يقول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ} الصف 10. إنّ الله عزّ وجلّ خلق الجنّة وأعدّ فيها نعيماً مقيماً، وخلق النّار وجعل فيها عذاباً أليماً، وأرسل رسله لينذروا من هذا العذاب الأليم، ويدعو إلى النّعيم المقيم. ونحن إذ رأينا عن طريق الأخبار النّار وما أعدّ فيها، وسمعنا عن الأعمال الّتي توجبها، فإنّنا بحاجة إلى سبل النّجاة منها، والأعمال الّتي تصرف عنها.
إنّ من أهم ما يصرف عن عذاب الله التوبة من الذنوب والإنابة إلى الله تعالى، قال الله سبحانه: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللهِ تَوْبَةً نَصُوحاً عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُكَفِّرَ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأنْهَارُ} الطلاق .8 فالإقلاع عن المعاصي، وترك عصيان أمر الله تعالى، والإقبال على الطّاعات وما أمر الله به يُبعد المسلم عن النّار ويصرفه عن عذابها، بما أنّنا مُقبِلون على شهر رمضان.
وإذا تاب المسلم إلى ربِّه، فليعلم أن لاستحقاق الجنّة والنّجاة من النّار عمل وتضحية ومُجاهدة نفس ومُخالفة هوى وشيطان، إلاّ أنّ من أهم ما يوجب الجنّة ويُبعد عن النّار إقامة الدِّين والمحافظة على أهم شعائر الإسلام، ألا وهي الصّلوات الخمس. قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ''خَمْسُ صَلَوَاتٍ كَتَبَهُنَّ اللَّهُ عَلَى الْعِبَادِ، فَمَنْ جَاءَ بِهِنَّ لَمْ يُضَيِّعْ مِنْهُنَّ شَيْئاً اسْتِخْفَافاً بِحَقِّهِنَّ كَانَ لَهُ عِنْدَ اللهِ عَهْدٌ أَنْ يُدْخِلَهُ الْجَنَّةَ، وَمَنْ لَمْ يَأْتِ بِهِنَّ فَلَيْسَ لَهُ عِنْدَ اللهِ عَهْدٌ، إِنْ شَاءَ عَذَّبَهُ وَإِنْ شَاءَ أَدْخَلَهُ الجنة'' رواه مالك.
وإذا كان أكثـرُ ما يُدخِل النّاس النّار اللِّسان، فإنّ بعض النّاس يُنقذون أنفسهم من النّار ويدخلون الجنّة بلسانهم، فإنّ للسان عمل عظيم وهو عليه يسير، ألاَ وهو ذِكْر الله تعالى. فعمل اللّسان غير مُكلّف ولا أيسر من عمل اللّسان، لكن الثواب الّذي يُحصّله عظيم، والحصن الّذي يُدخل صاحبه كبير. ومن أحسن ما يشتغل به اللّسان من الذِّكر تلاوة كلام ربّ العالمين، وبين أيدينا شهر القرآن الكريم، فليس أنسب للمرء في هذا الشّهر من الرّجوع إلى كتاب الله، تلاوة وتدبّراً، عملاً واشتغالاً، فإن أهل القرآن هم أهل الله وخاصته، ومن كان من أهل القرآن كان حقاً على الله أن يُعيذه من النِّيران ويُدخله إلى فسيح الجنان. قال النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: ''يقال لصاحب القرآن: اقرأ وارتَقِ ورَتِّل كما كنتَ ترتّل في الدنيا، فإنّ منزلتك عند آخر آية تقرأ بها'' رواه الترمذي، وقال عليه الصّلاة والسّلام: ''يجيء صاحب القرآن يوم القيامة، فيقول (أي القرآن): يا ربّ حَلِّهِ، فيُلبس تاج الكرامة، ثمّ يقول: يا ربّ ذرِّهِ، فيُلبس حلّة الكرامة، ثمّ يقول يا ربّ ارض عنه، فيقال اقرأ وارْقَ، ويزاد بكلّ آية حسنة''، ''وارْقَ'' بمعنى ارتفع وترقى في درجات الجنّة.
والصّوم من أوفر أسباب النّجاة من النّار، قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ''الصّوم جُنّة وحصن حصين من النّار'' رواه أحمد، وعن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: ''إنّ في الجنّة باباً يقال له: الريان، يدخل منه الصّائمون يوم القيامة، لا يدخل منه أحد غيرهم، يقال: أين الصّائمون؟ فيقومون، لا يدخل منه أحد غيرهم، فإذا دخلوا أغلق، فلم يدخل منه أحد'' متفق عليه. والرَّيَّانِ اسم بَابٍ في الجَنَّةِ، وهو مُشْتَقٌ من الرِّيِّ وهو ضدُّ العطَشِ، ولمّا كان الصّائِمُ حابساً نفسَهُ عنْ الماءِ وهو أشَدُّ ما يحتاجُ إليه الإنسَانُ، ناسَبَ أن يكون جَزَاؤُهُ أنْ يَروَى في الآخرةِ ولا يظمَأُ أبداً. وجاء عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: ''مَن صام يوماً في سبيل الله باعد الله وجهه عن النّار سبعين خريفاً''.
وممّا ينبغي أن لا يغفل عنه المسلم هو سؤال الله الجنّة والاستعاذة به من النّار، فالدعاء من أهم وسائل بلوغ هذه الغاية، قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ''مَن سأل الله الجنّة ثلاث مرّات، قالت الجنّة: اللّهمّ أدخله الجنّة، ومن استجار من النّار ثلاث مرّات، قالت النّار: اللّهمّ أجره من النّار'' رواه الترمذي.
إنّ من أهم ما يصرف عن عذاب الله التوبة من الذنوب والإنابة إلى الله تعالى، قال الله سبحانه: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللهِ تَوْبَةً نَصُوحاً عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُكَفِّرَ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأنْهَارُ} الطلاق .8 فالإقلاع عن المعاصي، وترك عصيان أمر الله تعالى، والإقبال على الطّاعات وما أمر الله به يُبعد المسلم عن النّار ويصرفه عن عذابها، بما أنّنا مُقبِلون على شهر رمضان.
وإذا تاب المسلم إلى ربِّه، فليعلم أن لاستحقاق الجنّة والنّجاة من النّار عمل وتضحية ومُجاهدة نفس ومُخالفة هوى وشيطان، إلاّ أنّ من أهم ما يوجب الجنّة ويُبعد عن النّار إقامة الدِّين والمحافظة على أهم شعائر الإسلام، ألا وهي الصّلوات الخمس. قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ''خَمْسُ صَلَوَاتٍ كَتَبَهُنَّ اللَّهُ عَلَى الْعِبَادِ، فَمَنْ جَاءَ بِهِنَّ لَمْ يُضَيِّعْ مِنْهُنَّ شَيْئاً اسْتِخْفَافاً بِحَقِّهِنَّ كَانَ لَهُ عِنْدَ اللهِ عَهْدٌ أَنْ يُدْخِلَهُ الْجَنَّةَ، وَمَنْ لَمْ يَأْتِ بِهِنَّ فَلَيْسَ لَهُ عِنْدَ اللهِ عَهْدٌ، إِنْ شَاءَ عَذَّبَهُ وَإِنْ شَاءَ أَدْخَلَهُ الجنة'' رواه مالك.
وإذا كان أكثـرُ ما يُدخِل النّاس النّار اللِّسان، فإنّ بعض النّاس يُنقذون أنفسهم من النّار ويدخلون الجنّة بلسانهم، فإنّ للسان عمل عظيم وهو عليه يسير، ألاَ وهو ذِكْر الله تعالى. فعمل اللّسان غير مُكلّف ولا أيسر من عمل اللّسان، لكن الثواب الّذي يُحصّله عظيم، والحصن الّذي يُدخل صاحبه كبير. ومن أحسن ما يشتغل به اللّسان من الذِّكر تلاوة كلام ربّ العالمين، وبين أيدينا شهر القرآن الكريم، فليس أنسب للمرء في هذا الشّهر من الرّجوع إلى كتاب الله، تلاوة وتدبّراً، عملاً واشتغالاً، فإن أهل القرآن هم أهل الله وخاصته، ومن كان من أهل القرآن كان حقاً على الله أن يُعيذه من النِّيران ويُدخله إلى فسيح الجنان. قال النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: ''يقال لصاحب القرآن: اقرأ وارتَقِ ورَتِّل كما كنتَ ترتّل في الدنيا، فإنّ منزلتك عند آخر آية تقرأ بها'' رواه الترمذي، وقال عليه الصّلاة والسّلام: ''يجيء صاحب القرآن يوم القيامة، فيقول (أي القرآن): يا ربّ حَلِّهِ، فيُلبس تاج الكرامة، ثمّ يقول: يا ربّ ذرِّهِ، فيُلبس حلّة الكرامة، ثمّ يقول يا ربّ ارض عنه، فيقال اقرأ وارْقَ، ويزاد بكلّ آية حسنة''، ''وارْقَ'' بمعنى ارتفع وترقى في درجات الجنّة.
والصّوم من أوفر أسباب النّجاة من النّار، قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ''الصّوم جُنّة وحصن حصين من النّار'' رواه أحمد، وعن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: ''إنّ في الجنّة باباً يقال له: الريان، يدخل منه الصّائمون يوم القيامة، لا يدخل منه أحد غيرهم، يقال: أين الصّائمون؟ فيقومون، لا يدخل منه أحد غيرهم، فإذا دخلوا أغلق، فلم يدخل منه أحد'' متفق عليه. والرَّيَّانِ اسم بَابٍ في الجَنَّةِ، وهو مُشْتَقٌ من الرِّيِّ وهو ضدُّ العطَشِ، ولمّا كان الصّائِمُ حابساً نفسَهُ عنْ الماءِ وهو أشَدُّ ما يحتاجُ إليه الإنسَانُ، ناسَبَ أن يكون جَزَاؤُهُ أنْ يَروَى في الآخرةِ ولا يظمَأُ أبداً. وجاء عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: ''مَن صام يوماً في سبيل الله باعد الله وجهه عن النّار سبعين خريفاً''.
وممّا ينبغي أن لا يغفل عنه المسلم هو سؤال الله الجنّة والاستعاذة به من النّار، فالدعاء من أهم وسائل بلوغ هذه الغاية، قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ''مَن سأل الله الجنّة ثلاث مرّات، قالت الجنّة: اللّهمّ أدخله الجنّة، ومن استجار من النّار ثلاث مرّات، قالت النّار: اللّهمّ أجره من النّار'' رواه الترمذي.