السلام عليكم ورحمة الله وبركاته للأسف الأسبوعان القادمان سأكون منشغلة ربما لن أستطيع تنزل أي جزء من أجزاء الرواية لذلك قررت أن أضع الأجزاء اليوم وغدًا. بداية من يوم الجمعة لن يكون هناك وقت كاف إلا للدخول فقط ورؤية ردودكم XD وإن حالفني الحظ فسأتمكن من الرد عليها ربما.. لكن بشكل عام 4 أجزاء سأحاول وضعها اليوم وغدا ففي كل أسبوع= جزئين، أسبوعين=4 أجزاء لذلك سأضع 4 أجزاء بالمقابل>وئام لا تقتليني تستطيعون قراءتها دفعة واحدة أو تقسيمها على أسبوعين كما تحبون.. أنا آسفة حقا لوضعي كل هذه الأجزاء دفعة واحدة، ولكن بما أنها مكتملة فلم لا ومازالت الرواية في بدايتها على أية حالXD فهي أطول من رواية بهابيهو لكن أجزاءها قصيرة نوعا ما خصوصا الأجزاء الأولى أتمنى أن تستمعوا بها ^^ _ (2) مضى الكثير من الوقت وأنا لا أرى أمامي شيئا غير السواد، السواد وفقط.. السواد الذي يُعبّر بوضوح شديد عن نوع مستقبلي إذا عشتُ! لهذا أنا أتمنى الموت قبل أن أقابل هذا المستقبل المشؤوم! فتحتُ عيني على سقف غرفة ما، أو لنقل على نفس سقف الغرفة السابق، لكن هذه المرة.. وجدت في وجهي ذلك الرجل ينظر إليّ وعلى وجهه علامات القلق والاضطراب، ولا إراديا انطلق من حلقي أنين متألم عندما ضغط على يدي قليلا، وحينئذ وجدته يتنفس الصعداء ويبتسم ابتسامة مرهقة قائلا: الحمد لله.. نظرتُ له بدون فهم، لماذا أشعر أنني فاقد الذاكرة؟ ماذا حصل؟ لماذا أشعر أنني أعرف هذا الرجل؟ آه تذكرتُ، إنه هو نفسه الذي هربت من بيته المرة السابقة، وهو الذي أنقذني من ذلك الشارع! لحظة، إذا كنت قد هربت من بيته وألقيت بجسدي في وسط الشارع بعد أن قال لي إن سور بيته هو ملك له، فلماذا يُعيدني إلى بيته ويتقبل كل تلك الإهانة له ولابنته؟ شعرت بأنني لا أفهم شيئا، نظرت عن يميني بصعوبة فوجدتُ نفس الفتاة التي كسرتُ صحن الحساء عليها، كانت تبتسم لي بقلق هي الأخرى وعيناها دامعتان، ولكن.. ألا يجب أن تنظر لي عابسة بغضب لأجل ما فعلته لها؟ ما الذي حصل؟ أأنا فعلا كسرت عليها طبق الحساء وهربت من هذا الرجل أم لا؟ إنني أتذكر ذلك جيدا، فلماذا أرى ردة فعلهم غريبة جدا؟ سمعتُ صوته يقول في إشفاق واضطراب: الحمد لله أن حالتك لم تتدهور عن ذلك، لقد كدنا نفقدك! أرجو ألا تتهور وتعيد ما فعلت مرّة أخرى.. فهمتُ إذن، هو يتذكر ما فعلتُ، ولكنه يصفه بالتهور! إنها إهانة لي، وأنا لن أسمح له بأن يكررها مرة أخرى.. تجاهلت ما قال لكنني عهدتُ على نفسي لو أهانني مرة أخرى فسأفعل شيئا لن يرضيه البتّة! نظرتُ له ببرود ثم قلت بصوت مبحوح جدا ومرهق: لماذا تريدني أن أحيا؟ لماذا لم تدعني للموت؟ ابتسم ابتسامة دهشة وعجب مني، وهو يقول ببساطة: كل الناس يريدون أن يحيوا، لمَ تقول هذا؟ عليك أن تشكر الله لأنه ما زالت في حياتك بقية! ابتسمت ابتسامة ساخرة هازئة منه، وقلت في غيظ مكتوم: كل الناس الذين يريدون أن يحيوا أنا لست منهم، إن حياتهم تختلف عن حياتي، إنهم يعيشون كالبهائم يأكلون ويستمتعون بالحياة أما أنا فليس لي أي نية بالبقاء في هذه الحياة اللعينة! لذلك إذا حاولتُ أن أقتل نفسي مرة أخرى فإياكَ أن توقفني أتفهم؟ الرد الوحيد الذي رأيته منه هو أنه رفع حاجبيه في أشد ذهول، ثم راح ينظر لي مليّا، وقام عن كرسيّه وهو يتنهد، ثم سألني: ما هو اسمك؟ أشحتُ بوجهي عنه لأنظر إلى تلك الفتاة التي لا تقل ذهولا ودهشة مما أقوله، وتنظر لي بعينين بريئتين مصدومتين، وعندما رأتني أنظر لها بجرأة، أنزلت عينها في الأرض حرجا مني. ولكنني لم أكن أهتم بالنظر إلى فتاة خرقاء مثلها، فقد كنتُ أريد أن أهرب من نظرات هذا الرجل المزعج! أعاد سؤاله عليّ بهدوء، ولكنني تجاهلته! اقترب مني أكثر ثم أمسك بذقني وأجبرني على أن أواجه وجهه الحازم، اغتظتُ كثيرا من هذه الحركة وامتلأت عيناي بقوة الغضب وقلتُ: هل تريد إجباري على الجواب بما أنك أنقذتني! أتعتبر نفسك ذو فضل علي؟ أبعد يده عني وهو يحدق فيَّ وكذلك أنا، وضعت كل التحدي والإصرار والقوة في عينيّ وأنا أنظر إليه، ظللنا هكذا مليّا، حتى تنهد هو وقال بانخفاض: لا أعتبر نفسي ذو فضل عليك وإنما هو الله الذي منّ عليك! أبعدتُ وجهي بحدة عنه وأنا أقول: أف! كان الألم يُزلزل جسدي، وكل كلمة أقولها تزيدني وجعا، ولكن أهم من كل هذا الألم، هو ألم قلبي، الذي يشعر بالانكسار بسبب هذا الوغد الذي أنقذني.. لا أحب أن يساعدني أحد أو أن يكون ذا فضل علي.. وبسبب هذا الضيق الرهيب التي اجتاحني، أغمضت عيني واعتصرتها، ظللتُ هكذا أتألم، دون أن أشعر بأحد حولي، هدأ الألم قليلا ففتحتُ عيني بإرهاق لأنظر إلى تلك الفتاة كانت ما تزال في مكانها وتنظر لي بقلق شديد هذه المرة، وبعينين باكيتين، ولكن الرجل رحل من الغرفة! نظرتُ لها بانزعاج، كانت تبكي حقا، وتنظر لي ويدها الصغيرة على قلبها، همستْ في خوف وقلق: أأنت تتألم؟ لابد أنها رأت وجهي هذا بكل تجاعيده وملامحه التي تدل على ذلك، ولأنني أتألم حقا وأشعر بغصة رهيبة تنمو في حلقي فقد هززتُ رأسي أي: نعم! وجدتها تزداد حزنا لتقول: ألا تعرف رقم عائلتك لعلنا نستدعيها فتحاول التخفيف عنك؟ شعرت بالألم يتضاعف! لذلك أغمضتُ عيني وهززتُ رأسي: أي لا! حاولتُ أن أحرك الغطاء بيدي اليسرى لأن اليمنى مُكسورة.. حركتُ الغطاء لأخبئ رأسي وخصوصا عيني، ولكنني وجدت الفتاة قابعة فوق رأسي وهي تقول بلهفة: هل تريد أن تأكل؟ أأنت جائع؟ ثم أضافت وعلى وجهها ملامح اللطف: عليك أن تأكل حتى لا تتألم! قلت بصوت مرتجف مستاء: لا أريد شيئا...! وخبئت رأسي بالغطاء، وبمجرد أن حلّ الظلام، سمحتُ لعينيّ أن تنهار لتُخرج كل ما بها من الماء الذي يُسمونه دموع.. إنني أبكي نعم، لأنني أتعذب في الحياة، وللأسف كلما حاولتُ الموت أعادني شيء ما مجددا إلى الحياة التعيسة نفسها! ماذا بيدي الآن؟ تبَّا! حتى محاولة الموت لا أستطيع فعلها! ولكيلا أُخرج صوتا، فقد عمدتُ إلى جزء من الغطاء أعضّه بأسناني.. بعد قليل شعرتُ بشخص فوق رأسي يتنفس، رُفع الغطاء عن وجهي فجأة لأجد وجه ذلك الرجل نفسه وفي عينيه عطف مُشفق، وبمجرد أن رآني فقد ابتسم ابتسامة ذابلة، وابتلع ريقه ثم سألني بصوت رقيق اللهجة: أتريد مسكنا؟ هل ما تلقاه من الألم شديد؟ إن هذا الشخص يزداد حقدي عليه يوما بعد يوم، على أن أقتله قبل موتي، فقد رآني في كل حالات ضعفي، رآني وأنا مغمى علي في وسط الطريق، رآني وأنا أتألم، رآني وأنا أستند إلى الجُدران غير قادر على المشيْ، رآني وأنا أبكي!! أتعتقدون أن شخصا كهذا يجب أن يبقى على قيد الحياة؟ ولأنني أريد مسكنا بالفعل، بل منوّما، فقد قلتُ له ذلك صراحة.. وبعد أن انهارت كرامتي أمامه وتزلزل كبريائي المزعوم.. شعرتُ بأنني أحقرُ من أن أتجاهله هذه المرة عندما سألني وهو يُعطيني إبرة في يدي: ما اسمك؟ فقلتُ: بلال! بعد أن انتهى من الحقنة، نظف يدي ثم وضعها جانبي إلى السرير، ثم قال بإعجاب نقي لمحته في عينيه: ألا ما أجمل اسمك يا بلال! ولكن هذا لم يُشعرني بأي سعادة! بل كنت أريد أن ألقي بجملة ساخرة هازئة تشفي غليلي وتبرد غيظي منه لكن لساني ثقل وكذلك جفني.. حتى استغرقتُ في نوم عميق.. وهادئ! |