في أول ظهور الإسلام، عندما بدأ الناس يدخلون في دين الله، ازداد ضيق الكفار بمحمد وبما يلقاه الإسلام من إنتشار سريع، وفي ذلك الوقت، كان يعيش في (يثرب) – وهي التي عرفت بعد الهجرة باسم (المدينة المنوّرة) – كان يعيش فيها كثير من اليهود، وهم أهل كتاب، وعندهم (التوراة). فأرسلت قريش وفدا إلى أحبار اليهود وعلمائهم في يثرب، وحكوا لهم قصة ظهور محمد، وما يقوله من أنه رسول الله، وأنه يتلقى الوحي من السّماء، وقالو لهم: أنتم أحبار اليهود، فيكم علماء، وأنتم أهل الكتاب الأول، وعندكم ما ليس عندنا من علم الأنبياء.. فأخبرونا ما رأيكم في صاحبنا محمد؟.
فقال لهم أحبار اليهود: اسألوه عن ثلاثة أشياء، فإن عرفها وأخبركم بها فهو نبيّ.
قولوا له:
- أخبرنا عن فتية ذهبوا في الدّهر الأول والزمن القديم قد كانت لهم قصّة عجب.- وأخبرنا عن الرّوح ما هي؟.
فرجع وفد قريش من يثرب وسألوا الرسول عن الأشياء الثلاثة، فأنزل الله على رسوله سورة الكهف، وفيها إجابة عن الأسئلة الثلاثة:فيها قصّة الفتية أصحاب الكهف، الذين أووا إلى الكهف هربا من الظّلم، وناموا في الكهف، ومعهم كلبهم، أكثر من ثلاث مئة سنة، فلمّا استيقظوا، وجدوا أن بلدتهم قد تغيّرت، وتعجّب الناس ممّا حدث لهم.. إلى آخر القصّة.
وفيها قصّة ذي القرنين، الذي طاف في مشارق الأرض ومغاربها، وقابل الناس الذين طلبوا منه أن يبني سدّا بينهم وبين يأجوج ومأجوج ليأمنوا شرّهم وأذاهم، وكيف بنا لهم السّدّ، إلى آخر قصّة ذي القرنين.
- وأما سؤالهم عن الروح فقال الله تعالى لنبيّه:
بسم الله الرحمن الرحيم ( يسألونك عن الرّوح قل الروح من أمر ربّي وما أوتيتم من العلم إلاّ قليلا ).
وأخبر رسول الله أهل قريش بكل ما سألوا عنه.. وعرفوا أنّ الرسول حق، وأن الإسلام حق، وتأكّدوا من كل شيء ولكنّهم استمرّوا في كفرهم، إلى حين، بسبب العناد والإستكبار، والكبرياء الكاذبة وحب الدّنياَ!