الأيام تتراكم فوق بعضها كالأحجار لتصنع بيتنا.. أقصد حياتنا.. تلك التي كلما مرّت علي ابتسمت و ضحكت في الوقت الذي كنت فيه أبكي ..استوقفتها…مسكتها من طرف عباءتها السّوداء.. أتوسّلها العودة إلى الدّيار .... كما لو أنها كانت طفلي و كنت أنا أمها.. لربما كانت مثلي امرأة و أنا لم أكن سوى وجهها.. لا شيء يحتوي ضعفها سوى يد قوية تشبه الإعصار .. تشبه الأقدار.. لا تنحني، تعبر جسور الوجع و هي على يقين بأنها ستصل حتما إلى ما تريد.. لقد ترجيّتها أن تبتسم ثانية.. و تمسح دموع القهر التي شكّلت ملامح وجهي لكنّها غادرت لامباليةً…تاركة لي مؤامرة حزنها، ووقتها الذي لا يشبه زمني.. ليلها الهارب من حضن السّماء و شمسها التي لا تشرق سوى بنيّة الغياب.. ألهذا الحدّ كانت قوية؟.. أم أنني أنا التي كنت مضاربة سيئة في بورصتها فخسرت كل أسهمي..ثم عدت خائبةً بقلب يملك كل شيءٍ إلا المشاعر….