الفصل السادس : انعطاف ~ . . قرر المطر الغزير أخيرا أن يأخذ استراحة، بينما أشرقت الشمس على ذلك الشارع الخالي، شعاعها الضعيف لا يكاد يظهر من بين الغيوم الداكنة التي تلبد تلك السماء الرمادية، لينعكس على الندبة المرعبة التي تقسم خد الرجل الملتحي الأيسر نصفين، كان هذا الأخير غارقا في حلم جميل، حلم يتمنى لو أنه يدوم إلى الأبد، لكنه ليس ذلك النوع من الأشخاص الذين يتخذون أحلامهم حجة للهرب من الواقع، هو ليس جبانا...ليس ضعيفا...هو رجل قوي...و لهذا ينادونه بالنمر...لهذا لقبوه بـ تايغر...! أخذت تلك الصور في رأسه تتراوح بين الأحلام، الكوابيس و الأفكار، حتى سمع ذلك الصوت، صوت بعيد جدا، يردد بإلحاح : " استيقظ، هيا ! استيقظ ! " نفذ تايغر الأمر رغما عنه، كيف لبشريّ أن يستمر بالنوم بعد كل هذا الإزعاج ؟ فتح عينيه في تذمر ليرى من أمامه. بطبيعة الحال، شامشير كان جالسا في مقعد السائق، بهندامه غير المرتب، مستديرا نحو تايغر بنوع من الجدية، " أين نحن ؟ و كم الساعة ؟ " سأل تايغر بانزعاج و استعجال. فرد شامو ( على خلاف ذي الندبة ) بصبر و تأنٍ : " نحن في شارع ما...و الساعة تشير إلى... " تفقد ساعة معصمه الفضية ثم أكمل : " إنها السادسة و النصف صباحا " سأل تايغر من جديد، مخففا من حدة نبرته هذه المرة : " و ماذا حصل ؟ أعني...أنا نمت لساعتين تقريبا ؟ " فأجاب الآخر ببساطة : " قمتُ بقيادة السيارة لهذ المكان، لم أرد إيقاظك، حتى أدركت بأن مفعول مخدر الفتاة سيزول قريبا " نظر تايغر إلى الرجل الذي يقابله بعينين شبه مغلقتين و أحس بالندم لتحدثه بتلك الطريقة قبل قليل، شامشير ظل يحرس الأرجاء، من أجل أن يستمر هو في نومه، النوم الذي لا يذوق طعمه إلا نادرا. بعد صمت قصير، قرر أن يقول بصوت خافت، بنيّة الاعتذار : " هكذا إذن...أشكرك، لقد كنت بحاجة لغفوة " التفت إلى فيزا، غائبة عن الوعي، رأسها يتكئ على النافذة، ليستطرد، بهدوء و لكن بجدية : " أيقظتني لأن مفعول المخدر سيزول ؟ " رد شامو و قد استعاد تردده المعتاد : " أ...أجل...كما تعلم...أعني...أنا... " " فاشل في التعامل مع النساء " ارتسمت ابتسامة مستفزة على شفتي تايغر و هو يضيف : " أليس كذلك ؟ " أشاح شامو بنظره و هو يجيب منزعجا : " كل ما الأمر هو أنني لم أحضر المزيد من المخدر تحسبا ! و قد تحاول لفت الأنظار عند استيقاظها ! " سأل تايغر و لم تختف ابتسامته المستفزة : " ألم تكن أنت من توقع أن لا يحضر مالك ؟ " لكن شامشير أكمل و كأنه لم يتعرض للمقاطعة : " و لا أريد التعامل مع فتاة صغيرة مدللة ! " تنهد تايغر و رفع حاجبيه قائلا : " إذن أنت تكلفني بما لا تريد القيام به ؟ " رد شامو بانزعاج بينما يمرر أصابعه على شاربه بتوتر : " أنت...تفعل الأمر ذاته معي...على الدوام ! " "حسنا حسنا " ردد تايغر في محاولة لتهدئة رفيقه، " كم لدينا من الوقت ؟ " " بضع دقائق إن كنا محظوظين... " أجاب الآخر دون النظر إلى تايغر. اعتدل هذا الأخير في جلسته، مرر يده على شعره الكثيف حتى يرتبه قليلا، ثم قال بحيوية : " خذنا إلى مقهى أو ما شابه، و ليكن مكتظا، من الأفضل أن نندمج بين الناس " التفت شامو إليه، بدا لوهلة و كأنه على وشك الاعتراض، ثم بعد صمت دام بضع ثوان رد بنفس حيوية تايغر : " فكرة جيدة، سيتوقع مالك أن تعود إلى مقرك أو تستعد في مكان اللقاء... " ابتسم ابتسامة مستفزة و أكمل : " لكنه لن يتوقع بأنك مجنون لدرجة التفكير بطعام الإفطار " عندها أسرع تايغر بالرد بصوت عال : " هذا جزء من الخطة ! " رمقه السائق بنظرة مفادها : " أجل...طبعا... " و استدار إلى المقود ثم شغل المحرك، تايغر الذي قطب حاجبيه، مصدوما و حائرا، كما لو قيل عنه أنه قام بعمل غير أخلاقي، اراد أن يغظ بصره عن شامو، فنظر إلى فيزا، و لم يزده ذلك إلا حيرة و صدمة، حيث لاحظ بأن هذه الأخيرة كانت ترتجف بشكل غريب، كما لو أنها... اقترب منها بسرعة، نزع عنها الشريط اللاصق و عصابة العينين، ثم تمتم بمزيج من الجدية و المرح : " الماكرة... "، علا صوته أكثر و هو يكمل : " كفي عن التظاهر ! " علمت بأن الاستمرار في التمثيل لن يفيدها في شيء، فهي بالكاد تستطيع أن تمنع ملامحها الجادة من أن تتحول إلى ابتسامة عريضة الآن، فتحت عينيها و اعتدلت في جلستها، تماما مثل آخر مرة تحدثت فيها مع تايغر، حدقت في عينيه مباشرة، و أنفاهما يكادان يتلامسان. باشر الرجل بالكلام، فسأل بعينين شبه مغلقتين، مقطبا حاجبيه : " منذ متى و أنتِ مستيقظة ؟ " لترد عليه بنفس التعابير : " قبل أن يوقظك رفيقك بقليل... " " فهمت... "، عاد تايغر إلى زاوية مقعده، حدق بـفيزا في صمت لبضع ثوان، ثم استطرد : " كنتِ ترتجفين... " " لأنني أردت أن أمنع نفسي من الضحك و لكنني لم أستطع ! كنتما تتجادلان كالأطفال ! " قاطعته بسرعة خارقة، ظنا منها أنه بشكل ما يستخف بها و يظنها ضعيفة. لم يعد وجه تايغر يُظهر أي تعبير الآن، بينما ضم أصابع يديه، ظل يحدق بالفتاة و حسب، ما ولد في نفسها شعورا بالريبة، و لعله كان شعور سائق السيارة أيضا، فقد فضّل عدم التدخل في المحادثة، و هكذا ساد صمت طويل... عادت فيزا لتتكىء على النافذة، لم تكن تنظر إلى تايغر، لكنها واثقة بأنه مازال يحدق بها، لم تحتمل هذا الصمت الغريب لفترة أطول، فقد قررت أن تنطق، بهدوء و لكن بصوت مسموع، لا تحرك شيئا أثناء كلامها سوى شفتيها، فقالت : " سمعت ما كنتما تقولانه...لقد حدث تغيير في عملية التبادل، أليس كذلك ؟ " شامو فضل التزام الصمت هذه المرة أيضا، بينما تايغر بدا مترددا، ما الذي سيخسره إن أخبرها ؟ و ما الذي سيكسبه إن لم يفعل ؟ لم يكن ذلك معقدا في أول مرة، لكن الآن و قد تغير الوضع...تجربته السابقة معها أفهمته أنها ليست من النوع الهادئ، لن ينتهي الأمر إلا بنقاش حاد إذا قال شيئا، و لكن إذا لم يقل فهل ستظل صامتة ؟ لم يستغرب بأنها قطعت حبل أفكاره و تكلمت من جديد، لكنه احتار من صوتها الخافت و مسحة الحزن المؤسفة في عينيها عندما قالت : " على الأقل أخبرني إذا كان أبي بخير...أرجوك... " هذه المرة لم يفكر و لو للحظة، بل أجاب مباشرة، قبل أن يستوعب هو نفسه ما قاله : " إنه في أحسن حال " توقع منها أن تسأل المزيد من الأسئلة و تحاول معرفة التفاصيل، لكنها لم تفعل، ظلت صامتة، و ساد ذلك الصمت القاتل من جديد، تايغر نظر بعيدا ثم أرجع رأسه للوراء كما كان قبل أن يستيقظ، و لم ينبس أحد بعد ذلك بكلمة... إلى أن ركن شامو السيارة بعد دقائق، في زقاق بالكاد تصله أشعة الشمس، فتح باب السائق قائلا : " سنتوقف هنا، هنالك مقهى قريب " فتح تايغر بابه بدوره و نزل من السيارة، حتى أكمل شامشير و هو ينظر باتجاه مقعد فيزا : " ماذا نفعل بشأنها ؟ قد يراها أحدهم إذا أبقيناها هنا " وضع تايغر يدا على قفاه و أجاب، هو الآخر ينظر باتجاه فيزا : " سيكون علينا إقناعها بالتعاون معنا... " ثم وجه بصره إلى شامو و استطرد : " سأدخل لأتحدث معها " و من دون أي تأخير ركب السيارة من جديد، ليتفاجئ بالفتاة لم تغير وضعيتها، و لو لا أن أنفاسها تترك أثرا على زجاج النافذة... لظن بأنها ميتة بسبب وجهها الشاحب، جلس في المقعد الأوسط و عيناه لا تفارقانها، ثم شرع في الكلام بهدوء و نوع من الحذر : " اسمعي، سوف نزور مقهى ما...و يجب أن تأتي معنا، أنتِ لم تتناولي شيئا منذ ساعات... " تحركت الفتاة أخيرا، بحركة بطيئة، الفتت نحو تايغر، لكنها بقيت صامتة و وجهها خال من التعابير، بينما هو أكمل : " من الأفضل لك أن لا تفكري في ارتكاب حماقة، إن كنتِ تهتمين لسلامة والدك " و كما توقع، حدقت في عينيه السوداوتين و بدت فجأة أنها تغلي بعد أن كانت مجمدة قبل قليل، و قبل أن تقول كلمة أضاف تايغر بسرعة : " كما قلت، لن يحصل شيء لوالدك طالما تطيعين أوامري " عضت شفتها السفلى بقوة كافية لتمنع تلك الكلمات الغاضبة التي تدور في رأسها من تجاوز حدود فمها تجنبا للمشاكل، اكتفت بتوجيه نظرة حاقدة لذلك الرجل الذي أمامها بعينيها الخضراوتين اللتان تبدوان و كأنهما تطلقان صواعق كهربائية، مرت بضع ثوان، حتى رفع تايغر حاجبيه ليشير بأنها أطالت الصمت، عندها نظرت بعيدا و أومأت برأسها موافقة. ثم خرجت من السيارة مع تايغر، و هذا الأخير نظر إلى شامو الذي كان ينتظرهما و قال بتفاؤل : " لنذهب " شامو تجمد في مكانه، محدقا بعينيّ فيزا في اندهاش عظيم، نظر إلى تايغر بسرعة، أراد أن يقول شيئا، بل ربما أراد أن يصرخ، لكن تايغر هز رأسه بالنفي دون أن تنتبه له فيزا مشيرا لـشامو بأن يلتزم الصمت، هذا الأخير استعاد ملامحه الطبيعية بعد أن عم الصمت بضع ثوان أخرى، ثم ما كاد يتحرك، ما كاد يخطو أولى خطواته في الطريق إلى المقهى حتى استدار إلى فيزا التي نطقت فجأة : " مهلا ! " و عندما رأت تايغر ينظر إليها بتمعن أيضا، أكملت، كلها أمل : " ألا يجب أن تفك قيدي ؟ " رفع تايغر حاجبيه من جديد، و كان على وشك أن يتفوه بشيء حتى سبقته فيزا بالكلام : " ماذا سيفكر الناس إذا شاهدوا فتاة مقيدة برفقة رجل لديه ندبة مخيفة ؟ " ابتسم تايغر ابتسامة مستفزة و رد عليها بحيوية : " محاولة جيدة يا صغيرة، ما عليك إلا التظاهر بأنكِ تمشين و يداك خلف ظهرك " ثم التفت إلى شامو ( الذي كان يبتسم ) من فوره و أردف : " ابتعد عنا ببضع خطوات، ثم اجلس في طاولة بمفردك " لينظر إلى فيزا من جديد و يضيف مهددا : " أنتِ ستبقين معي " طوق كتفيها بذراعه، ليتأكد من عدم قدرتها على الهرب، حتى صرخت بكل قوة صوتها، معبرة عن غضبها و اشمئزازها : " ابتعد عني ! " لكنه وضع اصبعا على شفتيه ببساطة لإسكاتها، كان هو على وشك أن يكسر ذلك الصمت القصير، لكن شامشير سبقه قائلا : " الحقا بي " ابتعد عنهما بخطوات سريعة، و ما إن تجاوزوا حدود الزقاق المظلم حتى أصبحت ضجة المارة و السيارات أكثر صخبا و إزعاجا، كان اليوم هو الإثنين، أول يوم من شهر فبراير، و الساعة تقارب السابعة صباحا، موعد انطلاق المواطنين إلى ممارسة روتينهم اليومي، بدأت الشمس تبرز أكثر فأكثر بين الغيوم الرمادية التي تواصل الاختفاء ببطء، لتكشف بوضوح عن اكتظاظ شوارع لندن و حيويتها. تايغر الذي كان يمسك كتفي فيزا بذراعه بإحكام، انحنى قليلا ليهمس في أذنها : " من الآن فصاعدا سيكون اسمك زويا " ثم اعتدل من جديد، تاركها على وجهها تعابير الانزعاج الشديد، كما لو أنها تُعامل كطفلة صغيرة. لم تمر دقيقتين حتى توقف شامو عن المشي، بعيدا عن الثنائي ببضع أمتار، واقفا على رصيف بجانب عمود إضاءة، على يمينه مقهى أشبه بالحانة، ممتلئ برجال اكتست قاماتهم المختلفة ببذلات أعمال، و لم يكن هنالك اثر لامرأة في المكان، بينما على شماله، صالون شاي جميل، غلب على ديكوره اللون الأزرق السماوي، حيث وجد العشاق و العائلات مكانا للارتياح، أشار شامو بيده بأنه سيتوجه إلى حيث يتمركز رجال الأعمال، بينما تايغر أشار بحركة سريعة من رأسه بأنه سيقصد المكان الآخر، عندها اعترضت فيزا قائلة بسخط : " لن نذهب إلى هنالك ! " فرد تايغر بحيوية دون أن ينظر إليها : " للأسف، زويا عزيزتي، ليس لديكِ الحق في الاعتراض " " عزيزتي ؟! " لم يكن بحاجة لينظر إليها حتى يدرك ملامح الغضب الفظيعة التي ارتسمت على وجهها الجميل، سارا نحو صالون الشاي ثم، قبل أن يجلس كل منهما مقابلا للآخر، سألت فيزا بصوت خافت : " و أنت ماذا سيكون اسمك ؟ " جلس تايغر على أحد الكراسي و أجاب مع ابتسامة خفيفة : " أظن أن 'الوغد' يكفي " ابتسمت هي بدورها، ابتسامة رضا و موافقة، ثم جلست على الكرسي المقابل، لتحدق بـتايغر، متسائلة إذا كان يجدر بهما انتظار نادل، أم أن عليهما الوقوف في صف أو ماشابه. و لم تمر سوى بضع ثوان، حتى أسرع إليهما شاب في مقتبل العمر، هزيل لكنه ظريف، ببذلة النادل ذات اللون الأزرق السماوي، سائلا إياهما عن طلبهما، فيزا ظلت صامتة، بينما تايغر طلب كوب قهوة و قطعتين من كعك الليمون، متجنبا النظر إلى الشاب مباشرة حتى لا تظهر ندبته بوضوح، و قبل أن ينصرف النادل، حدق بـتايغر قليلا ثم التفت إلى فيزا و نظر إليها مطولا، هذه الأخيرة همست لـتايغر بعصبية قائلة : " أعطه بقشيش أيها البخيل ! " أراد ذلك الأسمر أن يوجه للشاب نظرة حقد دفين، شعر بأنه بشكل ما يريد أن يتأكد من وجود جرح على وجهه، و هذا ما زاد تايغر تصميما حتى لا يؤكد شكوكه، أخرج ورقة نقدية من جيبه و قدمها إليه، لكن النادل لم يتحرك، و عندما لاحظ تايغر أنه لا يزال يحدق بـفيزا، التفت إليه لأول مرة، قائلا بسخط مصرّا على أسنانه، و قد جعلت ندبته نظرته أكثر رعبا : " ماذا هناك ؟! هل تريد أخذها هي أيضا ؟! "، ثم علا صوته و هو يأمره بغضب : " هيا انقلع ! " استطاعت فيزا بصعوبة أن تكبت ضحكتها، بينما ابتعد عنهما النادل مفزوعا، مسرعا سرعة عدّاء، تمتم الآسيوي و هو يتنهد : " أحمق ! " وصل طلبهما بعد دقائق، و قد أحضره نادل الآخر، إذ يبدو أن الأول لا يزال تحت تأثير الصدمة، ( و هذه المرة أيضا حرص تايغر على أن لا ينظر إليه مباشرة )، ارتشف الرجل قهوته بسرعة، بينما فيزا ظلت تحدق بكعكتها، و الشوكة الفضية الصغيرة التي تشاركها الصحن، غير قادرة على الوصول إليها، ثم غظت بصرها عنها و قالت بتردد : " أيها الوغد، كيف يفترض بي أن آكل هذا و أنا مقيدة ؟ " وضع فنجان قهوته الفارغ على الطاولة ليرد بسخرية : " ليس هكذا...يجب أن تقولي... " أضاف و هو يحاول ان يبدو غاضبا و ساخطا : " الوغد ! " ثم استعاد نبرته الساخرة ليكمل : " أظهري المزيد من المشاعر، فهمـ... ؟ " كانت تغلي من الغضب، غضب حقيقي، قاطعته فورا : " أنت وغد حقا ! أنا أتضور جوعا هنا و أنت تسخر مني ! " أخذ صحن كعكتها ثم أمسك بالشوكة، رفعها و قال : " هذا افضل " قطع قطعة من الكعكة، غرز الشوكة فيها ثم مد يده نحو فيزا قائلا مع ابتسامة مشرقة : " هيا، كلي يا عزيزتي " قطبت حاجبيها مترددة، حتى همس لها بجدية : " هؤلاء الناس فضوليون، إذا لم تأكلي ستتوجه الأنظار نحونا، هيا " بعد أن ترددت بضع لحظات أخرى، تناولت قطعة الكعك تلك، ثم ابتسمت ابتسامة مزيفة تعبر بوضوح عن انزعاجها. أما تايغر فقد كان ينظر إليها نظرة حالمة، كمن يوشك على الاستغراق في النوم، و خطر على باله ذلك السؤال، لماذا كانت تبكي أثناء نومها ؟ كان يتحرق شوقا لمعرفة الإجابة...هل يسأل ؟ أم لا ؟ على الأرجح ستنكر الأمر... " اعفني من الجدال معها... " قال في نفسه، محاولا أن يُفهم جانبه الفضولي أهمية هذا الأمر. " ألن تخبرني ما حصل لأبي ؟ " سألت فجأة، مسترجعة بذلك عقل تايغر إلى أرض الواقع. انتبه بأنها انتهت من تناول الطعام، وضع الشوكة التي بيده على الطاولة ثم رد بحزم : " لا أستطيع " لم تحاول نفس السؤال من جديد، شيء ما في نبرة صوته أفهمها بأن الاستمرار في ذلك لا فائدة منه على الإطلاق، بدل ذلك، سألت سؤالا آخر : " و الآن ماذا ؟ " ابتسم تايغر بسخرية و أجاب : " زويا عزيزتي، سنتجول في لندن طوال اليوم، سنزور المعالم السياحة و نتنزه، أنتِ حبيبتي، أتذكرين ؟ " بدت الفتاة مذعورة، رددت دون وعي منها كلمات الفزع تلك : " ماذا ؟ ماذا ؟ " تركها الرجل في حيرتها لثوان، ثم استطرد بهدوء : " استرخي، كنت أمزح " تمتمت بغضب : " يا لخفة دمك ! " انتشل هاتفه من جيب بنطاله، ضغط مرات عدة على شاشته ليشكل تلك الكلمات : ~ أرسل المزيد من الرجال لموقع الصفقة، سنذهب إلى 'الكوخ الصارخ'، لا تخبر أحدا عن وجهتنا ~ ضغط على زر الإرسال، و عندما التفتت فيزا إلى الجانب الآخر من الرصيف شاهدت شامو ينتشل هاتفه بدوره، فأدركت أن تلك الرسالة التي تجهل هي محتواها قد أُرسلت إليه. السلام عليكم و رحمة الله و بركاته متابعاتي المتوحشات كيف حالكن ؟ إن شاء الله بخير و عافية أعلم أنني شوقتكن بشكل سادي و شرير لهذا الفصل و السبب هو انتظاري لعودة صآكو على كل حال ثرثرت كثيرا بشأن هذا...ننتقل للفصل كتابته كانت ممتعة جدا، خاصة الجانب الكوميدي اللطيف من تايغر أها و نسيت أمر ياقوت تماما و أمر حقيقتها فاعذرنني < احلفي أن نيتك ليس تشويقهن أكثر xD فكرت منذ مدة بأنه يجب أن يكون هنالك رموز لأسماء المخابئ و غيرها لكني لم أعلم أي نوع من الرموز أستخدم، حتى تذكرت هاري بوتر < تُروج قررت استخدام اسماء بعض الأماكن في السلسلة لترمز لموقع مخابئ تايغر ( وغيرها ) و يبقى السؤال...لفقرة الأسئلة : 1- هل سيسأل تايغر فيزا عن سبب بكائها اثناء النوم ؟ < بصراحة سؤال إجابته معقدة عندي xD 2- 'الكوخ الصارخ' ؟ < افهمن السؤال بأنفسكن xD طبعا كعادتي يجب علي أن أنقلع تاركة إياكن في حيرة في أمان الله |