انفجار النيازك
:
تتسارع النيازك أثناء عبورها سطح الأرض وقد تصل سرعتها إلى 74 كم /ث ، مما يعطي الأجسام الدقيقة الموجودة في الغلاف الجوي قدرة فائقة على تحطيم النيزك مرة أو عدة مرات..
وفي كل مرة ينفجر فيها النيزك تتولد عنه كرة من النور تسمى (كرة النار) تنبعث من حولها أشعة متوهجة..
أخطر الانفجارات، فهي تلك التي تقع قريبا من سطح الأرض وذلك عندما يكون حجم النيزك كبيرا، إذ يصدر عنه وهج مروع يرى من مسافات بعيدة، وصوت شديد كهزيم الرعد يسمع على بعد عشرات الكيلومترات، ويرافق ذلك هزة أرضية يشعر بها السكان، وتندفع رياح حارة لافحة لتلقي بكل ما أمامها من بشر وحيوان وشجر..
وتخلف النيازك بعد انفجارها في الجو واحتراق قشرتها، رمادا دقيقا لا يلبث أن يهبط إلى سطح الأرض. وقد قدر وزن ما يصل لسطح الأرض من النيازك اليومية المنفجرة وما تخلفه من رماد إلى 40 ألف طن يوميا!.
أشهر انفجارات النيازك هو انفجار نيزك مدريد في سماء مدريد عاصمة اسبانيا عام 1896م، حيث رأى السكان كرة ملتهبة ذات نور ساطع لم تلبث أن انفجرت على ارتفاع قدره العلماء فيما بعد بـ 24كم، وتلا ذلك انفجارات صغيرة ثانوية اعقبها انطلاق دخان ظل مرئيا لمدة 3 ساعات بعد الانفجار.
وقد أحدث ذلك الانفجار الذي حصل في السماء هزة أرضية انتشرت في دائرة قطرها 431كم!، وقد خلف ذلك الانفجار نيازك صغيرة تناثرت شظاياها على مساحة واسعة جدا وفي أماكن متفرقة، وكانت كل واحدة منها مؤلفة من نواة حديدية يحيط بها غلاف زجاجي القوام، وهو ناتج من عدد من المعادن المنصهرة التي بردت بسرعة فائقة في الجو..
هناك انفجارات لنيازك أخرى، أحدها كان في أقاصي شرق الاتحاد السوفيتي سابقا، حيث سمع السكان دويا كاد يصم الآذان، تبين فيما بعد أنه نتيجة انفجار نيزك في الجو. وقد تمكنت فرق البحث من تجميع شظايا زاد وزنها على 50 طن من الحديد، وقد قدر العلماء أن وزن النيزك الذي انفجر كان لا يقل عن 100 ألف طن، احترق الجزء الأكبر منه في طبقات الجو العليا خاصة عند مروره في الطبقات المتأينة.