خبّروني ماذا رأيتم ؟ أطفالا | يتامى أم موكبا علويّا ؟
|
كزهور الربيع عرفا زكيّا | و نجوم الربيه نورا سنيا
|
و الفراشات وثبة و سكونا | و العصافير بل ألذّ نجيّا
|
‘نّني كلّما تأمّلت طفلا | خلت أنّي أرى ملاكا سويا
|
قل لمن يبصر الضّباب كثيفا | إن ّ تحت الضّباب فجرا نقيّا
|
أليتيم الذي يلوح زريّا | ليس شيئا لو تعلمون زريّا
|
إنّه غرسة ستطلع يوما | ثمرا طيّبا وزهرا جنيّا
|
ربّما كان أودع الله فيه | فيلسوف ، أو شاعرا ، أو نبيّا
|
لم يكن كلّ عبقريّ يتيما | إنّما كان اليتيم صبيّا
|
ليس يدري ، لكنّه سوف يدري | أنّ ربّ الأيتام ما زال حيّا
|
عندما يصبح الصغير فتيّا | عندما يلبس الشباب حليّا
|
كلّ نجم يكون من قبل أن | يبدو سديما عن العيون خفيّا
|
إن يك الموت قد مضى بأبيه | ما مضى بالشّعور فيم وفيّا
|
و شقاء يولّد الرفق فينا | لهو الخير بالشّقاء تريّا
|
لا تقولوا من أمّه ؟ من أبوه ؟ | فأبوه و أمّه سوريّا
|
فأعينوه كي يعيش و ينمو | ناعم البال في الحياة رضيّا
|
ربّ ذهن مثل النهار منير | صار بالبؤس كالظّلام دجيّا
|
كم أثيم في السجن لو أدركته | رحمة الله كان حرّا سريّا
|
حاربوا البؤس صغيرا | قبل أن يستبدّ فيهم قويّا
|
كلّهم الجريح الملّقى | فلنكن كلّنا الفتى " السّامريّا " |