اعلم رحمني الله وإياك أن الله عز وجل أمر العباد بإخلاص التوبة وجوباً
فقال سبحانه: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَّصُوحًا } التحريم /8
ومنحنا مهلة للتوبة قبل أن يقوم الكرام الكاتبون بالتدوين
فقال صلى الله عليه وسلم:
(إن صاحب الشمال ليرفع القلم ست ساعات - محتمل أن تكون الساعة
الفلكية المعروفة، أو هي المدة اليسيرة من الليل أو النهار، من لسان
العرب - عن العبد المسلم المخطئ، فإن ندم واستغفر الله منها ألقاها،
وإلا كتبت واحدة) رواه الطبراني في الكبير والبيهقي في شعب الإيمان
وحسنه الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة 1209. ومهلة أخرى
بعد الكتابة وقبل حضور الأجل.
ومصيبة كثير من الناس اليوم أنهم لا يرجون لله وقاراً، فيعصونه بأنواع
الذنوب ليلاً ونهاراً، ومنهم طائفة ابتلوا باستصغار الذنوب، فترى أحدهم
يحتقر في نفسه بعض الصغائر، فيقول مثلاً: وماذا تضر نظرة أو
مصافحة أجنبية. الأجانب هم ما سوى المحارم.
ويتسلون بالنظر إلى المحرمات في المجلات والمسلسلات، حتى أن
بعضهم يسأل باستخفاف إذا علم بحرمة مسألة كم سيئة فيها ؟ أهي
كبيرة أم صغيرة ؟ فإذا علمت هذا الواقع الحاصل فقارن بينه وبين
الأثرين التاليين من صحيح الإمام البخاري رحمه الله:
- عن أنس رضي الله عنه قال: (إنكم لتعملون أعمالاً هي أدق في
أعينكم من الشعر، كنا نعدها على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم
من الموبقات) والموبقات هي المهلكات.
- عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: " إن المؤمن يرى ذنوبه كأنه
قاعد تحت جبل يخاف أن يقع عليه، وإن الفاجر يرى ذنوبه كذباب مر
على أنفه فقال به هكذا – أي بيده – فذبه عنه "
وهل يقدر هؤلاء الآن خطورة الأمر إذا قرأوا حديث رسول الله صلى
الله عليه وسلم: (إياكم ومحقرات الذنوب، فإنما مثل محقرات الذنوب
كمثل قوم نزلوا بطن واد، فجاء ذا بعود، وجاء ذا بعود، حتى حملوا ما
أنضجوا به خبزهم، وإن محقرات الذنوب متى يؤخذ بها صاحبها تهلكه
(وفي رواية) إياكم ومحقرات الذنوب فإنهن يجتمعن على الرجل حتى
يهلكنه) رواه أحمد، صحيح الجامع 2686-2687.
وقد ذكر أهل العلم أن الصغيرة قد يقترن بها من قلة الحياء وعدم
المبالاة وترك الخوف من الله مع الاستهانة بها ما يلحقها بالكبائر بل
يجعلها في رتبتها، ولأجل ذلك لا صغيرة مع الإصرار، ولا كبيرة مع
الاستغفار.
ونقول لمن هذه حاله: لا تنظر إلى صغر المعصية ولكن انظر إلى من
عصيت.
وهذه كلمات سينتفع بها إن شاء الله الصادقون، الذين أحسوا بالذنب
والتقصير وليس السادرون في غيهم ولا المصرون على باطلهم.
إنها لمن يؤمن بقوله تعالى: {نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ}
الحجر /49، كما يؤمن بقوله: {وَأَنَّ عَذَابِي هُوَ الْعَذَابُ الأَلِيمَ}
الحجر /50.
فقال سبحانه: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَّصُوحًا } التحريم /8
ومنحنا مهلة للتوبة قبل أن يقوم الكرام الكاتبون بالتدوين
فقال صلى الله عليه وسلم:
(إن صاحب الشمال ليرفع القلم ست ساعات - محتمل أن تكون الساعة
الفلكية المعروفة، أو هي المدة اليسيرة من الليل أو النهار، من لسان
العرب - عن العبد المسلم المخطئ، فإن ندم واستغفر الله منها ألقاها،
وإلا كتبت واحدة) رواه الطبراني في الكبير والبيهقي في شعب الإيمان
وحسنه الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة 1209. ومهلة أخرى
بعد الكتابة وقبل حضور الأجل.
ومصيبة كثير من الناس اليوم أنهم لا يرجون لله وقاراً، فيعصونه بأنواع
الذنوب ليلاً ونهاراً، ومنهم طائفة ابتلوا باستصغار الذنوب، فترى أحدهم
يحتقر في نفسه بعض الصغائر، فيقول مثلاً: وماذا تضر نظرة أو
مصافحة أجنبية. الأجانب هم ما سوى المحارم.
ويتسلون بالنظر إلى المحرمات في المجلات والمسلسلات، حتى أن
بعضهم يسأل باستخفاف إذا علم بحرمة مسألة كم سيئة فيها ؟ أهي
كبيرة أم صغيرة ؟ فإذا علمت هذا الواقع الحاصل فقارن بينه وبين
الأثرين التاليين من صحيح الإمام البخاري رحمه الله:
- عن أنس رضي الله عنه قال: (إنكم لتعملون أعمالاً هي أدق في
أعينكم من الشعر، كنا نعدها على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم
من الموبقات) والموبقات هي المهلكات.
- عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: " إن المؤمن يرى ذنوبه كأنه
قاعد تحت جبل يخاف أن يقع عليه، وإن الفاجر يرى ذنوبه كذباب مر
على أنفه فقال به هكذا – أي بيده – فذبه عنه "
وهل يقدر هؤلاء الآن خطورة الأمر إذا قرأوا حديث رسول الله صلى
الله عليه وسلم: (إياكم ومحقرات الذنوب، فإنما مثل محقرات الذنوب
كمثل قوم نزلوا بطن واد، فجاء ذا بعود، وجاء ذا بعود، حتى حملوا ما
أنضجوا به خبزهم، وإن محقرات الذنوب متى يؤخذ بها صاحبها تهلكه
(وفي رواية) إياكم ومحقرات الذنوب فإنهن يجتمعن على الرجل حتى
يهلكنه) رواه أحمد، صحيح الجامع 2686-2687.
وقد ذكر أهل العلم أن الصغيرة قد يقترن بها من قلة الحياء وعدم
المبالاة وترك الخوف من الله مع الاستهانة بها ما يلحقها بالكبائر بل
يجعلها في رتبتها، ولأجل ذلك لا صغيرة مع الإصرار، ولا كبيرة مع
الاستغفار.
ونقول لمن هذه حاله: لا تنظر إلى صغر المعصية ولكن انظر إلى من
عصيت.
وهذه كلمات سينتفع بها إن شاء الله الصادقون، الذين أحسوا بالذنب
والتقصير وليس السادرون في غيهم ولا المصرون على باطلهم.
إنها لمن يؤمن بقوله تعالى: {نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ}
الحجر /49، كما يؤمن بقوله: {وَأَنَّ عَذَابِي هُوَ الْعَذَابُ الأَلِيمَ}
الحجر /50.