سَفَرَتْ فقلت لها أهذا كوكب | قالت أجل وأين مني الكوكب؟ |
وتبسّمت فرأيت رئما ضاحكا | عن لؤلؤ لكنّه لا يوهب |
وتمايلت فالسمهري مصمم | ورنت فأبصرت السّهام تصوّب |
أنشبت ألحاظي بورد خدودها | لّما رأيت لحاظها بي تنشب |
قد كلمت قلبي ولم ترفق به | واللّحظ لو درت المليحة مخلب |
بيضاء ناصعة كأن جبينها | صبح وطرتّها عليه غيهب |
يا طالما اكتسب الحرير ملاحة | منها ويكسب غيرها ما يكسب |
ولطاما بعض النساء حسدنَها | ولطالما حسد السليم الأجرب |
بين الطلاء وبينهنّ قرابة | مشهورة عنها الجميلة تنكب |
إنّ الملاحة عندها عربية | وجمال هاتيك الدّمى مستعرب |
قل للغواني إنّها خلقت كذا | الحسن لا يشرى ولا يستجلب |
فإذا بلغتنّ الجمال تطريا | فاعلمن أنّ بقاءه مستعصب |
هيهات ما يغني الملاح الحسن إن | كانت خلائقهنّ لا تستعذب |
إني بلوت الغانيات فلم أجد | فيهن قطّ مليحة لا تكذب |
وصحبتهنّ فما استفدت سوى الأسى | ما يستفاد من الغواني يتعب |
وخيرتهنّ فما لبكر حرمة | ترعى وأعذر من رأيت الثّيب |
لا يخدعنك ضعفهنّ فإنّما | بالضعف أهلكت الهزير الأرنب |