السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
[المقدمة]
نسأل الله تعالى حسن الخاتمة
الحمد لله محدث الأكوان و الأركان , و مبدع الأركان و الأزمان , و منشئ الألباب و الأبدان , و منتخب الأحباب و الخلان ,
منور أسرار الأبرار بما أودعها من البراهين و العرفان , و مكدر جنان الأشرار بما حرمهم من البصيرة و الإيقان ,
المعبر عن معرفته المنطق و اللسان , الذي ينعم على من يشاء بعدله من اليقين و الإذعان
و الصلاة و السلام على النبي العدنان , الذي بُعث بالإيمان و القرآن ,
ففتح الله به أعيناً عميا , و آذناً صما , و قلوباً غلفا , و تمت به نعمة الله على العباد ..
--
[فهرس الموضوعات]
أ - [فتح بابا التوبة و دعاء الجميع للولوج منه]
ب - [متى لا تقبل التوبة]
ج - [شروط صحة التوبة]
د - [علامات صحة التوبة]
هـ - [أقسام الناس في التوبة]
ي - [دروس منتقاه .. في التوبة]
--
أ - [فتح بابا التوبة و دعاء الجميع للولوج منه]
التوبة : هي وظيفة العمر و لا يستغني عنها العبد السالك إلى ربه عز و جل
قال تعالى [ومن لم يتب فأولئك هم الظالمون] .. [الحجرات : 11]
و قال النبي -صلى الله عليه و سلم- [كل بني آدم خَطّاء و خير الخطائين التوابون] .. رواه أحمد و الترمذي
--
ب - [متى لا تقبل التوبة]
إنما يُغلق هذا الباب العظيم .. عند حشرجة الموت .. و عندما تصل الروح إلى الحلقوم ..
قال تعالى
[وليست التوبة للذين يعملون السيئات حتى إذا حضر أحدهم الموت قال إني تبت الآن ولا الذين ماتوا وهم كفار]
فسوى الله عز و جل بين من يتوب عند موته و من يموت بغير توبة .. في عدم قبول توبته
و قال النبي -صلى الله عليه و سلم- [إن الله عز و جل يقبل توبة العبد ما لم يغرغر] .. رواه الترمذي
و قال الحسن [ابن آدم , لا يجتمع عليك خصلتان : سكرة الموت مع حسرة الفوت "أي فوت التوبة"]
كما يغلق باب التوبة كذلك أمام الخلق كلهم .. عند طلوع الشمس من مغربها
قال تعالى
[يوم يأتي بعض آيات ربك لا ينفع نفساً إيمانُها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا]
و قال -صلى الله عليه و سلم-
[إن الله يبسط يده بالليل ليتوب مسيؤا النهار , و يبسط يده بالنهار ليتوب مسيؤا الليل ,
حتى تطلع الشمس من مغربها] .. رواه مسلم
و عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال : قال رسول الله -صلى الله عليه و سلم-
[من تاب قبل أن تطلع الشمس من مغربها تاب الله عليه] .. رواه مسلم
و قد أمر الله عز و جل بالتوبة النصوح فقال تعالى
[يا أيها الذين آمنوا توبوا إلى الله توبة نصوحاً عسى ربكم أن يكفّر عنكم
سيئاتكم و يدخلكم جناتٍ تجري من تحتها الأنهار] .. [التحريم : 8]
--
ج - [شروط صحة التوبة]
1 - الإخلاص .. كما قال النبي -صلى الله عليه و سلم- [إنما الأعمال بالنيات] .. رواه البخاري
فلابد أن يقصد التائب بتوبته رضا الله عز و جل و دخول جنته و النجاة من عذابه ..
لأن العبد قد يترك الذنب لحفظ جاهه أو سلطانه أو لطلب شئ من الدنيا
2 - الإقلاع عن الذنوب .. فتستحيل التوبة مع مقارفة الذنوب
3 - الندم على فعلها
و الندم توبة و إذا لم يندم القلب على القبيح دل على رضاه به
و الذنب إما أن يحرق بنار الندم في الدنيا أو يحرق بنار الآخرة
4 - العزم على عدم العودة ..
فهو صدق الاستقامة عل الطاعة
قال رجل للحسن : أما يستحي أحدنا يذنب ثم يتوب ثم يذنب ثم يتوب ؟!
فقال : ود الشيطان لو ظفر منكم بهذه فلا تملوا من الإستغفار
5 - رد المظالم إلى أهلها
كما قال النبي -صلى الله عليه و سلم-
[من كان لأخيه عنده مظلمة من مال أو عرض , فليتحلله اليوم من قبل ألا يكون دينار و لا درهم , إلا الحسنات و السيئات] .. رواه البخاري
6 - أن تقع التوبة في الوقت الذي تقبل فيه التوبة
قبل الغرغرة .. و كذا قبل طلوع الشمس من مغربها
--
د - [علامات صحة التوبة]
من علامات صحة التوبة أن يكون :
1 - بعد التوبة خير مما قبلها
2 - و منها ألا يزال الخوف مصاحباً له لا يأمن مكر الله طرفة عين
3 - و منها انخلاع قلبه ندماً و خوفاً و هذا على قدر عِظم الجناية و قدرها
4 - ومنها كسرة خاصة تحصل للقلب لا يشبهها شئ
لا تكون لغير المُذنب , لا تحصل بجوع و لا رياضة و لا حب مجرد إنما هي أمر وراء ذلك كله
فهذا و أمثاله من آثار التوبة المقبولة , فمن لم يجد ذلك في قلبه فليتهم توبته , و ليرجع إلى تصحيحها ..
--
هـ - [أقسام الناس في التوبة]
الناس في التوبة على أقسام ..
فمنهم من لا يُوفق لتوبة نصوح ,
بل يُيسر له عمل السيئات من أول عمره إلى آخره , حتى يموت مصراً عليها
و هذه حالة الأشقياء .. فلا يدخل بيت الله عز و جل إلا مرة واحدة و لا يدخل على قدميه با محمولاً على خشبته
و لا يدخل من أجل أن يصلي .. و لكن من أجل أن يُصلى عليه .. ثم لا يعود إليه مرة ثانية
القسم الثاني : من يعمل بطاعة الله عز و جل زمناً من عمره و برهة من دهره , ثم ينقلب لعلم الله فيه ..
فيعمل بمعصية و يموت على ذلك .. ما أصعب العمى بعد البصيرة
أصعب منه الضلالة بعد الهدى , و المعصية بعد التُقى ..
كم من شارف مركبه على ساحل النجاة فلما هكّ أن يرتقي لعب به موج فغرق
ليس العجب ممن هلك كيف هلك , إنما العجب ممن نجا كيف نجا ..
قال النبي -صلى الله عليه و سلم- [إنما الأعمال بالخواتيم]
القسم الثالث : من يعمل بمعصية الله زماناً من عمره ..
ثم يُوفق لتوبة نصوح فيعمل بطاعة الله عز و جل و يموت على عمل من أعمال أهل الجنة فيدخلها
و من هؤلاء من يتوب قبل موته بمدة تؤهله لأعمال صالحة يبلغ بها الدرجات .. و منهم من يتوب قبل موته بقليل
اللهم اجعل خير أعمالنا خواتمها و خير عمرنا آخره
بقى ها هنا قسم هو ..
أشرف الأقسام و أرفعها : و هو من يفني عمره في الطاعة ..
ثم يُنبه على قرب الأجل ليجد في التزود و يتهيأ للرحيل بعمل يصلح للقاء و يكون خاتمة للعمل
قال ابن عباس : لما نزلت على النبي -صلى الله عليه و سلم- [إذا جاء نصر الله و الفتح ..]
نَعَت لرسول الله -صلى الله عليه و سلم- نفسه فأخذ في أشد ما كان اجتهاداً في أمر الآخرة
--
و - [وجوب التوبة إلى الله عز و جل على الفور]
قال النووي رحمه الله : و قد تظاهرت دلائل الكتاب و السنة و إجماع الأمة على وجوب التوبة ..
قال تعالى : [وتوبوا إلى الله جميعاً أيها المؤمنون لعلكم تفلحون] .. [النور :31]
و قال تعالى : [واستفروا ربكم ثم توبوا إليه] .. [هود :90]
و عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال .. سمعت رسول الله -صلى الله عليه و سلم- يقول :
[و الله إني لأستغفر الله و أتوب إليه في اليوم أكثر من سبعين مرة]
فالتوبة واجبة على الفور , و تأخير التوبة ذنب يجب التوبة منه
[المقدمة]
نسأل الله تعالى حسن الخاتمة
الحمد لله محدث الأكوان و الأركان , و مبدع الأركان و الأزمان , و منشئ الألباب و الأبدان , و منتخب الأحباب و الخلان ,
منور أسرار الأبرار بما أودعها من البراهين و العرفان , و مكدر جنان الأشرار بما حرمهم من البصيرة و الإيقان ,
المعبر عن معرفته المنطق و اللسان , الذي ينعم على من يشاء بعدله من اليقين و الإذعان
و الصلاة و السلام على النبي العدنان , الذي بُعث بالإيمان و القرآن ,
ففتح الله به أعيناً عميا , و آذناً صما , و قلوباً غلفا , و تمت به نعمة الله على العباد ..
--
[فهرس الموضوعات]
أ - [فتح بابا التوبة و دعاء الجميع للولوج منه]
ب - [متى لا تقبل التوبة]
ج - [شروط صحة التوبة]
د - [علامات صحة التوبة]
هـ - [أقسام الناس في التوبة]
ي - [دروس منتقاه .. في التوبة]
--
أ - [فتح بابا التوبة و دعاء الجميع للولوج منه]
التوبة : هي وظيفة العمر و لا يستغني عنها العبد السالك إلى ربه عز و جل
قال تعالى [ومن لم يتب فأولئك هم الظالمون] .. [الحجرات : 11]
و قال النبي -صلى الله عليه و سلم- [كل بني آدم خَطّاء و خير الخطائين التوابون] .. رواه أحمد و الترمذي
--
ب - [متى لا تقبل التوبة]
إنما يُغلق هذا الباب العظيم .. عند حشرجة الموت .. و عندما تصل الروح إلى الحلقوم ..
قال تعالى
[وليست التوبة للذين يعملون السيئات حتى إذا حضر أحدهم الموت قال إني تبت الآن ولا الذين ماتوا وهم كفار]
فسوى الله عز و جل بين من يتوب عند موته و من يموت بغير توبة .. في عدم قبول توبته
و قال النبي -صلى الله عليه و سلم- [إن الله عز و جل يقبل توبة العبد ما لم يغرغر] .. رواه الترمذي
و قال الحسن [ابن آدم , لا يجتمع عليك خصلتان : سكرة الموت مع حسرة الفوت "أي فوت التوبة"]
كما يغلق باب التوبة كذلك أمام الخلق كلهم .. عند طلوع الشمس من مغربها
قال تعالى
[يوم يأتي بعض آيات ربك لا ينفع نفساً إيمانُها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا]
و قال -صلى الله عليه و سلم-
[إن الله يبسط يده بالليل ليتوب مسيؤا النهار , و يبسط يده بالنهار ليتوب مسيؤا الليل ,
حتى تطلع الشمس من مغربها] .. رواه مسلم
و عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال : قال رسول الله -صلى الله عليه و سلم-
[من تاب قبل أن تطلع الشمس من مغربها تاب الله عليه] .. رواه مسلم
و قد أمر الله عز و جل بالتوبة النصوح فقال تعالى
[يا أيها الذين آمنوا توبوا إلى الله توبة نصوحاً عسى ربكم أن يكفّر عنكم
سيئاتكم و يدخلكم جناتٍ تجري من تحتها الأنهار] .. [التحريم : 8]
--
ج - [شروط صحة التوبة]
1 - الإخلاص .. كما قال النبي -صلى الله عليه و سلم- [إنما الأعمال بالنيات] .. رواه البخاري
فلابد أن يقصد التائب بتوبته رضا الله عز و جل و دخول جنته و النجاة من عذابه ..
لأن العبد قد يترك الذنب لحفظ جاهه أو سلطانه أو لطلب شئ من الدنيا
2 - الإقلاع عن الذنوب .. فتستحيل التوبة مع مقارفة الذنوب
3 - الندم على فعلها
و الندم توبة و إذا لم يندم القلب على القبيح دل على رضاه به
و الذنب إما أن يحرق بنار الندم في الدنيا أو يحرق بنار الآخرة
4 - العزم على عدم العودة ..
فهو صدق الاستقامة عل الطاعة
قال رجل للحسن : أما يستحي أحدنا يذنب ثم يتوب ثم يذنب ثم يتوب ؟!
فقال : ود الشيطان لو ظفر منكم بهذه فلا تملوا من الإستغفار
5 - رد المظالم إلى أهلها
كما قال النبي -صلى الله عليه و سلم-
[من كان لأخيه عنده مظلمة من مال أو عرض , فليتحلله اليوم من قبل ألا يكون دينار و لا درهم , إلا الحسنات و السيئات] .. رواه البخاري
6 - أن تقع التوبة في الوقت الذي تقبل فيه التوبة
قبل الغرغرة .. و كذا قبل طلوع الشمس من مغربها
--
د - [علامات صحة التوبة]
من علامات صحة التوبة أن يكون :
1 - بعد التوبة خير مما قبلها
2 - و منها ألا يزال الخوف مصاحباً له لا يأمن مكر الله طرفة عين
3 - و منها انخلاع قلبه ندماً و خوفاً و هذا على قدر عِظم الجناية و قدرها
4 - ومنها كسرة خاصة تحصل للقلب لا يشبهها شئ
لا تكون لغير المُذنب , لا تحصل بجوع و لا رياضة و لا حب مجرد إنما هي أمر وراء ذلك كله
فهذا و أمثاله من آثار التوبة المقبولة , فمن لم يجد ذلك في قلبه فليتهم توبته , و ليرجع إلى تصحيحها ..
--
هـ - [أقسام الناس في التوبة]
الناس في التوبة على أقسام ..
فمنهم من لا يُوفق لتوبة نصوح ,
بل يُيسر له عمل السيئات من أول عمره إلى آخره , حتى يموت مصراً عليها
و هذه حالة الأشقياء .. فلا يدخل بيت الله عز و جل إلا مرة واحدة و لا يدخل على قدميه با محمولاً على خشبته
و لا يدخل من أجل أن يصلي .. و لكن من أجل أن يُصلى عليه .. ثم لا يعود إليه مرة ثانية
القسم الثاني : من يعمل بطاعة الله عز و جل زمناً من عمره و برهة من دهره , ثم ينقلب لعلم الله فيه ..
فيعمل بمعصية و يموت على ذلك .. ما أصعب العمى بعد البصيرة
أصعب منه الضلالة بعد الهدى , و المعصية بعد التُقى ..
كم من شارف مركبه على ساحل النجاة فلما هكّ أن يرتقي لعب به موج فغرق
ليس العجب ممن هلك كيف هلك , إنما العجب ممن نجا كيف نجا ..
قال النبي -صلى الله عليه و سلم- [إنما الأعمال بالخواتيم]
القسم الثالث : من يعمل بمعصية الله زماناً من عمره ..
ثم يُوفق لتوبة نصوح فيعمل بطاعة الله عز و جل و يموت على عمل من أعمال أهل الجنة فيدخلها
و من هؤلاء من يتوب قبل موته بمدة تؤهله لأعمال صالحة يبلغ بها الدرجات .. و منهم من يتوب قبل موته بقليل
اللهم اجعل خير أعمالنا خواتمها و خير عمرنا آخره
بقى ها هنا قسم هو ..
أشرف الأقسام و أرفعها : و هو من يفني عمره في الطاعة ..
ثم يُنبه على قرب الأجل ليجد في التزود و يتهيأ للرحيل بعمل يصلح للقاء و يكون خاتمة للعمل
قال ابن عباس : لما نزلت على النبي -صلى الله عليه و سلم- [إذا جاء نصر الله و الفتح ..]
نَعَت لرسول الله -صلى الله عليه و سلم- نفسه فأخذ في أشد ما كان اجتهاداً في أمر الآخرة
--
و - [وجوب التوبة إلى الله عز و جل على الفور]
قال النووي رحمه الله : و قد تظاهرت دلائل الكتاب و السنة و إجماع الأمة على وجوب التوبة ..
قال تعالى : [وتوبوا إلى الله جميعاً أيها المؤمنون لعلكم تفلحون] .. [النور :31]
و قال تعالى : [واستفروا ربكم ثم توبوا إليه] .. [هود :90]
و عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال .. سمعت رسول الله -صلى الله عليه و سلم- يقول :
[و الله إني لأستغفر الله و أتوب إليه في اليوم أكثر من سبعين مرة]
فالتوبة واجبة على الفور , و تأخير التوبة ذنب يجب التوبة منه