السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، كيفكم رفاق أتمني تكونوا بخير إن شاء الله أشكركم على دعمكم لي بشدة ^_^ ________ الفصل الثالث فى جناح خاص أنيق فى فندق red castle بالقاهرة يجلس رجلٌ لا يبدو على جسدهُ ملامح كبر السن ولكن تنعكس فى منحيات وجههُ جليًا ، يبدو عليه الوقار الشديد و يُمسك بالهاتف -ألا تعلم لماذا يريد مقابلتي ؟ -لا سيدى هو فقط أخبرني أنهُ د. باسل من مشفي الحياة -حسنًا يُمكنك السماح له بالصعود يمشي باسل خلف موظف الإستقبال ليضغط له الطابق العاشر فى المصعد يطرق باسل جناح رقم 1 كما أخبرهُ الموظف يفتح له رجلٌ ضخم البنية يبدو كهؤلاء المقاتلين ليقول بصوت أجش : -تفضل د.باسل لم يندهش باسل من معرفتهُ لإسمهُ فهو الآن فى جناح محمد الحسيني من أكبر وأشهر رجال الأعمال فى العالم - مرحبًا بك د. باسل ، تشرفت بلقائك ، كنت أنا من سيذهب للقائك قريبًا ، لكن لا بأس جيد أنك حضرت - الشرف لي سيدى ، تعلم أني الطبيب المشرف على حالة حفيدتكم الآنسة أسيل وأريد التحدث معك قليلًا عنها . - تحدث ببساطة د.باسل ، يُسعدني إخبارك أي شيء فى سبيل شفاء أسيل -إذن لندخل بالتفاصيل ، أولًا سيد محمد هل يُمكنك إخباري عن الحالة التي وجدتم بها أسيل بعد إختطافها ؟ تنهد الجد وكأنهُ يسترجع قصة مؤلمة : - أسيل كانت ذاهبة لمؤتمر فى إنجلترا ، إتصلت بي كالعادة بعد أن أنهت المؤتمر لتُخبرني أن أحدًا ما ينتظرها فى المطعم لذا ستذهب إليه أولًا قبل الذهاب للفندق -ألم تخبرك من الذى ستتقابل معهُ ؟ - للأسف لا ، فقد كانت مسرعة وأغلقت سريعًا . بعد هذا إختفت ولم نجدها . إستمر البحث ثلاثة أشهر دون فائدة ، وفى يوم إتصل بي أحدهم ليخبرني بمكان حفيدتي فى طريق مهجور ، ولم يخبرني إسمهُ وهاتفهُ أُغلق بعد هذا . أسرعت فى الذهاب إلى المكان المحدد ومعي جاستين . ونظر إلى الشاب الضخم الذى يلازمهُ ، ففهمت أنهُ جاستين أكمل الجد وعيناهُ أُغرقا بالدموع : - وجدتها فى حالة مزرية ملابسها بالية ممزقة فى بعض الأماكن ، وآثار جلد وتعذيب واضحة علي جسدها دون الحاجة للتقرير الطبي حتي ، أسرعت وذهبت بها إلى أكبر مشفي فى إنجلترا ، وبعد الإنتهاء من تمريضها ، ظلت فى غيبوبة مدة أسبوع وحين أفاقت حاولت الإنتحار وبعد أن هدأت إستيقظت مرة أخرى وهى فاقدة للذاكرة كما الآن إنتهى الجد وهو يحاول التماسك كي لا يبكي على حفيدتهُ المحبوبة إستغرق باسل بضع دقائق فى التفكير وكأنهُ يحاول تجميع بعض قطع الأحجية معًا - لم أفهم إذن لم تم تحويلها إلى قسم الطب النفسي ؟ إن كانت حالة فقد ذاكرة فسيلازمها طبيب مخ وأعصاب ، وهى هدأت بالفعل عن محاولة الإنتحار ! لم يفهم الجد كلامهُ فهو لم يُفكر بهذا من قبل - لا أعلم بني ، فأنا لست طبيبًا ولقد تركت حالتها فى يد طبيب جورج فى مشفي إنجلترا ، وقد أخبرني أنهُ يرى بها ما يستدعي لتحويلها للطب النفسي ، ووثقت به بالطبع فهو من أشهر الأطباء فى إنجلترا . أومأ باسل رأسه يدل على الفهم - أيمكنك إخباري الآن عن طفولة أسيل كاملة ، من فضلك ؟ إستعجب الجد قليلًا ، فلم يسألهُ أحد الأطباء عن طفولة أسيل كاملة من قبل فقط بعض المعلومات الأساسية لمحاولة إنعاش ذاكرتها كما أخبروه . - حسنًا ، لا أعلم كيف أبدأ لك ولكن طفولة أسيل لم تكن بالشيء الجيد أبدًا . أسيل كانت الشمس والقمر لوالديها ، فلقد أحبها كامل إبني كثيرًا ودللتها والدتها أكثر . ومع هذا الدلال أصبحت أسيل حساسة للغاية وإعتادت على الإهتمام والدلال المباشر مُعتقدة أن هذه هى المعاملة الصحيحة التي يتعامل بها كل البشر أخذ الجد نفسًا طويلًا وأكمل : - حتي هذه الحادثة المشؤومة ، كانت أسيل ذاهبة للمدرسة إعترضها بعض قطاع الطرق ، قتلوا السائق وإختطفوها من العربة ، بعد سبع ساعات من إختطافها إتصلوا بنا لإخبارنا أن نُجهز مليون دولار فى عشرة أيام إن كنا نريد إبنتنا حية وكذلك لا نُخبر الشرطة . بالطبع جُن والداها فهي مدللتهما وأسرع كامل فى تجهيز المال وأصر على عدم إخبار الشرطة . وبعد عشرة أيام نال الإرهاق والتوتر منا جميعًا إتصل المختطف لنتفاجأ به يطلب مليون آخرى خلال خمس أيام فقط ، ثار كامل من تمطيط المدة مرة أخرى ولم يهتم لأمر المال قدر إهتمامهُ بأسيل ، ولكنهُ تماسك بفضل زوجتهُ . إستعدينا بعد خمس أيام بالمبلغ المطلوب وكادت الشركة تُفلس بفضل هذا المبلغ شرب الجد بعض الماء ليأخذ راحة قليلًا ثم أكمل : - وفى الميعاد المحدد إتصل الخاطف ليُخبر كامل أن يأتي بالمال هو وزوجتهُ فقط ووصف لهم المكان ، رفضت بشدة أن يذهبا وحدهما لأنهُ طلب غريب أن تذهب زوجتهُ معهُ ولكنهُ أصر على الذهاب لمصلحة أسيل هكذا أقنعني وياليتني لم أقتنع . بعد عدة ساعات إتصلت بي والدة أسيل تطلب مني الإسراع لمكان ما وهى تلهث فى الهاتف ، أخذت جاستين وأسرعنا لأتفاجأ بإبني وزوجتهُ ملطخين بالدماء فى غرفة قذرة فى فى فندق صغير على الطريق . أمسكت بي زوجتهُ وهى على الأرض فأنخفض لها لتهمس لي أن أخذ أسيل من هنا سريعًا وأتركهما ، رفضت بالطبع ولكنها ترجتني وأقسمت علي بحياة إبني الذى كان مدرج بالدماء ولم يتحرك من على الأرض ، لم أفكر وقتها كثيرًا فقد كان عقلي مغيب عن التفكير تماما وحملت أسيل فاقدة الوعي وأمرت جاستين القابع فى الأسفل بالسيارة أن يذهب بها إلى المنزل فورًا ، وما إن نظرت خلفي حتى وجدت الفندق يحترق على آخره ولم نستطع إنقاذ كامل أو زوجتهُ. أنهي الجد كلامهُ وقد خانتهُ عبرة مسحها سريعًا تأثر باسل كثيرًا بحياة تلك الطفلة التي فقدت كل شيء فقط بسبب بعض قطاع الطرق الجشعين -كيف إستقبلت أسيل خبر موت والديها بعد هذا ؟ أخفض الجد رأسهُ قائلًا : -هذه كانت آخر مرة أرى فيها أسيل المدللة إستعجب باسل من الأمر ، فحسب ما قالتهُ وفاء من قبل هى ظلت كتلة من الحماس دائمًا أخرجهُ من تفكيرهُ الجد حين بدأ فى الكلام : عُدت بأسيل إلى المنزل و تركتها فى رعاية مربيتها ، لأخذ إجراءات الوفاة ، عندما إستيقظت أسيل أخبرتها بموت والديها ولكن لم أخبرها كيف فهي ما تزال صغيرة ولم تكن ستتحمل الأمر . فى البداية حزنت وبكت كثيرًا لكن شخصيتها لم تتغير ، ثم فجأة بعد يومين جاءت لي المكتب : أسيل عشر سنوات : -جدي أريد سؤالك شيء ما ! تفاجأ الجد من نظرة أسيل التى كانت بعيدة كل البعد عن البراءة والطفولة التى إعتاداها -إجلسي عزيزتى ، إسألي ما تريدين جلست أسيل ونظرتها لم تتغير ، رفعت رأسها لتقابل عين جدها بقوة وكأنها تريد القول " أخبرني الحقيقة لأني سأعلم إن كذبت " : -هل كنت أنا السبب فى موت أبي وأمي ؟ إتسعت عينا الجد وصُدم من سؤالها ، حاول إخفاء صدمتهُ وأجاب فى حدة : - بالطبع لا من السخيف الذى أخبرك بهذا ؟ -لا يهم من ، لكن من ردة فعلك يبدو أن الأمر صحيح نهض الجد وإحتضن حفيدتهُ وقال بتأثر : -أنتِ لستِ السبب عزيزتى ، صدقيني سأعثر على من فعل هذا ولن أدعهُ يفلت من العقاب أسيل وهى مازالت جامدة العينين : - حتي وإن عثرت عليهِ لن يُعيدهما هذا نزعت نفسها من حضن جدها ووقفت تحت أنظار الجد المتفاجئة : -لم يعد هذا يهم جدي ، لا أريد أن أدع موت والداي يضيع هباءًا ، هما حافظا على حياتي لذا سأحافظ على أعمالهما ، من اليوم جدي سأبدأ فى دراسة الأعمال سأتفوق وأُدير شركتنا وأعمالنا جميعًا ، لن أدعك تشعر ولو للحظة بالندم على موتهما فى سبيل فتاة حمقاء لا تعلم عن الحياة شيئًا . صُدم الجد كثيرًا من كلامها ، أهذه حقًا مدللتهُ ؟ أهذه طفلة بسن العشر سنوات ؟ أيعقل أن تنضج فى ليلة واحدة لتُصبح بهذه الصرامة ؟ من أخبرها أني نادم على موت ولدي وزوجتهُ هما ماتا فى سبيل إنقاذ طفلتهما وإن كان مكانهما لفعل نفس الشيء ! لماذا تغيرتِ أسيل لا أريدك هكذا طفلتي ؟ لم يستطع الجد هذه المرة من إيقاف عبراتهُ وناولهُ جاستين علبة المناديل وهو يخفف عنهُ . رآهُ باسل بصورة مهزوزة قليلة حتى أنهُ تفاجأ ، وفرك عينيهِ ليجد عبرة ترقرقت بهما منعتهُ من الرؤية الواضحة ، مسحها سريعًا من أسفل نظارتهُ وآثر الصمت ليُكمل الجد دون أن يقاطعهُ . بعد أن هدأ الجد أكمل : بعد هذا اليوم لم أرى أسيل تتصرف بعبث أو بمرح مثلما كانت تفعل بل أصبحت جادة فى تصرفاتها وبالفعل درست إدارة الأعمال وتفوقت فى جامعتها بل وتفوقت أيضًا فى إدراة الفندق الذى أصرت على إدارتهُ فور تخرجها ، غيرت حال الفندق فى سنة واحدة وبدأ إسمها فى الظهور على ساحة الأعمال بقوة . فرحت بها كثيرًا وبتفوقها وبعملها الحماسي فقد كانت شعلة من النشاط والحماس بالفعل ، لكن للأسف كانت جامدة المشاعر تسعي وراء هدفها بقوة آثرت تقوية عقلها وأهملت تقوية قلبها ، أعلم أنها هشة المشاعر ، قلبها مُحاط بطبقة رقيقة من الزجاج هى تعلم أن قلبها واهن أمام الحب والدلال ؛ لذا قامت ببناء قلاع حولهُ بعقلها لتمنع أين كان بكسر ذلك الزجاج . أنهي الجد حديثهُ ونظر إلى باسل ليرى ملامح التأثر واضحة على ملامحهُ -أتريد الإستفسار عن شيء آخر د. باسل ؟ -شيء أخير فقط ، لماذا نقلتها إلى القاهرة بدلًا من إنجلترا ؟ لم أقتنع بكلام د. وائل أنك لا تريد للصحافة أنت تعلم ! نظر لهُ الجد بنظرة متفحصة : -ستكون بآمان هنا عن إنجلترا ، عذرًا لكن لا أستطيع إخبارك المزيد. تأمل باسل الجد وهو يعتقد أنهُ مازال يخفي شيئًا ما لا يريد البوح بهِ ، لكنهُ إحترم رغبتهُ ثم وقف مغادرًا -شكرًا لوقتك سيدى ، وأتمني أن تزور أسيل فهي بحاجة إليك الآن وقف الجد : بالتأكيد لم آراها من وقت حادث الإنتحار ، سأزورها قريبًا إن شاء الله . ضيق باسل عينيهِ وسلم على الجد ورحل ، جلس الجد على كرسيه ونظر إلى الفراغ -أتظن أنهُ إكتشف شيئًا جاستين ؟ أجاب جاستين من خلف كرسي الجد -لا أعتقد فهو للآن لا يعلم عن أسيل سوى ما أخبرتهُ به أغلق الجد عينيه -إنهُ ذكي ، أعتقد أنهُ خلال فترة سيكتشف كل شيء حانت منه عبرة وهو مغمض العينين -يا إلهي ساعدني فى إنقاذ طفلتي ... ظل باسل يدور بسيارتهُ فى دوائر مغلقة وهو يفكر بكلام الجد وبردة فعل أسيل ثم أوقف السيارة فجأة وضرب على المقود بقوة - ظننت أني سأجمع بعض القطع معًا أخيرًا ، ولكن ها أنا الآن أجد قطع إضافية فى تلك الأحجية لا مكان لها هدأ باسل قليلًا وركن سيارتهُ وصعد إلى منزلهُ لتتفاجأ بهِ بثينة وأحمد فالساعة الآن لم تتجاوز الثالثة عصرًا -باسل ماذا جاء بك مبكرًا هكذا ؟ ألم تذهب لعملك منذ بضع ساعات فقط ! - جئت أكل بعض اللقيمات أمي ، ثم أني أريد الراحة فى غرفتي قليلًا وبعدها سأذهب إلى المشفي إمتثلت بثينة لكلامهُ وذهبت لإحضار بعض الطعام له نظر لهُ أحمد بتفحص وأوقفهُ قبل أن يذهب إلى غرفتهُ - أهي حالة صعبة ؟ نظر باسل لوالدهُ الذى يفهمهُ - قليلًا أبي ، أريد الجلوس وحدي لأحاول تجميع أفكارى قبل الذهاب لها دخل باسل غرفتهُ وأغلقها من الداخل أتت بثينة ببضع الشطائر ليأكلها ، ولكن أوقفها أحمد قبل أن تطرق على بابهُ - دعيه الآن ، لا أظن أنهُ يريد الأكل ، هو فقط يريد الإستجمام بنفسهُ قليلًا تفهمت بثينة هذا ، فولدها دائمًا ما كان يحبس نفسهُ فى غرفتهُ إذا إستعصي عليه أمر ما خلع باسل نظارتهُ وأنعش وجهه ببعض الماء ونام على سريرهُ ويُفكر ناظرًا لسقف الغرفة - عاشت طفولة بائسة جعلتها تحبس شخصيتها الطفولية فى عقلها وقامت ببناء شخصية جامدة عملية لتخفف عن جدها أو هكذا إعتقدت - تعرضت لحادث إختطاف فى إنجلترا لا أعلم تفاصيلهُ ولكن من الواضح أنه كان عنيفًا من الآثار المتبقية على جسدها حتى الآن ، لم يتحمل عقلها كل هذا و لأجل حمايتها إستحضر أسيل الصغيرة لتتعامل مع الموقف - أسيل الصغيرة لا تعلم شيئًا سوى عن حادثة إختطافها وهى صغيرة حتى كلام عمها لا تتذكر منهُ سوي أنها السبب فى مقتل والديها - عمها هذا الذى لم آرهُ حتي الآن ولكني متأكد من أنهُ حلقة الوصل فى شخصيتي أسيل - الجد يخفي شيئًا ما ، بدليل أنهُ لم يقم بزيارة حفيدتهُ الوحيدة حتى الآن ! - تصرف أسيل اليوم عند محاولة شفائها .... أغمض باسل عينيهِ وفرك فى شعرهُ ونهض سريعًا ليرتدى نظارتهُ ويرحل دون أى كلمة لوالداه وهما تفهما هذا ... مضت الأيام سريعًا فى المشفي ، و باسل يحاول التقرب من أسيل وفهمها أكثر ولم يتعرض لجزء تنويمها لأجل العلاج مرة أخرى حتى الآن كان يشعر بوجود شيئًا ما غير صحيح فى أسيل حين كانت تنظر إلى التقويم فى غرفتها كل يوم عند إستيقاظها مرت ثلاثة أسابيع على هذا الحال حتى جاء ذلك اليوم " العاشر من الشهر " دخل باسل غرفة أسيل فى الصباح الباكر وجدها تُجادل وفاء بصوتِ عالِ - ما الأمر أميرتي ؟ لم صوتك عالِ هكذا ؟ - أميري أنقذني أرجوك وقفزت لتمسك برقبته وهى تُخبأ رأسها فى صدرهُ وفاء وهى مستاءة : - لا تريد شرب اللبن وكأني أعاقبها ، ستأخذ الآن دواء قوي تحتاج للتغذية الجدية قبل أخذهُ - لن آخذه ُ أبدًا وأخرجت لسانها لوفاء وهى تختبئ فى باسل ضحك باسل كثيرًا على منظرها هكذا وأبعدها عنهُ ليُجلسها على السرير - أميرتي ، ألا تريدين أن تكوني عروس جميلة ردت أسيل فى بهجة : - بالطبع أريد أن أرتدى الفستان الأبيض وأضع أدوات التجميل على وجهى وبالتأكيد أريد أن يحملني أميري ويدور بي فى قاعة زفافنا الجميلة نظر لها باسم وهو يبتسم وهى تشرح لهُ كيف تريد زفافها - لا توجد عروس تذهب ليوم فرحها بدون أن تكون بيضاء الوجه لامعة ، ولكي تُصبح بيضاء لابد أن تشرب اللبن يوميًا وضعت يديها على ذقنها وهى تحرك سبابتها فى وضعية تدل على التفكير العميق - لكن العروس تُصبح بيضاء بسبب أدوات التجميل والفستان الأبيض لا اللبن إبتسم باسل حتى كشف عن أسنانهُ البيضاء وهو يراها تحاول أن تُفكر بعمق فى المسألة - لا أميرتي ما لا تعرفينهُ أن العروس لابد أن تكون بيضاء حتى بدون أدوات التجميل إذا كانت تريد أن تظل عروس جميلة طول حياتها نهضت أسيل مسرعة وهى تأخذ كوب اللبن من وفاء لتشربهُ ووجها يمتعض من شربها السريع لهُ ، أنهت الكوب وهى تلهث كما لو كانت تجرى فى ماراثون - ها قد شربتهُ ، سأصير عروس جميلة طول حياتي صحيح ؟ - بالتأكيد أميرتي ، أنتِ عروس جميلة دائمًا حضنتهُ أسيل وهى سعيدة ليدخل فى نفس اللحظة جد أسيل سيد محمد الحسيني وما إن رأت جدها حتى هرعت إليه تحتضنهُ وتقبلهُ وبادلها جدها نفس المشاعر ، بعد الأحضان والقبلات قالت أسيل وهى متعلقة برقبتهُ كالأطفال : - جدى إشتقت إليك فنظر لها الجد بأعين دامعة : - وأنا كذلك صغيرتي ، كيف حالك ؟ هل أنتِ سعيدة ؟ أأنت مرتاحة فى العيش هنا ؟ أيوجد شيء يُزعجك ؟ توقف ليأخذ نفسًا فقد كان يتحدث بسرعة ولهفة على حفيدتهُ الوحيدة ضحكت أسيل : - لقد أصبحت عجوزًا جدي ، لا تقلق أنا بخير هنا ، أنا أميرة جدي وأميرة جميلة أيضًا أليس كذلك ؟ ونظرت إلى باسل وهى تغمز بعينيها ، إبتسم لها باسل من تصرفها ، ولاحظ الجد هذا ليبتسم بدورهُ : - بالتأكيد أنتِ أجمل أميرة رأيتها ... فى فندق فى القاهرة حيث يوجد شاب – ضخم البنية يتمتع بجسد رياضي وملامح غربية وسيمة شعر أشقر ولون البحر فى عينيه كان جذابًا بحق ، وهو يعلم أن لهُ تأثيرهُ الخاص على النساء إن لم يُؤثر فى بعض الرجال ايضًا – يتحدث فى الهاتف : - لا تقلق ، أنا فى القاهرة الآن ... نعم حدثت بعض الأمور عطلتني فى إنجلترا ... لا يهم الآن طالما أني بجوارها ... بالتأكيد ستقع فلولا إختفائها لكانت فى أحضاني الآن أغلق الهاتف وهو يمسك شعرهُ من الخلف - أنتِ لي أسيل ولن أترككِ لغيرى أبدًا .... كانت أسيل تجلس بجوار جدها على السرير وباسل أمامها فرح بلقاء أسيل بجدها كثيرًا ، أخذوا يتسامرون ويضحكون حتى دقت الساعة الحادية عشر . قفزت أسيل من مكانها ودفعت باسل ليندهش هو والجد من تصرفها ، ينظر لها باسل فيرى تلك العينين الجامدتين مرة أخرى - أسيل ما بكِ صغيرتي ؟ أيوجد خطب ما بها د. باسل ؟ إكتفي باسل بالصمت وهو مصدوم من رؤية ملامح أسيل التى تحولت لملامح جثة وليس طفلة ركضت أسيل فجأة إلى النافذة وهى تنظر لهما ورأي باسل لوهلة لمحة غريبة فى عينيها لم يستطع تفسيرها أهي حزن أم غضب ! وفى ثوانِ قليلة إختفت أسيل من أمامهُ ، إلتفت فى الحجرة ليبحث عنها ولكنهُ إستيقظ على صراخ الجد وهو ينادي إسمها بأعلي صوتهُ ويتجه إلى النافذة ظل جامد مكانهُ وهو يُحدق فى النافذة كأنهُ ينتظر عودتها ، ولكن هل تعود ؟ ______________________________ منتظرة رأيكم رفاق ^^ |