تذكير بمساهمة فاتح الموضوع :
السـلام عليـكم و رحمة الله تعآلى و بركآتهـ أهلا بكل أعضاء و زوآر ذا بست .. و عشآق القراءة و الروايات على وجه الخصوص ~ مضت فترة طويلـة منذ آخر زيآرة لي لهذا القسم اللطيف ! يبدو أنني لا أزوره إلا من أجل حصد أوسمة المسابقـآت XD هذه المرة كان [ المهرجـان الربيعــي ] سببـا في رسوّ سفينتي هنا و عدت لكم مع " قصة قصيـرة " .. آمل أن تمتعـكم و تكون خفيفة عليكم ^^ بذلت مجهودات كبيـرة من أجل احترام قوانين المسابقة و حصر الكلمات في [ 1500 ] >> و عدد الكلمات هو 1500 بالضبط بالمناسبة ههههه كانت 1900 في البداية ثم اضطررت لترقيعها قليلا و ضبطها في العدد المناسب ~ لن أطيل الحديث أكثـر .. قراءة ممتعة =) فتحت عيناي مستيقظا من شيء أشبه بسبات دام لأعوام .. رفعت نفسي بصعوبة لأجلس .. و بدأت أتفحص المكان من حولي .. كانت غرفـة باردة صغيرة .. كنت نائما على سرير فولاذي عليه بطانية رقيقة .. بعد أن لاحظت الأمر، بدأت أشعر بآلام عظامي التي كنت أتناساها لانشغــالي بأشياء أخرى أكثر أهمية في الوقت الحالي .. - أيـن أنا بحق خالق الجحيـم ؟ أكثر ما جعل فرائصي ترتعد هي تلك القضبان الحديدية التي تغطي واجهة تلك الغرفة .. كل الدلائل تشير إلى أني في ... - السجـــن ؟!!! كيف .. ؟ لماذا .. ؟ .. [ صمـت ] رغم أن الأمـر صدمني بشـدة و اعتقدت لوهلـة أنه أسوأ شيء حدث لي .. إلا أن شيئـا أهم و أكبـر و أشد سوءا تبادر إلى ذهني فجأة .. رفعـت يداي قليـلا لأتأمـل كفاي للحظة .. ثم أنزلتهما مجددا .. رفعت بصري إلى السقـف و قد اتسعت مقلتا عيني دهشـة و فزعا .. - من .. أنــا .. ؟ لا أذكر شيئـا على الإطلاق .. لا من أكون .. و لا من أين أتيت .. و لا كيف وصلت إلى هذا المكان .. لا أذكر شيئـا مما حدث قبل استيقـاظي هنـا قبل لحظـات .. - هل .. فقدت الذاكـرة .. ؟ شددت قبضتـاي بتوتر و أنا لا أملك أدنـى فكرة عما علي فعله الآن .. لكني لم أحظ بوقت كافي لا للتفكيـر و لا حتى للقلق .. فهـأنذا أبصر أحد الحراس يمر أمامي و يتوقف أمام زنزانتي بعد أن لاحظ استيقاظـي .. مقتني بنظـرات ساخطـة للحظـة ثم عـاد أدراجـه دون أن يقول أي كلمـة .. مضت نصف ساعـة تقريبـا على ذلك .. و ها هو يعـود مجددا و معه حارس آخر .. قاما بفتـح باب الزنزانـة فوقفـت حالا و تقدمت نحوهمـا .. وضعـا الأغلال على يديّ و سحباني للخـارج .. لم أكـن مطمئنـا تماما لكنني على الأقل مسرور بتوديع تلك الغرفـة الباردة المخيفـة .. ~ [ بعد دقائـق ] - أسحب ما قلته .. من كان يتوقع بأنني سأنتقل لمكان مفزع أكثر .. أمام رجل يحدق بي بنظرات تقول كل شيء قبل أن ينبس ببنت شفة ، كـأنه يكبـح نفسـه عن تهشيـم عظامي و تقطيع أطرافي و سلخي حيا قبل التنكيـل بجثتي و عرض جمجمتي في متحف محلي .. - اجلـس .. قالها بنبـرة حازمـة جعلتني أنفـذ ما قاله في لمح البصـر .. جلسـت قبالتـه على طاولـة متوسطـة الحجم ، أشار بيده للحارسين اللذان أحضراني، فغادرا المكان و أغلقا الباب وراءهما .. بقيت وحيدا معه في هذه القاعـة الضخمة .. - أنت متهـم بجريمـة قتل، من الأفضل أن تعترف بسرعـة لنغلق ملف هذه القضيـة القذرة [ صدمــة ] في كـل مرة أعتقد فيها أن الأسـوأ قد مضى و أنني لن أمر بأكثـر منه .. يصفعنـي الواقـع بقـوة ليكشـف لي ما هو أسوأ و أسوأ .. ~ توالت جلسـات الاستجـواب .. و كنت أقضي يوميـا ساعات و ساعات مع ذلك الرجل و مهمـا كان جوابي على أسئلته فهو لا يصدقـه ، لم يصدق حتى أمر فقداني للذاكرة ، و لم يكلـف نفسـه حتى عناء إحضار طبيب مختص ليؤكـد حالتي ! كان همـه الوحيـد هو جعلي أقولها .. تلك الجملـة التي عزمـت على أن لا تخرج من فمي مهما كلف الأمر ! ~ هذا ما كنت أدعيـه .. لكن .. الوضع أصبح جحيميـا فعلا .. ذلك الرجل .. لا .. بل ذلك الشيطـان ! كل الدلائـل التي أراها لي تضعني في قفص الاِتهـام من دون أي شك .. يلعب بنفسيتي كما يشـاء و يتفـنن في تثبيـط عزيمتـي و تحطيم آمـالي و نفي كل احتماليـات براءتي ! أحاول الصمود بكل ما أوتيت من قوة ، لكن .. - ليتنـي .. أتذكر من أكون .. ~ أصبحت لا أهتم بكوني قاتلا بقدر اهتمامي بالخروج من دائرة الاستجواب هذه .. مرت ثلاثة أسابيع على استيقاظي في هذا المكان .. و في النهاية .. لم أستطع الصمود أكثر .. - [ بابتسامة حزينة ] أجل .. أنا القاتل .. اعتلت وجهه الماكر بهجة واضحة و تبعتها ابتسامة ساخرة ماكرة مفخخة .. شعرت برغبة في الغثيان عندما رأيته على تلك الحال .. ~ - أنا .. القـاتل .. لا أصدق أنني قلتها مرتيـن .. في حياتي التي لا أذكر منها سوى أياما معدودة .. مرة أمام ذلك الشيطـان و مرة أخـرى في المحكمـة أمام القاضي و أمام جمهـور غفيـر يبدو أنه يمثل عائلة الضحية نظرا للنظرات الساخطـة التي سلطوها علي .. - استنادا على الدلائـل التي جمعهـا قسم تحقيق الجرائم و الاعتراف الصريـح للمتهم ، فإن الحكـم الصادر هو " الإعـدام " ، ... أحسست أن قلبي توقـف حينها .. إذن .. سأموت حقـا ؟ دون حتى أن أعرف من أنـا ؟ و أين عائلتي بحق الله ؟ ألا أملك أي أقارب أو أصدقاء .. ؟ لماذا لم يسـأل أحد عني ؟!!! ~ عدت إلى زنزانتـي مجددا لأقضي آخر أيام حياتـي في هذه الغرفـة الباردة الكئيبـة .. عرفـت بضعة أمور حول نفسي منذ أن بدأت أخضع للاستجواب .. اسمي ، عمـري ، أصلي و البلد الذي أتواجد فيه الآن .. بدت معلومات مألوفة لدي .. رغم فقداني للذاكرة .. - [ يتنهـد ] سوف أعـدم بعد أسبوع على ما يبـدو .. [ إبتسامة ساخرة ] لم يضيعـوا أي وقت بعد أن ألغوا فكرة استئناف القضيـة .. على أية حال ، لقد كانت قضية من جهة واحدة منذ البدايـة .. لم أستطـع حتى تعيين محامـي للدفاع عني .. استلقيـت على سريري القاسي و أغمضت عيني لأستسلم لنوم آمل أن لا أستيقظ منه مجددا .. ~ [ بعد أسبـوع ] - هه .. إذن هكـذا يتم الإعدام ؟ لم يكن الأمر كما تخيلته إطلاقا .. كل ما علي فعله هو الاستلقاء على سريـر يبدو مريحـا .. مقارنة مع سرير الزنزانـة على الأقل ~ تقدم مني شخص يرتدي زي حماية طبي ، في يده حقنـة تحوي سائلا معينا .. - اطمئـن ، لن تشعر بأي ألـم - أطمئـن ؟ و ما أدراك أنت ؟ هل جربتها من قبل ؟ هل استجوبتم شخصا أعدمتموه و قال أنه لم يشعر بأي ألـم ؟ أغمضت عينيّ بهدوء و لم أتفـوه بأي كلمـة .. لا فائـدة من الحديث الآن على أية حال .. آآخ لا أهتم .. فلينتهِ كل هذا بسرعة فحسب ! خلال آخر أسبوع من حياتي أمضيت جل وقتي في التأمل .. الأكل - و قد منحونـي رعايـة خاصـة من هذا الجانب بعد أن أصدر حكم إعدامي ! أكلت كما لم آكـل من قبل في حياتـي قط ~ على ما أعتقد .. - و ما منحتـه أكبر قسط من وقتي كـان .. " النـوم " ! أجل ~ لنقل أن أيامي كانت كلها نومـا تتخلله لحظات من أشياء أخرى ~ خلال نومي كنت أرى أحلاما سعيدة على ما يبدو فلطالما استيقظت و الابتسامة تدغدغ خداي ، لكني و لسبب ما لا أذكر شيئا من تلك الأحلام كأنها تمحى تماما عندما أستيقظ ! . فجـأة بدأت أشعـر بألم فظيع في رأسي .. ! كأن إعصارا قويــا اجتاحـه في لحظـة ! - ماذا ؟ هل هذا هو الموت ؟ فتحت عينيّ و النفس يكاد ينقطع مني .. الرجل ما يزال يحمل الحقنـة .. و أنا لا أزال حيـا .. ؟ ازداد الألم أكثـر فأكثر .. و بدأت مشاهـد عشوائيـة تتبادر إلى ذهني .. من شدة سرعتها لم أستطع استيعاب شيء منهـا .. صرخـت صرخـة زعزعت كيـان من كان واقفا أمامي ، سرعان ما بدأت أحاول التقلب و صوت صياحي يرتفع أكثر .. [ صمت مفاجئ ] تجمدت تماما .. اتسعت مقلتا عيني و بقي بصري مثبتا في الأعلى ، - [ بصوت منخفض ] لسـت .. القاتل .. [ صراخ ] لست القـــاتل !!! ~ كنت على شفا حفرة من الموت .. و عندها .. تذكـرت كل شيء .. لست القـاتل ! هذه المرة كنت مـتأكدا تماما من الأمر ! الخروج من مكان الإعدام ذاك لم يكن سهلا إطلاقا من حسن الحظ أن ذلك السيد الجلاد كانت لديه معارف طبية على ما يبدو و بطريقة ما أدرك أن كلامي حول فقدان الذاكرة و استرجاعها كان صحيحا ~ حسنا .. ربما أكون فقط " محظوظا " إن صح التعبيـر ! فأنا في الواقع " محامـي " ! مررت بجلسة استجواب أخرى مع ذلك الشيطان اللعين و هذه المرة تفوقـت عليه تمـاما هه ! و في المحاكمـة التالية تم إعلان براءتي ~ و عثروا على القاتل الحقيقي الذي لم يكن إلا زميـلا لي ، قدم تصريحات كاذبة ضدي و لفق التهمة لي .. و فوق ذلك أخذ هاتفي و رد على رسائل زوجتي على أنه أنا ! لذلك لم تأتي للبحث عني أو الاستفسار عن حالتي ، أتيت إلى هذا البلد بقصد العمل قبل وقت ليس ببعيد و كنت أمكث مؤقتا في منزل أحد الزملاء .. و الذي هو الضحيـة .. هذا الزميل بالتحديد كانت لديه مشاكل مع زميل آخر - الوغد الذي لفق التهمة لي - و قد كنت في منزل الضحية عندما قُتل فما كان للمجرم سوى إفقادي الوعي بضربـة قوية على رأسي لم تفقدني الوعي فحسب بل أفقدتني الذاكرة أيضا !! ~ هأنـذا أرى نور الشمـس أخيرا .. و بينما أنا واقف أتأمل جمال السماء و لـذة الحريـة لمحت أجمل كيـانين يتقدمان نحوي من بعيـد زوجتي الغاليـة .. التي تحمل بين ذراعيها ملاكـي الصغير التي لا تتجاوز الثانية من عمرهـا هرعـت نحوهمـا راكضـا في سرور كعصفـور غادر قفصـه للتو .. أمسكتهمـا بين ذراعي .. و لم أستـطع التحكم أكثـر في دموعي التي تسللت من عيني لتنهمر كالشلال مغرقـة وجهي فيها ، فما كان لزوجتي سوى التربيت على رأسي مبتسمـة و قلدتها ابنتي بكل براءة - الحمد لله . . [ في قفـص الاتهـام - النهــــايـــة ] وصلـت لختام الموضوع .. و الآن حان دوركم لإطلاعي على آرائكم ^^ أسلوبي المسرحي المعتاد ليس مناسبا لقصة قصيرة لذلك اضطررت للتخلي عنه و استخدام الأسلوب السردي أكثـر آمل أن أكون قد وفقت في ذلك .. و كلي آذان صاغية لنصائحكم و توجيهاتكم =) لأكون صريحـة .. لغاية الآن أغلب ما كتبته كانت قصص قوى خارقـة و قتالات شعرت برغبـة في جعله يستخدم أشياء غير طبيعية عدة مرات هههه و كبحت نفسي لترك القصة واقعية بقـدر الإمكان حتى النهاية XD حسنا .. سأتوقف عن الثرثرة الآن و أترككم في أمان الله و حفظـه ردودكم تهمني للغاية .. فلا تحـرموني منها ^^ |