"يحكى أن الخوف والحزن.. سببان رئيسيان في قسوة القلوب..!"
- لقد مات منذ زمن.. لدينا كثير من الحسابات لنصفيها معاً تعلمين ذلك، صحيح؟!
حسابات.. إذاً فيوكي يعرف تلك المرأة بدون أدنى شك.. ما الذي سأفعله؟! هل أوقفه أم أشاهده في صمت؟!، أصوات التهامس في المطعم بدأت تعلو شيئاً فشيئاً، ولكن أي أحد لم يقم بردة فعل محددة، أمعنت النظر في يوكي ذو الابتسامة الزائفة ليتملكني شعور سيء على الفور.. شددت على قبضة يدي تقدمت نحوه، في تلك اللحظة أردت إيقافه، لا يوجد سبب في العالم يبرر الاعتداء على الأطفال بقوة هكذا، خاصة لمن هم في هذا السن..!! أنَّى لذلك الشيطان فعل ما يريد!!
وددت لو أسأله عن سبب ما فعله ولكني لم أجرؤ على ذلك، فمن الأفضل ألا أستبق الأحداث، وقفت في مكاني بصمت أراقب ما يحدث، حرارة جسدي بدأت ترتفع شيئاً فشيئاً متيقنة أن شيئاً سيئاً سيحدث، ما يزال ذلك الطفل يتلوى من الألم على الأرض، محتضناً جسده الصغير، أما أمه فقد بقيت خائرة القوى، مصدومة، تنظر ليوكي بعينين متسعتان قد ملأهما الأسى وخالطهما الندم..!
- مـ - مات .. أنـ - أنا ..
- أنتِ ماذا؟!
- لـ - لقد بحثت .. في كل مكان عنكما.. و-ولكن .. أ – أنا ...
- هووووه!! أحقاً فعلتِ..؟! لم أتوقع ذلك أبداً!! يا لها من مفاجأة..! لمَ لم تجدينا إذاً يا ترى؟!
- أنت .. لا.. تعلم أبداً ما حدث بعدها.. أنا.. أنا ... أنا...
- همم .. أكملي، أنا أستمع ...
ظل يوكي واقفاً بغطرسة أمامها، مستجمعاً كبرياء العالم فيه، يعبث بشعره مستهتراً وينظر لتك المرأة بعلوية وكأن الكون بأكمله يقف في صفه.. وبعد بضع دقائق من الصمت تقدم نحوها، انحنى ببساطة ليصبح وجهه أمام وجها، حدق بعينيها وقال بصوت قد ملأته السخرية وخالطه بعض الألم:
"أتعلمين لمَ لم تجديننا حينها؟! بينما أنتِ تلعبين لعبة البحث التي تدعينها، كنا نصارع وحوشاً في أعماق الجحيم.. أجل جحيم، ولكنه جحيم من نوع مختلف عما تعرفينه يا سيدة!
جحيم بارد للغاية .. كفيل بتمزيق أجسادنا، وانتزاح أحبابنا، وتحطيم أحلامنا، لنصبح مجرد أجساد خالية.. بل مجرد أشباح ضالة.. ولكن يا للأسف.. حتى هذه الأشباح لا يتذكرها أي أحد.. وكأننا لم نوجد من قبل.. أو أن وجودنا كان مجرد خطئية يجب محوها ليبقى هذا العالم نظيفاً.. طاهراً من كل ما يشوبه..
أتعلمين، بمجرد رؤيتي لابنكِ تستحوذني مشاعر الغيرة والحسد، أشعر برغبة جامحة في قتله، في رؤيته يبكي من شدة الألم، كما بقيت أبكي لسنوات طويلة.. أندب ضعفي وقلة حيلتي.. أراجع مستشفيات المصحة النفسية وأتأكد من سلامة عقلي المسكين في كل حين.. لو أنني فقط امتلكت حينها بضع ما أمتلكه الآن لما كان عليَّ عيش سنوات عمري في دوامة الندم..
سؤال واحد فقط هو ما يدور داخل عقلي لدى رؤيتي لابنك... لمَ مات هيروتو بينما هذا الفتى - ابن التي تسببت في فقدان محبوبي - ما يزال على قيد الحياة؟! هذا ليس عادلاً البتة! ألا توافقيني الرأي؟!"
وتيرة صوته كانت متوسطة، ليست عالية جداً ولا منخفضة، ولكنها بطريقة ما قد وصلت إلى آذان كل المتواجدين هنا.. لقد جعلهم يصمتون، منتظرين ما سيحرك به لسانه بعد كل ما قاله، كان صوته حازماً.. ثابتاً.. واثقاً من كل ما يقوله.. لم يكن يكذب أبداً، مشاعر الحقد والألم التي أخرجها في تلك اللحظة قد لامست قلبي.. وكأنني أراه مجهشاً بالبكاء أمامي الآن.. وددت لو كان بإمكاني قول أي شيء له.. ولكن ماذا عساي أن أقول؟!
رفع نفسه من أمام وجهها، تراجع خطوة إلى الخلف، وبسخرية تابع:
- لطالما كنت أقول لنفسي أن عليَّ نسيان الماضي ومتابعة سيري للأمام، ولكنني لم أستطع ذلك البتة.. كل جزء من هذا الكون يحمل في طياته جزءاً من محبوبي الصغير، لقد استحوذ عليَّ كلياً .. هو الطيف الوحيد الذي أراه دائماً في أحلامي.. هو الوحيد الذي يترنم صوته داخل أذناي.. أراه في كل زاوية أنظر إليها .. أتعلمين.. كاد يصيبني نوع من الهوس..! فكرت بالانتحار والانضمام إليه عدة مرات.. ولكني لم أجرؤ على فعل ذلك..!! لأنني كنت سأكسر قلبه العزيز عليَّ إن فعلت!!
بعد سنوات من العذاب تمكنت من تخطي الأمر، ظننت أن بإمكاني البدء من جديد، ونسيان الماضي برمته ولكنكِ ظهرتِ أمامي.. ظهرتِ أمامي في ذلك اليوم قبل عام، في قرية ميوهو، تتنزهين مع زوجكِ وتلاعبين ابنك بسعادة.. رسخت صورتكِ مع عائلتكِ داخل عقلي تماماً، شعرت لوهلة أن تلك السعادة كانت ينبغي أن تكون لي.. لمَ تسعدين بعد كل الأشياء الفظيعة التي قمتِ بها لنا..؟!
استرددت وقتها شريط ذكرياتي المؤلم، ويا ليتني لم أفعل.. أيقنت حينها أنه لن يهدأ لي بال حتى أجعلكِ تعتذرين من محبوبي بصدق، ولكن.. بما أنه لم يعد في هذا العالم له أثر، علمت أنكِ قد تفعلينها في العالم الآخر..!!
مضحك، صحيح؟! أجل خططت لقتلكِ في ذلك اليوم، ولكنكِ اختفيتِ تماماً من هناك!! بحث عنكِ مراراً وتكراراً حتى فقدت الأمل مجدداً.. وها أنتِ ذا.. أمامي الآن.. بدون أي ميعاد مسبق.. تتمتعين بكل شيء، مع محبوبكِ الصغير، طعام فاخر في فندق فخم ومطعم مطل على شاطئ البحر.. أتظنين أن كل ذلك سيمر أمامي وينتهي على خير.. أتظنين أنه بمجرد أن أصابكِ شيء من الندم فهذا كافٍ ليمحصكِ من ذنوبكِ؟! هه .. أنت مخطئة تماماً..!"
بينما يقول جملته الأخيرة تلك، لمحت يده اليمنى تنساب إلى جيب بنطاله الأمامي.. وفور أن تيقنت مما كنت أفكر به صرخت بأعلى صوت أملكه "يوكـي، إيــاك..!" ليتنبه الجميع إليه، قد أخرج سكيناً ورفعها نحو تلك المرأة، ممسكاً برقبتها بيده الأخرى، وجدت نفسي قد انقضضت عليه من خلفه، ممسكاً ذراعه قبل أن يتمكن من فعل أي شيء، أحكمت قبضتي على ذراعه، وضعتها بسرعة خلف ظهره ليصرخ متألماً "شيجيرو، أيها الحقير، ابتعد عني حالاً"، "على جثتي!! لن أسمح لك أبداً بقتل أي أحد.. ارم السكين هيا..!"
تعالت أصوات الصراخ في ذلك المطعم، بقيت ممسكاً بذراع ذلك الوغد بإحدى يدي محاولاً بيدي الأخرى تحرير تلك المرأة من بين براثمه، تفاجأت به يحررها بسرعة لتمتد يده نحو شعري، قام بشده بقوة صارخاً "اترك يدي حالاً" ولكني أبيت الاستماع له، رغم كل ذلك الألم، قمت بعرقلته بوضعي إحدى قدمي أمام قدميه، ألقيت بثقل جسدي عليه ليسقط كلانا على الأرض، تداركت نفسي وقد تحررت من قبضته، فانقضضت عليه مجدداً، ثبته على الأرض واضعاً ركبتي على كتفه وممسكاً كلتا يديه.. تقدم لي بسرعة ذلك النادل الأشقر ليساعدني في كبح جماح الفتى الثائر، بعد أن ركل تلك السكين بعيداً عنه!
- أخرجوا المرأة وذلك الطفل من هنا حالاً..! وليتصل أحدكم بالشرطة .. هيا..
كان هذا ما قاله ذلك الرجل ذو القامة الطويلة والمظهر المنمق الذي ظهر من العدم، وعلى ما يبدو هو رئيس هذا المطعم المحترم..
- حاضر سيدي!
- مهلاً لحظة، أرجوكم لا حاجة لأن تصل الأمور إلى الشرطة..!
نظر ذلك الرجل إلي بسخط ليسألني:
- ومن أنت أصلاً؟!
- أنا صديقه، لست أعلم الكثير عن سبب ما يحدث، ولكنه شجار عائلي على الأرجح.. لذا أظن أن بإمكاننا حل الأمر دون تدخل الشرطة! أرجوك..!
- اتصلوا بالشرطة أو أياً كان، سأقتلها هذه الليلة بأي وسيلة..
ضغطت بركبتي أكثر على كتفيه لأقول بصوت عالٍ "أنت اخرس حالاً..!"، تابعت بعد أن انحنيت حتى أصبحت محاذياً لأذنيه وهمست:
- أعلم كم هذا مؤلم بالنسبة لك.. ولكن يجب أن تهدأ.. أنت لا تريد أن يصل الموضوع إلى الشرطة صحيح..؟!
- اخرس.. ما الذي تعرفه أنت!! أنا .. لم يعد بإمكاني التحمل.. أكثر.. أتوسل إليك.. أن تتركني..
لقد رأيتها بالفعل.. تلك الدموع التي سقطت من عينيه في تلك اللحظة.. دموع الغضب الذي اختلج صدره.. أرغب في تركه يكمل انتقامه.. شعرت بكره عميق لها.. لست أعلم شيئاً عنها، ولكن أن يكون شخص مثل يوكي في هذه الحالة المزرية ما هو إلا دلالة على مدى بشاعة أياً كان ما فعلته.. لكنني لن أفلته أبداً، لأنني واثق ما إن فعلت، فسيكون أكثر شيء أندم عليه في حياتي..
- هذا يكفي..! لن أتركك حتى تهدأ..!
أجبته بحزم على أمل أن يتخلى عن فكرة انتقامه هذه المرة، وليحدث ما يحدث في المستقبل..! بدأ يتوقف عن مقاومتي ويرخي جسده نوعاً ما.. التفت إلى المدير لأتابع حديثي معه قبل أن تقاطعنا امرأتنا المنحوسة ذات الشعر البني الطويل والعينين باللون ذاتها بقولها "أرجوكم، دعوه وشأنه..!"، كانت قد وقفت بمساعدة أحد نادلي المطعم، يقف بجوارها ذلك الفتى الممسك بفستان أمه الأسود القصير، والذي كان ينظر لنا بنظرات قد ملأها الرعب..
- ما الذي تقولينه سيدتي.. لقد حاول قتلك..
- إنه مجرد شجار عائلي كما قال الفتى، أرجوكم لا داعي لكل هذا..
- حسناً سيدتي إن كان هذا ما تـ..
- اصمتي أيتها اللعينة!! لست بحاجة لشفقتكِ..!!
اتسعت عيناي في صدمة لدى سماعي صوت يوكي مجدداً.. لم أتمالك نفس حينها، ضغطت أكثر على كتفه حتى صرخ متألماً اقتربت من أذنه وهمست مرة أخرى "اسمع يا هذا.. أنا هنا أحاول مساعدتك بكل ما لدي.. رغم أني لا أعرف ما قصتك بالضبط.. وأنت تفسد كل ذلك ببساطة.. كلمة أخرى يا سيد يوكي، وأرسلك للعالم الآخر بدلاً منها.. فهمت..!! أنت لست طفلاً..!"
- أرجوك سيدي.. سأدفع تعويضاً مالياً إن أردتم.. لا حاجة لأن يخرج الأمر عن نطاق هذا المطعم.. أعتذر بحق عما سببته هنا..
انحنت تلك المرأة معتذرة لكل أولئك الزبائن في المطعم كم فعلت الشيء ذاته لمدير المطعم، تقدمت باتجاهي وانحنت لي ويوكي أيضاً قائلة: "أعلم أن اعتذاري هذا قد لا يعني شيئاً بالنسبة لك، وعلى ما يبدو لا شيء يمكنني فعله لمحو أخطاء الماضي، لكن أتوسل إليك من أجل ابني أن تنهِ الأمر اليوم هنا، لا ذنب له في كل ما حدث، الأمور مشوشة في ذهني للغاية، أقسم أنني طوال هذه الفترة لم أكف عن التفكير فيكما.. معرفة أن هيروتو قد مات اليوم كانت صدمة بالنسبة لي.. وبما أنك تقول أن هذا حدث بسببي فأنا مستعدة لفعل أي شيء من أجل التكفير عن ذلك.."
ساد الصمت مجدداً في المكان بعد كلماتها تلك، حررت يوكي من قبضتي بعد أن تيقنت أنه قد عاد إلى طبيعته، نظر إليها بحقد ثم أشاح بوجهه، لم ينطق بأي حرف، بل وقف بهدوء، ونظر إلى مدير المطعم، تنهد ذلك الرجل ذو الشعر الأسود بعد أن نظر مطولاً في تلك السيدة ويوكي وأجاب "حسناً.. إذاً" التفت إلى جميع الزبائن وانحنى لهم "كاعتذار من كل طاقم الخدمة لكل المتواجدين عما حدث، وجبة العشاء الليلة على حساب المطعم.. والآن نرجو أن تستمتعوا بليلتكم هنا" عاد بعدها ونظر إلي ثم قال: "يمكنكما المغادرة الآن، إياكما وفعل شيء كهذا مجدداً.." انحنيت له شاكراً أما يوكي فبقي يحدق به بهدوء، وضعت يدي على كتفه وقلت بهدوء: "هيا لنغادر المكان الآن.." أومأ بعدها موافقاً واتجهنا سوياً نحو المصعد.
- مهلاً.. هل لي بدقيقة من فضلكما
التفت لصاحبة ذلك الصوت، تنهدت بعمق لأسألها من مكاني "ما الأمر يا سيدتي..؟" "أيمكنني التحدث معك للحظة؟" نظرت إلى يوكي الذي لم يظهر أي ردة فعل، أخبرته أن ينتظرني في السيارة وتوجهت نحوها..
- ماذا تريدين؟!
- تفضل هذا هو رقمي.. أخبر يوكي أن يتصل بي متى ما أراد لنسوي الأمر بيننا..
نظرت إلى تلك الورقة التي مدت بها يدها ثم أجبت:
- لا أظن أنه بحاجة إليها..
- هاه..!
- لو كنت مكانكِ لاختفيت من حياته تماماً.. بل لاختفيت من هذا العالم.. ألم تستوعبي ما حدث للتو أم أنكِ فقدتِ عقلك؟!
- إذاً ماذا..؟
- هاه؟
- كيف لي أن أكفر عما فعلته؟!
- لا أعلم.. أظن أن عليكِ سؤال نفسكِ هذا السؤال يا سيدتي لا أنا..! حريًّ بكِ ألا تقتربي من يوكي أبداً..! وداعاً..!
تركتها خلفي وسرت في طريقي خارجاً من الفندق، توجهت إلى مواقف السيارات لأجد يوكي قد ركب في مقعد الراكب الأمامي، تاركاً مقود القيادة لي، ابتسمت بهدوء، ركبت في مقعد السائق، وقدت الروز رايز قيادة مثالية تليق بها متوجهاً نحو السكن..
لم يحرك يوكي ساكناً طوال الطريق، بل أخذ يحدق في الشوارع بكل صمت، عيناه معلقتان في النافذة وعقله شارد في مكان ما، فضلت عدم التحدث معه، فقد مر بوقت عصيب بعد كل شيء، أود فعلياً معرفة ما حدث بالضبط ولكن الوقت غير مناسب اطلاقاً.. فور أن اقتربنا من السكن قلت ممازحاً:
- ها قد وصلنا، ألديك طريقة مميزة ندخل بها أم أدخل بالطريقة التقليدية؟!
لم أتلقى أي ردة فعل منه، لذا تنهدت بعمق ودخلت من بوابة السكن الخاصة بالطلاب، ركنت السيارة بالقرب من سيارتي، نزلت من السيارة فقام يوكي بالمثل بل وسبقني إلى بوابة السكن لألحق به على الفور، طرق نافذة الأمن الموجودة هناك ليفتحها ذلك الرجل الضخم، تلاقت عيناه مع عيني يوكي الخالية من المشاعر ثم رفعها عنه ونظر إلي في تفحص، أغلق عينيه بإحكام، استنشق الهواء بعمق ليصرخ بكل ما أوتي من قوة:
- يا لكما من وقحين..!! ما الذي تفعلانه في منصف الليل هــاه..!! هينر.. دفتر المخالفات حالاً..!
- حسناً، حسناً لا تصرخ!!
- هويتكما الجامعية هيــا!!
أخرجت هويتي الجامعية بسرعة وأعطيتها له لألتفت بعدها ليوكي الذي ظل يحدق في وجه جاك باستهتار ليصرخ الآخر قائلاً:
- أي نظرة هذه، أتتحداني؟!
- ..........
- قلت بطاقتك الجامعية، ألا تسمع..؟!
- ..........
- لقد طفح الكـ..
قبل أن ينهي جملته تلك، أخرج يوكي بطاقته ومدها له، تنهد جاك في تعب وقال "إن فعلت ذلك مجدداً فلن يمر الأمر على خير" انتهى من كتابة المخالفات وأعطاها لنا قبل أن يسمح لنا بالدخول، توجهنا إلى غرفتنا مباشرة، مجهدين مما حدث ..
صعدت إلى سريري دون أن أبدل ملابسي حتى استلقيت عليه، بقيت أفكر فيما حدث طوال الليل، أنظر إلى يوكي المتكئ على الجدار بتعب تارة، وإلى هاتفي تارة أخرى حتى أدركت أن الشمس قد أشرقت بالفعل.. معلنة بداية يوم جديد..!