ومن قال أن البشر بلا قيمة؟! أعضاءهم.. تباع بالملايين!!
- هل أفهم من ابتسامتك انك قد حصلت على الأسئلة؟
- ههه، من تظنني ! بالتأكيد فعلت!! تفقد هاتفك فقد أرسلت الصور.. ستصدم بها!
- أوه حقاً..!
اخرجت هانفي على عجل فتحت الصور التي أرسلها يوكي لأقول بصدمة:
- مئة اختيار من متعدد!!
- رأيت.. أضف إلى ذلك أن كل الاختيارات متشابه..
- هذا الدكتور متخلف بالفعل.. سنستغرق وقتاً طويلاً في حلها هنا، فما بالك لو أننا اضطررنا لحلها داخل الاختبار..
- معك حق، سنسبب له صدمة عاطفية عندما نأخذ العلامة الكاملة..
- هههه، آمل ذلك.. بالمناسبة ألم تقل أنك ستبيع بعض النسخ أو ما شابه؟!
- بلى.. كنت أراسل بعض الطلاب للتو، وقد اتفقت معهم، قالوا انهم سيحولون المال على حسابي اليوم وسأرسل الأسئلة فور أن يفعلوا، بالمناسبة كم تريد حصتك..؟
- حصة ماذا ..؟
- حصتك من المال بالطبع، كان يجدر بي أن أقوم بمعظم العمل كما اتفقنا ولكن حدث العكس..
- أوه هكذا إذاً.. هممم، أظن أن نسبة ٩٠٪ ستكون كافية..
- يالك من جشع!
- هههههههه أمزح معك، احتفظ بنقودك، لابد انك في حاجة إليها
- هممم .. في الحقيقة لست بحاجة إليها..
- هاه.. لمٓ بعت الأسئلة اذاً..؟
- لا أعلم .. شعرت برغبة في ذلك فحسب..
- ألديك هوس في جمع المال أم ماذا؟!
- ربما.. لا أعلم!
- همم، لننفق المال في مطعم أو ما شابه، سيكون ممتعاً أن نروح عن أنفسنا قبل أن تبدأ الاختبارات، ما رأيك؟
جلس يوكي بهدوء على طرف سريره، نظر إليّٓ بتمعن قبل أن يجيب: "أتعلم.. اعرف مطعماً رائعاً يقدم الأكلات البحرية، لنتناول العشاء فيه الليلة"
- نتناول العشاء؟ لكن أليست بوابة السكن تغلق في وقت مبكر..
- لا تقلق بشأن البوابة، اعرف طريقة سهلة للدخول والخروج في أي وقت..
- حقاً.. أهنالك شيء كهذا؟
- سترى بنفسك! اتريد أن نتسكع مع بعض الفتيات أيضاً؟
- كلا أرحني من هذا، سيسببون لنا الصداع..
- كما تشاء، لنبدل ملابسنا ونذهب إذاً..
- الآن؟!
- أجل، سيخيم الظلام قريباً ولن...| رنين | ، المعذرة شيجيرو.. | يرد | أوه.. أهلا أسوكا .. أجل، أجل.. سآتي الآن انتظرني بضع لحظات فقط.. |يغلق الخط| ..
نظر إلي يوكي بعد إجراء تلك المكالمة القصيرة وقال:
- سأقابل أسوكا سريعاً من أجل الأسئلة، انتظرني في كافتيريا السكن، لن أتأخر
- حسناً سأكون في انتظارك ~
فور خروج يوكي توجهت إلى خزانتي أخرجت كنزة بنية وبنطالاً أبيض، ارتديتهما على عجل أخذت معطفي وغادرت الغرفة متوجهاً إلى كافتيريا السكن..
| في الكافتيريا |
نصف ساعة من الانتظار قد مرت ببطء شديد، وها هو الأستاذ يوكي يعلن النهاية بمجيئه أخيراً إلى هنا!
- تأخرت كثيـراً ..!
- عذراً منك، لقد منعني السيد جاك من الخروج قبل الانتهاء من تفتيش الغرفة..
- تفتيش!! لماذا؟!
- لا أعلم .. يقومون بدوريات تفتيشية بين الحينة والأخرى لغرف الطلاب، قد يكونون تلقوا بلاغاً بحيازة بعض الطلاب للمخدرات أو ما شابهه.
- مخدرات؟! في السكن؟!
- بالطبع.. نحن طلاب جامعيون وهذه الأمور باتت منتشرة بين الطلاب في الآونة الأخيرة كما تعلم
- هذا مقلق..
- لا شيء يدعوا للقلق، فقط كن حذراً من تناول أي حبوب أو عقاقير يتبادلها الطلاب فيما بينهم حتى وإن كانت مسكنات معروفة، هـيا لنذهب..
- مهلاً يوكي، أوليس ذلك الممر الذي تتجه إليه يؤدي إلى مبنى الكلية؟
- بلى إنه كذلك ألم أقل لك أنني أعرف طريقة للدخول والخروج في أي وقت؟!
سار يوكي بخطوات سريعة بين ممرات كليتنا الخالية من الطلاب وأنا من خلفه، حتى وصلنا إلى مصعد صغير خاص بعمال النظافة، ضغط على زر المصعد وأخذ يفقد المكان بعينيه متأكداً ألا أحد يراقبنا. دق جرس ذلك المصد معلناً وصوله فدخلنا إليه، ضغط يوكي زر المصعد ليأخذنا إلى القبو..
- إلى القبو..؟!
- أجل، هنالك باب يمكننا الذهاب إلى مواقف السيارات الخاصة بأعضاء هيئة التدريس منه..
- وما الذي تريده من مواقف سياراتهم!!
- سيارتي بالطبع!
- سيارتك...؟! مهلاً... لمَ تركنها هناك، يا لجرأتك!!
- لأتأكد ألا أحد سيقترب منها، كف عن الثرثرة الآن وادع الله ألا يلاحظنا أحد، سأحصل على مخالفة مرورية ومخالفة أكاديمية في الوقت ذاته..
"ظلام دامس" تلك أبغ جملة قد أستخدمها لوصف المكان الموجود خلف أبواب هذا المصعد، تقدمني يوكي فتبعته محاولاً ألا أفقده، لم أتمكن من رؤية أي شيء، ولا حتى يدي التي أنا واثق تمام الثقة أنني أرفعها أمام وجهي الآن، لوهلة شعرت ببعض الارتباك، لست من النوع الذي يخاف الظلام، ولكني أظن أن النفس البشرية مفطورة على كرهه، ربما ليس لذاته بل لأنه يخفي أشياءً لا نعرفها.. أجل لسنا نخاف الظلام، بل نخاف مما يخفيه تحت ستاره!
- شيجيرو، انتبه لخطواتك، هنالك كومة من الخردوات مرمية هنا وهناك
- حـ.. حسناً، يوكي ألا يمكننا تشغيل ضوء هواتفنا أو ما شابه ..؟
- لا أحبذ ذلك، هذا القبو له عدة مداخل وخارج، ماذا لو صادف وأن لاحظنا أحد؟ لا عليك ابق قريباً مني، أعرف كل شبر من هذا المكان.
- هه، أعتمد عليك إذاً.. بالمناسبة لقد خاب ظني، قلت أنها طريقة سهلة للخروج والدخول..
- هنالك طريقة أسهل، ولكنني أريد سيارتي لذا أنا مضطر لسلوك هذا الطريق..
- فهمت.. بالمناسبة، كيف لم يلاحظوا أن السيارة تعود لأحد الطلاب؟!
- لأنهم يعتقدون أنها ملك لوكيل شؤون الطلاب، الجميع يظن أنها سيارته الثانية لذا لم ينتبه عليها أحد، كما أن المسؤول عن المواقف رجل مسن للغاية ولن يلاحظ شيئاً، أضف إلى ذلك أني لا أستعمل سيارتي كثيراً ..
- ههههههههههههه يالها من نكتة، كيف جعلتهم يعتقدون أنها سيارة الوكيل أصلا!
- الحقيقة .. لوحة سيارتي مكتوب عليها اسمه...
- ما.. ماذا؟! ما الذي تقوله؟!
- لقد دفعت مبلغاً معتبراً من المال لتكون اللوحة كما طلبتها..
- المال مرة أخرى! إذاً فالأمر لم يكن مصادفة بل تعمدت القيام به ..
- تقريباً ..
- تقريباً؟!
- لم أكن واثقاً من نجاح الأمر، ولكن يبدو أن الحظ قد وقف معي
- أجل أجل .. الحظ!!
- أتكذبني؟!
- ومن سيصدقك أصلاً..! لم تنه الفصل الدراسي الأول بعد، لكنك خلال فترة قصيرة علمت اسم الوكيل ووضعته في لوحة سيارتك ودخلت بها في مواقف أعضاء هيئة التدريس وتقول أن هذا بالحظ..!
- همممف... انسَ الأمر، ها قد وصلنا..
تحسس يوكي الجدار بيديه حتى عثر على مقبض الباب، فتحه بهدوء ونظر من خلاله ليتفقد المكان:
- جيد لا أحد هنا، هيا لنخرج ..
خرج يوكي بهدوء فتبعته، متجهاً نحو سيارة الروز رايز السوداء المركونة بالقرب من ذلك الباب الصغير، وقف أمام باب السائق الأمامي لسيارته، أخرج مفتاحه وضغط زراً لتفتح الأبواب على الفور، جلس على مقعد السائق ونظر إلي:
- ما بك؟ ألن تركب؟
- فانتوم؟! في النهاية لا تمتلك ذوقاً سيئاً كما ظننت..!
- هاه .. وما الذي يجعلك تعتقد أن ذوقي سيء..؟!
- أتساءل .. |ضحكة|
- لمَ تضحك؟!
- لا شيء أبداً!!
تباً، تذكرت ملابس يوكي في الوقت الخطأ، لكن من جهة أخرى يبدو أن يوكي لم يكن يتظاهر بالثراء فحسب كما ظننت، إذاً لم يلاحظ أحد أنها سيارة طالب لأن لا أحد سيتوقع أصلاً أن هنالك طالب في هذه الكلية العادية يمتلك مثلهاا!! فتحت باب الراكب الأمامي وقلبي يدق متحمساً، إنها المرة الأولى لي التي أركب فيها سيارة من هذا النوع، ولكن عليَّ ألا أظهر حماسي كي لا يسخر ذلك المتعجرف مني!! استرحت على ذلك المقعد المريح، أغلقت الباب من خلفي، ربطت حزام الأمان وأنا أقول بهدوء "هيا ما الذي تنتظره، لنذهب"