السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، كيفكم رفاق أتمني تكونوا بخير إن شاء الله سعدت بتعليقاتكم كثيرًا على الفصل الأول جد شجعتوني أكمل + رفاق صدقًا هذه المرة الأولي التى أكتب بها رواية __________________ الفصل الثانييدخل عمر إلى مكتب باسل ويراه شاردًا : - هل أخذت عقلك بهذه السهولة رفيقي ؟ فيرد باسل بتلقائية : - كثيرًا لم تأخذه ولكن إستوليت عليه تمامًا ... وينتبه لعمر قائلًا بإرتباك : ماذا أتي بك ؟ بعيون ضيقة يجيب عمر : - لن أناقشك فى هذا على الأقل الآن فأنت ما زلت فى يومك الأول مع مريضتك ويوجد كل هذا الشرود إذن ماذا ستفعل تلك المريضة بك عند الإنتهاء منها . - صدقت ، فأنا لم أرى مثل هذه المريضة من قبل . تعلم هي مثل الأحجية الصعبة التي تحتاج منك جهدًا ليس فقط فى تجميع القطع ولكن أيضًا فى البحث عن القطع نفسها . عمر وقد شعر أن صديقهُ نال كفايتهُ بالفعل اليوم : - حسنًا إترك هذه المريضة الآن وهيا أنت مدعو اليوم للغداء عندي ، فالساعة تجاوزت السابعة وأنت لم تتناول غدائك بعد . - إعفني عمر من هذه الدعوة أحتاج للتفكير قليلًا وكذلك للإطمئنان علي حالتي عمر وهو يرفع كفهُ لإنهاء النقاش : - تعلم أن طلبات زوجتي أوامر علي وعليك لذا لا داعي للمجادلة هيا إطمئن عليها وسأنتظرك فى السيارة . تنهد باسل وهو يعلم أنهُ بالفعل لا يستطيع مجادلة عمر فمني زوجتهُ هى أختهُ فى الرضاعة وإبنة خالتهُ فى آن واحد ، يحبها كثيرًا ولا يستطيع رفض لها طلبًا . ذهب باسل للإطمئنان على أسيل وجدها نائمة فى وضعيتها العجيبة ، إبتسم لها وأعطي تعليماتهُ لوفاء فى مواعيد بعض الأدوية وتبادلًا الهواتف لتتصل به إن إحتاجت أو أرادت الإستفسار عن شيء ما . ... فى ملهي ليلي فخم فى إنجلترا - ماذا إنتقلت للقاهرة ؟ - نعم سيدي هذا ما علمتهُ ، إنتقلت لمشفي الحياة فى القاهرة - تعتقد أنها تستطيع الهرب مني ، بالتأكيد لا ، لن أتركك أسيل حتي تُصبحي لي ، إحجز لي طائرة للقاهرة فى أقرب وقت - نعم سيدى ويتركهُ ويذهب ليتراقص على أنغام الفتيات فى الملهي وهو مُسكر غائب عن الوعي فى ملذاتهُ . ... فى بيت عمر، تستقبل مني أخيها وزوجها ، ويذهبا لطاولة الطعام - ماذا دكتور باسل ألا نراك إلا كل شهر مرة ؟ - تعلمين المشفي وحالاتهُ الكثيرة ، ثم أنا أطمئن عليكِ كل يوم من عمر ، صحيح عمر ؟ عمر مصطنع التفكير : - لا أذكر هذا ! باسل بغيظ : - أنت لا تذكر هذا ولكن تذكر الحالة الجديدة صحيح ؟ عمر بخوف : - لا لا ، تذكرت مني هو يوميًا يستفسر عنك يضحك باسل ، وتستعجب نهي عن هذه الحالة - أيوجد حالة جديدة فى المشفي ، لم تخبرني عمر ! - بالطبع لن يخبرك فهي فتاة جميلة فى منتصف العمر عمر بسرعة : - ولكن أخيكِ هو المشرف عليها وبما أنها حالة خاصة لا يُسمح لاحد بالإقتراب حتي . مني رافعة حاجبها : - إذن هى جميلة ، لم أرك توصف فتاة بالجمال من قبل باسل ، ما إسمها ؟ باسل وهو يتأمل الفراغ : - أسيل تبتسم مني بخبث : - لم أعلم أنها جميلة للحد الذى يجعلك تُسهم هكذا باسل وهو فى نفس وضعيته : - هى بالفعل جميلة ، عندما ترينها تعتقدين انها حورية صغيرة من الجنة بتلك العينين المتحديّان لضوء الشمس فى إشراقهُ ، وبشعرها البني الذى عندما ينسدل تظنينهُ موجة صغيرة من موجات البحر المتتابعة ، وبالطبع قوامها الصغير الذى يجعل عندك الرغبة فى حملها كطفلة رضيعة ، حقًا تبدو كحورية صغيرة من الجنة إنتبه باسل أنهُ أمام عمر ومني أخيرًا ، لينظر إليهما مرتبكًا ، فيجدهما يُحدقان به بإسهام. ينظر له عمر وهو يضع يده على وجنتيه قائلًا : - أكمل أكمل ، حتى أنا أحببت الحورية الصغيرة ، صحيح نهي ؟ مني فى وضعية عمر : - ومن لا يُحب الحوريات زوجي العزيز إرتبك باسل كثيرًا وليُخفي حرجهُ : - أنتما الإثنان ، تعلمان أنها مريضتي ولا أستطيع بأي شكل من الأشكال الإعجاب بها حتى ، لذا أنهيا هذا ولنأكل ضحكا الزوجان وقررا التخفيف عن باسل فى البدء فى الأكل ويُنهيا تناول الطعام ليستئذن باسل ويعود إلى منزلهُ فى الطريق يُفكر : كيف يُمكنني التفكير فى أسيل بهذه الطريقة أنا لم آرها سوى يوم واحد . ويهز رأسهُ يمينًا ويسارًا ليُنفض أفكارهُ قائلًا بصوت مسموع : - ماذا بعد أميرتي ويضغط على الدواسة ليُزيد من سرعتهُ منطلقًا للمنزل فى غرفة أسيل تمامًا فى الساعه الثالثة فجرًا ، تفتح عينيها بسرعة لتري وفاء غارقة فى النوم على الشيزلونج ، فتنهض سريعًا وتمسك هاتفها لتضغط بضع أزرار فتتكون رسالة مضيئة على الهاتف " مشفي الحياة فى القاهرة – د.باسل – جناح خاص – الدور الخامس " وترسل الرسالة لتنتظر الرد بعينين جامدتين كأن أحدهم إنتزع الروح منهما . بعد دقائق يأتيها الرد لتفتحهُ " جيد كما إتفقنا فى العاشر من الشهر " فتومأ أسيل برأسها وكأن المُرسل أمامها ، وتغلق الهاتف وتعود للنوم فترة وترتخي عضلات وجهها لتعود ملامحها البريئة وكأن من قامت هذه لا وجود لها . ... يقف باسل أمام غرفة أسيل فى الصباح ويُعدل من نظارته الطبية التى تُزيدهُ وسامة ويقول : - لنبدأ فى البحث عن قطع الأحجية اليوم يدخل باسل لتنقض عليه أسيل ممسكة فى رقبته كالأطفال : - تأخرت أيها الأمير لا يجوز للأميرة أن تستيقظ ولا تجد الأمير بجوارها يحل باسل يدي أسيل التى تفاجأ بها لينزلها على الأرض ويُخرج قطعة شوكلاته من جيبهُ ويبتسم: - هذه هدية إعتذاري أميرتي ، أتقبليها ؟ فتأخذها أسيل بسرعة وتبدأ فى قضمها : - بالطبع أسامحك . وتأكل أسيل الشوكلاته بطريقة طفولية فتتناثر قطع الشوكلاته على وجنتيها ليمسحها باسل وهو يبتسم من براءتها تجلس أسيل على سريرها مستمتعة ويجلس باسل أمامها على المقعد ويبدأ فى الكلام : - أسيل أنتِ تثقين بأميرك ، صحيح ؟ -بالطبع أميري ، حتى أني أخبرتك بسري الكبير إبتسم باسل : - أنتِ تعلمين أن هذا الجسد ليس لكِ أميرتي صحيح ؟ ومتأكد أن والديكِ رحمهما الله أخبراكي أنهُ لا يجوز الإستيلاء على ما لا يخصنا ، أليس كذلك ؟ ترقرق الدمع فى عيون أسيل وقد فهمت مراد باسل : - تريدني أن أترك الجسد ، ألم تعد تحبني ؟ هل ستختفي مثل والدي ؟ هل أنا سيئة للحد الذى يجعل من أحبهم يتركوني ؟ حتى أنا الكبيرة تركتني وتخلت عني عند أول مشكلة ، ألا أستحق الحياة ! بدأت فى البكاء بصوت عال ، وباسل مندهش من ردة فعلها ، كيف لفتاة تمتلك طفولة لا تُناسب سنها العشر حتي ، تُفكر وتتألم هكذا ، ألهذا إستحضرتها أسيل ! هل تعلم أنها تُعاني من حبسها وضمر طفولتها فى سن صغيرة ؟ إستيقظ باسل من تفكيره العميق على صوت بكائها الذى إشتد ، إحتضنها باسل سريعا وأخذ يمسح على رأسها -من قال أني لا أحبك أميرتي ، أيعقل ألا يحب الأمير أميرته اللطيفة ، أنا أحبك ولذلك لا أريدك أن تسلبي أحدًا ممتلكاتهُ ، أنتِ أميرة والأميرات يمنحون ولا يسلبون ، صحيح ؟ مسحت أسيل دموعها بيديها لتقول من بين دموعها : - ولكن إن أنا تركت هذا الجسد سأختفي للأبد ولن آراك ثانية -من قال هذا أميرتي ؟ أعدك أن لا أجعلك تختفين أعدك ألا تُحبسين فى تلك الغرفة المظلمة مرة أخرى سأسمح للضوء بالدخول كما سمحت لهُ فى قلعتك الصغيرة ، حياتنا تتابع لا تختفي أنت جزء من أسيل لذا لن أدعها تتخلي عنك أبدًا أشرقت عيونها الصغيرة وهى تبتسم : - أثق بك أميري ، لكن عدني أيضًا ألا تجعلها تموت ، فإن ماتت سأموت أنا للأبد -أعدك عانقها باسل بشدة وبادلتهُ العناق بطفولية ، فحتي لو كانت ذات العشر سنوات ستظل أميرة تتصرف كالأميرات تمنح وتعطي لإسعاد الجميع حتي لو على حسابها . بعد أن هدأت أسيل وتناولت إفطارها مع باسل -أميرتي الآن سنبدأ العلاج ، سأحاول التحدث مع أسيل الكبيرة من خلالك ، لكن يجب أن يكون لديكِ إستعداد لهذا ، موافقة أومأت أسيل رأسها مترددة قليلًا ، ليمسك باسل يديها كأنما قرأ أفكارها ليُطمئنها -فى البداية سوف نستعمل التنويم المغناطيسي كمحاولة للتحدث مع عقلك ما إن سمعت أسيل هذا حتى إنتفضت من بين يدي باسل ولمعت عيناها بشدة ثم وقفت مرة واحدة لتُبعد عنها باسل بقوة تراجع باسل بضع خطوات أثر إبعادها لهُ وهو مندهش مما حدث ، حاول الإقتراب ليرى ما الأمر ليصطدم بعينين جامدتين منزوع منهما الروح ، تردد باسل قليلًا عندما رآها لكنهُ إستجمع قوتهُ -أميرتي ما الأمر ؟ لم تتحدث أسيل وظلت على نظرتها الجامدة بضع دقائق ، بضع دقائق وباسل يكاد يجن من تحولها المفاجئ ، بضع دقائق حتي عادت أسيل بهدوء إلى ملامحها البريئة -ما الأمر أميري لماذا إبتعدت هكذا ؟ حدق بها باسل قليلًا بنظرة بها حيرة وشك -لا شيء أميرتي ، ما رأيك أن ننسي أمر العلاج اليوم وأدعكِ تلعبين! هللت أسيل فرحة وإحتضنتهُ ، ربت على رأسها برفق ، جلس يلعب معها فترة وتركها وإنصرف بعد أن إطمئن عليها مع وفاء أخرج هاتفهُ سريعًا ليغلق باب غرفة أسيل ويقوم بإتصال -د.وائل ، أحتاج رقم جد أسيل من فضلك ... نعم شيء هام ...لا أهتم إن كان خارج البلاد سأسافر لهُ إن إضطررت ...هو فى القاهرة !... حسنًا سأنتظر رسالتك بالهاتف والعنوان ... مع السلامة . زفر باسل بغضب -لا يُمكن أن يكون الأمر صحيح ، لا يمكن ! ______________________________ منتظرة رأيكم رفاق ^^ |