وما أفعل بمشاعري .. إن كانت تأبى الظهور..!
- - روي ..! روي...! روي ..!
- - هاه..
- - لا تقل هاه..! هيا استيقظ لقد تأخر الوقت!!
فتحت عيناي المتثاقلتان على صوت آلن المزعج، رفعت تلك البطانية التي أود لو ترافني إلى آخر هذا العالم قبل أن أتنهد بعمق لأعلن بداية يوم جديد في هذا الشتاء القارص!
نظرت بتكاسل إلى ذلك المستمتع بإعداد كوب قهوته، لينظر إلي بعيناه اللامعتان ويبتسم:
- اوه! أخيراً!
- صباح الخير آلن، نسيت تماماً أنك بت هنا ليلة أمس!
- صباح النور، لا يمكنني تسميته مبيتاً فأنا لم أستطع النوم في هذا البرد بعد كل شيء، أتريد كوبا من القهوة؟!
- هههههههههههههه، معك حق يجب أن أجد حلا لهذا المكيف فهو يجبرني على النوم لساعات وساعات، أجل من فضلك!
- بالمناسبة أعلي إيقاظ المتجمد؟! أم سيستيقظ بمفرده؟
- هـ.. هاه؟!
- ما الأمر روي، لمَ اصفر وجهك فجأة...
- آلـ... آلن، لم تغلق منبه يوكي الذي يرن في منتصف الليل، أليس كذلك؟!
- بلى فعلت، لقد كان مزعجاً للغاية!
- تبـاً... كان عليك إيقاظه يا آلن... ستثور ثائرته كالعادة!
- حاولت إيقاظه ولكنه أقرب للأموات من الأحياء، لا تشغل بالك، إنها مشكلته، لنتركه نائما فحسب xD
- انس الأمر، سأوقظه بعد أن تغادر الغرفة كي لا تخرج من هنا جثة هامدة
- هههههههههههههههه أنت تبالغ!
ابعدت خصلات شعري المتناثر على وجهي، نزلت من السلم بهدوء لأتناول كوب القهوة الذي تزين بتلك الخيوط البخارية من يد آلن،
ارتشفت رشفة منه لأشعر بذلك الدفء الذي غمر جسدي في لحظة..
- مذاقها طيب للغاية شكرًا جزيلًا لك..
- لا داعي ~
جلست على الأرض بهدوء، اتكأت على سرير يوكي ورحت أحدق بآلن الذي بدا يعبث في خزانته باحثا عن شيء يناسبه ..
- آلن ما الذي تبحث عنه؟
- عن شيء أرتديه بالطبع، ولكن ملابس المتجمد مضحكة قليلاً.
- مضحكة، ماذا تعني؟!
- خذ هذه مثلاً xD
نظرت إلى تلك الكنزة الرمادية فما كان مني إلا أن قمت بكتم ضحكتي على الفور
- رأيت xD
- ههههههههههههه لا أصدق، لمَ عليها رسمة ميكي ماوس بالتحديد؟!
- أخفض صوتك، لم تر شيئاً بعد انظر إلى هذه أيضًا
- ههههههههههههههههههه وتويتي أيضًا، كفى يا آلن، أخشى أن يستيقظ، ستقع في مشكلة عويصة حينها!
- وما خفي كان أعظم، لكن يا روي لم أجد ما أبحث عنه، جميع ملابسه الرسمية تحتاج إلى كي ==
- ألم يعد أيامي بعد؟
- كلا...
- لمَ لا تستعير بعضًا من ملابسي إذا؟!
- أشعر برغبة في استعمال ملابس يوكي U__U
- افعل ما يحلو لك ولكن تحمل نتائج ذلك!!
- أوه مهلاً، تلك قد تكون مُناسبة~
نظرت إلى المكان الذي أشارت إليه عينا آلن لأفهم ما يقصده على الفور
- لقد جهزها ليلة أمس ليرتديها، أنت لا تخطط لارتدائها صحيح؟!
- في الحقيقة أود إغاظته قليلاً لذا لا بأس ^^
- متأكد؟!
- هههههههه لا تقلق نحن صديقان
- أظن أنك الوحيد الذي يظن ذلك
- يوكي طيب للغاية، أنت لا تعرفه ..
- بالنسبة لي، أظن أنه شيطان قد دخل عالم الإنس بالخطأ
- ههههههههههههههه أنت تبالغ كالعادة!
قمت بتثاقل بعد أن أنهيت كوب قهوتي، أخرجت بنطالاً رمادياً وكنزة بلون السماء، اتجهت بعدها إلى باب دورة المياه لأنتظر خروج ذلك الآلن منها...
لم يخطر ببالي أنه يتعمد إغاضة يوكي، أفهم الآن لم لا يطيق وجوده!
لم يدم انتظاري طويلاً فها هو ذا يخرج من الحمام، مرتديا بنطال أسود وكنزة ذات لون قرمزي قد خرجت منها اطراف قميص يوكي بلونه الأبيض،
أما شعره فقد اعاده إلى الخلف باستعمال الجل الموجود في الحمام على الأرجح، بدت تلك الملابس متناسقة مع مظهره للغاية!
- تناسبك تماماً
- تظن ذلك؟ أنا أيضاً أعجبتني للغاية! حسناً، سأغاد الآن، شكرا لك روي...
- ام... آلن... ألم تنس شيئا؟
- ماذا تعني؟
أشرت بإصبعي إلى ملابسه الملقاة بإهمال على أرضية الحمام المبلولة
- أوووووه، ملابسي!! عذراً منك، سأجمعها في الحال!!
تجاوني بسرعة وقام بجمعها، خرج من الحمام وبحث سريعا بعينيه في أرجاء الغرفة ثم وضعها في الزاوية يسار الباب!!
- حسناً سأخرج الآن
- رافقتك السلامة @__@ !!
جلت بناظريَّ قليلا في أرجاء الغرفة، خزانة يوكي المبعثرة، كارثة على تلك الطاولة البسيطة الخاصة بإعداد القهوة، بطانية ملقاة بإهمال على الأرض،
ملابس مبللة مكورة بجوار باب الغرفة، كل هذا حدث خلال بضع دقائق والمتسبب شخص واحد فقط!! دخلت إلى دورة المياه، بدلت ملابسي على عجل وتوجهت
إلى يوكي لأبدأ معاناة إيقاظه...
في الواقع منذ أن تصالحنا بعد ذلك الشجار الذي حدث في أول لقاء بيننا أصبح إيقاظه مهمتي! كما يقول يوكي يمكنني إيقاظه بأي طريقة حتى وإن اضطررت إلى
سكب الماء عليه، وبما أننا متأخرون اليوم قررت اختصار المسألة واستعمال الحل الأخير على الفور لذا أخذت علبة الماء الصغيرة الموضوعة على الطاولة الصغيرة
بجانب سريره، أزحت الغطاء عن وجهه وقمت بسكبها عليه ليستيقظ على الفور!!
- واااااااه!! ما الذي يحدث على هذه الأرض!!
- استيقظت أخيراً، يا رجل، إيقاظك أمر مرهق للغاية!! ألا تعلم كم مرة حاولت معك!! أأنت كائن حي أم ماذا؟!
هجومي لم يسمح له بالتعليق حتى، هدأ لوهلة وأخذ ينظر في أرجاء المكان بعينيه الناعستين ليجيب بصوت هادئ:
- شكراً على إيقاظي، لكن أين ذلك الآلن؟!
- همم، لا أدري... يبدو أنه استيقظ قبلنا وخرج...
- وخلف وراءه هذه الكارثة!!
- حسناً، لننسَ هذا الآن، سنتأخر...
- |يتنهد بعمق| معك حق...
- ستذهب لمقابلة سوزوكي بعد انتهاء الدوام مباشرة أليس كذلك؟!
- أجل بالتأكيد، دع الأمر لي..
- حسنا إذاً، أراك لاحقاً
- رافقتك السلامة..
سرت بخطوات هادئة نحو الخارج، ألقيت نظرة خاطفة عليه وقد عاد ليستلقي على سريره مجدداً، أغلقت الباب من خلفي وتابعت مسيري نحو محاضرتي الأولى مباشرة.