تذكير بمساهمة فاتح الموضوع :
جواز مرور
و كنتُ صَغِيراً
يُراودُنِي حُلُمٌ لا يَغِيبُ عَنِ العَينِ لَيلَةْ .
و يَملأُ أَجفانَ طِفلِيَ ،
يَبسِمُ لي كلَّ صبحٍ
إذا أذَّنَ الدِّيكُ ، سَبَّحَ بِاسمِ الذي يَمنحُ الكَونَ
هذا الضِّياءَ
و يُرخِي على الكَونِ سُدْلَه .
أَنَامُ فَأُطبِقُ جَفنَيَّ أَخشَى انفِلاتَ الرُّؤَى
مِن جُفُونِي
تُهَدهِدُنِي فَهْيَ أَكبَرُ مِنِّي
و أَكبَرُ مِن عَقلِ طِفلٍ إِذَا سَارَ فِي الشَّمسِ يَرهَبُ ظِلَّهْ .
و كُنتُ إِذا مَا استَفَقتُ أَقُصُّ عَلى أُمِّيَ الحُلمَ
تَضحَكُ لِي ثُمَّ تَأخُذُنِي فِي الحَنَايَا
لِأَرتَشِفَ الحُبَّ كُلَّهْ .
تُفَسِّرُ لِي مَا رَأَيتُ بِنَومِي
تَقُولُ : إِذا صِرتَ مِثلَ أَبِيكَ
سَتَملِكُ بَينَ يَديكَ جَوَازاً تَمُرُّ بِهِ عَبرَ كُلِّ الحُدُودِ
بِدونِ مُضَايقةٍ أو مَذَلَّةْ.
تُحَلِّقُ كَالطَّيرِ فَوقَ البِحَارِ لِتَسكُنَ كُلَّ البِلادِ البَعِيدَةْ .
و كُلَّ البِلادِ القَرِيبَةْ .
و كُلَّ البِلادِ التِّي تَنطِقُ الضَّادَ
تُسمَى بِلاد العُرُوبَةْ .
فَلَمَّا كَبِرتُ
تَحَقَّقَ لِي نِصفُ مَا فَسَّرَتهُ الحَبِيبَةْ .
و نِصفٌ شَوَتهُ شُمُوسُ المَنَافِي
تَجَمَّدَ فِي زَمهَرِيرِ البِلاِد الغَرِيبَةْ .
تَمَزَّقَ ،
لَم يَبقَ مِنهُ سِوى صُورَةِ الطِّفلِ
تَأكُلُ مِن جِسمِهِ ألفُ عِلَّة.
فَأَحرَقْتهُ .
جواز مرور
و كنتُ صَغِيراً
يُراودُنِي حُلُمٌ لا يَغِيبُ عَنِ العَينِ لَيلَةْ .
و يَملأُ أَجفانَ طِفلِيَ ،
يَبسِمُ لي كلَّ صبحٍ
إذا أذَّنَ الدِّيكُ ، سَبَّحَ بِاسمِ الذي يَمنحُ الكَونَ
هذا الضِّياءَ
و يُرخِي على الكَونِ سُدْلَه .
أَنَامُ فَأُطبِقُ جَفنَيَّ أَخشَى انفِلاتَ الرُّؤَى
مِن جُفُونِي
تُهَدهِدُنِي فَهْيَ أَكبَرُ مِنِّي
و أَكبَرُ مِن عَقلِ طِفلٍ إِذَا سَارَ فِي الشَّمسِ يَرهَبُ ظِلَّهْ .
و كُنتُ إِذا مَا استَفَقتُ أَقُصُّ عَلى أُمِّيَ الحُلمَ
تَضحَكُ لِي ثُمَّ تَأخُذُنِي فِي الحَنَايَا
لِأَرتَشِفَ الحُبَّ كُلَّهْ .
تُفَسِّرُ لِي مَا رَأَيتُ بِنَومِي
تَقُولُ : إِذا صِرتَ مِثلَ أَبِيكَ
سَتَملِكُ بَينَ يَديكَ جَوَازاً تَمُرُّ بِهِ عَبرَ كُلِّ الحُدُودِ
بِدونِ مُضَايقةٍ أو مَذَلَّةْ.
تُحَلِّقُ كَالطَّيرِ فَوقَ البِحَارِ لِتَسكُنَ كُلَّ البِلادِ البَعِيدَةْ .
و كُلَّ البِلادِ القَرِيبَةْ .
و كُلَّ البِلادِ التِّي تَنطِقُ الضَّادَ
تُسمَى بِلاد العُرُوبَةْ .
فَلَمَّا كَبِرتُ
تَحَقَّقَ لِي نِصفُ مَا فَسَّرَتهُ الحَبِيبَةْ .
و نِصفٌ شَوَتهُ شُمُوسُ المَنَافِي
تَجَمَّدَ فِي زَمهَرِيرِ البِلاِد الغَرِيبَةْ .
تَمَزَّقَ ،
لَم يَبقَ مِنهُ سِوى صُورَةِ الطِّفلِ
تَأكُلُ مِن جِسمِهِ ألفُ عِلَّة.
فَأَحرَقْتهُ .