* انه فاروق الأمة , عمر بن الخطاب الذي تطيب المجالس بذكره و الذي يصدق فيه : أن من خاف الله , أخاف الله كل شيئ منه , كان يسمع القرآن قيغشى عليه فيحمل
صريعا الى منزله ليس به الا الخوف , وقد بلغ من خوفه أن حفرت الدموع خطين أسودين في وجهه من كثرة بكائه .
* انه من أظهر اسلامه يوم كانوا يخفونه , انه مرقع القميص و بين يديه الغالي و النفيس , انه من يسلك الشيطان فجا غير فجه , انه الوقاف عند كتاب الله , المجاهد في
سبيل الله , انه العادل ان ذكر العادلون , انه من سهر لينام الناس و جاع ليشبع الناس , هو من لا تأخذه في الله لومة لائم , هو القائل الحق و لو كان مرا .
* انه الرجل الذي تنزل القرآن أكثر من مرة موافقا لرأيه و قوله , كان اسلامه فتحا و كانت هجرته نصرا و كانت ولاينه عدلا , انه الرجل الكبير في بساطة و البسيط في قوة
و القوي في عدل و قوة , انه الناسك الورع الذي تفجر نسكه حركة و ذكاء و عملا و بناء , انه الفاروق الذي أضاء سطور التاريخ , انه غرة في جبين الزمان , أمة في رجل ,
امام همام , مميت الفتنو محيي السنن , المبشر بالجنة .
* عمر بن الحطاب رضي الله عنه الذي زلزل عروش الظالمين , و دك قلاع الأكاسرة و القياصرة , و خضعت لعدالته الجبابرة و الأباطرة , فأرغم أنوف الروم و حطم كبرياء الفرس
و أخرج المغضوب عليهم ( اليهود) من جزيرة العرب أذلة صاغرين .
* عن أبي سعيد الخذري أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : (( ان أهل الدرجات العلى ليراهم من تحتهم , كما ترون النجم الطالع في أفق السماء و ان أبا بكر
و عمر منهم و أنعما )) رواه الترمذي و أبو داود و صححه الألباني .
* عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : (( لقد كان فيمن قبلكم من الأمم ناس محدثون من غير أن يكونوا أنبياء , فان يكن في
أمتي أحد فانه عمر )) أخرجه البخاري و مسلم .
* قال علماء السير : شهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه مع رسول الله صلى الله عليه و سلم بدرا , و أحد و الخندق و بيعة الرضوان و خيبر و الفتح و حنين و غيرها
من المشاهد و كان أشد الناس على الكفار لقد أثنى عليه النبي صلى الله عليه و سلم في غير موضع .
* عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول اللهصلى الله عليه و سلم قال : (( أرحم أمتي بأمتي أبو بكر و أشدهم في دين الله عمر ....)) رواه أبو يعلى و صححه الألباني .
* عن أنس رضي الله عنه , قال عمر : وافقت ربي في ثلاث : فقلت يارسول الله , لو اتخذنا من مقام ابراهيم مصلى , فنزلت : (( و اتخذوا من مقام ابراهيم مصلى )) ,
و آية الحجاب قلت : يا رسول الله لو أمرت نساءك أن يحتجبن فانه يكلمهن البر و الفاجر , فنزلت آية الحجاب , و اجتمع نساء النبي صلى الله عليه و سلم في الغيرة عليه ,
فقلت لهن : عسى ربه ان طلقكن أن يبذله أزواجا خيرا منكن , فنزلت هذه الآية )) أخرجه البخاري و أحمد و النسائي .
* لقد كا رضي الله عنه يتمتع بفراسة و شفافية يندر وجودها في هذا الكون و كذا أنعم الله عليه بكرامات من بينها :
عن ابن عمر رضي الله عنها أن عمر وجه جيشا و رأس عليه رجلا يقال له '' سارية '' , قال : فبينما عمر يخطب , فجعل ينادي : يا سارية الجبل , يا سارية الجبل ,
ثلاثا , ثم قدم رسول الجيش , فسأله عمر , فقال : يا أمير المؤمنين هزمنا , فبينما نحن كذلك اذ سمعنا مناديا : يا سارية الجبل ثلاثا , فأسندنا ظهورنا بالجبل فهزمهم الله,
قال : فقيل لعمر : انك كنت تصيح بذلك . ( القصة ثابتة و صحيحة - رواه البيهقي و ابن عساكر و ابن الكثير ووافقه الألباني - اسناده جيد ) .
و كذا خطابه الى نهر النيل , و كذا ر أيه في طاعون عمواس و كذا موقفه في عام الرمادة حيث أنه آلى على نفسه أن لا يذوق سمنا و لا لبنا ولا لحما حتى يحيي الناس ,
و غيرها من المواقف الجليلة و الأعمال العظيمة التي لاتعد و لاتحصى التي خذمت الاسلام و المسلمين .
* عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : صعد النبي صلى الله عليه و سلم أحد و معه أبو بكر و عمر و عثمان , فرجف بهم , فضربه برجله و قال : (( اثبت أحد , فما عليك
الا نبي أو صديق أو شهيدان )) أخرجه البخاري .
* تحققت تلك الأمنية الغالية و هي الشهادة في مدينة رسول الله صلى الله عليه و سلم و طعن و هو يصلي من قبل مجوسي و عندما كان ينزف :
قال الذهبي : قال ابن عمر : كان رأس عمر في حجري , فقال : ضع خدي على الأرض , فوضعته فقال : ويل لي وويل أمي ان لم يرحمني ربي . اسناد صحيح- سيرة الخلفاء .
* عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : وضع عمر على سريره , فتكنفه الناس يدعون ,و يصلون قبل أن يرفع و أنا فيهم - فلم يرعني رجل آخذ منكبي , فاذا علي بن أبي
طالب , فترحم على عمر و قال : ما خلفت أحدا أحب الي أن ألقى اللهبمثل عمله منك , و ايم الله ان كنت لأظن أن يجعلك الله مع صاحبك و حسبت أني كثيرا أسمع النبي
صلى الله عليه و سلم يقول : ذهبت أنا و أبو بكر و عمر و دخلت أنا و أبو بكر و عمر و خرجت أنا و أبو بكر و عمر . رواه البخاري .
و صلى الله على سيدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين
المرجع : أصحاب الرسول صلى الله عليه و سلم