تعالي نتعاطاها كلون التبر أو أسطع | ونسقي النرجس الواشي بقايا الراح في الكاس
|
فلا يعرف من نحن ولا يبصر ما نصنع | ولا ينقل عند الصّبح نجوانا إلى الناس
|
تعالي نسرق اللذات ما ساعفنا الدهر | وما دمنا وما دامت لنا في العيش آمال
|
فإن مرّ بنا الفجر وما أوقظنا الفجر | فما يوقظنا علم، ولا يوقظنا مال
|
تعالي نطلق الروحين من سجن التقاليد | فهذي زهرة الوادي تذيع العطر في الوادي
|
وهذا الطير تياه فخور بالأغاريد | فمن ذا عنّف الزهرة أو من وبّخ الشادي؟
|
أراد الّه أن نعشق لما أوجد الحسنا | وألقى الحبّ في قلبك إذ ألقاه في قلبي
|
مشيئته... وما كانت مشيئته بلا معنى | فإن أحببت ما ذنبك أو أحببت ما ذنبي؟
|
دعي اللاحي وما صنّف والقالي وبهتانه | أللجدول أن يجري وللزهرة أن تعبق،
|
وللأطيار أن تشتاق أيارا وألوانه، | وما للقلب ، وهو القلب، أن يهوى وأن يعشق؟
|
تعالي ، إنّ ربّ الحب يدعونا إلى الغاب | لكي يمزجنا كالماء والخمرة في كاس
|
وبغدو النور جلبابك في الغاب وجلبابي | فكم نصغي إلى الناس ونعصي خالق الناس
|
يريد الحبّ أن نضحك فلنضحك مع الفجر | وأن نركض فلنركض مع الجدول والنهر
|
وأن نهتف فلنهتف مع البلبل والقمري | فمن يعلم بعد اليوم ما يحدث أو يجري ؟
|
تعالي ، قبلما تسكت في الروض الشحارير | ويذوي الحور والصفصاف والنرجس والآس
|
تعالي ، قبلما تطمر أحلامي الأعاصير | فنستيقظ لا فجر، ولاخمر، ولا كاس |