وحامت ثانية،وكان الكون لم | تبرح عليه كلاكل الظلماء |
أني رأيت جرادة مطروحة | في سبخة منهوكة الأعضاء |
ترنو ألى الأفق البعيد بمقلة | كلمى ،وتشتم أنجم الجوزاء |
فسألتها ماذا عراك فلم تجب | فسألت عنها زمرة الرفقاء |
قالوا:رفيقتنا شهيدة هزئها | بنصائح العقلاء والحكماء |
كانت أذا جاعت فحبة خردل | تكفي ،وأن عطشت فنقطة ماء |
سمعت بنهر في السماء و جنّة | ليست لتصويح ولا لفناء |
ألعطر في أثمارها،والشهد في | أنهارها ،والسحر في الأنداء |
فاستنكفت أن تستمر حياتها | في الأرض جاثمة على الأقذاء |
فمضت تحلق في الفضاء ولم تزل | حتى وهت فهوت ألى الغبراء |
رجعت ألى الدنيا التي خلقت لها | لم تخلق الحشرات للاجواء |
هذي حكايتها وفيها عبرة | للطائشين كهذه الحمقاء |