رواية "The Infinite Divide" (الانقسام اللامتناهي) - الفصل الاول : بذور الازمان Dalle_12


 الفصل الأول: بذور الأزمان



عبر الزمن الغابر، وُلد عالمان في هدوء، أشبه بقطبي مغناطيس متعاكسين فعالم يسعى فيه الإنسان خلف ضوء الذهب، وعالم يستسلم فيه لدفء الوفرة.



عالم "فيناريا" كان مُتسمًا بالعطش الدائم ففي العصور السحيقة، لم تكن هناك عملات، بل كان هناك فقط ما تزرعه اليد وما تصطاده لتعيش. كان البشر ينتقلون من مغامرة إلى أخرى للبحث عن قوت يومهم، حتى جاءت لحظة تغير فيها كل شيء. تلك اللحظة كانت بزوغ الذهب معلنة بذلك دوامة بداية الطمع والسلطة حيث انتقل البشر من المقايضة إلى التجارة، ثم إلى إنشاء العملات، ثم توسعوا لتتولد من المال قوة تتحكم في مسار الأفراد والجماعات على حد سواء.



مع الوقت، تحول المال في "فيناريا" من وسيلةٍ للبقاء إلى مفهوم أعظم كالنار المستعرة التي تتسع لهيبها وتلتهم كل ما يعترض طريقها.



 تنشأ إمبراطوريات،و تتوسع الحدود، وتدور حروب ضارية لأجل المعادن الثمينة. كان المال يصبح ببطء إلهًا من صنع البشر أنفسهم، يصعد إلى عرش من ذهب، ويجعل الجميع، طوعًا أو كرهًا، من خدامه.



أما في "أوبولورا"، الأمر كان مختلفًا كليا. فمنذ اللحظة الأولى، وُجد البشر هنا وكأنهم يحتضنون السماء نفسها. لم يكن هناك حديث عن العمل أو الكفاح فكل فرد يُولد في هذا العالم و تُرافقه هالة من الوفرة الطبيعية. كانت الأرض تُعطي بلا مقابل و السماء تُسقط غيثًا مبرّدًا لحاجات الجميع، وأُعطي الناس القدرة على امتلاك ما يكفيهم من مال منذ اللحظة التي يأتون فيها إلى الوجود. لم يكن المال هدفًا؛ بل هو حقيقة جامدة، أشبه بضوء الشمس الذي لا يغيب.



 وسط سكون الأزمنة وبذورها الراقدة في أعماق القلوب، بدأت نبضات التغيير تدق بصوت خافت، كهمسة ريح في ليلة مظلمة. لم يكن ذلك صوتًا قادمًا من السماء أو الأرض، بل كان يتصاعد ببطء من داخل البشر أنفسهم.


 كانت هناك نظرات متبادلة في "فيناريا"، مليئة بشيء أشبه باللهب المشتعل تحت الرماد، ونظرات هادئة في "أوبولورا"، لكنها تحمل في أعماقها ظلالًا لا يفهمها أحد.



 وبينما كان كل شيء يبدو طبيعيًا على السطح، كان الزمن يزرع بصماته ببطء ولكن بثبات. تلك البذور، التي لم يكن لها اسم بعد، كانت تحمل وعدًا بشيء قادم، شيء لا يمكن إيقافه.



وفي مكان ما، بعيدًا عن متناول الزمن الحالي، تردد صدى كلمات محملة بالندم والألم: "يا لحماقتنا... لقد دمرنا كل شيء." كلمات ليست لهذا الزمان، ولكنها تشير إلى مصير لا يزال في طي الكتمان...






نهاية الفصل.





اتمنى ان ينال على اعجابكم و ترقبوا الفصول القادمة