غلط القائل إنّا خالدون | كلّنا بعد الرّدى هيّ بن بيّ
|
*
|
لو عرفنا ما الذي قبل الوجود | لعرفنا نا الذي بعد الفناء
|
نحن لو كنّا " كما قالوا " نعود | لم تخف أنفسنا ريب القضاء
|
إنّما القول بأنّا للخلود | فكرة أوجدها حبّ البقاء
|
نعشق البقيا لأنّا زائلون | و الأماني حيّة في كلّ حيّ
|
*
|
زعموا الأرواح تبقى سرمدا | خدعونا ... نحن و الشّمع سواء
|
يلبث النور بها متّقدا | فإذا ما احترقت باد الضياء
|
أين كان النور ؟ أنّي وجدا ؟ | كيف ولّى عندما زال البناء ؟
|
شمعتي فيها لطلّاب اليقين | آيه تدفع عنهم كلّ غيّ
|
*
|
ليست الروح سوى هذا الجسد | معه جاءت ومعه ترجع
|
لم تكن موجودة قبل وجد | و لهذا حين يمضي تتبع
|
فمن الزور الموشّى و الفند | قولنا : الأرواح ليست تصرع
|
تلبث الأفياء ما دام الغصون | فإذا ما ذهبت لم يبق في
|
*
|
لو تكون الروح ما لا يضمحل | ما جزعنا كلّما جسم همد
|
لو تكون الروح جسما مستقل | لرآها من يرى هذا الجسد
|
كلّ ما في الأرض من عين و ظل | سوف ينحلّ كما انحلّ الزبد
|
و لئن صحّ بأنّا منشرون | جاز أن يعقب ذاك النّشر طيّ
|
*
|
ليت من قالوا بأنّا كالزهور | خبّرونا أين تمضي الرائحه ؟
|
أترى تبقى كألحان الدهور ؟ | أم تلاشى مثل صوت النائحه ؟
|
ليت شعري أيّ خلد للبذور | بعد أن تلقى بنار لافحة ؟
|
قل لمن يخبط في ليل الظنون | ليس بعد الموت للظّاميء ري
|
*
|
مثلما يذهب لون الورقه | عندما تيبس في الأرض الأصول
|
مثلما يفقد نور الحدقه | حين أقضي .. هكذا نفسي تزول
|
كتلاشي الشمعة المحترقة | تتلاشى بين ضحك و عويل
|
أنا بعد الموت شيئا لا أكون | حيث أنّي لم أكن من قبل شيء !
|
*
|
إيه أبناء الثّرى نسل القرود | علّلوا أنفسكم بالترّهات
|
ألبسوا في صحوكم ثوب الجمود | واحلموا في نومكم بالمعجزات
|
فسيأتي زمن غير بعيد | تتهادى بينكم فيه أيّاه !!
|
و يحلّ الله في ماء وطين | فيراه الشّيخ و الشاب الأحيّ ! |