جاء الشّتاء جيئة المفاجي | |
كأنّما قد كان في الرّتاج | |
فجمد السائل في الزجاج | |
واكتست الأرض بمثل العاج | |
فامتنع المرعى على النّعاج | |
وامتنع الحبّ على الدّجاج | |
وامتنع الّسير على النّواحي | |
ربّ جواد لاحق هملاج | |
معود الإلجام والإسراج | |
والوخد والذّميل والإهماج | |
أصبح مثل العرق في اختلاج | |
متعرجا في غير ذي انعراج | |
لو هاجه الرّاكب بالكرباج | |
لما مشى به سوى اعوجاج | |
لولا الجليد طار بالمهتاج | |
مثل البراق بفتى المعراج | |
وحطّه والشّمس في الأبراج | |
لكنّه منه على الزّجاج | |
وأمسك النّاس عن اللجاج | |
أما ترى نداءهم تناجي | |
كأنّما الجموع في الملاجي | |
على ((منى)) مواكب الحجّاج | |
ورغب المثري عن الدّيباج | |
إلى اللّباس الخشن النّساج | |
وكان أن جيء له يالتّاج | |
أعرض عنه وارم الأوداج | |
وانقبض النّهر عن الهياج | |
وكان مثل الزّاخر العجّاج | |
يصارع الأمواج بالأمواج | |
يا مسبح الإوز والدّرّاج | |
كيف غدوت موطىء الأحداج | |
ومعبر الخلق إلى الخراج | |
مالي والصّبح على انبلاج | |
أخبط كالعشواء في الدّياجي | |
إذا أردت السّير في منهاجي | |
طال عثاري فيه وانزلاجي | |
كأنّني أمشي على زجاج | |
محتذيا بالزّئبق الرّجراج | |
خيّل لي ، لشدّة ارتجاجي | |
أنّ دمي يرتج في أوشاجي | |
أرى الدّنى ضيّقة الفجاج | |
ولم تضق ، لكنّما احتياجي | |
إلى طريق واضح الشّجاج | |
أسلك فيه غير ما انزعاج | |
وحاجتي بالكوكب الوّهاج | |
كحاجة الأعمى الى سراج! | |
إنّ لجّ هذا القرّ في إحراجي | |
لأرفعنّ للسّما احتجاجي! |