أحبّ معانقة النّرجس | لعينيك يا ابنة كولمبس |
و أهوى الشّقيق و لثم العقيق | لخدّك و الثغر الألعس |
أعندك إن غبت عن ناظري | مشيت من الصّبح في حندس |
و أنّ الظّلام على هوله | إذا جئت حال إلى مشمس |
و في الصدر قلبا و لا كالقلوب | متى شئت يسعد أو يتعس |
وددت الإفاضة قبل اللّقاء | فلمّا لقيتك لم أنبس |
وبتّ و إيّاك في معزل | كأنّي و إيّاك في مجلس |
و لو أنّ ما بي بالطّود دكّ | و بالأسد الورد لم يفرس |
هممت فأنكرني مقولي | و شاء الغرام فلم أهجس |
كأنّي لست أمير الكلام | و لا صاحب المنطق الأنفس |
جلالك ؛ و لالّيل في صمته | فلا غرو أن رحت كالأخرس |
... | |
و مرّت بنا ساعة خلتنا | خلعنا الجسوم عن الأنفس |
و أنّا من الرّوض في جنّة | و أنا من العشب في سندس |
كذاك الهوى في النفوس | كفعل المدامة في الأرؤس |
تنبّه فيها و فيّ الهوى | فلو نعس النجم لم ننعس |
و كلّ فؤاد شديد العرام | إذا رضته بالهوى يسلس |
فمالت فطوّقها ساعدي | منعّمة بضّة الملمس |
و إنّ العفاف لفي بردها | و إنّ الإباء لفي معطسي |
و قلت و كفّي في كفّها | ألا صرّحي لي أو فاهمسي |
بلاء هو الحبّ أم نعمة | أجابت : تجلّد و لا تيأس |