كانت مدينة اسبرطة القديمة مدينة حربية فى المقام الأول لم تكن تهتم سوى بخوض الحروب والانتصارات لتحقيق التوسعات وحلم السيطرة وكان الطفل منذ مولدة يتم تدريبه على فنون القتال والتدريبات المختلفة لدرجة أنه كان يتم ترك الطفل الوليد فى الجبل والتخلص منه ان ولد ضعيفا أو مريضا وكان يتم تدريبهم على العديد من التدريبات البدنية والمهارية ومن هذه التدريبات تدريب السرقة حيث كان يتم تدريب الطفل على سرقة أغراضه التى يحتاجها من الحوانيت والبيوت دون أن يتعرض لكشف أمره ليتدرب على المناورة والقدرة على الاختباء وكان يتم عقابه ليس على السرقة ولكن على كشف أمره ، وكان هناك فتى اسبرطى يسمى المتقشف الشجاع وكان متفوقا على كل أقرانه فى سرعة الخطف والمناورة ، وذات يوم مل الفتى سرقة أغراض الناس ، فقرر أن يثبت لمعلمه مدى مهارته وأنه لا يشق له غبار ، فتدثر فى عباءته وخرج فى جنح الظلام إلى جبال الأوليمب وفى ذهنه فكرة خيالية ، فقد قرر أن يسرق ثعلبا من أمه ، واختار أكثر الأوكار صعوبة وامتناعا وهو وكر الثعلب ذو المنفذين ، وتربص يراقب الوكر ليالى وأيام عانى فيها البرد والصقيع لكنه بالنهاية كشف مخرجى الوكر ، وانتظر حتى غادرت الأم لاستجلاب الطعام للجراء الصغيرة ، وأوقد نارا فى المخرج الأول ، وجرى سريعا لينتظر خروج أحد الجراء من المخرج الثانى ، وبالفعل لم تمض دقائق إلا وكان جروا يمد رأسه البرتقالى ذو الأذنين الكبيرين وينسل بمرونة هاربا فأمسك به وخبأه تحت عباءته ، وهرب سريعا قبل أن تعود الأم
عاد إلى شوارع بلدته شاحبا يمشى بين الناس بوجه ممتقع يزداد زرقة مع كل خطوة ، وكلما سأل أحدهم ماذا بك؟
كان يرد: أنا بخير ، حتى وصل عند أقدام معلمه فسقط كالحجر ومات ، وانفلت الجرو من العباءة وراح يركض هنا وهناك وتفحص المعلم فتاه الشجاع ، فوجد الجرو قد عضه عشرات المرات فى قلبه ومات ”
ولكن بعدما قام بعمل شجاع اراد القيام به ليثبت تميزه وتفوقه على جميع اقرانه وعاشت قصته خالدة وصار الفتى مضرب المثل فى الشجاعة والاقدام