لا شك أن الدروس المستقاة من عملية طوفان الأقصى منذ 7 أكتوبر، تشرين الأول عديدة أهمها أن فعل المقاومة بفصائلها المختلفة وليست كتائب القسام التي تمثل الجناح العسكري لحركة حماس وحدها وإنما جميع المقاومة من الفصائل المختلفة والتي تبلغ العشرات، قد أعادت ملف القضية الفلسطينية إلي سطح الطاولة، مما وضع المجتمع الدولي بأسره في حالة إحراج شديد إزاء التعاطي مع القضية الفلسطينية بوصفها قضية مركزية لا تخص الفصائل الفلسطينية في القطاع والضفة الغربية ولا الأمتين العربية والإسلامية وحدهما وإنما تمثل رأيا عالميا لا يبدأ من قاراتي أمريكا اللاتينية وآسيا ولا ينتهي بالقارة الافريقية أو حتى المواقف المناصرة للصراع الفلسطيني الإسرائيلي في أوروبا وأمريكا الشمالية، والشواهد علي ذلك عديدة وأبرزها مواقف وتصريحات الأمين العام للأمم المتحدة حينما قال بكل وضوح إن هجوم السابع من أكتوبر، تشرين الأول لم يأت من فراغ.
إن الثمرة التي جنتها المقاومة الفلسطينية بفعلها الجسور وأضحت حقيقة ثابتة هي أنه لا توجد جهة في العالم تستطيع فرض الوصاية على الشعب الفلسطيني
فعل فصائل المقاومة الفلسطينية
لقد حاولت التدفقات الإعلامية العالمية إثر تفجر الأوضاع في السابع من أكتوبر وبكل أسف بعضها من الوسائل العربية انطلاقا من مواقف وتوجهات أيدولوجية تجاه حركة حماس لتختزل المقاومة والمواجهة بينها وبين قوات الاحتلال متناسية جماع الجهد الفلسطيني من بقية أذرع المقاومة من الفصائل الفلسطينية الأخرى.
إن من الظلم والتجني حصر فعل المقاومة الفلسطينية المسلحة لحركة المقاومة الإسلامية حماس وجناحها العسكري (كتائب القسام) وتناسي الفعل الجماعي لفصائل المقاومة الأخرى والتي تبلغ العشرات، مثلما أنه ليس من الانصاف التعامل مع القضية الفلسطينية المركزية العادلة بتوجهات أيدولوجية وسياسية تجاه الفصائل الفلسطينية خاصة من النظام العربي الرسمي الذي وجد نفسه في حالة إرباك وتردد إزاء فعل المقاومة مما انعكس علي مواقفه وتصريحاته بصورة رمادية، إلا من بعض الدول العربية التي انتظرت طويلا تراقب سير المعارك وتداعياتها وترقب المواقف الإقليمية والدولية من الصراع، ويدرك المتابع أن بعض وسائل الإعلام المحسوبة علي المنطقة العربية حاولت رسم صورة ذهنية عمدت من خلالها على الفصل بين فعل وحراك المقاومة في القطاع والضفة الغربية والقدس واعتباره فعلا منفصلا ولكنها فشلت في ذلك تماما.
لقد بدأ الحديث وبشكل واسع في تصريحات عربية وغربية عن السيناريوهات المختلفة التي تحاول رسم صورة المشهد بعد انقشاع الحرب خاصة بعد تواري المخططات والتوجهات الإسرائيلية تجاه قطاع غزة والتي جاءت علي لسان عدد كبير من المسؤولين الإسرائيليين برغبتهم في تهجير سكان غزة إلي خارج القطاع في إشارة التي توطينهم بجزيرة سيناء المصرية وقد عمد جيش الاحتلال الإسرائيلي إلى رمي المنشورات من الجو لسكان قطاع بالتوجه جنوبا باتجاه خانيونس ورفح بغية اجبارهم على الخروج من القطاع باتجاه رفح المصرية، وهي المواقف التي لاقت رفضا عربيا قويا خاصة من الجانب المصري وجل الدول العربية.
إن الثمرة التي جنتها المقاومة الفلسطينية بفعلها الجسور وأضحت حقيقة ثابتة هي أنه لا توجد جهة في العالم تستطيع فرض الوصاية على الشعب الفلسطيني.
لقد استدركت السلطة الوطنية الفلسطينية خطورة الموقف حينما صرح الرئيس الفلسطيني محمود عباس عقب لقاءه وزير الخارجية الأمريكي، إنه لا يوجد حل عسكري أمني للصراع ولا يمكن القبول بالمخططات الإسرائيلية، عباس أضاف حماس لا تمثل الفلسطينيين ولكنها تمثل قطاعا منهم.
بعض وسائل الإعلام المحسوبة على المنطقة العربية حاولت رسم صورة ذهنية عمدت من خلالها على الفصل بين فعل وحراك المقاومة في القطاع والضفة الغربية والقدس واعتباره فعلا منفصلا ولكنها فشلت في ذلك تماما
مواقف دولية
وزير الخارجية الأمريكي أنطوني بلينكن أدرك هو الآخر أن فكرة التهجير ليست ممكنة، حينما قال: (بالنسبة للموقف الأمريكي لا يمكن قبول تهجير سكان قطاع غزة لا الآن ولا بعد الحرب، إن فكرة احتلال غزة غير واردة ولا يمكن أن تكون هناك سيطرة إسرائيلية لغزة بعد الحرب؛ فقط من الممكن أن تكون هناك فترة انتقالية بترتيبات أمنية وعسكرية تضمن عدم تكرار أحداث السابع من أكتوبر. ومضي قائلا: لا بد من إيجاد مسار للسلام يضمن حل الدولتين اللتين تعيشان بسلام).
وفي إطار تداعيات الصراع برزت كذلك مواقف أمريكية وفرنسية في محاولة برغماتية لقراءة الصراع حينما:
قالت كمالا هريس نائب الرئيس الأمريكي: (يجب على إسرائيل وقف انتهاكات المستوطنين في الضفة الغربية).
وإلى ذات الاتجاه ذهب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي قال: (تحدثت إلي رئيس الوزراء الاسرائيلي وطلبت منه محاسبة المستوطنين المتطرفين) وهي مواقف لا تقدم أو تؤخر لأنها تتجاوز أصل وطبيعة الصراع وهو وجود الاحتلال نفسه).
وتبقى حركة المقاومة الإسلامية حماس شاء من شاء وأبى من أبى عربيا كان أو غربيا تبقى حركة مقاومة وطنية فلسطينية وهي ليست حركة أو جماعية إرهابية كما حاول البعض وصمها، ولم تجد المحاولات الإعلامية العربية والغربية لخلق صورة ذهنية بالترويج لأكاذيب مفضوحة تجاه حركة حماس ومقاومي القسام.
وتبقى القضية الفلسطينية حية تتفاعل تداعياتها على الساحة الدولية، وتفضح المواقف الزئبقية لبعض القوي الدولية والاقليمية، وأيا كانت نتيجة الحرب الحالية فستظل إسرائيل دولة احتلال لا تعير أدنى اهتمام للمؤسسات الدولية ولا بالقانون الدولي الإنساني، ويبقي الضمير العالمي عاجزا عن إيجاد حل للقضية وتبقي وصمة العار على جبين البشرية في أكبر مأساة تشهدها الإنسانية، وتظل الحقيقة أنه لا يمكن فرض المواقف والوصاية على الشعب الفلسطيني.
منقول - بقلم: مأمون عثمان
إن الثمرة التي جنتها المقاومة الفلسطينية بفعلها الجسور وأضحت حقيقة ثابتة هي أنه لا توجد جهة في العالم تستطيع فرض الوصاية على الشعب الفلسطيني
فعل فصائل المقاومة الفلسطينية
لقد حاولت التدفقات الإعلامية العالمية إثر تفجر الأوضاع في السابع من أكتوبر وبكل أسف بعضها من الوسائل العربية انطلاقا من مواقف وتوجهات أيدولوجية تجاه حركة حماس لتختزل المقاومة والمواجهة بينها وبين قوات الاحتلال متناسية جماع الجهد الفلسطيني من بقية أذرع المقاومة من الفصائل الفلسطينية الأخرى.
إن من الظلم والتجني حصر فعل المقاومة الفلسطينية المسلحة لحركة المقاومة الإسلامية حماس وجناحها العسكري (كتائب القسام) وتناسي الفعل الجماعي لفصائل المقاومة الأخرى والتي تبلغ العشرات، مثلما أنه ليس من الانصاف التعامل مع القضية الفلسطينية المركزية العادلة بتوجهات أيدولوجية وسياسية تجاه الفصائل الفلسطينية خاصة من النظام العربي الرسمي الذي وجد نفسه في حالة إرباك وتردد إزاء فعل المقاومة مما انعكس علي مواقفه وتصريحاته بصورة رمادية، إلا من بعض الدول العربية التي انتظرت طويلا تراقب سير المعارك وتداعياتها وترقب المواقف الإقليمية والدولية من الصراع، ويدرك المتابع أن بعض وسائل الإعلام المحسوبة علي المنطقة العربية حاولت رسم صورة ذهنية عمدت من خلالها على الفصل بين فعل وحراك المقاومة في القطاع والضفة الغربية والقدس واعتباره فعلا منفصلا ولكنها فشلت في ذلك تماما.
لقد بدأ الحديث وبشكل واسع في تصريحات عربية وغربية عن السيناريوهات المختلفة التي تحاول رسم صورة المشهد بعد انقشاع الحرب خاصة بعد تواري المخططات والتوجهات الإسرائيلية تجاه قطاع غزة والتي جاءت علي لسان عدد كبير من المسؤولين الإسرائيليين برغبتهم في تهجير سكان غزة إلي خارج القطاع في إشارة التي توطينهم بجزيرة سيناء المصرية وقد عمد جيش الاحتلال الإسرائيلي إلى رمي المنشورات من الجو لسكان قطاع بالتوجه جنوبا باتجاه خانيونس ورفح بغية اجبارهم على الخروج من القطاع باتجاه رفح المصرية، وهي المواقف التي لاقت رفضا عربيا قويا خاصة من الجانب المصري وجل الدول العربية.
إن الثمرة التي جنتها المقاومة الفلسطينية بفعلها الجسور وأضحت حقيقة ثابتة هي أنه لا توجد جهة في العالم تستطيع فرض الوصاية على الشعب الفلسطيني.
لقد استدركت السلطة الوطنية الفلسطينية خطورة الموقف حينما صرح الرئيس الفلسطيني محمود عباس عقب لقاءه وزير الخارجية الأمريكي، إنه لا يوجد حل عسكري أمني للصراع ولا يمكن القبول بالمخططات الإسرائيلية، عباس أضاف حماس لا تمثل الفلسطينيين ولكنها تمثل قطاعا منهم.
بعض وسائل الإعلام المحسوبة على المنطقة العربية حاولت رسم صورة ذهنية عمدت من خلالها على الفصل بين فعل وحراك المقاومة في القطاع والضفة الغربية والقدس واعتباره فعلا منفصلا ولكنها فشلت في ذلك تماما
مواقف دولية
وزير الخارجية الأمريكي أنطوني بلينكن أدرك هو الآخر أن فكرة التهجير ليست ممكنة، حينما قال: (بالنسبة للموقف الأمريكي لا يمكن قبول تهجير سكان قطاع غزة لا الآن ولا بعد الحرب، إن فكرة احتلال غزة غير واردة ولا يمكن أن تكون هناك سيطرة إسرائيلية لغزة بعد الحرب؛ فقط من الممكن أن تكون هناك فترة انتقالية بترتيبات أمنية وعسكرية تضمن عدم تكرار أحداث السابع من أكتوبر. ومضي قائلا: لا بد من إيجاد مسار للسلام يضمن حل الدولتين اللتين تعيشان بسلام).
وفي إطار تداعيات الصراع برزت كذلك مواقف أمريكية وفرنسية في محاولة برغماتية لقراءة الصراع حينما:
قالت كمالا هريس نائب الرئيس الأمريكي: (يجب على إسرائيل وقف انتهاكات المستوطنين في الضفة الغربية).
وإلى ذات الاتجاه ذهب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي قال: (تحدثت إلي رئيس الوزراء الاسرائيلي وطلبت منه محاسبة المستوطنين المتطرفين) وهي مواقف لا تقدم أو تؤخر لأنها تتجاوز أصل وطبيعة الصراع وهو وجود الاحتلال نفسه).
وتبقى حركة المقاومة الإسلامية حماس شاء من شاء وأبى من أبى عربيا كان أو غربيا تبقى حركة مقاومة وطنية فلسطينية وهي ليست حركة أو جماعية إرهابية كما حاول البعض وصمها، ولم تجد المحاولات الإعلامية العربية والغربية لخلق صورة ذهنية بالترويج لأكاذيب مفضوحة تجاه حركة حماس ومقاومي القسام.
وتبقى القضية الفلسطينية حية تتفاعل تداعياتها على الساحة الدولية، وتفضح المواقف الزئبقية لبعض القوي الدولية والاقليمية، وأيا كانت نتيجة الحرب الحالية فستظل إسرائيل دولة احتلال لا تعير أدنى اهتمام للمؤسسات الدولية ولا بالقانون الدولي الإنساني، ويبقي الضمير العالمي عاجزا عن إيجاد حل للقضية وتبقي وصمة العار على جبين البشرية في أكبر مأساة تشهدها الإنسانية، وتظل الحقيقة أنه لا يمكن فرض المواقف والوصاية على الشعب الفلسطيني.
منقول - بقلم: مأمون عثمان