بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وها أنا أضع بين أياديكم الفصل الخامس من روايتي ... || العالم الرمادي ||
أتمنى حقا أن " تستمتعوا " بقراءة الفصل وإبداء آرائكم !
معلومات مبسطة عن الرواية
القصة : العالم الرمادي
النوع : حياة مدرسية - نفسي - خيال - مأساة - رومانسي
الفصل الخامس : ضرب من الجنون ... !
وهكذا وافقت على اقتراح ألبرت ، لقد منحته مفاتيح قلبي ليتمكن من فعل مايشاء في هذا العالم في حال غيابي .
ألبرت ... ذلك الفتى الوسيم والذي وحده يعلم بمعاناتي ويسعى لإنقاذي ، لن يخذلني قط ، دائما مايطيع أوامري ويساندني ،
أنا أثق به ...
وهكذا استيقظت صباح اليوم التالي لأجد بأنني أصبحت لاأبصر الألوان ... العالم أصبح رماديا ، مطليا بالأبيض والأسود !
أين ذهبت زرقة السماء وألوان الزهور .... لم أعد أعلم !
لم أبالي بهذا كثيرا ، فحياتي أشبه بالجحيم ، كيف لي أن أهتم بأمور ثانوية كهذه !
وكالعادة توجهت إلى مدرستي العزيزة وأنا على علم بما ينتظرني هناك ، فأولئك الأشخاص لن يملوا من إيذائي ،
فهذا هو هدفهم ومسعاهم منذ بداية الحكاية !
وفجأة ... شعرت بألم شديد في صدري وكأن أحدهم قد شطر قلبي إلى نصفين بسكينه ، تلك الطعنات توالت وتوالت ،
حاولت قدر الإمكان أن أكتم صرخاتي وأتألم بصمت ، تلك الطعنات لم تتوقف قط ، وظللت أصرخ في صمت !
ما الذي يحدث لي ؟ هل مرضت ؟ هل أعاني من ذبحة صدرية أو ماشابه ؟ هل يتوجب علي الذهاب لرؤية الطبيب ؟
لا أستطيع تحمل الألم لفترة طويلة !
عدت لمنزلي و هكذا أصبح الصمت صديقي والنوم هو ملجأي ، وذهبت لعالم الذكريات لأقابل ألبرت ،
لأسأله عما حل بي اليوم ، فهذا ليس ماتوقعته على الإطلاق ! لأجده يبتسم في خبث وكأنه ليس ألبرت الذي كنت أعرفه !
هانا : ألبرت ؟
ألبرت : ومن سيكون غيري ؟ خادمك المخلص والوفي !
هانا : ألبرت ... اليوم حدث شيء غريب ، لقد ....
ألبرت : أعلم ، كنت تعانين من ألم شديد وكأن أحدهم قد شطر قلبك بسكين .
هانا : هذا صحيح ، كيف علمت بهذا ؟ أيمكنك معرفة ما أمر به دون أن أخبرك به ؟
ألبرت : بالطبع لا ، بل لأنني كنت السبب في ماشعرتِ به
هانا : ماذا ؟ ألبرت لاتمزح !
ألبرت : أنا لا أمزح قط ، ولكنني ... قدأكذب .
هانا : ماذا ؟ هل هذا يعني بأنك خدعتني ؟
ألبرت : بالطبع يا حمقاء ، لقد خدعتك ! وماذا سيكون غير هذا ؟ يا من عُمَّيْتِ بلذة الإنتقام ، يا من اخترت طريق الضلال ...
لقد أقررت الهلاك على ذاتك .
هانا : ماذا ؟ ولكنني ظننت بأنك مخلص لي وستساندي وتخلصني مما أنا فيه !
ألبرت : لقد كذبت عليك ، وما كان لي عليك من سلطان ، ولا تلوميني بل لومي نفسك على طاعتك لي واستماعك لأوامري .
هانا : ماذا ؟ إذن هل أنت من تسبب في تلك الطعنات ؟
ألبرت : أوه ! بالطبع أنا السبب أيتها الحمقاء ! يبدو أن الصدمة لم تتجاوز عقلك بعد ، يا للمسكينة !
حسنا سأخبرك كيف فعلت هذا ...
في هذا العالم وكما تعلمين يتواجد من تحبين وتكرهين على حد السواء ، ولكنك اخترت إهمال من تحبين في سبيل تعذيب من تكرهين ،
وهنا يأتي تساؤل مهم للغاية ... ما الذي سيحدث إن تم تعذيب وقتل من تحبينهم في غرفة التعذيب ؟
الجواب هو .. أنك ستشعرين بألم شديد يختلج صدرك ويمزق قلبك ، وهذا ما فعلته حينما لم تكوني متواجدة !
إن الأمر بهذه البساطة يا عزيزتي .
هانا : ماذا ؟ ولماذا فعلت هذا ؟ توقف عن فعل هذا في الحال !!
ألبرت : ولماذا سأتوقف ؟ لن أفعل هذا أبدا ! فلا سبيل لخلاصك ! ستظلين تشعرين بالألم ، فلقد كُتبت المعاناة على أمثالك من البشر !
هانا : ماذا ؟ ولكن ... أنا لم أفعل شيئا ! لقد حاولت فقط إفراغ غضبي في عالم وهمي ! ما الخطأ الذي ارتكبته ؟
ما الجرم الذي أجرمته ؟
ألبرت : أوه ... أنت لاتعلمين جرمك ! أنت يا من احتللت منصب الإله وتربعت على عرش الحق والعدالة !
ألم تكوني تحتقرين ما تسمينهم بالملوك وسخرت منهم في قرارة نفسك ؟ لقد كنت تدركين جيدا بأنهم جمع ضعيف يسعى للإستحواذ والإحتماء خلف الأغلبية .
هانا : ماذا ؟ هم جمع ضعيف ؟ وماذا أكون أنا ؟ الفتاة الخارقة ؟ هل كان يتوجب علي مسايرة ذلك الجمع الضعيف المريض ؟
ألبرت : نعم ، هم جمع ضعيف لأنهم مرضى وبدلا من أن تساعديهم على الشفاء و إبصار نور الحياة ، قمت بالسخرية منهم ومحاولة خداعهم
، وبهذا تغلبوا عليك وقاموا بسحبك إلى ظلماتهم .
هانا : ماذا ؟ ما الذي تقوله ؟ ما تقوله هو ضرب من الجنون ! أتقول بأنني المذنبة ؟ أتقول بأنه كان يتوجب علي مساعدتهم !
إنها أنفس مريضة لاسبيل لشفائها ! لاسبيل !!
ألبرت : إذن فلا سبيل لشفائك أيضا ، وستظلين تعانين مما سأفعله بمن تحبين ، لا سبيل لخلاصك ! لا سبيل !!
هانا : ماذا ؟ أنا أترجاك ! ارحم حالي فأنا أعاني بما فيه الكفاية ! هكذا سأهلك ! أرجوك أعد لي مفاتيح قلبي ! أرجوك !!
ألبرت : ما يُعطى لا يمكن استرداده ، وهلاكك قد أقررتيه بنفسك على ذاتك ، لقد وثِقت بمن لايستحق الثقة ،
وخنت من مد لك يد العون يوما !! أنت حقا عمياء غبية قبيحة القلب وأنانية ،
حتى وإن كنتِ ترين بأن هؤلاء الملوك هم أنفس مريضة لا سبيل لشفائها ، لماذا لم تمدي يد المساعدة لضحاياهم ؟
لماذا ظللت صامتة وأنت ترين الكثير من زملائك يتعرضون للأذى بسبب مكرهم وخبثهم ،
لا ... أنت فقط اكتفيت بالمراقبة في صمت ، لم تبالي بأحد سوى ذاتك ، ألم تفكري يوما بأن زملاءك يتَّبِعونهم رهبة وخوفا من مكرهم ؟
ربما هم ينتظرون اللحظة التي يستطيعون بها التحرر من قيودهم تلك ! فلست وحدك من يريد الحرية يا عزيزتي !!
هانا : أنت تهذي !
ألبرت : نعم وسأستمر بالهذيان ، وستستمرين بالاستماع إلي لأنك لا تملكين خيارا آخر .
هانا : ولكن ... ما الهدف مما تفعله ؟ ما الغاية التي تريد الوصول إليها ؟ لماذا خدعتني للاستيلاء على مفاتيح قلبي ؟
ألبرت : الغاية ... اممم ، إن كنت تسألين عن هذا ... فمن واجبي كخادمك وشريكك في هذا العالم إجابة جميع تساؤلاتك يا أميرتي ،
هاهاها ، حسنا ، لقد وجدثُ لأتغذى على الكراهية والحقد و لهذا استهدفتك ! لأنني حينما رأيتك ونظرت إلى قلبك لم أبصر أثرا لصبر
ولين ورحمة بل أبصرتُ حقدا وكراهية وحسدا ! وبهذا غويتك بمظهري الوسيم وكلامي العذب فاستجبت لي ووثقت بي ،
ثقتك بي ومحبتك لي منحتني كيانا يتزايد حجمه بمرور الوقت ، كيان يعيش على كراهيتك وحقدك وحسدك وشهوتك و أيضا حبك للسيطرة ،
وبهذا سعيت للسيطرة على قلبك ... لأصبح كيانا مسيطرا في عالم الذكريات !
هانا : لقد وثقت بك ... ولكنك خنتني ، لقد استمعت إليك ... ولكنك خدعتني ، ووعدتني ... فأخلفتني ، أنت أشبه ... بشيطان !
ألبرت : أيا يكن ، لقد حصلت على ما أريد ، لذا لم يعد يهمني مصيرك ولكن هناك أمر آخر عليك معرفته ،
لقد قتلت كل من تحبين وتخلصت من جميع ذكرياتك السعيدة في عالم الذكريات ،
عليك استعادتهم وذلك بمحاولة التذكر والحديث والبقاء مع من تحبين طوال فترة بقاؤك في هذا العالم ،
إن لم تفعلي هذا فستفقدين ذكرياتك هذه للأبد !
أوه ياللأسف لن يكون بإمكانك الذهاب لغرفة الإعدام الآن إلا إن قررت التخلي عن جميع ذكرياتك في سبيل التلذذ بالانتقام !
وها أنا أترك لك الخيار عزيزتي ... أما زلت تريدين التلذذ بالانتقام مقابل التخلي عن ذكرياتك السعيدة للأبد
أم تفضلين القيام بمداواة جروح قلبك وخياطة ندباته والاحتفاظ بذكرياتك السعيدة ؟
هانا : لقد أصبحت ثرثارا يا هذا ؟ وهل هناك عاقل سيستغني عن ذكرياته ! سأستعيدها ، بالتأكيد سأفعل !!
ألبرت : أوه ...حسنا افعلي ما تشائين أيتها العاقلة ! هاهاهاهاها !
ولكن فلتتذكري كلماتي هذه يا هانا ... أنت ستتخلين عن ذكرياتك يوما ما ،
و ستفعلين هذا ، أنا واثق من ذلك ، لأنك أنانية للغاية !
ومنذ ذلك الحين ، كلمات ألبرت بكوني أنانية ومذنبة ... أصبح صداها يتردد داخل عقلي ،
حتى كاد أن يصيبني الجنون ، و الفوضى أصبحت تعم حياتي بسبب أفعال هؤلاء الملوك !
وهكذا ... أصبحت أمضي وقتي في عالم الذكريات محاولة استعادة ذكرياتي وخياطة ندباتي ،
أستعيد ذكرياتي مرارا وتكرارا ، وأقوم بإحياء أحبتي مرارا وتكرارا !
ليأتي ألبرت في اليوم التالي ليقتلهم جميعا و ليمحو جميع ذكرياتي !
وأستمر أنا بالشعور بالألم الشديد نتيجة أفعاله تلك !
وحينها أدركت ....
وحينها أدركت ....
بأن ذلك المضمار الذي تكاسلت عن السير به ... لم أعد أقوى على خطو خطوة واحدة به بعد الآن ،
وكأن هناك سلاسل تقيد قدمي وتسحبني للوراء ... إنها نفس السلاسل التي حاولت مقاومتها !
والآن أصبحت تلف عنقي وتشل حركتي !
وأيضا ... لم أعد أبصر الألوان ، العالم أصبح رماديا ويزداد ظلمة يوما بعد يوم ، وكأنني أسير في نفق لا أبصر نهايته ،
فهل ... سأبصرالضوء يوما ياترى ؟
نهاية الفصل
لاتحرموني من ردودكم ^^
وكأن هناك سلاسل تقيد قدمي وتسحبني للوراء ... إنها نفس السلاسل التي حاولت مقاومتها !
والآن أصبحت تلف عنقي وتشل حركتي !
وأيضا ... لم أعد أبصر الألوان ، العالم أصبح رماديا ويزداد ظلمة يوما بعد يوم ، وكأنني أسير في نفق لا أبصر نهايته ،
فهل ... سأبصرالضوء يوما ياترى ؟
نهاية الفصل
لاتحرموني من ردودكم ^^