الإيمان بمعجزات الرسل. والحكمة من إرسالهم عليهم السلام
الشيخ عادل يوسف العزازي
أيَّد الله رسله بالمعجزات الخارقة للعادة، الدالة على صدق الرسل، وهذه المعجزات يتحدى الرسولُ بها مخالفيه؛ فهي علامة صدقه أنه مرسل من عند الله.
فمن هذه المعجزات: ناقة صالح، وعصا موسى، وإبراء الأكمه والأبرص لعيسى، وغير ذلك من المعجزات.
وقد أيد الله النبي محمدًا صلى الله عليه وسلم بكثير من المعجزات، في مقدمتها معجزة القرآن الكريم، الإسراء والمعراج، انشقاق القمر، نبوع الماء من بين أصابعه صلى الله عليه وسلم، تكليم الشجر والحجر له، إلى آخر هذه المعجزات.
ما الحكمة من إرسال الرسل، أو ما هي مهمة الرسل؟
يمكننا للجواب على هذا السؤال أن نلخص مهمة الرسل في النقاط الآتية:
أ* - الدعوة إلى عبودية الله تعالى والكفر بالطاغوت؛ قال تعالى: ﴿ وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ ﴾ [النحل: 36].
ب* - التبشير والإنذار؛ قال تعالى: ﴿ رُسُلًا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ ﴾ [النساء: 165].
ج* - إقامة الحجة على العباد؛ فمن آمن فهو من أهل الجنة، ومن كفر استحق العذاب؛ قال تعالى: ﴿ وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا ﴾ [الإسراء: 15]، وقال تعالى: ﴿ رُسُلًا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ ﴾ [النساء: 165].
و- تبليغ شرع الله للناس؛ قال تعالى: ﴿ الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالَاتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلَا يَخْشَوْنَ أَحَدًا إِلَّا اللَّهَ ﴾ [الأحزاب: 39]، وقال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ ﴾ [المائدة: 67].
ه*- تزكية النفوس؛ قال تعالى: ﴿ لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ ﴾ [آل عمران: 164]، وقال تعالى على لسان موسى وهو يخاطب فرعون: ﴿ فَقُلْ هَلْ لَكَ إِلَى أَنْ تَزَكَّى ﴾ [النازعات: 18].
وغير ذلك من مهمة الرسل صلوات الله وسلامه عليهم، وبالجملة فهم القدوة التي ينبغي التأسي بها في جميع شؤون الحياة، وفي مقدمتهم نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، الذي جعل الله شريعته ناسخة لجميع الشرائع قبله، والله الهادي إلى سواء السبيل