هذه بعض أخبار عمر بن الخطاب فاروق الإسلام ،
من المراجع الموثوقة ،
||
في العدل بين رعيته :
وقف عمر يخطب الناس و عليه ثوب طويل فقال : أيها الناس اسمعوا و عوا .
فقال سلمان الفارسي رضى الله عنه : و الله لا نسمع و لا نعي .
فقال عمر : و لِمَ يا سلمان ؟
قال تلبس ثوبين و تُلبسنا ثوبا .
فقال عمر لابنه عبد الله : يا عبد الله قم أجب سلمان .
فقال عبد الله بن عمر رضى الله عنهما : إنّ أبي رجل طويل فأخذ ثوبي
الذي هو قسمي مع المسلمين و وصله بثوبه .
فقال سلمان : الآن قل يا أمير المؤمنين نسمع و أأمر نُطع .
||
و قال عمر مرة على المنبر للناس : ما أنتم فاعلون لو حدت على الطريق هكذا ؟
و حرف يده .
فقام رجل من آخر الناس و سل سيفه و قال :
و الله لو حدت عن الطريق هكذا لقلنا بالسيوف هكذا .
فقال عمر : الحمد لله الذي جعل في رعيتي من لو حدت على الطريق قومني .
||
و قال له رجل : اتق الله يا عمر .
فدمعت عيناه ، و قال : لا خير فيكم إذا لم تقولوها و لا خير في إذا لم أقبلها .
و طالب عمر على المنبر بتقليل مهور النساء ،
فقامت امرأة من آخر المسجد فقالت يا أمير المؤمنين إنّ الله يقول
( وَآتَيْتُمْ إِحْدَاهُنَّ قِنطَارا فَلاَ تَأْخُذُواْ مِنْهُ شَيْئا )
فقال عمر : أصابت امرأة و أخطأ عمر .
||
يقول ابن عباس : و الله لقد رأيت في قميص عمر و هو خليفة أربع عشرة رقعة .
و لهذا حيَّاه الشاعر محمود غنيم ، فقال :
* يا من يرى عمراً تكسوه بردته - و الزيتُ أدمٌ له و الكوخُ مأواهُ
* يهتز كسرى على كرسيه فرقًا - من خوفه و ملوكُ الروم تخشاهُ
||
* و جاء الهرمزان الوزير الفارسي يبحث عن عمر ، فوجده نائما تحت شجرة
عليه قميص مرقع بلا حراسة ، فهزّ الهرمزان رأسه و قال :
حكمت فعدلت فأمنت فنمت ،
فنظمها حافظ إبراهيم في قوله :
* فقال قولة حق أصبحت مثلاً - و أصبح الجيل بعد الجيل يرويها
* أمنت لما أقمت العدل بينهمُ - فنمتَ نوم قرير العين هانيها
||
* و قال عمر : و الله لو عثرت بغلة في ضفاف دجلة لخشيت أن يسألني الله عنها
لِمَ لم تصلح الطريق لها يا عمر ؟
||
و وجد حلوى عند أطفاله فقال لزوجته : من أين لكم ثمن هذه الحلوى ؟
قالت كنت أوفّر من حصتنا من الدقيق الذي يأتينا من بيت المال ،
فقال عمر : توفرين الدقيق و في المسلمين من لا يجد دقيقا ؟
و أخذ الحلوى من أيدي أطفاله و قال ردوها لبيت مال المسلمين ؛
قال حافظ إبراهيم :
* لمّا اشتهت زوجه الحلوى فقال لها - من أين لي ثمن الحلوى فأشريها ؟
||
* و تقول زوجته عاتكة : كان يأتي إلى فراشه لينام فيطير منه النوم و يجلس يبكي ،
فأقول له : ما لك يا أمير المؤمنين ؟
فيقول : توليت أمر أُمة محمد صلى الله عليه و سلم ،
و فيهم المسكين و الضعيف و اليتيم و المظلوم ،
و أخشى أن يسألني الله عنهم يوم القيامة .
||
و قرقر بطنه من الجوع على المنبر عام الرمادة ، فأشار إلى بطنه و قال :
قرقر أو لا تقرقر و الله لا تشبع حتى يشبع أطفال المسلمين .
||
و مر بامرأة في خيمة و قد ولدت طفلا و عندها أطفال غيره قد مات أبوهم ،
فذهب إلى بيت المال و أحضر دقيقاً و زيتاً و أوقد لهم النار و صنع لهم العشاء و قدمه ،
فقالت المرأة : و الله إنك خيرٌ من عمر بن الخطاب . و قرأت قول الله تعالى
( أَلاَ لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ )
فبكى و قال ما بقي لنا شيء و من بقي له شيء فليطلبه .
||
و ذهب بثوبه المرقعّ لفتح بيت المقدس و قال له بعض قواده
لو لبست يا أمير المؤمنين لباساً جميلاً إعزازاً للإسلام ،
فقال : نحن قوم أعزنا الله بـ الإسلام و مهما ابتغينا العزة بغيره أذلنا الله .
و كان يطلي إبل الصدقة ، فجاءه رجل فقال : يا أمير المؤمنين أنا أطلي عنك الإبل ،
فقال عمر : أأنت تحمل عني ذنوبي يوم القيامة ؟
||
و ذهب مرة خلف أبي بكر الصديق رضى الله تعالى عنهما
و دخل أبو بكر خيمة امرأة مع أطفالها
فاختفى عمر و انتظر حتى خرج أبو بكر ثم دخل على المرأة فسألها عن حالها ،
فقالت أنا امرأة حسيرة كسيرة و معي عيال و ليس لنا عائل إلا الله .
فقال عمر و ماذا يصنع هذا الشيخ الذي يدخل عليكم ؟
قالت يصنع طعامنا و يكنس بيتنا و يحلب شياهنا و يغسل ثيابنا .
فجلس عمر يبكي و يقول : أتعبت الخلفاء بعدك يا أبا بكر .
||
و مر في سكة المدينة ليلاً فسمع بائعة لبن تقول لابنتها
امزجيه بالماء ليكثر فإن عمر لا يدري ،
فقالت الفتاة : لكن الله يدري . فعرف عمر البيت و خطب الفتاة لابنه عاصم ،
و كان من ذريتها الخليفة الزاهد العادل المجدّد عمر بن عبد العزيز .
||
و لما أصاب القحط المدينة كان يدور بين الخيام و جفنة الطعام على رأسه يوزعه بين الفقراء .
و طلب عام القحط من الأعراب و الفقراء أن يسكنوا في ضواحي المدينة و نصب لهم خياما
و قال إما نحيا سويَّا أو نموت سويَّا .
||
و جاءه رجل و قال يا أمير المؤمنين لو أوصيت بالخلافة لابنك عبدالله فإنه أهلٌ لها
فقال عمر : كذبت قاتلك الله اُشهد الله على مقتك كيف أوصي بالخلافة إليه
و في المسلمين من هو خير منه ؟
||
و شكا إليه قبطي من مصر ابن أميرها ، محمد بن عمرو بن العاص ،
يقول القبطي : سابقته بفرسي يا أمير المؤمنين فسبقته
فضربني و قال أتسبقني و أنا ابن الأكرمين ؟
فدعا عمر محمدا و بطحه و جلده
و قال : متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا ؟
||
ما أروعك يا سيدنا عمر
أين الحكام منك الآن ليروا كم كنت متواضعاً
وتفكر في الناس ولا تفكر بنفسك أبداً
رضي الله عنك وأرضاك
المصدر :
انظر كتاب أخبار عمر للطنطاوي ،
و عمر بن الخطاب للصلاّبي ،
و البداية و النهاية لابن كثير .
في حفظ الله ورعايته
ممآ راق لي وشد انتباهي ..||