عادت رياض القوافي وهي حالية | وكان صوّح فيها الزهر والعشب
|
واسترجعت دولة الأقلام نخوتها | وكان أدركها الإعياء والتعب
|
بشاعر عبقريّ في قصائده | عطر، وخمر رائق عجب
|
فاشرب بروحك خمرا كلّها أرج | واشق بروحك عطرا كلّه طرب
|
وامرح بدنيا جمال من تصوّره | فإنها السحر إلا إنه أدب
|
والبس مطارف حاكتها براعته | تبقى عليك ويبلى الخزّ والقصب
|
كم درة يتمنّى البحر لو نسبت | إليه باتت إلى مسعود تنتسب
|
لو أنها فيه لم تهتج غواربه | لكنها لسواء فهو يصطخب
|
فلا جناح إذا ما قال شاعرنا | للبحر _ يا بحر أغلى الدرّ ما أهب!
|
يا شاعر ((الدير)) كم هلهات قافية | غنى الرواة بها واختالت الكتب
|
طلاقة الفجر فيها وهو منبثق | ورقّة الماء فيها وهو منكسب
|
مرت على هضبات الدير هائمة | فكاد يورق فيها الصّخر والحطب
|
إذا تساقي الندامى الراح صافية | كانت قوافيك في الرّاح التي شربوا
|
فأنت في ألسن الأشباح إن نطقوا | وأنت في همم الشّبان إن وثبوا
|
مسعود عيدك والشهر الجميل معا | قد أقبلا ، وأنا في الأرض أضطرب
|
يحزّ في نفسي أني اليوم مبتعد | وأنت من حولك الأنصار والصّحب
|
ألبيد (( والناس)) ما بيني وبينكم | ليت المهامه تطوي لي فأقترب
|
ما كان أسعدني لو كنت بينكم | كيما يؤدي لساني بعض ما يجب
|
لصاحب أنا تيّاه بصحبته | وشاعر طالما تاهت به العرب |