التشبيه المقلوب:
1- قال محمد بن وُهيْب الحميريّ:
وبدا الصباح كأن غُرّته ... وَجهُ الخليفة حين يُمْتَدحُ
2- قال البحتريّ:
كأن سناها بالعشِيّ لصبحها ... تبسُّم عيسى حين يلفظ بالوعدِ
3- قال حافظ إبراهيم:
أحِنّ لهم ودُونهمُ فلاة ٌ... كأنَّ فسيحها صدر الحليمِ
إيضاح:
يقول الحميري: إِنّ نور الصباح يشبه في التلألؤ وجه الخليفة عند سماعه المديح.
وكما نلاحظ هنا أنّ هذا التشبيه لم يأت في صورة طبيعية لأننا كما نعلم أن وجه الشبه يكون أقوى وأوضح في المشبه به منه في المشبه ولكنّ الشعر خرج عن المألوف وجعل المشبه مشبها به مدّعيا أن وجه الشبه أقوى وأوضح في المشبه على سبيل المبالغة وهذا التشبيه مظهر من مظاهر الافتنان والإبداع.
ويشبه البحترى برق السحابة بابتسامة ممدوحه حينما يعِد بالعطاء.
وكما هو معروف فإن لمعان البرق أَقوى من بريق الابتسام وكان على الشاعر أن يشبه الابتسام بالبرق ولكنّه قلب التشبيه.
وأخيرا يشبّه حافظ إبراهيم الأرض الخالية بصدر الحليم في الاتساع،وهذا أَيضاً تشبيه مقلوب.
تذكّر:
التشبيه المقلوب هو جعل المشبَّه مشبَّها به بادِّعاءِ أَنَّ وجه الشبه في المشبّه أقوى وأوْضح.
مثل:كأنّ نور البدر وجهك.
ومثل قوله تعالى:{قَالُواْ إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا وَأَحَلَّ اللّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا ..} سورة البقرة:275
لاحظكيف عكس الكفار التشبيه ليوهموا الناس أنَّ الرِّبا مثل البيع حتى يثبتوا أنَّ الرِّبا عندهمْ أحلّ من البيع وأرفع منه مقاما على أساس أنّ الربح مضمون في الرّبا بخلاف البيعِ.