إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله
من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله ..
... وبعد ...
الحمد لله رب العالمين القائل في مُحكم الذكر:
(وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَاناً لِّكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ)،
وصل الله على من أكرمنا به وجعله شفيعاً ورحمة لكل مؤمن أحب الله ورسوله، وعلى آله وأصحابه وسلّم.
لماذا أقرأ القران؟؟؟
سؤال قد يتبادر الى ذهن البعض منا ......... ما الداعى لقراءة كتاب الله ؟؟؟؟؟
ما الدعى لقراءة كتاب وصفه الجن عندما سمعته لاول مرة وهرولوا مسرعين لقومهم
ليخبروهم مبهورين بانهم سمعوا ..... قرآنا عجبا يهدى الى الرشد
فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ وَلَن نُّشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا
ما الداعى الى قراءة كتاب سمعه كافر أصلى ومشرك لم يدخل الايمان الى قلبه فوصفه اول ما سمعه ........
بأن له لحلاوة، وإن عليه لطلاوة، وإنه أعلاه لمثمر، أسفله لمغدق،
وإنه ليحطم ما تحته وإنه ليعلو ولا يُعلى .
ما الدعى لأن نقرأ القران ؟؟؟ لماذا نقرأ القرأن الكريم؟؟؟؟؟
تعالوا بنا اخوتى نتعرف على الإجابة من خلال حلقات هذه السلسلة المباركة من
لماذا نقرأ القران؟؟؟
؟؟؟؟؟؟
أقرأ القران ....
11. حتى أكون طيباً "
" مَثَلُ الَّذِي يَقْرَأُ الْقُرْآنَ كَالأُتْرُجَّةِ طَعْمُهَا طَيِّبٌ ، وَالَّذِي لا يَقْرَأُ الْقُرْآنَ كَالتَّمْرَةِ طَعْمُهَا طَيِّبٌ وَلا رِيحَ لَهَا ،
وَمَثَلُ الْفَاجِرِ الَّذِي يَقْرَأُ الْقُرْآنَ كَمَثَلِ الرَّيْحَانَةِ رِيحُهَا طَيِّبٌ وَطَعْمُهَا مُرٌّ ،
وَمَثَلُ الْفَاجِرِ الَّذِي لا يَقْرَأُ الْقُرْآنَ كَمَثَلِ الْحَنْظَلَةِ طَعْمُهَا مُرٌّ وَلا رِيحَ لَهَا "
ينقسم الناس هنا حينما يتلون كتاب الملك الى اربعة اقسام او اصناف....
الصنف الاول...مؤمن يقرأ القران ويعمل به ويتدبر اياته فهو هنا كالنبات الطيب الرائحة والطعم
وبدا المصطفى بالفعل المضارع لإفادة تكرير المؤمن لقراءة القران ومداومته عليها، حتى صار ذلك دأبه وعادته،
فالمؤمن الذي يقرأ القرآن ويعمل بما جاء فيه، مثله مثل الأترجة...
اى الفاكهة النضرة الجميلة الناعمة، الصفراء اللون التي تسر الناظرين، ذات الرائحة الطيبة، والطعم اللذيذ،
وذات الفوائد الكثيرة للبدن، فهي حسنة ظاهرا وباطنا، نافعة لمن يتناولها ولمن يقرب منها فيراها أو يشمها،
وكذلك قارىء القرآن العامل به، حسن الظاهر والباطن، نافع نفسه ونافع من يسمعه أو يراه.
وكيف لا يكون كذلك وهو يحمل بين ثنايا قلبه وعقله ايات الملك يتأملها ويتدبرها وتسير حياته وفقا له
فهل بالله عليكم هناك من هو اسعد وأطيب وأكثر راحة وسعادة وطمئنينة منه؟؟؟
وكيف لا يكون كذلك وهو يحيا فى رحاب كلام الله يمتثل لامره وينتهى لنهيه
سبحان الله من عاش وسار فى معية الله هل يخزيه او يذله او يشقيه الله؟؟؟
الصنف الثاني: المؤمن الذي يعمل بما جاء به القرآن، ولكنه لا يداوم على قراءته،
فمثله مثل التمرة، حلوة في حقيقة طعمها، نافعة لآكلها،
لكنها لا تنفع من بجوارها؛ لأنها لا رائحة لها، ولا متعة في منظرها.
فالمؤمن هنا تتأثر ويطيع ويتدبر كلام الله ولكنه لا يداوم على قرائته
فيغلبه ضعفه ومشاغل الحياة وتبعده قليلا ولكنه سرعان ما يعود ثم يبتعد ويعود وهكذا
ولكنه حينما يقرأ القرات يتدبره ويمتثل لامره
فيا حبذا لو دوام وتغلب على ضعفه ...
الصنف الثالث: الفاجر أو المنافق الذي يقرأ القرآن،
فإنه خبيث الباطن حسن الظاهر،
خبيث الباطن لتعطل باطنه عن الإيمان، حسن الظاهر لاستراحة الناس بقراءته،
فهو مثل الريحانة ريحها طيب وطعمها مرّ، فريحها الطيب أشبه قراءته، وطعمها المرّ أشبه كفره.
فهو يقرأ القران امام الناس لكى يستحسنه الناس ويظنون به خيرا ولكنه فى باطنه وقلبه لا يؤمن به
ولا يتدبره ولا يعمل بما فيه بل انه يتخذه كوسيلة لكسب حب الناس واستحسانهم والوصول الى قلوبهم
ومن ثم الى أهدافه واغراضه الدنيوية
فيقرأ القرآن بصوت جميل، فيعجبك صوته أو يؤثر فيك كلام الله جل وعلا بسبب تلاوته له،
ولعلك تسأله عن أماكن الآيات فيجيبك، ولكنه لا يعمل بشيء مما ورد في القرآن،
فيستبيح لنفسه أن يكذب وينافق ويرائي ويخادع ويخون، ولا يراقب الله جل وعلا في تصرفاته.
مسكين.... لا يدرى انه يملك كنز عظيم بين يديه يلهيه الشيطان ويضله عنه فهو يقرأ
ولكنه لا يتدبر ولا يعى ولا يكلف نفسه حتى عناء المحاولة
لانه لا يعنيه الامر فى الحقيقة فهو لا يهتم بالقران ولا بالتلاوة بل يتخذه كوسيلة للوصول الى رضا الناس
ياالله يخشى الناس ويبتغى رضاهم ولا يأبى لغضب الله وغضبته !!!!
الصنف الرابع:الفاجر أو المنافق الذي لا يقرأ القرآن، فإنه خبيث الباطن قبيح الظاهر،
مثله مثل الحنظلة، لا تعجب متناولها، ولا يتمتع بها من يجاورها، لأن طعمها مر أو خبيث، وريحها قبيح.
وكذلك هذا المنافق او الكافر لا يقرأ القرآن ولا يعمل به
فاتفق معها في مرارة الطعم وعدم وجود الرائحة، لفساد مخبره ومظهره.
ضائع وتأئه وخاسر ...عاش فى الدنيا بلا هدف ولا قيمة ولا مغزى لحياته
ومات بلا زاد يعينه على تجاوز رحلته والوصول الى بر الامان والنجاة
فضاع وضل فى الدنيا وخسر وندم فى الاخرة
يا إخوتى الكرام ....
انه كتاب الله
انه معجزة هذا الكون
انه من إصطفانا الملك بنزوله علينا وحملنا اياه دون غيرنا من الامم
ووالله إنه لشرف وتكريم وتعظيم ورحمة لنا
فلا تضيعوا فرصتكم و وانتم ما زلتم تملكوها فى هذه الدنيا
لا تغتروا بالدنيا وتأخذكم بعيدا عن كتاب الله فتضيع وتسرق اوقاتكم واعماركم
وتلهيكم بمتعها وفتنها الزائفة حتى يدق جرس انتهاء الوقت وسحب ورقة الاختبار منكم
عودوا الى ايات الله لتطئن قلوبكم المضطربة بأيات الرحمة والبشرى والمغفرة والوعد بالجنة ونعيمها
توقفوا مع ايات الزجر والوعيد والعذاب لتقشعر القلوب والابدان وتستفيق وتنتهى عما يجلب لها الالم الذى لا قبل لها به
تدبروا الايات التى تخبركم بحال من كان قبلكم من الامم و من سار فى نفس دربكم وطريقكم
فكيف انتهى به الحال والى اين ذهب وماذا اخذ وماذا ترك؟؟
إخوتى.....
الله الله فى انفسكم
كونوا كالاترجة طيبة الطعم والرائحة
واحذروا من ان تتشبهوا بالحنظلة لا طعم فيها ولا رائحة