لا تقلقي يوم النوى أو فاقلقي | يا نفس كلّ تجمّع لتفرّق
|
أللّه قدّر أن تمسّ يد الأسى | أرواحنا كيما ترقّ وترتقي
|
أوفى على الشهب الدّجى فتألقت | لولا اعتكار الليل لم تتألق
|
والفحم ليس يضيء إن لم يضطرم | والندّ ليس يضوع إن لم يحرق
|
لا أضرب الأمثال مدحا للنوى | ليت الفراق ويومه لم يخلق
|
ما في الوداع سوى تعلثم ألسن | وذهول أرواح وهمّ مطبق
|
...
|
عنّفت قلبي حين طال خفوقه | فأجاب: بل لمني إذا لم أخفق
|
أنا طائر قد كان يمرح في الربى | وعلى ضفاف الجدول المترقرق
|
فطوى القضاء مروجه وفضاء | ليزجّ في قفص الحديد الضيّق
|
لا، بل أنا ملك صحوت فلم أجد | عرشي ، ولا تاجي، ولا إستبرقي
|
...
|
هانت معاذيري وضاعت حكمتي | لما سمعت حكاية القلب الشقي
|
لوّ تعدل الدنيا بنا لم ينتثر | شمل نظمناه ولم نتفرّق
|
...
|
للّه مونتريالكم ذات الحلى | ومدينة الطود الأشمّ الأبلق
|
كم وقفة لي عند شاطىء نهرها | لا أستقي منه، وروحي تستقي
|
متعلما منه التواضع والنّدى | والصفح عن عبث الجهول الأحمق
|
أعطى الحقول حياتها ومضى كأن | لم يعطها شيئا ولم يتصدّق
|
من كان لا يدري فيقظة زرعها | من فضل هذا الهاجع المستغرق
|
ضيّعت عند الواعظين سعادتي | ووجدتها في واعظ لم ينطق
|
ملء المدائن والقرى آلاؤه | وهباته ، ويعيش عيش المملق
|
لولاه لم يخضرّ قاعٌ مجدبٌ | لولاكم شجر المنى لم يورق
|
عرضت محاسنها الحياة عليكم | فأخذتم بأحبّها والأليق
|
أنا منكم في روضة معطارة | من مونق فيها اللحاظ لونق
|
ألعطر يعبق من جميع ورودها | ما أن مررت بزهرة لم تعبق
|
...
|
للّه مونتريالكم وجلالها | هي رومة الصغرى وضرّة جلّق
|
رقّت علّي نجومها وتواضعت | حتى لكدت أحسّها في مفرقي
|
فكأنما هي أنتم وكأنما | أرواحكم من نورها المتدفق
|
رجع الشباب إلّي حين هبطتها | واليوم أخرج من شبابي الريق
|
سأطير عنها في غد بحشاشة | مكلومة ، ويناظر مغرورق
|
ويغيب عنّي طودها وقبابها | وقصورها خلف الفضاء الأزرق
|
وتظلّ صورتها تلوح لخاطري | بعض الرؤى سلوى وإن لم تصدق |