لما بلغ النبي (صلى الله عليه وسلم) نجاة قافلة بني سفيان..
وعزم زعماء مكة على قتاله ..
استشار الصحابة في ذلك..
الموقف خطير..
الصحابة لم يخرجوا من المدينة في الأصل ليقاتلوا جيشًا.. بل مجرد قافلة..
فلم يكن معهم إلا السيوف..
فلم تكن العدة عدة قتال..
كما أن هناك أقوام في المدينة كانوا يرغبون في اللقاء..
لكن لم يعلموا أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) سيقاتل..
إذًا من الممكن أن يأتي على ذهن الصحابة..
أن لو أجلنا القتال لنقوم به في ظروف أفضل، وعدد أكبر..
فرصة ضياع الحياة في هذه المعركة كبيره..
والحق أن بعض الصحابة ترددوا..
يصورهم ربنا سبحانه وتعالى في كتابه فيقول
(كَمَا أَخْرَجَكَ رَبُّكَ مِنْ بَيْتِكَ بِالحَقِّ وَإِنَّ فَرِيقًا مِنَ المُؤْمِنِينَ لَكَارِهُونَ
يُجَادِلُونَكَ فِي الحَقِّ بَعْدَمَا تَبَيَّنَ كَأَنَّمَا يُسَاقُونَ إِلَى المَوْتِ وَهُمْ يَنْظُرُونَ)
فأين كان الصديق رضي الله عنه في هذا الموقف؟
كان أول الرجال قيامًا..
يشجع النبي (صلى الله عليه وسلم) على القتال..
دائمًا يسبق الناس..
حتى ولو كان السبق لفقد الحياة..
قام الصديق فقال وأحسن..
وسُرّ رسول الله (صلى الله عليه وسلم)..
وقام من بعده الرجال الواحد تلو الآخر، لكن، سبق بها الصديق..
ولما تقرر القتال..
أراد الرسول (صلى الله عليه وسلم).. أن يقوم بعملية استكشافية..
يستكشف فيها مواقع جيش المشركين وعدتهم..
وقام بالعملية رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بنفسه، ومن معه؟
إنه أبو بكر الصديق الصاحب الأول لرسول الله (صلى الله عليه وسلم) في كل الأحداث..
مهمة خطيرة..
لكن لا أقل من الدنيا في عين الصديق..
وتبدأ المعركة، ويلتحم الجيشان، ويتصاعد الغبار..
وتسيل الدماء أنهارًا، وتتناثر الأشلاء في كل مكان، يوم الفرقان..
فأين كان الصديق رضي الله عنه؟
كان في أخطر المواقع على الإطلاق..
كان يقف بجوار النبي (صلى الله عليه وسلم)..
ولا شك أنه أخطر موقع على الإطلاق..
لأن القوم كانوا حريصين على قتله (صلى الله عليه وسلم)..
ثبات الصديق في أحد
يوم أحد يوم عظيم ...
كانت الجولة في بدايتها للمؤمنين..
ثم خالف الرماة وعصوا ...فداول الله الأيام..
ونقلها إلى قريش.. وأصبحت الغلبة للمشركين..
وفر من فر... وثبت من ثبت..
ولا شك أن الصديق كان من الثابتين رضي الله عنه، قال الله عز وجل:
(وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ اللهُ وَعْدَهُ إِذْ تَحُسُّونَهُمْ بِإِذْنِهِ
حَتَّى إِذَا فَشِلْتُمْ وَتَنَازَعْتُمْ فِي الأَمْرِ وَعَصَيْتُمْ مِنْ بَعْدِ مَا أَرَاكُمْ مَا تُحِبُّونَ
مِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الآَخِرَةَ
ثُمَّ صَرَفَكُمْ عَنْهُمْ لِيَبْتَلِيَكُمْ وَلَقَدْ عَفَا عَنْكُمْ وَاللهُ ذُو فَضْلٍ عَلَى المُؤْمِنِينَ}
ولا شك أيضًا أن الصديق كان ممن أراد الآخرة..
وكان الصديق أول من وصل إلى الرسول (صلى الله عليه وسلم)..
واجتمع معه مجموعة من السابقين الأولين ..
ودار قتال شرس ما لانت فيه قناة الصديق.. ولا من وقف معه..
وتم إنقاذ رسول الله (صلى الله عليه وسلم)..
وانسحبوا في مكان آمن..
وفي اليوم التالي لأحد ..
أراد (صلى الله عليه وسلم) أن يخرج في أثر المشركين ..
حتى لا يظنوا أن المسلمين قد كسرت شوكتهم..
فانتدب المسلمين أن يخرجوا إلى مكان يعرف بـ"حمراء الأسد " ..
فقام له رجال..
لا شك أن الصديق ..
يروي الإمام مسلم أن عائشة بنت الصديق قالت لعروة بن الزبير في قوله تعالى..
(الَّذِينَ اسْتَجَابُوا للهِ وَالرَّسُولِ مِنْ بَعْدِ مَا أَصَابَهُمُ القَرْحُ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا مِنْهُمْ وَاتَّقَوْا أَجْرٌ عَظِيمٌ)
أي الذين استجابوا في الخروج إلى حمراء الأسد... بعد القرح الذي أصابهم في أحد..
قالت السيدة عائشة: يا ابن أختي كان أبواك منهم، الزبير، وأبو بكر ..
(الزبير أبوه وأبو بكر جده، لأنه كان ابن أسماء بنت أبي بكر)..
ثبات أبي بكر في الحديبية
بعد عام واحد من الاجتياح الرهيب للمشركين لأرض المدينة المنورة..
وحصار المؤمنين في المدينة في غزوة الخندق..
والموقف العصيب الذي مر به المؤمنون..
لدرجة وصفها ربنا سبحانه وتعالى بقوله
(هُنَالِكَ ابْتُلِيَ المُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزَالًا شَدِيدًا)
بعد عام واحد من هذا التهديد المروع..
يقرر (صلى الله عليه وسلم) أن يذهب إلى العمرة في مكة بـ 1400 من الصحابة..
والآن يذهبون إليهم في عقر دارهم..
فلما علمت قريش بقدوم النبي للعمرة جمعت الجيوش.. لتصد المؤمنين عن الكعبة..
ووصل الخبر إليه (صلى الله عليه وسلم)..
فجمع الناس للشورى نذهب أو لا نذهب؟
قام بطلنا الصديق وقال: يا رسول الله، خرجت عامدًا لهذا البيت، لا تريد حربًا..
ولا قتل أحد، فتوجه له، فمن صدنا عنه قاتلناه.
وتحرك المسلمون إلى مكة، ثم كانت المفاوضات، وانتهى الأمر إلى الصلح..
ورسول الله (صلى الله عليه وسلم)...يجلس في المفاوضات أمام المشركين..
كان الصديق واقفًا وراءه بسيفه..
وفي جلسة من جلسات المفاوضات..
قال عروة بن مسعود الثقفي مخاطبًا رسول الله (صلى الله عليه وسلم)..
محاولًا أن يلقي الهزيمة النفسية في قلبه.. وفي قلوب المؤمنين..
قال: يا محمد أجمعت أوباش الناس، ثم جئت بهم إلى بيضتك لتفضها بهم؟ إنها قريش، خرجت رجالا ونساءً، صغارًا وكبارًا، قد لبسوا جلود النمور (أي لباس الحرب)، يعاهدون الله ألا تدخلها عليهم عنوة، وايم الله، لكأني بهؤلاء قد انكشفوا عنك.
يقصد أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وسلم)..
أي أنهم سيتركونه عند القتال..
وهنا لم يعط الصديق لرسول الله (صلى الله عليه وسلم) الفرصة للرد..
بل انطلق في حمية وجرأة عجيبة.. يرد على المشرك..
فسبه سبة منكرة شنيعة.. ثم قال في ثبات واضح له: أنحن نفر عنه وندعه؟ أنحن نفر عنه وندعه؟
هذا فعلا هو المستحيل..
وصدق رضي الله عنه..
وصدقوا جميعًا..
فقد بايعوا فعلا على الموت..
وسبحان الله، أيّ جيل ثابت كان هذا الجيل العظيم؟
منقول
وعزم زعماء مكة على قتاله ..
استشار الصحابة في ذلك..
الموقف خطير..
الصحابة لم يخرجوا من المدينة في الأصل ليقاتلوا جيشًا.. بل مجرد قافلة..
فلم يكن معهم إلا السيوف..
فلم تكن العدة عدة قتال..
كما أن هناك أقوام في المدينة كانوا يرغبون في اللقاء..
لكن لم يعلموا أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) سيقاتل..
إذًا من الممكن أن يأتي على ذهن الصحابة..
أن لو أجلنا القتال لنقوم به في ظروف أفضل، وعدد أكبر..
فرصة ضياع الحياة في هذه المعركة كبيره..
والحق أن بعض الصحابة ترددوا..
يصورهم ربنا سبحانه وتعالى في كتابه فيقول
(كَمَا أَخْرَجَكَ رَبُّكَ مِنْ بَيْتِكَ بِالحَقِّ وَإِنَّ فَرِيقًا مِنَ المُؤْمِنِينَ لَكَارِهُونَ
يُجَادِلُونَكَ فِي الحَقِّ بَعْدَمَا تَبَيَّنَ كَأَنَّمَا يُسَاقُونَ إِلَى المَوْتِ وَهُمْ يَنْظُرُونَ)
فأين كان الصديق رضي الله عنه في هذا الموقف؟
كان أول الرجال قيامًا..
يشجع النبي (صلى الله عليه وسلم) على القتال..
دائمًا يسبق الناس..
حتى ولو كان السبق لفقد الحياة..
قام الصديق فقال وأحسن..
وسُرّ رسول الله (صلى الله عليه وسلم)..
وقام من بعده الرجال الواحد تلو الآخر، لكن، سبق بها الصديق..
ولما تقرر القتال..
أراد الرسول (صلى الله عليه وسلم).. أن يقوم بعملية استكشافية..
يستكشف فيها مواقع جيش المشركين وعدتهم..
وقام بالعملية رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بنفسه، ومن معه؟
إنه أبو بكر الصديق الصاحب الأول لرسول الله (صلى الله عليه وسلم) في كل الأحداث..
مهمة خطيرة..
لكن لا أقل من الدنيا في عين الصديق..
وتبدأ المعركة، ويلتحم الجيشان، ويتصاعد الغبار..
وتسيل الدماء أنهارًا، وتتناثر الأشلاء في كل مكان، يوم الفرقان..
فأين كان الصديق رضي الله عنه؟
كان في أخطر المواقع على الإطلاق..
كان يقف بجوار النبي (صلى الله عليه وسلم)..
ولا شك أنه أخطر موقع على الإطلاق..
لأن القوم كانوا حريصين على قتله (صلى الله عليه وسلم)..
ثبات الصديق في أحد
يوم أحد يوم عظيم ...
كانت الجولة في بدايتها للمؤمنين..
ثم خالف الرماة وعصوا ...فداول الله الأيام..
ونقلها إلى قريش.. وأصبحت الغلبة للمشركين..
وفر من فر... وثبت من ثبت..
ولا شك أن الصديق كان من الثابتين رضي الله عنه، قال الله عز وجل:
(وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ اللهُ وَعْدَهُ إِذْ تَحُسُّونَهُمْ بِإِذْنِهِ
حَتَّى إِذَا فَشِلْتُمْ وَتَنَازَعْتُمْ فِي الأَمْرِ وَعَصَيْتُمْ مِنْ بَعْدِ مَا أَرَاكُمْ مَا تُحِبُّونَ
مِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الآَخِرَةَ
ثُمَّ صَرَفَكُمْ عَنْهُمْ لِيَبْتَلِيَكُمْ وَلَقَدْ عَفَا عَنْكُمْ وَاللهُ ذُو فَضْلٍ عَلَى المُؤْمِنِينَ}
ولا شك أيضًا أن الصديق كان ممن أراد الآخرة..
وكان الصديق أول من وصل إلى الرسول (صلى الله عليه وسلم)..
واجتمع معه مجموعة من السابقين الأولين ..
ودار قتال شرس ما لانت فيه قناة الصديق.. ولا من وقف معه..
وتم إنقاذ رسول الله (صلى الله عليه وسلم)..
وانسحبوا في مكان آمن..
وفي اليوم التالي لأحد ..
أراد (صلى الله عليه وسلم) أن يخرج في أثر المشركين ..
حتى لا يظنوا أن المسلمين قد كسرت شوكتهم..
فانتدب المسلمين أن يخرجوا إلى مكان يعرف بـ"حمراء الأسد " ..
فقام له رجال..
لا شك أن الصديق ..
يروي الإمام مسلم أن عائشة بنت الصديق قالت لعروة بن الزبير في قوله تعالى..
(الَّذِينَ اسْتَجَابُوا للهِ وَالرَّسُولِ مِنْ بَعْدِ مَا أَصَابَهُمُ القَرْحُ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا مِنْهُمْ وَاتَّقَوْا أَجْرٌ عَظِيمٌ)
أي الذين استجابوا في الخروج إلى حمراء الأسد... بعد القرح الذي أصابهم في أحد..
قالت السيدة عائشة: يا ابن أختي كان أبواك منهم، الزبير، وأبو بكر ..
(الزبير أبوه وأبو بكر جده، لأنه كان ابن أسماء بنت أبي بكر)..
ثبات أبي بكر في الحديبية
بعد عام واحد من الاجتياح الرهيب للمشركين لأرض المدينة المنورة..
وحصار المؤمنين في المدينة في غزوة الخندق..
والموقف العصيب الذي مر به المؤمنون..
لدرجة وصفها ربنا سبحانه وتعالى بقوله
(هُنَالِكَ ابْتُلِيَ المُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزَالًا شَدِيدًا)
بعد عام واحد من هذا التهديد المروع..
يقرر (صلى الله عليه وسلم) أن يذهب إلى العمرة في مكة بـ 1400 من الصحابة..
والآن يذهبون إليهم في عقر دارهم..
فلما علمت قريش بقدوم النبي للعمرة جمعت الجيوش.. لتصد المؤمنين عن الكعبة..
ووصل الخبر إليه (صلى الله عليه وسلم)..
فجمع الناس للشورى نذهب أو لا نذهب؟
قام بطلنا الصديق وقال: يا رسول الله، خرجت عامدًا لهذا البيت، لا تريد حربًا..
ولا قتل أحد، فتوجه له، فمن صدنا عنه قاتلناه.
وتحرك المسلمون إلى مكة، ثم كانت المفاوضات، وانتهى الأمر إلى الصلح..
ورسول الله (صلى الله عليه وسلم)...يجلس في المفاوضات أمام المشركين..
كان الصديق واقفًا وراءه بسيفه..
وفي جلسة من جلسات المفاوضات..
قال عروة بن مسعود الثقفي مخاطبًا رسول الله (صلى الله عليه وسلم)..
محاولًا أن يلقي الهزيمة النفسية في قلبه.. وفي قلوب المؤمنين..
قال: يا محمد أجمعت أوباش الناس، ثم جئت بهم إلى بيضتك لتفضها بهم؟ إنها قريش، خرجت رجالا ونساءً، صغارًا وكبارًا، قد لبسوا جلود النمور (أي لباس الحرب)، يعاهدون الله ألا تدخلها عليهم عنوة، وايم الله، لكأني بهؤلاء قد انكشفوا عنك.
يقصد أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وسلم)..
أي أنهم سيتركونه عند القتال..
وهنا لم يعط الصديق لرسول الله (صلى الله عليه وسلم) الفرصة للرد..
بل انطلق في حمية وجرأة عجيبة.. يرد على المشرك..
فسبه سبة منكرة شنيعة.. ثم قال في ثبات واضح له: أنحن نفر عنه وندعه؟ أنحن نفر عنه وندعه؟
هذا فعلا هو المستحيل..
وصدق رضي الله عنه..
وصدقوا جميعًا..
فقد بايعوا فعلا على الموت..
وسبحان الله، أيّ جيل ثابت كان هذا الجيل العظيم؟
منقول