نقفز أعوامًا أخرى لنصل إلى يوم حنين..
لا شك أن الصديق كانت له مواقف مشهودة في كل مشاهده (صلى الله عليه وسلم)..
لكن في حنين..
حيث فر كثير من المسلمين..
وحيث كانت الفتنة عظيمة..
فيظهر ثبات الصديق بجلاء ووضوح..
فقد فر المسلمون في حنين..
وتركوا الرسول (صلى الله عليه وسلم) تجابهه جموع غفيرة من هوازن..
والوقوف معه (صلى الله عليه وسلم)...في مقابل هذه الآلاف المؤلفة لا يعني إلا شيئًا واحدًا..
الموت...
لكن:
تَهُونُ الْحَيَاةُ وَكُلٌّ يَهُونُ - وَلَكِنَّ إِسْلَامَنَا لَا يَهُونْ
نُضَحِّي لَهُ بِالْعَزِيزِ الْكَرِيمِ - وَمِنْ أَجْلِهِ نَسْتَحِبُّ الْمَنُونْ
نعم..
كان الصديق يستحب المنون..
يستحب الموت ما دام في سبيل الله عز وجل..
أكاد أراه وهو يصول ويجول تحت فتنة السيوف.. وكأنه لا يراها..
لا يرى إلا رسول الله (صلى الله عليه وسلم)...
يقاتل عن يمينه تارة..
وعن يساره تارة أخرى..
وأمواج البشر المشركة تتكسر على صخرته ..
فكان الثبات ثم الثبات..
(ثُمَّ أَنْزَلَ اللهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى المُؤْمِنِينَ وَأَنْزَلَ جُنُودًا لَمْ تَرَوْهَا وَعَذَّبَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَذَلِكَ جَزَاءُ الكَافِرِينَ)
ثبات أبي بكر في فتنة ترك الديار والأوطان
ترك الوطن فتنة عظيمة..
فكم من الذكريات..
وكم من الأهل..
وكم من الأصحاب..
وكم من الأحباب..
ولا سيما لو كان الرجل صاحب مكانة.. وكثير المال.. كالصديق ..
فالصديق تاجر..
أوضاعه مستقرة..
وتجارته رابحة..
وها هو يترك الاستقرار والراحة..
وينطلق مهاجرًا إلى أرض مجهولة.. وأقوام غريبة..
ثم أي البلاد يترك..
يترك مكة المكرمة.. زادها الله تكريمًا وتعظيمًا وتشريفًا..
يترك البلد الحرام..
يترك البيت الحرام..
يترك أشرف بقعة في الأرض..
ففي الحديث ..
"وَاللَّهِ إِنَّكِ لَخَيْرُ أَرْضِ اللَّهِ، وَأَحَبُّ أَرْضِ اللَّهِ إِلَى اللَّهِ، وَلَوْلَا أَنِّي أُخْرِجْتُ مِنْكِ مَا خَرَجْتُ"
الصديق مع عظم تجارته واستقراره..
هاجر مرتين من هذه البقعة المشرفة إلى غيرها من بقاع الأرض..
الهجرة الأولى كانت إلى الحبشة..
وتحدثنا عنها في موقف سابق ..
وذكرنا فيها أن ابن الدغنة سيد قبيلة القارة أجاره وأعاده إلى مكة..
وكان الصديق في هذه الهجرة متجهًا إلى بلاد بعيدة عبر الصحراء والبحار..
إلى قوم لا يتكلمون العربية..
وإلى بلد لم يألف العادات المكية..
لكن الصديق هاجر ولسان حاله يقول كما قال النبي إبراهيم عليه الصلاة والسلام..
والذي جعله (صلى الله عليه وسلم).. مثلًا يحتذي به الصديق ..
(وَقَالَ إِنِّي ذَاهِبٌ إِلَى رَبِّي سَيَهْدِينِ)
والهجرة الثانية كانت إلى يثرب...
والتي سميت بعد ذلك بالمدينة المنورة لما نورها (صلى الله عليه وسلم) بالهجرة إليها..
وفيها برز الدور العظيم للصديق سواء في الإعداد قبل الهجرة..
أو أثناء الهجرة..
وسواء في المساعدة المادية.. أو المعنوية..
وسواء في التضحية بالنفس.. أو بالمال.. أو بالجهد.. أو بالوقت..
كان الصديق في الهجرة ثاني اثنين.. وهذا يكفيه..
[size=32]هل بعد كل ما سردناه
لدى البعض شك في أهلية أبو بكر الصديق
للخلافة بعد رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ؟
منقول
[/size]
لا شك أن الصديق كانت له مواقف مشهودة في كل مشاهده (صلى الله عليه وسلم)..
لكن في حنين..
حيث فر كثير من المسلمين..
وحيث كانت الفتنة عظيمة..
فيظهر ثبات الصديق بجلاء ووضوح..
فقد فر المسلمون في حنين..
وتركوا الرسول (صلى الله عليه وسلم) تجابهه جموع غفيرة من هوازن..
والوقوف معه (صلى الله عليه وسلم)...في مقابل هذه الآلاف المؤلفة لا يعني إلا شيئًا واحدًا..
الموت...
لكن:
تَهُونُ الْحَيَاةُ وَكُلٌّ يَهُونُ - وَلَكِنَّ إِسْلَامَنَا لَا يَهُونْ
نُضَحِّي لَهُ بِالْعَزِيزِ الْكَرِيمِ - وَمِنْ أَجْلِهِ نَسْتَحِبُّ الْمَنُونْ
نعم..
كان الصديق يستحب المنون..
يستحب الموت ما دام في سبيل الله عز وجل..
أكاد أراه وهو يصول ويجول تحت فتنة السيوف.. وكأنه لا يراها..
لا يرى إلا رسول الله (صلى الله عليه وسلم)...
يقاتل عن يمينه تارة..
وعن يساره تارة أخرى..
وأمواج البشر المشركة تتكسر على صخرته ..
فكان الثبات ثم الثبات..
(ثُمَّ أَنْزَلَ اللهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى المُؤْمِنِينَ وَأَنْزَلَ جُنُودًا لَمْ تَرَوْهَا وَعَذَّبَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَذَلِكَ جَزَاءُ الكَافِرِينَ)
ثبات أبي بكر في فتنة ترك الديار والأوطان
ترك الوطن فتنة عظيمة..
فكم من الذكريات..
وكم من الأهل..
وكم من الأصحاب..
وكم من الأحباب..
ولا سيما لو كان الرجل صاحب مكانة.. وكثير المال.. كالصديق ..
فالصديق تاجر..
أوضاعه مستقرة..
وتجارته رابحة..
وها هو يترك الاستقرار والراحة..
وينطلق مهاجرًا إلى أرض مجهولة.. وأقوام غريبة..
ثم أي البلاد يترك..
يترك مكة المكرمة.. زادها الله تكريمًا وتعظيمًا وتشريفًا..
يترك البلد الحرام..
يترك البيت الحرام..
يترك أشرف بقعة في الأرض..
ففي الحديث ..
"وَاللَّهِ إِنَّكِ لَخَيْرُ أَرْضِ اللَّهِ، وَأَحَبُّ أَرْضِ اللَّهِ إِلَى اللَّهِ، وَلَوْلَا أَنِّي أُخْرِجْتُ مِنْكِ مَا خَرَجْتُ"
الصديق مع عظم تجارته واستقراره..
هاجر مرتين من هذه البقعة المشرفة إلى غيرها من بقاع الأرض..
الهجرة الأولى كانت إلى الحبشة..
وتحدثنا عنها في موقف سابق ..
وذكرنا فيها أن ابن الدغنة سيد قبيلة القارة أجاره وأعاده إلى مكة..
وكان الصديق في هذه الهجرة متجهًا إلى بلاد بعيدة عبر الصحراء والبحار..
إلى قوم لا يتكلمون العربية..
وإلى بلد لم يألف العادات المكية..
لكن الصديق هاجر ولسان حاله يقول كما قال النبي إبراهيم عليه الصلاة والسلام..
والذي جعله (صلى الله عليه وسلم).. مثلًا يحتذي به الصديق ..
(وَقَالَ إِنِّي ذَاهِبٌ إِلَى رَبِّي سَيَهْدِينِ)
والهجرة الثانية كانت إلى يثرب...
والتي سميت بعد ذلك بالمدينة المنورة لما نورها (صلى الله عليه وسلم) بالهجرة إليها..
وفيها برز الدور العظيم للصديق سواء في الإعداد قبل الهجرة..
أو أثناء الهجرة..
وسواء في المساعدة المادية.. أو المعنوية..
وسواء في التضحية بالنفس.. أو بالمال.. أو بالجهد.. أو بالوقت..
كان الصديق في الهجرة ثاني اثنين.. وهذا يكفيه..
[size=32]هل بعد كل ما سردناه
لدى البعض شك في أهلية أبو بكر الصديق
للخلافة بعد رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ؟
منقول
[/size]