بسم اللّٰه الرحمٰن الرحيم، والصلاة والسلام على أشرف الخلق و المرسلين سيدنا محمد عليه افضل الصلاة و أتم التسليم. "اللهم يسرنا لليسرى و جنبنا العسرى و اغفر لنا في الآخرة و الأولى" السلام عليكم، انا هنا اليوم بسبب حرب الجروبات وهذا أول موضوع لهذا العام قررت شرح القافية و الرُّويّ لأسباب كثيرة و أهمها أنّني احب اللغة، لذا لنبدأ بسم اللّٰه وعلى بركة اللّٰه : عَلى قَدرِ أَهلِ العَزمِ تَأتي العَزائِمُ وَتَأتي عَلى قَدرِ الكِرامِ المَكارِمُ وَتَعظُمُ في عَينِ الصَغيرِ صِغارُها وَتَصغُرُ في عَينِ العَظيمِ العَظائِمُ يُكَلِّفُ سَيفُ الدَولَةِ الجَيشَ هَمَّهُ وَقَد عَجَزَت عَنهُ الجُيوشُ الخَضارِمُ وَيَطلِبُ عِندَ الناسِ ما عِندَ نَفسِهِ وَذَلِكَ مالا تَدَّعيهِ الضَراغِمُ (المتنبي) لقد إشتركت الأبيات السابقة بصوت ( نغم) واحد وهو كارِمُ _ ظائِمُ _ ضارِمُ _ راغِمُ و ذلك ما يعرف القافية، فالقافية بالشّعر هي مجموعة من الحروف و أهمها حرف الرُّويّ. وقد عرفها الخليل بن أحمد الفراهيدي بما يأتي: من آخر حرفٍ في البيت إلى أول ساكن يسبقه، مع المتحرك الّذي قبل الساكن. *المتحرك الّذي قبل الساكن <----- أول ساكن <------ آخر حرف في البيت * لنطبق  قال امرؤ القيس في مطلع معلقته : قِفَا نَبْكِ مِنْ ذِكْرَى حَبِيْبٍ وَمَنْزِلِ بِسِقْطِ اللِّوَى بَيْنَ الدَّخُولِ فَحَوْمَلِ # نأتي بالكلمة الأخيرة في البيت ونطبق عليها ما تعلمناه ( فَحَوْمَلِ ) _آخر حرف في البيت : لِ _أول ساكن : وْ _المتحرك الّذي قبل الساكن : حَ ¶ إذن القافية في هذا البيت هي حَوْمَلِ **تتنوع القافية حسب تعريف الخليل إلى : ١- جزء من كلمة كما مرَّ بك في الأبيات السابقة ٢- كلمة كالتالي قال أبو فراس الحمداني: أَراكَ عَصِيَّ الدَمعِ شيمَتُكَ الصَبرُ أَما لِلهَوى نَهيٌ عَلَيكَ وَلا أَمرُ القافية أَمرُ ٣- وقد يكون بكلمتين كما في قول أبي فراس : رَمَتني كُلُّ حادِثَةٍ فَأَخطَتني وَلَم تُصِبِ القافية هنا لَم تُصِبِ # ملحوظة بعد أن انهي شرح الموضوعين سوف أضع بعض التدريبات لتوضيح الفكرة أكثر. أفكر  بترك واجب بسيط لكم لتستذكروا فيه أيام المدرسة   الرُّويّقال علي الجارم : وَالْيَعْرُبِيَّةُ أَنْدى مَا بَعَثْتَ بِهِ . شَجْواً مِنَ الْحُزنِ أَوْ شَدْواً منَ الطَّرَب رُوحٌ مِنَ اللّهِ أَحْيَتْ كُلَّ نَازِعَةٍ . مِنَ البَيَانِ وَآتَتْ كُلَّ مُطَّلَبِ و قال المتنبي : كم تَطْلُبُونَ لَنَا عَيْباً فيُعجِزُكمْ وَيَكْرَهُ الله ما تَأتُونَ وَالكَرَمُ ما أبعدَ العَيبَ والنّقصانَ منْ شرَفي أنَا الثّرَيّا وَذانِ الشّيبُ وَالهَرَمُ لَيْتَ الغَمَامَ الذي عندي صَواعِقُهُ يُزيلُهُنّ إلى مَنْ عِنْدَهُ الدِّيَمُ أعتقد أنكم قد لا حظتم حرفاً تكرر في آخر الأبيات السابقة. فبيتا عليًّ إنتهيا بحرف الباء ؛ لذا تسمى القصيدة بائية ، وأبيات المتنبي أنتهت بحرف الميم ؛ لذلك تسمى القصيدة ميمية وهذا ما يسمى بالرُّويّ. فالرُّويّ : هو الحرف الّذي تنتهي به القصيدة، وتسمى به، ويتكرر في نهاية أبياتها. فقد يقال صادية أو عينية أو حائية.... وهكذا #انتبه_لا بد أن يكون حرف الرُّويّ حرفاً صحيحاً_أن لا يكون أحد حروف المد الساكنة ( الألف - الياء - الواو) _لا يجوز ان يكون حرف الرُّويّ هاءً ، إلا إذا سبقت بساكن سواء كانت زائدة أم أصلية. _لا تعد الحروف الناتجة من إشباع الحركة رويّاً بعض الأمثلة للتوضيح :_ قال أبو العتاهية : الجودُ لا يَنفَكُّ حامِدُهُ وَالبُخلُ لا يَنفَكُّ لائِمُهُ (الهاء) هنا ليست رويّ، و الرُّويّ حرف (الميم) _وقال هنا : أَفضَلُ المَعروفِ ما لَم. تُبتَذَل فيهِ الوُجوهُ (الهاء) هنا رؤيّاً؛ لأنها من (أصل) الكلمة و ما قبلها (ساكن) _ وهنا : كُلُّ مَن لَم يَحتَجِ النا. سُ إِلَيهِ صَغَّروهُ (الهاء) هنا رويّ أيضا؛ لأنها (زائدة) و ما قبلها ( ساكن) تدريبات |
حتى لا تفسد عليكِ الكتابة
