لا أحمــل ضغينة تجاهك... أنت فقط تقف في طريقي!
هذا مخيف... مضت ثلاثة أيام منذ بدء العاصفة الثلجية... لقد أعلنت حالة الطوارئ بالفعل... حركة الشوارع قد توقفت بالكامل كما هو الحال مع كل المؤسسات الحكومية...
ناهيك عد عدد الضحايا المتزايد والمناطق التي أصبحت في معزل عن العالم...لقد قامت إدارة السكن بأخذ الإحتياطات اللازمة قبل بدأ العاصفة...
ليتني في أحضان أسرتي الآن، فأنا لا أشعر بالأمان هنا رغم كل شيء!
أكثر ما يدهشني في هذه الحياة هو وجود أشخاص لا يهتمون أبداً بما كان وبما سيحصل... ما أعنيه هو هذا التجمع العجيب الذي نقوم به الآن في غرفة آلن بعد أن أصر على اقامته ..
حتى يوكي قد انضم إيه بكل سرور... مؤخراً علاقتنا ببعضنا أصبحت أكثر ودية رغم أنها لا تخلو من الاستغلال المادي أبداً كما أن شخصيته متقلبة للغاية...
أطنان من الأطعمة والبطانيات...وحديث عن القصص المرعبة التي قد مُلأت عقولنا بها منذ الصغر...جميعنا جالسون على الأرض في حلقة دائرية ...
نستمع بإنصات إلى كارل وهو يروي قصته...
- كما قلت لكم... رغم أني كنت في العاشرة من عمري إلا أنني أتذكر ما حدث وكأنه اليوم... لقد كانت ليلة باردة يكتسيها الضباب الشديد... لا أذكر حتى كيف افترقت عن عائلتي وقتها... اتكأت على تلك الشجرة العملاقة وأنا أدعو بحرقة أن يعثر عليَّ أحدهم... بعد فترة أحسست بأحدهم قادم باتجاهي... شعرت بسعادة غامرة وقتها ولكن الأمر لم يكن كما ظننت فقد بقي ذلك الكيان الغريب واقفاً على بعد أمتار مني في وسط الضباب... لم أستطع تمييز ما هو بالضبط... لا أعلم إن كان الضباب هو السبب أم تلك الدموع التي امتلأت بها عيني... هممت بالذهاب إليه إلا أنه سبقني وتقدم نحوي بخطوات ثابتة...شيئاً فشيئاً اتضح لي أنه يمشي على قوائمه الأربع... كلب أسود قد التصق ظهره ببطنه... عيناه تشعان بضوء لا يعرف الرحمة... فقدت الشعور جسدي حينها ولكني تذكرت ما كان والدي يقوله لي دائماً... "إن هربت من الكلب فسيطاردك ، لذا عليك أن تطارده أنت " لذا استجمعت بعضاً من قواي ورميت حجراً كان بجواري عليه ولكن لم رميتي لم تقترب منه حتى... واصل الاقتراب مني بحذر فما كان مني إلا أن أبدأ بالتراجع....وفور أن نبح علي أطلقت العنان لقدماي تحملني أينما شاءت وبعدها...
(ينقطع التيار الكهربائي فجأة)
-وآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه!!
- آلن ماذا هناك؟!
- لا شيء، أردت إخافتكم فقط
- تبأ لك... ليشغل أحدكم ضوء هاتفه بسرعة...
- غريب أين هو... لقد كان معي للتو...
- أنا أيضاً لم أعثر على هاتفي..
- وأنا أيضاً...
- ربما أخذها الشبح الذي كان يسكن هنــا قبل مئة عام...
- يوكي أصمت هذا ليس وقت المزاح!
- اهدؤوا قليلاً ستعتاد أعيننا على الظلام بعد قليل...
استجاب الجميع لما قاله أيامي لثوان معدودة ولكن...
- وآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه...
-آلن كف عن ذلك...
- شعرت بجسم بارد يلمس رقبتي...
- هذا يكفي!!
- أنا لا أكذب
لم ينه آلن جملته حتى شعرت بذلك الحسم البارد يتحسس رقبتي من الخلف ببطء... قشعريرة سرت في جسدي بسرعة لأطلق على إثرها تلك الصرخة المفزوعة:
- كيآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآ
- روي هل أنت بخير!!
- لا تلعب بأعصابنا يا فتى!
- هـ- هـنا-ك شيء بارد قام بلمس رقبتي...
- أنت أيضاً...! أيمكن أن يكون الشبح!!
- هذا يكفي يا شباب قلت لكم اهدؤوا!! آلن لست طفلاً في الابتدائية لتقول هذا!! (قالها أيامي بلهجة حازمة ليتبعها بتلك الصرخة المذعورة)
- وآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه، ما هذا؟!
- أيامي أنت أيضاً!!
- وآآآآآآآآآآه!! هناك من يمسك بقدمي!
- آلن أين أنت؟
- مهلاً لقد عثرت على هاتف أحدكم... سأشغل الإضاءة على الفور
لقد أنقذنا كارل بفعلته... تفقدنا بعضنا بسرعة... ولم يستغرق الأمر حتى ثانية واحدة حتى يوجه كارل الإضاءة نحو آلن لنكتشف بطل هذه القصة على الفور...
يوكي الجالس ببرود بالقرب من آلن ممسكاً قدمه بإحكام شديد!
"إذاً هلَّا فسرت لنا الأمر يا سيد براون؟!" قالها سايمون الذي كان يقف خلفه تماماً بلهجة حازمة ليرد عليه ذلك المتعجرف "ومـاذا الآن يا محامي الدفاع، الأمر واضح ولا يحتاج إلى تفسير" وجه سايمون أنظاره إلى أسوكا الذي كان يجلس ببراءة مقابل يوكي ولم يتحرك شبراً من مكانه وقال: "لا تدعي البراءة أنت الآخر، أعلم أنك مشترك بهذا أيضاً" لتتحطم ثقة ذلك الفتى وينفجر ضحكاُ...
- هاهاهاهاهاهاهاهاهاهاها
- م-مهلاً، براون وأسوكا هما وراء هذا؟! متى خططا لذلك أًصلاً؟! (قالها كارل بلهجة مستغربة ليرد عليه سايمون فوراً)
- لم يخططا لذلك مسبقاً... لقد قام يوكي فور أن انقطعت الكهرباء إلى أسوكا وأخبره بما عليه فعله... وبدأ ذلك الآخر بالتنفيذ دون أي اعتراض... كنت جالسا بجوار أسوكا وقد سمعت ما قاله براون له بطريقة ما!
تنهدت بعمق وقلت: إذاً فقد كانت مزحة من العيار الثقيل ليس إلا...
- هاهاهاهاها... آلن اسمح لي أن ألتقط صورة لوجهك! إنه أزرق بالكامل... كالأشباح تماماً... هاهاهاهاهاها... جيد أنك لم تبلل ملابسك.... هاهاهاهاهاها ...
روي... صرختك مثل صرخة الفتيات كياهاهاهاهاهاهاهاها...
تحول لون وجه آلن من الأزرق إلى الأحمر، وقف بسرعة وقال "هذا ليس مضحكاً يا أسوكا" ولكن ذلك المضطجع على الآرض لم يتوقف عن الضحك..
أخذ يضرب بقدميه الأرض ويتلوى وهو يقول:
- هاهاهاهاها.... لم أنت غآضب... هاهاهاهاهاها.... آخ... بطني يؤلمني.... هاهاهاهاهاها...
"ذلك الفتى مستمتع بالكامل" وجهت أنظاري إلى يوكي وقلت متسائلاً: بالمناسبة يوكي... ما ذالك الشيء البارد الذي شعرت به على رقبتي... ومتى تمكنتما من أخذ هواتفنا؟!
- لا تنادني بيوكي U__U، لقد قمنا بجمع الهواتف فور أن انقطعت الكهرباء... لحسن الحظ فأغلبيتكم كننتم تضعونها على الأرض في أماكن جلوسكم...
- ولكن لم ألحظ أياً منكما يقترب مني!
- هذا لأن صرخة يوكي الأولى قد شتت تركيزك .. بالإضافة إلى كوني هادئاً في الحركة، أما بالحديث عن الشيء الذي لمس رقبتك فقد استعملت طرف هاتفي في فعل ذلك! لقد توليت أمرك وأمر آلن اما أسوكا فقد فعل الشيء ذاته مع أيامي وكان يخطط لفعل ذلك مع كارل وسايمون أيضاً ...
- هاهاهاهاها... يستحق آلن ذلك... كان يخطط لإخافتنا وهاهو السحر ينقلب على الساحر...هاهاهاها....
- أوووي لقد بالغتما في ذلك! توقف عن الضحك يا أسوكا!
- لا بأس يا أيامي دعه يضحك، لقد وقعت في فخهما بالكامل!
- لا أعلم كيف تقبلت الأمر هكذا في النهاية ولكن لا بأس...
- يا شباب!
- ما الأمر براون؟!
- يبدو أن إدارة السكن بدأت تتفقد الطابق الأرضي... لنعد إلى غرفنا بسرعة!
وافقه أيامي وقال : "أجل، أسمع جلبة في الأسفل أنا أيضاً!"
- "ماذااااااا !! غرفتنا في الطابق الأرضي ماذا سنفعل؟! " هكذا سأل كارل ليجيب عليه أيامي:
- لن يفتشوا الغرف على الأرجح، سايمون، يوكي، روي، عودوا إلى غرفكم للاحتياط، كارل أسوكا إن اقتربوا من غرفتنا اختبئا في الخزانة ولا تصدرا أي صوت!
- ح-حسناً...
- أوه صحيح لا تنسوا هواتفكم!
أخرج يوكي الهواتف من جيبه ووضعها على طاولة الدراسة في وسط الغرفة... أسرع كل منا في جمع حاجياته... خرح سايمون من الغرفة أولا وأشار بيده:
- تصبحون على خير يا شباب
لنتبعه أنا ويوكي قائلين الشيء ذاته...
<< يــتبــع