تذكير بمساهمة فاتح الموضوع :
«أستون مارتن وان- 77»
كريس بوريت لا يظهر عادة بمظهر السائقين المحترفين الذين يهوون خوض السباقات، ولا يبدو أيضا أنه
مهندس سيارات، بل هو أقرب إلى رجل سلس الطباع يتحدث ببطء ونعومة مثل العديد من أساتذة
الجامعات، أو الأكاديميين.
مع هذا المظهر الهادئ والرصين، عُين بوريت رئيسا لفريق من المهندسين
والفنيين والاختصاصيين البارزين المكلفين بتطوير سيارة «أستون مارتن
وان-77» الجديدة، وهي، في صناعة السيارات، مهمة تشبه تماما مهمة الموكل
إليهم تطوير طائرة مقاتلة من طراز جديد، أو مركبة فضائية تسبر أغوار الكون
السحيق... فهذه السيارة الجديدة مهمة جدا لقطاع الصناعة البريطاني، رغم أن
الشركة تملكتها قبل بضع سنوات ثلاث شركات، واحدة بريطانية والثانية كويتية
إضافة إلى «فورد» الأميركية
ومهمة كريس بوريت وفريقه تعتبر خطوة أولى وأساسية، لإدراج «أستون مارتن»
في مصاف السيارات المتفوقة، مثل «فيراري» و«بورشه» و«فورد موستانغ»
و«بوغاتي» وغيرها من السيارات التي تتميز بقوة كبيرة. وبالفعل، تحولت هذه
المركبة إلى وليدته الوحيدة، خاصة وأن شركتها العريقة تعلق عليها كل
آمالها لكي تحمل اسمها بفخر ليظل اسمها لامعا خفاقا في عالم السيارات
الرياضية المفرطة بالفخامة أو المصنوعة معظم أجزائها يدويا.
يتعدى ثمن السيارة المليون و200 ألف جنيه إسترليني في حال شرائها
بالمواصفات الإضافية المتوفرة لها. وقوة محركها العملاق المؤلف من 12
أسطوانة، سعة 7.3 لترات، سيكون 750 حصانا مكبحيا. ويجري تطويره بالاشتراك
مع شركة «كوزورث» الشهيرة في صناعة المحركات العالية الأداء، لشركات
السيارات الكبرى مثل «مرسيدس» و«فورد» وسيارات سباقات الرالي وال
«فورميولا واحد». بدأ الفريق المكلف بتطوير هذه التحفة التقنية عمله في
أكتوبر (تشرين الأول) 2007.
وكان مؤلفا من سبعة أشخاص فقط. واليوم أصبح عدد الفريق 30 شخصا يعملون وفق
جدول زمني صارم جدا تحت إشراف رئيس الشركة الدكتور أولتريخ بيز. ومن
المقرر أن تطرح أول سيارة منها في الأسواق في أواخر العام الحالي. وقد
تلقت الشركة الصانعة حتى الآن 48 طلبا عليها سدد ثمنها سلفا، لأن المشترين
لا يرغبون في الانتظار طويلا للحصول على لعبتهم الغالية هذه.
السيارة باتت جاهزة بنسبة 80 في المائة حتى الآن، لأن هناك صعوبة في
تحويلها من نموذج أولي مستقبلي إلى سيارة عملية تخرج من خط الإنتاج برسم
المستهلكين الراغبين طبعا بالإبقاء على أكبر قدر ممكن من مميزاتها
النموذجية الخاصة.
بوريت رئيس الفريق والمهندس اللامع والسائق المحترف عاد أخيرا مع وليدته
الجديدة هذه من مضمار «ناردو» للسباقات في إيطاليا الذي يستضيف غالبية
نماذج السيارات المتفوقة لتجربتها هناك. فالمضمار هذا هو دائرة ضيقة يبلغ
محيطها 7.8 ميل فقط، حيث يمكن للسيارة بلوغ سرعتها القصوى بسهولة في ظروف
صعبة فعلا. لكن بوريت لم يكتف بذلك، بل أرسل النماذج الثلاثة الأخرى إلى
مضامير أخرى موزعة حول العالم للتأكد من أداء السيارة المتفوق، خاصة فيما
يتعلق بمعايرة المحرك، ونظام نقل الحركة فيها.
وبلغ إجمالي المسافة التي قطعتها النماذج الأربعة هذه 1800 ميل. وراوحت
التجارب على جميع هذه المضامير بين الانطلاق بها بأقصى سرعة، ثم الإبطاء
إلى أدنى سرعة، مع التوقف الفجائي بين الحين والآخر، واختبار مفعول
المكابح المصنوعة من الخزف الكربوني، التقنية المستمدة من عصر الفضاء. أما
ناقل الحركة فهو تتابعي سداسي السرعات يعمل بالأصبع عن طريق دواسة صغيرة
موضوعة قرب المقود.
المهم في هذا السياق أن السيارة تمكنت في ديسمبر (كانون الأول) الماضي من
تسجيل سرعة قصوى بلغت 220.007 ميل بالتمام والكمال على حلبة «ناردو»، مما
يعني رمي قفاز التحدي لسرعة كل من «فيراري» و«بوغاتي» و«بورشه». وقد زودت
كل سيارة من النماذج الأولية الأربعة ب 225 جهاز استشعار حراري لرصد حرارة
المحرك والزيت، وغاز العادم، والمشعب، ومحولات التحفيز، وغيرها من عشرات
الوظائف والمهام، فضلا عن قياس عمل ناقل الحركة، والمشع المبرد
(الرادياتور). وهناك 25 مستشعرا لبدن السيارة فقط، والأكثر من ذلك على
الهيكل السفلي (الشاسيه) المصنوع من الألياف الكربونية، ونظام التعليق.
بإيجاز لقد جرت تغطية السيارة كلها بالمستشعرات وأجهزة الرصد تأكيدا لحسن
مراقبة عملها وسلوكها في الظروف المختلفة.
وبالإضافة إلى ذلك غطت أجهزة الكومبيوتر مقصورة السيارة كلها من الداخل
بأسلاكها وشاشاتها وبياناتها التي كان يجري تسجيلها أولا بأول. وبذلت
عناية خاصة بعملية انسياب الهواء داخل المقصورة وخارجها لأغراض التهوية،
وذلك لمعرفة درجة الانسيابية ومقاومة الهواء. كما بذل اهتمام أكثر بجمال
السيارة، وراحة الركاب، ودرجة السلامة والأمان التي توفرها. على كل ذلك
يعلق بوريت بقوله: «كنت محظوظا في منحي الحرية الكاملة لإنفاق ما شئت من
المال لغرض تطوير السيارة وللتأكد من أن كل الأمور صحيحة مائة في المائة.
لقد رصدوا لي ميزانية مالية من دون حدود أو قيود».
«أستون مارتن وان- 77»
كريس بوريت لا يظهر عادة بمظهر السائقين المحترفين الذين يهوون خوض السباقات، ولا يبدو أيضا أنه
مهندس سيارات، بل هو أقرب إلى رجل سلس الطباع يتحدث ببطء ونعومة مثل العديد من أساتذة
الجامعات، أو الأكاديميين.
مع هذا المظهر الهادئ والرصين، عُين بوريت رئيسا لفريق من المهندسين
والفنيين والاختصاصيين البارزين المكلفين بتطوير سيارة «أستون مارتن
وان-77» الجديدة، وهي، في صناعة السيارات، مهمة تشبه تماما مهمة الموكل
إليهم تطوير طائرة مقاتلة من طراز جديد، أو مركبة فضائية تسبر أغوار الكون
السحيق... فهذه السيارة الجديدة مهمة جدا لقطاع الصناعة البريطاني، رغم أن
الشركة تملكتها قبل بضع سنوات ثلاث شركات، واحدة بريطانية والثانية كويتية
إضافة إلى «فورد» الأميركية
ومهمة كريس بوريت وفريقه تعتبر خطوة أولى وأساسية، لإدراج «أستون مارتن»
في مصاف السيارات المتفوقة، مثل «فيراري» و«بورشه» و«فورد موستانغ»
و«بوغاتي» وغيرها من السيارات التي تتميز بقوة كبيرة. وبالفعل، تحولت هذه
المركبة إلى وليدته الوحيدة، خاصة وأن شركتها العريقة تعلق عليها كل
آمالها لكي تحمل اسمها بفخر ليظل اسمها لامعا خفاقا في عالم السيارات
الرياضية المفرطة بالفخامة أو المصنوعة معظم أجزائها يدويا.
يتعدى ثمن السيارة المليون و200 ألف جنيه إسترليني في حال شرائها
بالمواصفات الإضافية المتوفرة لها. وقوة محركها العملاق المؤلف من 12
أسطوانة، سعة 7.3 لترات، سيكون 750 حصانا مكبحيا. ويجري تطويره بالاشتراك
مع شركة «كوزورث» الشهيرة في صناعة المحركات العالية الأداء، لشركات
السيارات الكبرى مثل «مرسيدس» و«فورد» وسيارات سباقات الرالي وال
«فورميولا واحد». بدأ الفريق المكلف بتطوير هذه التحفة التقنية عمله في
أكتوبر (تشرين الأول) 2007.
وكان مؤلفا من سبعة أشخاص فقط. واليوم أصبح عدد الفريق 30 شخصا يعملون وفق
جدول زمني صارم جدا تحت إشراف رئيس الشركة الدكتور أولتريخ بيز. ومن
المقرر أن تطرح أول سيارة منها في الأسواق في أواخر العام الحالي. وقد
تلقت الشركة الصانعة حتى الآن 48 طلبا عليها سدد ثمنها سلفا، لأن المشترين
لا يرغبون في الانتظار طويلا للحصول على لعبتهم الغالية هذه.
السيارة باتت جاهزة بنسبة 80 في المائة حتى الآن، لأن هناك صعوبة في
تحويلها من نموذج أولي مستقبلي إلى سيارة عملية تخرج من خط الإنتاج برسم
المستهلكين الراغبين طبعا بالإبقاء على أكبر قدر ممكن من مميزاتها
النموذجية الخاصة.
بوريت رئيس الفريق والمهندس اللامع والسائق المحترف عاد أخيرا مع وليدته
الجديدة هذه من مضمار «ناردو» للسباقات في إيطاليا الذي يستضيف غالبية
نماذج السيارات المتفوقة لتجربتها هناك. فالمضمار هذا هو دائرة ضيقة يبلغ
محيطها 7.8 ميل فقط، حيث يمكن للسيارة بلوغ سرعتها القصوى بسهولة في ظروف
صعبة فعلا. لكن بوريت لم يكتف بذلك، بل أرسل النماذج الثلاثة الأخرى إلى
مضامير أخرى موزعة حول العالم للتأكد من أداء السيارة المتفوق، خاصة فيما
يتعلق بمعايرة المحرك، ونظام نقل الحركة فيها.
وبلغ إجمالي المسافة التي قطعتها النماذج الأربعة هذه 1800 ميل. وراوحت
التجارب على جميع هذه المضامير بين الانطلاق بها بأقصى سرعة، ثم الإبطاء
إلى أدنى سرعة، مع التوقف الفجائي بين الحين والآخر، واختبار مفعول
المكابح المصنوعة من الخزف الكربوني، التقنية المستمدة من عصر الفضاء. أما
ناقل الحركة فهو تتابعي سداسي السرعات يعمل بالأصبع عن طريق دواسة صغيرة
موضوعة قرب المقود.
المهم في هذا السياق أن السيارة تمكنت في ديسمبر (كانون الأول) الماضي من
تسجيل سرعة قصوى بلغت 220.007 ميل بالتمام والكمال على حلبة «ناردو»، مما
يعني رمي قفاز التحدي لسرعة كل من «فيراري» و«بوغاتي» و«بورشه». وقد زودت
كل سيارة من النماذج الأولية الأربعة ب 225 جهاز استشعار حراري لرصد حرارة
المحرك والزيت، وغاز العادم، والمشعب، ومحولات التحفيز، وغيرها من عشرات
الوظائف والمهام، فضلا عن قياس عمل ناقل الحركة، والمشع المبرد
(الرادياتور). وهناك 25 مستشعرا لبدن السيارة فقط، والأكثر من ذلك على
الهيكل السفلي (الشاسيه) المصنوع من الألياف الكربونية، ونظام التعليق.
بإيجاز لقد جرت تغطية السيارة كلها بالمستشعرات وأجهزة الرصد تأكيدا لحسن
مراقبة عملها وسلوكها في الظروف المختلفة.
وبالإضافة إلى ذلك غطت أجهزة الكومبيوتر مقصورة السيارة كلها من الداخل
بأسلاكها وشاشاتها وبياناتها التي كان يجري تسجيلها أولا بأول. وبذلت
عناية خاصة بعملية انسياب الهواء داخل المقصورة وخارجها لأغراض التهوية،
وذلك لمعرفة درجة الانسيابية ومقاومة الهواء. كما بذل اهتمام أكثر بجمال
السيارة، وراحة الركاب، ودرجة السلامة والأمان التي توفرها. على كل ذلك
يعلق بوريت بقوله: «كنت محظوظا في منحي الحرية الكاملة لإنفاق ما شئت من
المال لغرض تطوير السيارة وللتأكد من أن كل الأمور صحيحة مائة في المائة.
لقد رصدوا لي ميزانية مالية من دون حدود أو قيود».