الفصل 3 بعنوان: قُلْ لي هدفك
-------
-------
في مساحة بيضاء، لا يوجد بها شئ سوى البياض الذي لا ينتهي، وعند النظر على طول الطريق، لن تستطيع عيناك لمح نهاية لهذا الإمتداد الأبيض الشاسع، في داخل هذه المساحة يقف رجل عجوز امام فتاة ذات شعر أخضر ملقاة على الأرض، يبدو هذا الرجل العجوز حكيمًا للغاية، حيث عند النظر له، قد تشعر بأنك تعرفه منذ زمن بعيد، هناك بعض التجاعيد القليلة على وجهه، ومع شعر ابيض طويل، كان يرتدي رداء باللون الرمادي، مكتوب على ظهره باللون الأبيض كلمات باللغة الصينية، له هالة جميلة تحوم حوله، لكن في نفس الوقت، تنبعث بين هذه الهالة اللطيفة، هالة مرعبة، تقشعر لها الأبدان، وتهتز لها القلوب، شعور لا يمكن تفسيره، يجب تجربته كي تفهمه
"هممم، لم اتوقع يومًا أن يُقلِق شخص راحة مُعلمي، حيث العالم أجمعه يعرف أن إرادتي الروحية تحمي قبر مُعلمي، وأيضا كيف أتت هذه الفتاة إلى القارة المدمرة، هل إستطاع البشر تعمِير آسيا من جديد؟، يحب عليَّ معرفة هدف هذه الفتاة من القدوم هُنا، وإذا كانت ذو نية شريرة، سأعذب روحها إلى الأبد، ولن اجعلها تتذوق الراحة، ولو لمجرد ثانية واحدة!!!"
انطلقت نية قتل شديدة البأس، زلزلت المساحة البيضاء بالكامل، لكن العجوز سحب هالته المرعبة بسرعة كي لا يسحق الفتاة الملقاة على الأرض عن طريق الخطأ
بدأت سيري تشعر بأنها تغرق في مساحة من الظلام، حيث كانت فاقدة للوعي، وغير مدركة ما يحدث بالقرب منها، ثم بدأت سيري الملقاة على الأرض تتحرك، حيث أنها بدأت في الصحو
'أخخ، رأسي تؤلمني بشدة، أشعر بصداع يكاد يقسم رأسي نصفين!.... هاااه، ما هذه المساحة البيضاء، ومن هذا العجوز الذي يقف امامي؟.... اين أنا؟'
حينما رأي عيونها فتحت، قال الرجل العجوز ببرود، وأطلق لمحة بسيطة من هالته المرعبة:
"أيها المتطفل، ألم تقرأ بأن منقذ الجنس البشري يرقد هنا؟، ألم ترى تحذيري؟، يجب أن أكشف ما في قلبك حتى تجرؤ للإزعاج راحة مُعلمِي!!"
شعرت سيري بالرهبة من العجوز الواقف امامها، بسبب هالة غير مرئية تحوم من حوله، جعلتها تشعر بعدم الإرتياح
ألقت عيناها نظرات متسائلة نحو العجوز، حيث انها في حالة لم يدرك عقلها ما يحدث بسبب تأثير الصحو:
"متطفل؟، هل تقصدني أيها العجوز"
"وهل يوجد شخص غيرك هنا أيها المتطفل؟"
نظرت سيري حولها، حيث بدأ الصداع في الإنقشاع من رأسها، ولم تجد سوى مساحة بيضاء ممتدة على مرمى البصر، وكأن لا نهاية لها، اخذت نظرة حولها في كل مكان، ثم فجأة صرخت
"أيها العجوز!!، اين انا، وأين ناتالي وميكو؟"
تعجب العجوز مما قالته الفتاة امامه، وذلك بسبب تلك الأسماء العجيبة التي قالتها....
فكر العجوز:
'ناتالي؟ ميكو؟ هل المستعمرين اشخاص اجانب، وليسوا سكان آسيا الأصليين؟'
قال العجوز وهو ينظر للفتاة امامه ببرود:
"انتي بداخل الإرادة الروحية لهذا العجوز، ولا يوجد غيرك هنا، وها انا ذا، اسألك أيها المتطفل، لماذا تريد إقلاق راحة معلمي؟"
بدأت الهالة المرعبة بالتسرب منه بسبب غضبه الشديد، مما أدى لتزلزل خفيف في المساحة البيضاء
نزلت الهالة المرعبة على جسد سيري الروحي مثل صاعقة البرق، هبطت على ركبتيها من شدة الضغط، بدأت تشعر كأن هناك أطنان من الثقل فوق ظهرها، وبدأت تشعر أنها لا تستطيع التحمل على الإطلاق، لاحظ العجوز هذا فخفف الضغط قليلًا
فكر العجوز
'يجب علي الحذر عند التعامل معها كي لا اسحقها عن طريق الخطأ'
شعرت سيري بإنخفاض الضغط من على كتفيها وظهرها ونظرت للعجوز بعيون مرعوبة، تحمل بداخلها الكثير من الخوف، بدأت سيري بالتفكير
'ماذا يعني بإرادته الروحية..... وكيف يطلق مثل هذه القوة الخارقة...... هل انا احلم؟... نحن لسنا في رواية حتى يكون هناك قوة خارقة... وأيضا كيف لرجل أن يكون له سلطة أعلى من النساء؟'
نظر العجوز بنظرة إستحقار نحو المتطفل وقال ببرود:
"هل ستتحدث أيها المتطفل؟، أم اسحق روحك واجعلها بدون فائدة؟!"
سيري فكرت بسرعة:
'اللعنة!! يبدو أن لديه القدرة على تدميري لكنه يكبحها، انا خائفة للغاية، هذه المرة الأولى التي أشعر بهذا من ذكر، أليس الذكور دائمًا اضعف من النساء، ويعتمدون علينا؟'
تكلمت سيري، حيث بدأ الضغط يزداد مجددًا لكن بوتيرة سريعة، ولو تواصل هذه الوضع، سيتبخر جسدها بالكامل تحت هذا الضغط المهيب:
"أيها العجوز، انتظر!"
"ماذا؟ هل ستبدأ في التحدث؟"
"اجل اجل!، يرجى خفض الضغط قليلًا رجاءًا"
بدأ الرجل العجوز بتثبيط نية قتله حتى وصلت للخمول، ولم يكن لها أي اثر، شعرت سيري كأن جبالًا بوزن الأطنان رُفعت عن جسدها اخيرًا
بدت سيري في حالة مزرية تمامًا
"شـ-شكرًا لك، سيدي هل يمكنني معرفة اسمك حتى أتمكن من مناداتك؟"
نظر لها العجوز بضع لحظات ثم ظهر بعدها، طاولة بُنية اللون مستديرة، ومعها كّرسيان من الخشب، بنفس لون الطاولة.
ذُهِلت سيري من المنظر الذي حدث امامها
'هذا الرجل العجوز اقوى مما توقعت، إن له القدرة على الإنشاء، هذا يتخطى مفهوم الواقع حتى"
تحرك العجوز نحو الطاولة، وجلس على كرسي وقال لها:
"لماذا ما زلت هناك أيها المتطفل، تعال اجلس أمامي كي تحكي لي من انت"
عادت سيري مرة أخرى إلى الواقع، ثم انطلقت متحركة نحو الطاولة، وسحبت الكرسي لتجلس عليه
بمجرد جلوس سيري على الكرسي قال العجوز:
" ادعى 'شاو هونغ'، ومعلمي يكون 'أليكس برنارد' المشهور بـ'ألكس سفن دي ريو' "
" انا سيري، المجند رقم 3454 في فريق الإستكشاف 'بالإتحاد النسائي' "
تغير تعبير شاو هونغ من الوضع الطبيعي إلى التساؤل
" الإتحاد النسائي؟ ما هذه المنظمة الغريبة، هذه هي مرتي الأولى بالسماع عنهم "
تعجبت سيري، ونظرت إلى شاو هونغ بتعبيرات غريبة
"كيف هذا؟، فعلى حد علمي، فإن الإتحاد النسائي يتجاوز عمرة الثلاثة آلاف عام، واكثر من 700 جيل"
فكر شاو هونغ:
'ثلاثة آلاف عام، اذًا التغيير الذي أحدثه معلمي استمر كل هذه السنوات، لكن هذه تضحية كانت واجبة، وإلا لتم تدمير العالم، وانقرضت البشرية، هيييه، يبدو أن النساء نسوا تضحية الرجال، كم هذا دنئ ومقرف'
نظر شاو هونغ نحو سيري، ثم تكلم ببرود
"إذا ما سبب قدومك هنا أيها المتطفل؟، ولا تحاول الكذب، فأنا استطيع معرفة إ ذا كنت تكذب أم لا!!"
شعرت سيري بالبرودة في كلمات شاو هونغ، لذلك قررت أن تحكي له كل شئ.....
4th espada