصتها أنه صار شرطي وتطور حتى أصبح رئيس شرطة قرطبة ، ومات الخليفة وتولى من بعده الخلافة هشام المؤيد بالله وكان عمره حينها 10 سنوات، وهذا من سلبيات حضارتنا: الوراثة للحكم، ولأن الخليفة بهذه السن لا يمكن له أن يدير دولة كان لا بد من تعيين وصي ، فخاف بنو أمية أنهم إن عينوا وصياً يأخذ الخلافة لنفسه وحتى يتجنبوا حدوث أمر كهذا اتفقوا على تعين مجلس وصاية ، وهنا اختلفوا فالكل يريد أن يكون في مجلس الوصاية ، فقالوا : نعين مجلس وصاية من خارج بني أميه فاختاروا ثلاثة أشخاص هم الوزير محمد المصحفي وقائد الجيش محمد بن أبى غالب وقائد الشرطة محمد بن أبى عامر ، وبخطه طويلة استطاع الأخير أن يتخلص من الآخرين وتفرد بالحكم ،و لأنه كان لا يستطيع أن يعلن نفسه أميراً للمؤمنين سمى نفسه الحاجب المنصور ، وأصدر عدداً من القرارات: 
أولها : لا يدخل أحد على الخليفة إلا بإذن منه، 
ثانيها : تنقل دواوين الحكم إلى بيته، 
ثالثها : تنقل أموال الدولة إلى داره، 
رابعها : يمنع الخليفة من مغادرة بيته إلا بإذنه... 
وعليه فإن كثيراً من العلماء يعتبرون هذا انقطاع في الدولة الأموية في الأندلس وبداية الدولة العامرية ، وقد كان له شأن عظيم حيث حقق الفتوح ووصل إلى ما لم يصل إليه حاكم من حكام الأندلس طموح غير عادي ، استطاع أن يزيل دولة النصارى من شمال الأندلس وسيطر على شمال أفريقيا وتوسعت دولة الأندلس إبان حكمه توسعاً لم تشهده في أي وقت آخر ، وبعد ثلاثين سنة تذكر زميليه وأمر من يأتي بهما ذهب الرسول فوجدهما في نفس المكان إلى الآن موظف – وأحضرا إلى مجلسه ، وكان جالساً مع وزرائه فسألهما هل تذكرتماني ، قالا : كيف لا نذكرك ، نحن نخاف أن لا تذكرنا أنت ، فقال مخاطباً من في مجلسه من وزراء وأعيان ، لقد كنت وهؤلاء نسكن كوخاً وكنا نعمل في الحمارة ، وأذكر أننا في إحدى الليالي ، وفيما نحن في أرقنا نتحادث قلت : لهما يا إخوتاه إن أنا صرت خليفة ماذا تريدان مني ؟ وأشار إلى أحدهما ، ما كان طلبك ؟ فقال : قصر منيف . قال : اعطوه القصر الفلاني . ثم ماذا ؟ قال : وخيول أصيلة . قال الإسطبل الفلاني لك ،وحدائق غناء، قال : البساتين الفلانية لك ، وجواري حسان . قال الجواري الفلانية لك . ومائة ألف دينار ذهبية . قال هي لك ثم ماذا . قال : حسبي. قال وله راتب ثابت ويدخل علي بلا استئذان ، ثم قال للأخر : وأنت يا فلان ما طلبت ؟ قال : قصة وانتهت يا أمير المؤمنين . قال : والله ما انتهت ما طلبك . قال : أعفني . قال بل عزمت عليك . فلما رأى أنه لن يتركه إلا وقد أخبر بما طلب . قال : طلبت أن تجعلوني على حمار ووجهي للخلف ويدار بي في الشوارع وينادى دجال محتال من يتعامل معه يطرح في السجن . 

قال : أعطوه حتى يعلم أن الله على كل شيء قدير


نعم أحياناً يحتاج الإنسان التغيير حتى يثبت ذاته ويترجم طموحه وإن كان هناك أناس كثيرة عددهم بلا طموح إن سألت أحدهم ما هو طموحك في الحياة ؟ أجاب سريعاً أن أتقاعد. لا إله إلا الله أي طموح هذا الذي يعيش هؤلاء الناس لأجله. 



3. للقضاء على الملل : 
حتى الحياة الزوجية إن مارسها الزوجين برتابة، كل يوم نفس الأكل وفي نفس المكان وكل يوم نفس التصرفات والممارسات، حتى الحياة الزوجية مع جمالها تصبح مملة، ولذا فإن كل أسرة تحتاج إلى عمل تغيير في حياتها، مثل أن تأكل في يوم ما خارج البيت أو تخرج رحلة ترفيهية، أو لزيارة أحد الأقارب أو أن تغير ديكور البيت وتعيد ترتيب المكتبة، تحتاج هذه التغيرات وغيرها حتى تكسر جدار الرتابة وتفلت من أن تدخل حياتها زنزانة الملل .


4. لرفع الكفاءات والقدرات : 
لكي نتمكن من رفع كفاءاتنا وقدراتنا، فإننا نحتاج التغيير فأن أتعلم موهبة أو قدرة جديدة أتعلم مثلا القراءة السريعة أوفن الخطابة أو أتعلم التخطيط، أو أي شيء آخر مفيد، فهذا من التغيير الذي يحتاجه الإنسان لرفع كفاءته، كما أن هذا الإنسان الذي يتعلم مهارات مواهب وقدرات جديدة سيبدأ يمارس ممارسات جديدة وتتغير حياته . 



5. لمواكبة التقدم : 
الشيء الوحيد الثابت في حياتنا اليوم هو التغيير كل شيء ثابت في حياتنا حتى طريقة عرضنا للعقيدة وفهمنا للحياة نحن نعيش في حياة ديناميكية وديننا ولله الحمد متواكب معها، بل إن مواكبة الإسلام للحياة ميزة من مزاياه وهو ما انعزل يوماً عن الحياة بل يواكبها في كل تقدم وتطور . 
مشكلتنا أمة الإسلام اليوم ليست في الإسلام وإنما في المسلمين الذين عجزوا عن مواكبة التقدم ، وعاشوا في معارك وهمية وأزمنة سالفة ، لماذا هذا . 
لا بد وأن نعيش حياة عملية تتواكب مع التغيير الذي يحدث في الدنيا الحياة اليوم تتطور ويجب أن نتطور معها ، الحياة اليوم تتقدم ويجب أن نتقدم بسرعة أكبر من تقدمها حتى نتمكن من سد الفجوة التي بيننا وبين الأمم الأخرى المتمدنة لا بد وأن نعمل بطريقة غير عادية لأننا لا نستطيع مثلاً أن يكون تعليمنا مواكب للتعليم في بلاد الغرب إذا ما استمرينا نعمل بنفس الآلية لتطوير تعليمنا لماذا ؟ 
صحيح نحن نتقدم وأنا أشد على يد الأخوة والأخوات الذين يبذلون جهود مشكورة في تطوير عملية التعليم ولكن ونحن نتقدم الغرب أيضاً يتقدم وبسرعة أكبر من تقدمنا والفجوة التي بيننا وبينهم تكبر على مر الأيام ، ولذا فإن الطريقة الوحيدة لمواكبة هذا التقدم هي أن نتغير بسرعة أكبر من سرعتهم وأن نبدأ من حيث انتهوا ، معاني عظيمة نحن في حاجة إلى أن نترجمها حتى نستطيع أن نكون حضارة ، ونحدث نهضة حقيقية جادة . 



6. لتحقيق طلبات الآخرين : 
هناك طلبات تأتي من العمل وأخرى تأتي من البيت وثالثة تأتي من الأصحاب والحياة تزداد مشاغلها ومتطلباتها مع الأيام ، وإذا ما نحن واجهنا تلك الطلبات والمشاغل بنفس الآلية ونفس الإمكانية فإننا سنجد أنه بعد فترة تزداد علينا الأثقال والمشاغل ونعجز عن مواجهتها . 
إننا في أمس الحاجة إلى أن نفكر بطريقة مختلفة في كيفية مواجهة طلبات الآخرين وبعضها طلبات واجبة، أنا من واجبي أن أحقق طلبات شرعية مثل واجبي تجاه والدتي، زوجتي أولادي وظيفتي واجبات كثيرة إن استمرينا نتعامل معها بنفس الطريقة التقليدية ستحدث عندنا هذه الفجوة ولذا فنحن نحتاج أن نغير طريقة عملنا حتى نستطيع أن نواكب طلبات الآخرين .
يتبع

descriptionكيف تغير نفسك؟ التخطيط الاستراتيجي للذات . Emptyرد: كيف تغير نفسك؟ التخطيط الاستراتيجي للذات .

more_horiz
قواعد في منهج التغيير


وهي عبارة عن مجموعة أصول ومبادئ أو مجموعة ملاحظات تكررت على مدى الزمان ولاحظ من خلالها الذين درسوا هذا الموضوع أنها صارت شبه أصل فيه ، وهي قواعد كثيرة لكننا سوف نذكر هنا بعضاً منها وأبدأ بذكر أعظم قاعدة من هذه القواعد وهي : 



1 – قول الله تعالى ( إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ): 

بمعنى أن التغيير ينطلق من داخل النفس البشرية فلا يفرض عليها ولا يأتي من خارجـها . 



2 – التغيير المادي أسرع من التغيير الفكري : 
أن أبني بيتاً جديداً أن أغير أثاث أن أشتري سيارة هذه كلها تغييرات مادية هي أسهل بكثير من تغيير فكر أمة ، ولذلك كان من الخطأ الذي يقع فيه الكثير ممن يدرسون الحضارات أنهم يركزون تركيزاً كبيراً على مسألة المادة، في حين أنها في الحقيقة هي السهلة . 
ونحن نلاحظ أنه ما بنيت في مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم العمارات الشاهقة والبنايات الضخمة، والآثار العمرانية التي بقيت على مدى الزمان بل ما كانت هذه قضية الرسول صلى الله عليه وسلم لا في مكة ولا في المدينة، وإن كان الذي حدث أن حضارة هذه الأمة في مشارق الأرض ومغاربها على مدى الزمن انطلقت من مكة والمدينة شرفهما الله تعالى .نعم . 

لقد تأصل التغيير الفكري أولاً فنتج عنه التغيير المادي، الذي لو كان هو المقصود لكان الأمر سهلاً، وإنه ليلاحظ من يدرس قصص الأنبياء عليهم السلام - وبالتحديد منهم إبراهيم ونبينا محمد عليهم الصلاة والسلام - الفارق بين التغيير المادي والتغيير الفكري وذلك من خلال موقفهما عليهما السلام من الأصنام إبراهيم عليه السلام كسر الأصنام التي كان يعبدها قومه، ومحمد عليه الصلاة والسلام لم يفعل ذلك ، وتكسير الأصنام أمر مطلوب ونبي الله إبراهيم عليه السلام فعل شيئاً صحيحاً وهو القضاء على الشرك لكن محمد صلى الله عليه وسلم فعل الشيء الأكثر فعالية . 
عمل على تغيير الفكر حتى وصل إلى مرحلة كان فيها أن الذي كسر الأصنام هم خالد بن الوليد وعمرو ابن العاص وغيرهم من الذين كانوا يعبدون الأصنام في حين ألقي إبراهيم في النار ونفي من بلده بعد أن عجز قومه أن يحرقوه نتيجة لفعله وهنا أقول لكل المتحمسين والشغوفين بالنهضة المادية الغربية والذين يريدوننا أن نستعجل في خطوات الانطلاق نحو التغيير المادي أقول لهم أن التغيير المادي هو الأسهل وأن المشكلة الكبرى هي تغيير فكر الإنسان ومن هنا يأتي دور خاص لرجال العلوم الإنسانية ، إذ أنه ليس الأطباء ولا المهندسين ولا أصحاب التكنولوجيا من يغير الفكر رغم مكانتهم العظيمة في بناء الحضارة .
بل أهل الإعلام والأدب والفلسفة والاجتماع والإدارة أهل الدعوة والفكر وعلى رأسهم علماء الشرع هؤلاء هم الذين يغيرون فكر الأمة فإذا ما انمسخ هؤلاء أو تقاعسوا وأصبحوا مقلدين للفكر الغربي فعلى الأمة السلام، لأنها تنمسخ بانمساخهم ومن هنا تأتي الخطورة غير العادية للمنهاج الغربية في جانب العلوم الإنسانية التي يراد لها أن تطبق في جامعاتنا وإنها لمشكلة كبيرة وعويصة نضع أنفسنا فيها يوم نحاول أن نطبق كتاب فلسفة غربي في عالمنا الإسلامي نعم مشكلة غير عادية لأن الفكر هو الذي ينهض بالأمم ويضع الحضارات وهذه مسألة لا يمكن استعجالها بل يجب أن تطبخ على نار هادئة إلى أن تنضج نضج حقيقي وحتى يتحقق ذلك كان مطلوب من المفكرين الاستمرار في العمل والمحاولات إلى أن تتغير الأمة ، أما إذا فقد هؤلاء الأمل فقد تودع من أمة هم قادتها وصناع نهضتها .
وانظروا إلى تاريخ المصلحين على مدى الزمان وعلى رأسهم الأنبياء عليهم الصلاة والسلام تجدون بوضوح إن العملية التي قام بها هؤلاء هي عملية تغيير فكري منها انبثقت الحضارات وقامت النهضات.



3. الطموحين والمثقفين أكثر استعداداً للتغير : 

الإنسان قليل الثقافة قليل الطموح يرضى بالواقع بل يأسره ويحكمه والذي يقود عملية التغيير دوماً هم أهل الفكر والطموح والمشكلة الكبرى أن يصبح أهل الفكر بلا طموح وهذا هو الذي حدث في الأمة من مدى بعيد وقد تأملت في الذي يسمى " macro-history " أو جزئيات التاريخ وكيف أن كثيرا من الناس عندما يدرسون التاريخ يدرسون جزئياته وهي جزئيات ممتعة ولا شك لكن الأمتع منها أن ينظر الإنسان وأن يتأمل المفكر في صناعة التاريخ وحركته، وبعد التأمل وجدت أن الأمم تأخذ وقتاً طويل حتى تصل إلى القمة ثم في وقت قصير تنهار وانظر هذا إن شئت في حضارة بابل والإغريق واليونان والحضارات الأخرى تجد ذلك واضحاً إلا حضارة الإسلام فإنه في مائة عام سادت الأرض ثم أخذت تتقدم إلى أن وصلت إلى قمة الحضارات وعندما بدأت تنهار أخذ مسار الانحطاط والتخلف في الأمة 800 سنة لماذا ؟ لأن كل الحضارات الأخرى قامت على مثقفين وفلاسفة وقادة عسكريين وملوك عظام كان بناؤهم بطيئاً لأنهم لا يملكون المنهج الفكري الذي يوصلهم إليها، إلا حضارة الإسلام فإن قوتها ليست في رجالها بقدر ما هي في أصل المنهج، المنهج الإسلامي منهج أصيل ومتوافق مع طبيعة البشر ومتوافق مع العقل والمنطق وحركة الحياة لذلك فإن الذي قاد حضارة الإسلام هم العلماء فلم يحدث فيها ما حدث للغرب من صراع بين العلم والدين ومن هنا ، يخطئ من يحاول أن يقيس الدولة الإسلامية بالدولة الغربية كيف لا ودولة الإسلام في ذاتها تحمل توافق بين الدين والدنيا بين الفكر والواقع، وعليه أقول أنه إذا تواجد لنا أصحاب فكر وهذا ولله الحمد ما نراه يزداد باستمرار يجعلنا نطمئن بأن المستقبل للإسلام، وهذا هو ما يحكيه التاريخ من خلال الصورة التالية لحركة الإسلام. 
نهضة سريعة غير عادية قي أقل من مائة سنة حتى أن فتح الأندلس كان في عام 92هـ. 
تلاها نهضة عظيمة بمعدل أبطأ استمرت ما بين 400 – 500 سنة ثم حدث توقف لمدة مائة سنة تبعها انهيار وانحدار استمر 800 سنة وصل إلى القاع مع سقوط الخلافة في بداية هذا القرن ثم جاءت حركات التحرر والإصلاح فاستطاعت أن توقف هذا الانحدار ، وتعاود من ثم الصعود هذا الصعود الذي لا يلاحظه كثير من الناس اليوم لأنهم يقيسون الصعود بمقاييس مادية ، وصلنا إلى الحكم أم لم نصل ،عندنا تكنولوجيا أم لا ، بدأنا نقيس بمثل هذه المقاييس الخاطئة ، نعم ليس هذا هو التغيير المعول والمنشود، التغيير الفعال هو التغيير بالفكر والثقافة والطموح وهذا بدأ في الأمة من جديد وبدأنا نصعد، وآخر ما سينضج هو السياسية . 
من ناحية أخرى ينبغي لنا أن نعرف أن الاستعداد للتغيير يزداد بالحوار،فكلما زاد الحوار زاد نضج الإنسان ليس فقط المقابل إنما أنا كذلك أنضج بمزيد من الحوار، كلما حاورت إنسان تعلمت زيادة والذي ينفعني أكثر هو الذي يخالفني لا الذي يوافقني لأن هذا الأخير لا يضيف لي جديداً، أما الأول فسيجعلني على الأقل أبحث عن أدلة أدعم بها فكري. 
نعم الاحتكاك بالمتميزين يدعم التغيير ويزيد من فرص نجاحه في حين أن الذي يعيش مع الهمل يصبح هملاً وعليه كان من أعظم ما يقدمه الأباء والأمهات لأبنائهم هو أصحاب يكونون على منهج قويم يزيدونهم ولا ينقصونهم نعم الاحتكاك بالمتميزين حتى من الأقران ينفع الإنسان ويجعله يتعلم باستمرار مع أنه في أحيان كثيرة يحب بعض المدراء والقياديين بل ويكون من السهل عليهم أن يحيطوا أنفسهم بمجموعة ضعاف، يطيعون أبدا ولا يبدون اعتراضاً وهذا سهل كما قلنا لكنه لا يفيد الإنسان ولا يضيف له جديد في حين أن الاحتكاك بالمتميزين متعب لكنه مفيد ، ولمزيد من إيضاح هذا المعنى نورد تجربة عملت في إحدى الجامعات الغربية حيث قامت هذه الجامعة باختيار مجموعتين من الناس وأعطت كلتا المجموعتين مشكلة ومعلومات معينة عنها وطلبت منهم الحل ، المجموعة الأولى بدأت بالمناقشة والحوار وتوصلوا إلى حل كتبوه وقدموه، المجموعة الثانية، الجهة المنظمة للأمر أتفقت مع أحد أفرادها سراً على أن يخالف باستمرار فبدأ في كل رأي يُقترح يبحث عن سلبياته فكان بذلك عامل قلق وتعب لمجموعته ، فالمجموعة الأولى وصلت إلى حل في وقت قصير وهؤلاء أطالوا البحث والنقاش ووصلوا في النهاية إلى حل كان هو الحل العملي الأنضج والأفضل، وكان الحل الأول بالنسبة للثاني حل فج ثم أعادت الجهة المنظمة الكرة وأعطت المجموعتين مشكلة أخرى ومعلومات عنها وطلبت من المجموعتين الحل وقبل ذلك طلبت من كل مجموعة أن تختار شخصاً منها ترسله إلى الأخرى " تتخلص منه " فكانت النتيجة أن المجموعة الثانية تخلصت من المعارض لأنه كان عامل تعب وقلق بالنسبة لها وهكذا هي المعارضة سواء كانت في العمل السياسي أو الفكري أو حتى الشرعي ومع ذلك فإن الخلاف يثري ثراء غير عادي، أما الدكتاتوريات سواء كانت سياسية أو شرعية أو فكرية عندما يصبح رأي واحد فإنه يصبح رأي فج يصيبه النقص والعوار . 
نعم الاحتكاك بالمتميزين متعب ويأخذ جهداً ووقتاً طويلاً لكنه هو الذي ينمي الناس ويطور الحضارات .


4. نقل الأهداف إلى مشاريع : 
ينبغي على كل إنسان بدلاً من أن تبقى أهدافه هلامية، أريد أن أحدث تغير فكري في الأمة، أريد أن أطور العلم الشرعي، أريد النهوض بالإعلام، بالتعليم، بالصحة، بدلاً من أن تبقى أهدافه هلامية بهذا الشكل ينبغي عليه أن ينقلها إلى مشاريع على أن يكون لدية مرونة في التعامل بحيث أنه إذا تعثر مشروع بدأ بالبحث عن بديل، أو إذا واجهته مشاكل سياسية اقتصادية ....الخ يحاول أن يلتف عليها، أما الذي لا يعيش هذا الجو، جو المرونة، الذي يريد إما تغيير كامل أو يحبط هذا نقول له أن الأمم لا تنهض بهذه الطريقة، وكذلك التغيير في البشر، لم التحجر إما أن التعليم عندنا يصير مثل التعليم الأمريكي أو أن نبقى كما نحن عليه، هناك حلول وسط يمكن أن نقبلها وإن كانت ليست هي الأفضل لكن يبقى عندي استعداد لأن أحاور وأناقش وأتنازل، إن الإنسان الذي لا يملك هذا الاستعداد للتفاهم والحوار والتنازل للأخذ والعطاء، الذي لا يملك هذا الاستعداد لا يستطيع أن يبني حضارة ولا يستطيع أن يغير أو يتغير لأنه إنسان جامد، وهذه مشكلة الفصل في كل شيء، مع أن هناك حلول وسط ومرونة يحتاجها التغيير . 
كثير من الناس نراهم في الحياة إما أن يعيش المرء منهم في برج عاجي بعيداً عن الواقع أو يقيد بالواقع ويحبط به ويستسلم له، في حين أن هناك حل غير ذلك هو أن أغير ما استطعت وأتدرج وأشق طريقاً من هنا، وألتف من هنا، أما عقلية أبيض أو أسود فإنها عقلية يجب أن نخلعها حتى نكون فاعلين في أمر التغيير.


5. إما أن نغير وإما أن ندفع الثمن مؤجلا : 
أمامنا خيارين في أمر التغيير هما : 
أن نؤجل أو نعجل، مع العلم أن ثمن التغيير معجل، وثمن عدم التغيير مؤجل، بمعنى أني عندما أغير فإني سوف أجد نتائج إيجابية كبيرة ومباشرة لهذا التغيير وإذا لم أغير- وكثير من الناس يظن أن عدم التغيير أو البقاء على حقيقة الأمر الواقع ليس له ثمن إذا بقينا نردد الله لا يغير علينا بمفهومها السلبي الخاطئ - فإن ثمن هذا التأجيل سيكون باهظا وسيئ، يكون من نتائجه أن يزداد تخلفنا، وضعفنا وخلافاتنا وفرقتنا واستغلال الآخرين لنا . 



6. التضحية : 
ليس هناك تغيير بدون تضحيات، ومن يريد أن يغير وهو جالس في مكانة لا يمكنه ذلك، دخل عمر ابن الخطاب يوماً المسجد فوجد رجلاً يسأل الله الرزق وهو عاطل عن العمل فنزل عليه رضي الله عنه بالدرة وقال له : "يا هذا قم فاعمل فإن السماء لا تمطر ذهباً ولا فضة". نعم لا بد من جهد ولا بد من تضحية حتى يسود الحق، الأنبياء عليهم الصلاة والسلام على مدى الزمان كانوا أصحاب تضحيات، فهذا محمد صلى الله عليه وسلم تكسر ثنيتاه ويدخل الحديد في جبهته وهو أكرم الخلق، وكان الله قادر على أن يجعل الإسلام دين الحق يسود الأرض بكلمة يقول له سد فيسود الأرض، ولكن شاء الله أن يدمى النبي صلى الله عليه وسلم حتى يعلم المسلمون أنه ليس هناك تغيير إلا ومعه تضحيات تزداد وتعظم كلما كانت الأهداف أكبر. مريم عليها السلام امرأة خرجت لتوها من مخاض ضعف على ضعف [ فأجاءها المخاض إلى جذع النخلة ] أراد الله أن يسقيها فأنبع لها الماء من تحت رجليها وأراد أن يطعمها ، يرسل لها التمر فقال لها [ وهزي إليك بجذع النخلة تساقط عليك رطباً جنيا ] من منا يقدر على ذلك، الرجل الشديد القوي لا يقدر أن يهز جذع نخلة، فما بالكم بامرأة ضعيفة خرجت من مخاض. إذا سقوط التمر معجزة لا علاقة لها بهز النخلة فلماذا قال الله لها ( وهزي ) إنه يعلمنا أنه لا بد من الجهد حتى وإن لم يكن للجهد أثر، نحن لا ننتصر بقوتنا ولا بجهدنا، نحن ننتصر بقوة الله عز وجل [ وما النصر إلا من عند الله ] . 
نعم يجب علينا أن نعمل ونضحي ونبذل لأن ذلك قانون وسنة [ ولن تجد لسنة الله تبديلا ] [ ولن تجد لسنة الله تحويلا ] . 
لا بد من الجهد والتضحيات حتى وإن كان ليس لها أثر في النتائج .


7. الصبر : 
الصبر أساس الوصول إلى النجاح والتغيير [ فاصبر وما صبرك إلا بالله ] [ واصبر كما صبر أولو العزم من الرسل ] صبر تجسد في كل الأنبياء عليهم الصلاة والسلام وهم أكرم الخلق عند الله . 
إنه لا بد من الجهد ولا بد من المشقة بل إنه كلما كانت الأهداف أكبر كان التعب أعظم والصبر ألزم . 
وإذا كانت النفوس كباراً """ تعبت في مرادها الأجسام
( الكيس من دان نفسه ) تحكم بها وحركها على قرارات وإرادة، (الكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت والعاجز من أتبع نفسه هواها وتمنى على الله الأماني ". إمعة يجيب كل ناعق وداع، فأنى له أن يؤثر أو يغير . 



8. الجهل : 
الجهل أهم سبب من أسباب رفض التغيير، فإنسان لا يعرف هدفه ولا ماذا يريد؟ ولماذا هو موجود على ظهر الأرض؟ وما هو دوره في الحياة ؟ وما الطريق الذي يوصله؟ وما الخطوات التي يسلكها لتحقيق ذلك ؟ وما هي العقبات التي ستواجهه ؟ وكيف يتغلب عليها ؟ إن إنساناً جاهلاً بكل هذه الأمور إنسان أبعد ما يكون عن التغيير. 



9. الحاجة إلى مساند : 
لما كان الطريق شاق وصعب والإنسان قليل بنفسه كثير بإخوانه ، كان لا بد لكل إنسان من مساند ، نعم الإنسان في حاجة إلى من يسنده ، يعينه يؤيده ، الإنسان يحتاج إلى أنصار وحواريين كيف لا والأنبياء احتاجوا لذلك . 
الإنسان في حاجة إلى من يصحح مساره ويثبته ويرشده ومن هنا ينبغي لكل شخص ومن باب أولى كل من يقوم بعملية تغيير أن يحرص على أن يكون له مساندين يعينونه على ذلك . 



10. التخطيط : 
كلما خطط الإنسان كان أعرف بما يريد وكيف يصل إليه ومن ثم كان التغيير أسهل، وقد أثبتت الدراسات الإدارية أن كل ساعة نقضيها في التخطيط، توفر ثلاث إلى أربع ساعات عند التنفيذ، إذاً التخطيط ليس تضييعاً للوقت كما يظن البعض، بل التخطيط وعي و فهم، وبناء، التخطيط توفير عند التنفيذ.


11. كل تغيير سيواجه بمقاومة : 
إنه لما كان كل تغيير يواجه بمقاومة ولاشك كان لزاماً على كل من يمارس عملية تغيير أن يستعد لمقاومة المقاومة التي تستخدم ما يقرب من عشرين طريقاً لإيقاف التغيير.
والمرء إن استطاع أن يفهم المقاومة ويفهم أساليبهما وطرقها يكون من السهل عليه أن ذاك مقاومتها، وطرق المقاومة قابلة للتعلم نعم بإمكان المرء أن يعرفها ويدرسها ومن ثم إذا ما بدأ بمواجهتها يستطيع أن يتغلب عليها لأنه خبير بها .

منقول

descriptionكيف تغير نفسك؟ التخطيط الاستراتيجي للذات . Emptyرد: كيف تغير نفسك؟ التخطيط الاستراتيجي للذات .

more_horiz
شكرا لك على الموضوع

كيف تغير نفسك؟ التخطيط الاستراتيجي للذات . 866468155

descriptionكيف تغير نفسك؟ التخطيط الاستراتيجي للذات . Emptyرد: كيف تغير نفسك؟ التخطيط الاستراتيجي للذات .

more_horiz
شكــرآ على المـرور

كيف تغير نفسك؟ التخطيط الاستراتيجي للذات . 866468155

descriptionكيف تغير نفسك؟ التخطيط الاستراتيجي للذات . Emptyرد: كيف تغير نفسك؟ التخطيط الاستراتيجي للذات .

more_horiz
شكرا لك
:موضوعك اكثر من
سلمت ايديك
 KonuEtiketleri عنوان الموضوع
كيف تغير نفسك؟ التخطيط الاستراتيجي للذات .
 Konu BBCode BBCode
privacy_tip صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
remove_circleمواضيع مماثلة