- العنوان: لا أدري ماذا أكتب الآن [سأضعه عندما أنهي القصة].
"عندما نذهب للسوق؛ نشتري الألعاب؛ فمرحى لذلك!
عندما تصرخُ النَّاس علينا؛ نهبُّ إلى البيتِ وعيوننا صوب الألعاب،
فأمي وأبي؛ يأمروننا بالعب دون إصدار الفوضى، فمرحى لذلك! مرحى!"
مرحبًا يا صديقي القديم، مضى زمنٌ طويل منذ أن لعِبنا سويًّا مع بعضنا البعض، أين أنت؟ ألا تود اللعب؟ هاهاهه!
أعتذر على ذلك، لقد كَبِرنا على هذا، لكني أحببتُ تذكيركَ بشيءٍ في الماضي لتتذكرني سريعًا!
سمعتُ أنَّك تعرفتَ على أصدقاءٍ كُثر، بل أنتَ أصلًا دومًا
ما تتعرف على الكثير في حياتك وفي كلِّ وقت تقريبًا!
رغم أنك صديقي فأنا أقول هذا!
المهمُّ في الأمر، أتذكُر صديقنا الآخر الذي كُنَّا نلعب معهُ في البيت؟
لقد سافرَ إلى بلدٍ بعيدٍ عني وعنك، أتذكر الجمل التي كان يقولها، حول إذا ما أتتهُ فرصةٌ ليسافر، فيقول:
"لن أكونَ هنا حتمًا! بل سأكونُ أسرعَ من الصاروخ حينها!"
"لن أدعَ الأشياء المُعجب بها توقفني عَنِ السفر! فالسفرُ فيهِ عوالمُ أخرى أكبر وأكبر!"
أتخيَّل شكلهُ حينما حانتِ الفرصة!
أو دَعكَ من هذا الصديق، ولنتذكر أيَّام الكعك المُغطَّى بالشوكولاه الدَّاكنة!
كُنَّا نجلس بالقرب منَ الطاولة متلهفين لها بشدة!
وبعدَ حين، تأتي أمي بابتسامة عريضة تسأل عن حالكَ وحال أسرتك، كانت دومًا ما تفعل ذلك،
كُنَّا نتذمر من هذه الأسئلة؛ لأنها تؤخرنا عن تناول الكعك، وبعد أن تنهي إجابتك بـ:
"بخير، الجميع بخير!"
نبدأ بمغامرةٍ رائعة في أحلامنا بعدَ أن أكلنا الكعك بسرعة خاطفة!
ما ألذَّ ذلك الكعك!
أعلم أنَّك قد تتساءل الآن عن سبب إرسالي لهذه الرسالة،
أتوقع منكَ ذلك تمامًا، كنت هكذا، تحب القراءة، لا تفوت نصًّا ما، في صندوقٍ كان النَّصُّ أو في كتاب،
جدارٍ أو طاولة، فأنت لا تتجاهل النصوص، كأنها شيءٌ مهم لتعيشَ بها،
ما أكثر من أراد أن يغيِّر فيكَ هذهِ العادة وفَشِلَ فشلًا ذريعًا! هاهاهه!
أتذكرك وأنتَ تردُّ بأقاويل شكسبير وغيره من الكُتَّاب، للمسرحيات أو للشعر... إلخ، الاسم شكسبير وحده..
عانيت فيهِ لكي أحفظه! هاهاهه!
كنتَ دومًا الفائز في الرد.
أمَّا بخصوص الإجابة على سؤال "لمَ أرسلت الرِّسالة لي؟"
...
فلا أدري، لا أدري بكل صراحة!
ربما هيَ عادةٌ أخذتها من أمي؟
قد يكون ذلك صحيحًا حينما أنظر للأمر هكذا وبكل بساطة!
ولكن صدقني! النَّصُّ يخونني! صدقني!
فأنا أبكي...
آسف على هذا...
لا أستشعرُ الأحاسيسَ فيه!
كم هو خائن!
أودُّ لو أنَّ بإمكاني تهذيب الكُتَّاب بعنف!
فنصُّهم مُجرَّد خُدَع بإمكانها التلاعُب في المتلقي!
لا أعتزم على شيء في نصي حقيقةً... ولكن،
آسفٌ على مضايقتك بهذه الرسالة، أتمنى لك التوفيق،
إبقى سالمًا!
صديقك القديم!
((بعد مرور شهرٍ واحد، يصل شخصٌ ما إلى منزل مُرسل الرسالة السابقة))
- من في الباب؟
- شخص يود أن يناقشك.. بل يجب عليه ذلك!
- مرحبًا بك! كيف يمكنني مساعدتك؟
- أليسَ عيبًا الكلامُ واقفينَ عندَ الباب؟
- المعذرة، تفضل من هنا.
- شكرًا لك!
- إذن، من أين تود أن تبدأ؟ اسمك؟
- جون، هذا هو اسمي.
- سررت بمعرفتك، وأنا اسمي روميو.
- روميو، اسمٌ رائع!
- لمَ لا ننتقل إلى سبب مجيئكَ هنا؟
- كما تريد، سأبدأ مباشرةً بما لديّ، وأتمنى منك الانصات جيِّدًا "للنصّ" الذي ستتلقاه من طرفي!
- فلتبدأ بأيّ حال!
- أنا صديقٌ لصديقك القديم! أعني الذي كُنتَ تأكل معه الكعك المُغطَّى بالشوكولاه الدَّاكنة!
قرأت رسالتك بدلًا عنه وها أنا في بداية حديثي معك! ولتسمع!
أنا حقًّا حزينٌ بما حلَّ عليك...
- أنت منهم! نعم! تقرأ ولا تطبق شيئًا كذلك! تثرثر كثيرًا...
- أنا لم آت لِهُنا لأُثرثر! بل لأَزُفَّ لكَ أخبارًا كثيرة!
بدايةً أنت لا تلقي بكل ما يخطر على البال سريعًا هكذا!
فلكل شخص عذره، ولكل حال تحدث أسبابها! الكُتَّاب ليسوا مخادعين!
والقراء ليسوا كما وصفتهم! وأحد الأسباب الرَّئيسية التي جعلتني هنا.. أن أهون عليك ما حدث لوالدتك قدر المُستطاع!
وكذلك، فأوَّل مَنْ أراد مني القدوم لأجل ذلك هو "صديقك القديم"!
- فلتغرب عن وجهي حالًا! لا مكانَ لأمثالكم هنا!
- نعم! تغلق الباب في وجهي هكذا ولا عُذر لك في ذلك، صحيح؟
- أنتم جميعكم مخادعين وعديمي الشَّفقة! لو كان "نصُّكَ" صحيحًا أو كما تقول.. فلمَ لم يأتي إليّ؟
أهوَ خجلٌ من نسيانه لأصدقائه القدماء؟ أو مُجرَّد مُخادع حقير...
- هيه! مهلك! هو صديقي العزيز والأفضل بين أصدقائي! لا أسمح لكَ بأن تهينه هكذا!
- بلى يستحق ذلك وأكثر!
- أتعلم؟ لمَ أنا لا أزال واقفًا هنا أُحادث شخصًا تعيسًا مثلك! سأرحل!
- نعم! أتمنى لو يدري بما حلَّ الآن عليك! هاهاهه!
- أنت تتمنى ذلك! ولكنه لن يقدر على ذلك، فهو في النهاية نائمٌ تحت الأرض!
لكن، أَوَلَا تعلم؟ أثناء صراعه مع المرض.. وقُرْب نهايته، أوصاني بأن آتيكَ لأهون عليك ما جرى لوالدتك،
لعلَّك تتحسن، وأنْ أعتذر بدلًا عنه؛ عن تقصيره تجاهك في أي شيء!
وإنْ سألتني كيف علِمَ بما جرى لوالدتك، فهو قد فهم أسلوب كتابتك وعلم بما تعنيه بنصِّك!
هذا ما تفعله القراءة والكتابة في الأشخاص! عندما يغيب الأصدقاء لعذرٍ أو حالٍ ما،
هنا تأتي النصوص لتأخذ الدور بدلًا عنها! والآن، بإمكانك البقاء حزينًا هكذا تنتظر نهايتك!
أن يُغَطيكَ التراب لتصيرَ شخصًا منسيًّا، لا فائدة منه سوى التضييق!
تمنيتُ لو أني جعلتُك أفضل لأجل "صديقك القديم"! والآن، هل تريد قول شيءٍ آخرَ غيرَ البُكاءِ احترامًا له؟
- لا أدري!
- إذن، هنالك ظرف تركته على طاولتك "بسرعة خاطفة" قبل أن تطردني،
ستجد بعض النقود لتساعِدَ فيها حالة والدك التي حدثت له من بعد الحادثة، ولتساعدك أيضًا،
وستجد عنواني كذلك، هذا ما لديّ الآن، وأعتبر نفسي قد نفذت ما أراده صديقي الراحل مني،
وإن سألتني عن كيف كنت سأكمل ما أخبرني به صديقي لأجلك..
فهذه هيَ طريقتي في الحديث التي جذبتك وفقًا لنواتج ما تعلمتُه في مسيرتي،
وكذلك ستجذب بعضًا من الأشخاص الآخرين لقراءة هذه القصة، عنكَ أنت والآخر،
باسم: قصة روميو الأبله وبيلي الشَّقيّ.
النِّهاية،،،
_________
يُمنع النقل.