يا صاح كم تفّاحة غضّة | يحملها في الرّوض غصن رطيب |
ناضجة ترتجّ في جوّها | مثل ارتجاج الشّمس عند المغيب |
حرّضك الوجد على قطفها | لّما غفا الواشي ونام الرّقيب |
لكن لأمر أدرى به | رجعت عنّها المستريب |
تقول للنفس الطّموح اقصري | ما سرقه التفّاح شأن الأريب |
* | |
وربّ صفراء كلون الضّحى | ينقي بها أهل الكروب الكروب |
دارت على الشّرب بها غادة | كأنها ظي الكناس الرّبيب |
في طرفك السّاجي هيام بها | وبين أحشائك شوق مذيب |
لكن لأمر أنت أدرى به | رجعت عنها رجعت المستريب |
تقول للنفس الطّموح اقصري | ما غرّ با لصّهباء يوما لبيب |
أياك أياك وأكوابها | أخت الخنا هذي وأم الذنوب |
وكم شفاه أرجوانّية | كأنها مخضوبة باللّهيب |
ساعدك الدّهر على لثمها | ورشف ما خلف اللّهيب العجيب |
لكن لأمر أنت أدرى به | رجعت عنها رجعة المستريب |
تعنّف القلب على غيّة | وتعذل العين التي لا تنيب |
قتلت نزعاتك في مهدها | ولم تطع في الحب حتّى الحبيب |
* | |
والآن لّما انجاب عنك الصّبى | ولاح في المفرق ثلج المثيب |
واستسلم القلب كما استسلمت | نفسك لليأس المخوف الرّهيب |
أراك للحسرة تبكي كما | يبكي على النّائي الغريب الغريب |
تودّ لو أنّ الصّبى عائد | هيهات قد مرّ الزّمان القشيب |
* | |
خلّ البكا يا صاحي والأسى | اللّيل لا يقصيه عنك النّحيب |
لا خير في الشّيء انقضى وقته | ما لقتيل حاجة بالطّبيب!!! |