The Best
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

The Bestدخول
●● إعلانـات ●●
إعلانك هنا إعلانك هنا إعلانك هنا
إعـلانـات المنتـدى

إحصائيات المنتدى
أفضل الاعضاء هذا الشهر
آخر المشاركات
أفضل الاعضاء هذا الشهر
361 المساهمات
268 المساهمات
190 المساهمات
102 المساهمات
86 المساهمات
78 المساهمات
64 المساهمات
51 المساهمات
25 المساهمات
24 المساهمات
آخر المشاركات




×
النص



لون شفاف

الألوان الافتراضية
×
الخلفية



لون شفاف

الألوان الافتراضية
×
النص



لون شفاف

الألوان الافتراضية
×
الخلفية



لون شفاف

الألوان الافتراضية

descriptionرواية عيون لا ترحم [27] لم يعد للانتقام معنى. Emptyرواية عيون لا ترحم [27] لم يعد للانتقام معنى.

more_horiz
رواية عيون لا ترحم [27] لم يعد للانتقام معنى. PuLWtUT





طقم للعيد تسليكي صنعته على عجل ^^ أخبروني رأيكم في الطقم وفي الفصل أيضًا
هكذا وضعتُ 3 فصول لأعوضكم عن غيابي كل هذه الفترة رواية عيون لا ترحم [27] لم يعد للانتقام معنى. 2885715898

بانتظار آرائكم الجميلة في الأحداث.
أرائكم مهمة جدا لي كي أستطيع إكمال الكتابة رواية عيون لا ترحم [27] لم يعد للانتقام معنى. 3746313665



رواية عيون لا ترحم [27] لم يعد للانتقام معنى.




-1-
[ياسر]
منذ العصر وأنا أشعر بإرهاق وصداع شديد بسبب جروح ظهري والآلام المتعددة التي أشعر بها في جسدي،
لم ترحمني قمر بأسئلتها ونظراتها المتهمة ولكنني تفهمتُ موقفها، حاولتُ إرضاءها في النهاية
لإعطائها ضمانًا تهدأ به نفسها لكنني لم أتوقع أن روح التحدي بها قد تصل إلى حد محاولة قتلي!
آه يا هيثم.. أي تعليم قد علمتها؟

لأصدق القول عندما وضعتْ السكين على رقبتي لم أكن خائفًا، كنت أسلّم نفسي لها بالكلّية،
إن أرادت فعل ذلك_وأنا واثق أنها لن تفعل لأسباب خاصة_ فلن أعترض.
كنت أريد أن أثبت لها بالدليل أنني فعلًا نادم على قتلي لوالدها، لن تصدق هذا إذا رأت مني مقاومة!
لكن جوهرة دخلت علينا في المنتصف، ركضت جوهرة باتجاهنا، سقط الخنجر من يد قمر على الأرض،
وعندما حاولت التقاطه بتوتر فوجئت بجوهرة تمسك يدها بغضب شيطاني صارخة: لقد سألتُك ماذا تفعلين؟!

تبيتين خارج البيت ليلة البارحة واليوم تحاولين قتل عمّك؟ أي مجرمة سفّاحة أنت؟!
أتظنين أنني سأسكت لك بعد كل هذا؟ لن أكتفي بعد ذلك بحبسك في غرفة أماني
وإنما ستحرمين من جميع أنواع الترفيه حتى!

أمسكت يد جوهرة بسرعة وحاولت التدخل بعد أن قمتُ واقفًا من كرسييّ،
على الرغم من الدوار الذي كنت أشعر به إلا أنني قلتُ بحزم لجوهرة:
أنت لا تفهمين شيئًا يا جوهرة، اتركي قمر ودعينا لوحدنا قليلًا..
لكن جوهرة من أثر الغضب هتفت: ما الذي لا أفهمه؟
لقد رأيتُ هذا بأم عيني قبل قليل!

ثم دفعت يدي بقوة مما جعلني أترنح في وقفتي
وعندما استندتُ إلى الكرسي الدوّار الذي كان خلفي دار إلى الخلف وسقطتُ أرضًا على ظهري،
سمعتُ وأنا أسقط صوت قمر وهي تقول بدورها بحدّة:
ابتعدي عني، لا شأن لك بي!

الألم المفاجئ في ظهري جعلني أتأوه بطريقة مكتومة، ثم من شدة الألم لم أستطع حتى النطق..
وظهر على وجهي مقدار ما أعانيه، حتى أن وجهي اصفرّ فجأة وبدأت عيناي تُغلقان،
عندما رأت جوهرة ذلك فزعت وتركت قمر مُسرعة إلي..

خرجتْ قمر حينها بسرعة ولم أستطع رؤية وجهها،
كم كنت أتمنى أن أرى الانفعالات التي تمر بها الآن..
ولا شك أن جوهرة أفسدت الجوّ تمامًا!

-2-
[باسل]

كنت أقف في الصالة منشغلًا ببرنامج على التلفاز عندما قررت أمي الدخول إلى مكتب أبي،
وفوجئت بصراخها في الداخل وهي تقول لقمر "أتحاولين قتله؟"..
صُعقت حينها، كم تمنيتُ أن أدخل لأرى نفس المنظر الذي رأتْه أمي،
لكني عندما اقتربتُ وجدت أمي تمسك يد قمر بعنف
وهي تهددها بزيادة العقوبة وأنها مجرمة، في حين كان أبي يهدئ أمي ويخبرها ألا تتدخل..

أنا أثق بأبي كثيرًا، لذا أيقنتُ أن في الأمر شيئًا ما وأن أمي أساءت الفهم!
لكن أمي غيبت عقلها من شدة الغضب، مما جعلها تدفع أبي جانبًا ليسقط على ظهره
ثم انتبهت إلى ما فعلته فانشغلت بأبي، رأيت قمر تستغل ذلك وتخرج مسرعة من مكتبه بخطوات خفيفة،
كنت أقف على مقربة من الباب واستطعت لمح وجه قمر..
كانت ملامحها غريبة جدا هذه المرة، ملامح صدمة مع يأس،
مع ضيق يكتسح عينيها، وكانت عيناها تنذر بهطول الدموع.
لم تلق بالًا لي عندما ناديتها: قمر.. ما الأمر؟ ماذا حدث؟

واستمرت في طريقها إلى بوابة المنزل، قلقتُ عليها جدا،
ماذا ستفعل؟ هل ستخرج من المنزل!؟

تبعتُها بخوف لأجدها تفتح البوابة بقوة وكأنها تخرج مشاعرها في ذلك،
ثم تتجه بخطوات سريعة إلى الحديقة، فاطمئننتُ قليلًا..
إنها لن تحاول الهرب من منزلنا إذن.

وقفتُ في مكاني أراقب خطواتها التي تتباطئ، حتى وقفت بجانب جدار المنزل،
وانهارت جاثية أمامه.. راقبتُ بقلق، يبدو أن مشكلة ما حدثت.
لأول مرة أرى قمر هكذا! أخاف أن أقترب منها الآن، لذا سأتركها بضع دقائق حتى تهدأ!
لكنها لم تهدأ، بل ظلت تبكي، وصوت بكائها يرتفع تدريجيا بشدة،
يبدو أنها مصدومة جدا ومنهارة بالفعل!

-3-
[قمر]

الدنيا أظلمت في عيني، ولدي رغبة قوية بالاختفاء من هذا العالم!
انتقامي من عمّي فقد معناه الآن، وهيثم كان شخصًا مخادعًا، وسامي كذلك!!
أي أنني فقدت الهدف الذي كنت أستيقظ كل يوم لأجله!!
ماذا يمكنني فعله الآن غير الانهيار والبكاء؟

يارب، خذني إلى حيث أبي، لقد اشتقتُ إليه كثيرًا..
الجميع هنا مخطئون، كلهم يخدعونني، كلهم يستغلون كوني طفلة لا أعلم عنهم شيئًا.
انتبهتُ إلى أن صوت شهقاتي عالٍ قليلًا وأنا أبكي،
حاولت تهدئة نفسي بأخذ نفس عميق ومسحت الدموع التي أغرقت وجهي..

كل الأماكن التي أنا منتمية إليها قد تدمرت بالنسبة لي، المدرسة، المنظمة، وحتى البيت!
حتى غرفتي لا يُسمح لي بالدخول إليها..
والآن بعد أن رأتني امرأة عمي أحاول قتله
لا ريب أنها ستعاقبني بعقاب أشد من مجرد حبسي في غرفة أماني!
ما المانع الآن من الموت؟ ما المانع من الهرب من المنزل؟ كل شيء أمامي ضبابي..
لا يوجد أي شخص ألجأ إليه الآن، حتى سامي الذي كنت أثق فيه أكثر من عمّي..
أصبح محل شك الآن حيث أنه يعمل مع هيثم!!

وعلى الرغم من محاولتي لتهدئة نفسي قبل قليل إلا أن بكائي ازداد بشدة،
ولم أستطع منع نفسي من النحيب بألم وحرقة..

"قمر.. اهدئي"

التفتُّ إلى الخلف بوجهي المنتفخ من شدة البكاء لأجد باسل،
كان وجهه ممتقعًا لرؤيتي بهذا المنظر، لكنني لم أهتم، لم يعد أي شيء يهمني الآن..
نظرتُ إلى الأمام وأكملتُ بكائي بحسرة، ما الفارق الآن بين الموت والحياة؟
تأملت السماء البرتقالية التي كانت تتأهب للظلام بعد الغروب،
قلبي أيضًا كان يتأهب لغروبه للأبد!

وضع باسل يده على كتفي بشفقة:
قمر، أرجوكِ اهدئي.. ما المشكلة؟ احكي لي، لنحاول حلّها معًا.
ابتسمتُ بألم وسط دموعي، لن تستطيع يا باسل، لا يمكنك حل مشكلة معقدة كهذه،
التفتًّ إليه وسألتُه بغصة: هل يمكنك حلّ.. مشكلتي؟
أشرق وجهه عندما أبديتُ تجاوبًا معه، وقال على الفور:
نعم بالتأكيد، فلكل مشكلة حل!

قلتُ بابتسامة باهتة: إذن.. أريد لأبي أن يعود للحياة، هل يمكنك إعادته؟
بُهت وجه باسل، ونظر بصدمة لي، فقلتُ بألم حاد: هذا حل مشكلتي، هل يمكنك حلّها؟
شعر باسل بالإحباط لأسلوبي المتمثل في تعجيزه بهذه الطريقة،
وتمتم بيأس: بالطبع لا يمكنني إعادة عمّي آسر، ولكن ليس هذا حلّ مشكلتك يا قمر..
سألتُه بحدّة غاضبة: وما حلّها إذن؟

سكت بضع ثوان ثم قال بتردد ممزوج بالتشجيع:
أن تمضي قدُما في حياتك، وتنسي ما حدث، ركزي على مستقبلك يا قمر..
ابتسمتُ بسخرية أليمة، مستقبلي؟ أين هو ذاك المستقبل؟!!

وروادتني الأفكار السوداوية مجددًّا بالتحسر على حالي في كل منصّات حياتي الحالية،
ليس لدي القدرة على مواجهة كل ذلك، أنا أضعف من هذا حقَّا..
اليوم كنتُ أحاول قتل عمّي.. هل إذا كنتُ قد قتلته كان شعوري سيتحسن فعلًا أم لا؟
لا أدري.. ولكن الشيء الواثقة منه الآن أنني فقدت رغبتي في قتله،
للأسف حتى إن قتلتُه لن أشعر بانتصار!

لذا حتى تحقيق انتقامي لم يعد ممكنا، ما الفائدة من وجودي إذن الآن؟!!

أكملتُ بكائي بوهن، كنت متعبة حدّ الموت،
فأنا لم أستطع تناول غدائي اليوم لشدة ترقبي لما سيقوله عمّي لي،
فالإرهاق مستحوذ على جسدي مع إعياء رهيب، ورغم أنني تناولت مسكنًا في الظهر وزال صداعي بالفعل
إلا أنه عاد لي الآن بشكل أقوى مما كان عليه!

باسل شدّ بيده على كتفي لمواساتي لكنني لم أنتبه، أو لم أرغب في إعطائه أي انتباه،
فألمي الجسدي والنفسي وشعوري بالإنهاك البالغ منعاني من إعطائه ردة فعل مناسبة!
تسارعت نبضات الصداع في رأسي حتى شعرتُ أنه على وشك الانفجار من البكاء،
فتوقفت عن البكاء وأمسكتُ رأسي ببطء، حاولت فتح عيني لكن الدنيا دارت بي،
وشعرتُ بنفسي أستند إلى العشب ساجدة وأدفن جبيني فيه من قوة الوجع،
مع نداءات باسل المستمرة وهزّه لكتفي بفزع،
شعرتُ بنفسي ينقطع وبأنني أغرق في ظلام مريح كظلام السماء الرائع!

-4-
[باسل]

بمجرد رؤية قمر تفعل ذلك وقع قلبي أرضًا، خاصة أنني هززتها مرارًا فلم تستجب،
حاولتُ أن أرفع وجهها فوجدتها تستلقي على جانبها على العشب بجسد خامد،
ووجهها المنتفخ المحمرّ من أثر البكاء شاحب حدّ الموت، فزعتُ عليها كثيرًا،
حملتها بسرعة على ظهري وهي تأنّ بصوت منخفض، كانت تبدو منهكة جدًّا،
اتجهتُ إلى الباب الخلفي للمنزل حيث يقع جناح صفية مرتبطًا بالمطبخ،
دخلتُ على صفية وهي جالسة على طاولة الطعام تشاهد هاتفها المحمول
وعندما رأتني أحمل قمر على ظهري وأركض لاهثًا وأنا أهتف بتوسل:
صفية.. أرجوك ساعديها!

تصرفت صفية بسرعة بديهة وأنا أعطيها ظهري لتحمل قمر سريعًا وتُجلسها على أريكة قريبة،
قالتْ لي بحزم: اسندها حتى آتي لها بعصير.
غابت في المطبخ قليلًا وأتت بعصير معلبّ،
وضعتْ فيه ماصّة أدخلتْها إلى فم قمر ببطء وقالتْ بقوة تهز قمر: هيا اشربي..
أنّت قمر أنّات ضعيفة متهالكة، كان يبدو أنها لا تعي ما نقول،
وكل ما تشعر به هو الألم، ضغطت صفية على العلبة ليدخل العصير عنوة إلى فمها، ب
دأت قمر تصدم بالعصير حتى أنها لم تستطع بلعه، وخرج من فمها ليغرق قميصها،
وارتعشتْ لبرودة ملمسه، لكن صفية استمرت بالضغط على العلبة بحسم وهي تردد:
ابلعي.. لا تخرجيه من فمك!

استسلمت قمر للأمر الواقع وظلّت تبلع ببطء وعلى وجهها علامات الضيق،
حتى أغلقت فمها بهمهمة ضعيفة: يكفي..

قالت صفية: هل أنت واعية الآن؟
أومأت برأسها دون أن تفتح عينيها، فتنهدت صفية وأبعدت العصير المعلب عن فمها ووضعته على الطاولة،
ثم قالت برفق: يمكنك الاستلقاء على السرير للراحة..
نظرتْ إلي قائلة: هل يمكنك مساعدتها يا باسل؟ انقلها إلى سرير غرفتي..
قلتُ بسرعة: نـ..نعم يمكنني ذلك..
أمسكتُ ذراع قمر وأنا أقول بتوتر: قمر.. هل يمكنك المشي؟
وقفت قمر على قدميها واستندتْ إلي، ومشينا بضع خطوات إلى غرفة صفيّة
حتى وقفنا أمام سريرها ففتحت قمر نصف عين، وارتمتْ على السرير فجأة،
قلتُ بخوف: ما بك؟ أنت بخير؟
قالت تأنّ: آه.. غطّني

كانت قدماها متدليتان من السرير فرفعتهما عليه حتى عدّلت رأسها على الوسادة
ثم فرشتُ عليها غطاءً خفيفًا، تأملتُ وجهها المصفر المنهك،
كان يبدو أنها قد غرقت في النوم المفاجئ، إنها متعبة جدًّا اليوم.. يا لها من مسكينة!
ناديتها بهمس: قمر، ألا تريدين أن تأكلي شيئًا؟
لم ترد، ولم تتغير ملامح وجهها، لم تسمعني إذن.. إنها بالفعل نائمة!
وبحركة بطيئة مددتُ يدي أمسح على شعرها بعطف،
ولم تشعر بي، كنتُ مأخوذًا بها، قمر أمامي الآن متعبة وهي تحتاجني وتتقبل مساعدتي!
ابتسمتُ بحب.

كنتُ أنوي لمس خدّها أيضًا لولا صفية التي ظهرت من خلفي هامسة بعطف:
أنت فتى حنون يا باسل!
احمرّ وجهي على الفور بخجل وأبعدتُ يدي عن شعرها، فضحكتْ صفية قائلة:
لا تقلق، لن أخبر أحدًا.
المهمّ الآن أن نتركها تنام قليلًا في الظلام حتى ترتاح، يبدو أنها كانت تعاني من صداع شديد..
أومأت برأسي إيجابًا وقلتُ باضطراب: نعم.. لنتركها ترتاح!
وخرجتُ من الغرفة والمطبخ، ووقفت وحدي في الحديقة،
أتأمل يدي المرتعشة، بابتسامة حارّة!

-5-
[قمر]

كنت أرى السواد، وفجأة ظهر أبي يمد يده حانيًا على رأسي،
بعد قليل ظهر عمّي وهو يطعنه في ظهره، صرختُ،
لكنني لم أستطع إيقاف الحلم.. كنتُ أعلم أنه حلم سخيف،
لكنني كنت مرهقة لدرجة أنني صدقته، لكن كل الآلام التي شعرتُ بها في بقية الأحلام كانت حقيقة،
الألم حقيقيّ، لكن الحلم مجرد كابوس مزعج.

بعد فترة فوجئت بخيال طفيف هادئ يظهر أمامي، جسد امرأة،
ويبدو جسدًا حانيًا، اقترب هذا الجسد مني واحتضني بحنان، كنت أشعر بإحساس جميل،
لكنني كنتُ أعلم أن هذا حلم أيضًا، لا أريد الاستيقاظ. يا ترى أهذا الحضن يشبه حضن أمّي؟

ابتسمتُ بدفء، كانت أنفاسها تطمئنني، أنفاس شخص حقيقي،
أنفاس صدر رحيم تتردد في وجهي، رائحتها عطرة جميلة،
شعرتُ باطمئنان غريب يكتنفني ووددتُ لو أبقى في هذا الحلم للأبد!

إحساس الحضن بدا لو كان حقيقيًّا للغاية، كما أنه بقي له الكثير من الوقت،
هل يُعقل؟ فتحتُ عيني بمهل، لأجد جسدًا كبيرًا أمامي يحتضنني بالفعل!
فتحتُ عيني حتى آخرها، واستغربتُ، إحساسها مألوف، تبدو كما لو أنها..
قمتُ جالسة لأحاول رؤية وجهها على الضوء الصادر من الباب،
لقد كانت .. أماني!

دمعتْ عيناي بلهفة وشوق هاتفة بهمس: أماني؟!
ودفنتُ رأسي في حضنها ثانية، أحسّت أماني بي
وقالت بصوتها المحبب إلى قلبي: حبيبتي قمر، كيف حالك؟!
احتضنتني بقوة إليها، وأنا كنتُ في ثوان أفرغ كل دموعي على صدرها!
أماني لم أرها منذ زواجها، أي أنه منذ شهرين تقريبًا،
أتعلمون ما معنى شهرين بالنسبة لي ألا أرى أماني؟!

وبعد الترحيب الحارّ والأحضان الدافئة والبكاء بالدموع والشهقات،
بدأت أنتبه إلى المكان الذي نحن فيه وأحاول تذكر ما حدث قبل هذه اللحظات!
كنت فاقدة للذاكرة!! أحاول تذكر آخر شيء كنت أفعله!؟

فجأة تذكرتُ، عمّي وما أخبرني به من حقائق صادمة،
محاولة قتلي له واكتشاف امرأة عمي ذلك، انهياري أمام باسل ومساعدته لي،
سقوطي في غيبوبة نوم عميقة بسبب الصداع، لحظة.. أهذا يعني أننا الآن في غرفة صفيّة؟
همستُ لأماني: كيف جئت يا أماني؟ وماذا حدث في أثناء نومي؟
ابتسمتْ أماني برفق قائلة: كلّمتني صفية لتقص علي ما حدث،
أخبرتني بالمشاكل التي حصلت في البيت، وبإصابة عمك في حادث، وأخبرتني بانهيارك في الأمس،
لذا قررتُ المجيء على كف السرعة حتى أطمئن عليك.
ابتسمتُ بحب وامتنان قائلة: لقد كان حضنك هو أجمل شيء أستيقظ عليه منذ مدّة!
أنا ممتنة لمجيئك يا أماني
والتحمتُ معها في حضن كبير آخر!
كنت سعيدة جدًّا بوجودها،
ونسيتُ كل اكتئابي وأفكاري السوداوية التي كانت تراودني من قبل!
قالتْ أماني: ما رأيك لنقوم نصلي الفجر الآن؟
قلتُ بدهشة: ماذا؟ الفجر أذّن؟
قالت بابتسامة واسعة وهي تقوم واقفة من السرير:
بالطبع، فنحن نائمتان منذ الليل، لقد جئتُ البارحة في الساعة الثامنة مساءً ونمتُ بجانبك!
قلتُ بدون تصديق: أتعنين أنني نائمة منذ مغرب الأمس؟
ضحكتْ: كعادتك يا قمر عندما يصيبك الصداع،
تنامين بعمق حتى اليوم التالي دون أن تشعري بأي شيء يا حبيبتي!
وابتسمتْ بإشفاق حنون: هيا، من سيتوضأ؟

ذهبتُ أنا أولًا لأتوضأ قبلها وأصلي المغرب والعشاء،
وكنت طائرة من الفرح بمجيء أماني، حتى ظهر على وجهي و
أنا أنظر في المرآة سعادتي الغامرة بها، حمدًا لك يارب!

خرجتُ من الحمام مبتسمة لأخبر أماني أن تدخل، وقفت أماني استعدادًا للذهاب إلى الحمام ثم..
جثت فجأة على ركبها وهي تغلق فمها، ثم قامت بسرعة إلى الحمام فتبعتُها بقلق: أماني.. أنت متعبة؟
كانت تحاول التقيؤ، ولكنها لم تفلح، فقالت بصوت مختنق من الغثيان:
لا.. ولكن فاجئتني رغبة قوية في القيء..
ظلت واقفة بضع دقائق ثم التفت لي عندما رأت وجهي القلق فقالت مهوّنة:
لا تقلقي يا عزيزتي..
وكسا وجهها الاحمرار من الخجل قائلة:
كل ما في الأمر أن.. أن هناك أختًا صغيرة قادمة إليك!

_6_
[جوهرة]

كانت حالة ياسر صعبة جدًّا، لقد ارتفعت حرارته،
واضطررنا لاستدعاء طبيب لأنه لم يكن قادرًا على المشي،
قال الطبيب إن هناك بعض الجروح قد فُتحت، والأخرى امتلأت بالصديد،
ودرجة حرارته المرتفعة كانت بسبب ذلك، وكرر على ضرورة توجهه للمستشفى لينال أفضل عناية.

كنت أرتدي عباءتي سريعًا بوجه مهموم، تبدو حالة ياسر اليوم أسوأ،
ربما لأنه أهمل في راحته وظل طوال اليوم في مكتبه؟!
ألقيتُ نظرة على وجهه النائم على السرير ورأيت جرح رقبته، تذكرتُ آخر منظر فعلتْه قمر، تلك مجرمة حقا!

استعرت نار الغضب في صدري مجددًّا، عليها أن تنال عقابًا يليق بما فعلت،
لكنني سأؤجل عقابها حتى آتي، قلتُ لريهام وهي ذاهبة لاستدعاء البوّاب حتى يساعدنا في إسناد ياسر:
تأكدي من وضع قمر في غرفة أماني ومنعها من الخروج حتى آتي يا ريهام فهمتِ؟
أومأت ريهام برأسها في استسلام ومضت.

"جوهرة.. لا تحبسي قمر في غرفة أماني وأعيديها إلى غرفتها"

كان هذا صوت ياسر وقد فتح عينيه بصعوبة وهو يقول جملته برجاء،
قلتُ بعصبية: ياسر، آمل ألا تتدخل في هذا، أظنّ أنه حتى لو قتلتك قمر
فستظل تردد نفس الكلام عنها أنها يتيمة وما إلى ذلك، لكن اليتم لا يبرر الجرم..

سكت ياسر بتعب وأغمض عينيه. لا أدري ماذا به ياسر؟ هل عقله على ما يرام؟
لماذا يُشعرني أنني الشريرة في الموضوع؟
هل من العيب أن أعاقب فتاة حاولت قتل عمّها!!

-7-
[قمر]

قضيتُ النهار مع أماني، صلينا معًا، تناولنا إفطارنا،
وظلتّ تحكي لي قصص مغامراتها في شهر العسل عندما سافرت مع زوجها إلى أسوان،
حدثتني عن أهلها وبساطة طبعهم، وعاداتهم الغريبة عنّا.
اندمجت معها في الحديث حتى أنني نسيت ما حدث تمامًا البارحة وظللتُ أضحك بقوة
وهي تحكي لي بضع مواقف محرجة معها!

كنا نجلس في المطبخ وصفية واقفة تحضر الغداء وتسمع حديثنا وتضحك،
كانت ريهام تدخل معنا أحيانًا وتشاركنا الطعام والحديث كذلك،
لأول مرة أقضي وقتًا ممتعًا مع ريهام وصفية،
كنت طوال الوقت لا أعطيهم أي اهتمام وأنظر إليهم بصفتهم يعملون عند عمّي!
لكنهن طيبات القلب حقا!

فجأة دخلت علينا امرأة عمي، ونظرت لاجتماع ريهام وصفية وأماني بانزعاج،
في حين اختبأت أنا خلف أماني، فخبأتني بجسدها الكبير..
ظهر على وجه امراة عمي الدهشة عندما رأت أماني، فرحّبت أماني قائلة:
كيف حالك يا سيدة أماني؟ تبدين متعبة حقا!
ابتسمت جوهرة قائلة: أوه يا أماني منذ زمن لم أرك، كيف حالك وكيف حال زوجك؟

ردّت أماني ببهجة: بخير والحمدلله. بفضل الله ثم بفضلكم
كان حفل زفافي من أجمل الذكريات التي حُفرت في قلبي..

ظهر على وجه جوهرة الرضا وقالت: هذا يسعدنا،

ثم التفتت إلى صفية وقد ظهر عليها الإنهاك: صفية، ما هو غداء اليوم؟
قالت صفية سريعًا: دجاج محمّر وخضار مسلوق لأجل السيد ياسر..

أومأت جوهرة برضا وقالت: هذا جيد.. سأنام قليلًا حتى الظهر ثم آتي لآخذه منك وأوصله للمستشفى،
فقد تقرر وضع ياسر بالمستشفى حتى الغد لمراقبة حالته ومنعها من التدهور ثانية..
عقبت ريهام مشفقة: ألف سلامة على السيد ياسر..
فقالت جوهرة: سلمك الله، ياسر حقا لا يعجبه طعام المستشفى
ولا يتقبل سوى طعام يدك يا صفية..

ابتسمت صفية بامتنان قائلة: أشكرك يا سيدتي وسأفعل ما بوسعي
لينال الطعام إعجابه وليجعله يسترد صحته..

همّت جوهرة بالمضيّ ذاهبة وعندما أوشكت على الخروج من المطبخ التفتت قائلة بمكر:
آه بالمناسبة يا أماني، إذا أردت رؤية قمر فأظن أنها في غرفتك!
يمكنك الجلوس معها هناك، حتى على الأقل لتسليتها!
قالت أماني على الفور: آه.. بالطبع، سوف أصعد حالًا إليها.

وبمجرد خروجها من المطبخ تنفستُ الصعداء، فقالت أماني براحة:
من الجيد أنها لم تنتبه إليك يا قمر..
قلتُ ببرود: من قال ذلك؟ لقد انتبهت لكون جسم صغير يجلس خلفك يا أماني!
لكنها تجاهلت وجودي ببساطة، وقالت الجملة الأخيرة تكيدني..
ضحكت أماني قائلة: كعادتك يا قمر، ذكية ولمّاحة لكنك لا تطيقين امرأة عمك!
ابتسمتُ بحب لأماني.

صعدتُ معها حتى غرفتها، وجلستُ معها حتى الظهر،
وصعدت ريهام إلينا بالغداء لتناوله، ثم نمت قيلولة في حضنها حتى العصر،
كم اطمأننتُ كثيرًا بوجودها، وكم سعدت لرؤيتها حقًّا،
وشعرتُ بأنسها لي في تلك الغرفة التي عاقبتني فيها امرأة عمّي،
وشعرتُ أنني لن أعترض إطلاقًا عندما تقرر جوهرة حبسي في هذه الغرفة ثانية!

لم أستطع أن أحكي لأماني كل شيء، لكنني أفهمتها أنني بتُّ عند إحدى صديقاتي البارحة
ولم أخبر عمّي ولا امرأته، ولهذا عاقبتني بحبسي في غرفتها.
ودعتُ أماني بحرارة ودعتني هي لزيارتها في القريب العاجل، فوعدتها بذلك صادقة وأنا أنوي هذا بجدّية!
حتى أنني سألتها عن مكان بيتها وعنوانها بالتفصيل وكتبتُ كل ذلك في ورقة.

في نهاية اليوم، كنت قد قررتُ ما سأفعل! فقد ساعدتني أماني بحنانها وطمأنتها أن تجعلني أدرك ما عليّ فعله الآن!
لم أرَ عمي طوال اليوم، فقد كان في المستشفى كما قالت امرأة عمّي،
وهذا ما ساعدني على اتخاذ قراري بكل جدّية.
ففي صباح اليوم التالي، في الساعة الثامنة صباحًا، اتصلتُ بسامي. وانتظرت.

"مـ..مرحبًا قمر، كيف حالك؟"

كان صوتًا منبوحًا وضعيفًا جدًّا. قلتُ بصدمة: سامي.. أهذا صوتك؟!
قال سامي بوهن: آه.. نعم!
سألت بفزع: ما بك؟
فقال: لقد أصبت بنوبة برد حادة قبل أمس،
كنت أريد الاتصال بك لأطمئن على أحوالك
لكنني خفت أن يتسبب اتصالي في أي مشاكل إضافية بينك وبين عمك
لذا قررت انتظار اتصالك أنتِ. هل كل شيء على ما يُرام؟

سكتت لبضع ثوان ثم قلت: نعم.. لا تقلق يا سامي.
سأل بجدّية واضحة ظهرت على صوته المتقطع: حقاّ؟ هل فعل عمّك بك أي شيء؟
قلتُ: كلّا. منذ جئت وهو متعب من جروح ظهره،
ولم يحدث بيننا أي محادثة، ولكنني فقط عوقبت بحبسي في المنزل من قبل امرأة عمي.
ظهر على صوته الابتسامة قائلًا: هذا متوقع!
فقد غبتِ ليلة كاملة عن المنزل كما تعلمين.

سكتتُ بدون تعقيب وإن كنت تضايقتُ في داخلي
لأن سامي يوافق ضمنيًّا أو لا يستنكر أن تعاقبني امرأة عمي،
مع أنني أعتقد أنها لا علاقة لها بي.
قلتُ طاردة ضيقي:
على كل حال يا سامي، هل السيد هيثم سيأتي عندك قريبًا؟
قال سامي: آ... إنه عندي في الوقت الحالي،
فقد فقدت وعيي البارحة لشدة الحمى وكنت في المنزل لوحدي،
حتى اكتشفني جاسم وعمل لي الإسعافات الأولية لخفض حرارتي حتى وعيتُ،

فأوصى السيد هيثم رجاله أن يأتي كل واحد منهم عددًا معينا من الساعات لمرافقتي في المنزل
لهذا اليوم فقط حتى يطمئن علي! وهو الآن جالس في مكتبه حتى ينهي أعماله على الساعة العاشرة.
عقدتُ حاجبيّ باستغراب، وسألت بقلق: هل حالتك صعبة لهذه الدرجة يا سامي؟
ضحك بإنهاك: كلّا. في الحقيقة لم يكن الأمر يستدعي هذا ولكن السيد هيثم هو من شعر بقلق رهيب عليّ.
لم يثر الأمر أي مشاعر لديّ، فقد تذكرت كلام عمّي عن هيثم هذا!!
وعلى الرغم من نيتي في الداخل ألا أتعاطف مع سامي بعد الآن لكنني شعرتُ بإشفاق عليه.
سألتُ بتردد: هل يمكنني المجيء يا سامي؟
قال بدهشة: ماذا؟ ألست معاقبة من الخروج من المنزل؟!

قلتُ بلا مبالاة: نعم، ولكنه عقاب سخيف! أستطيع عصيانه متى شئت.
وقد مللت الحبس، وعمي في المستشفى ولا يستطيع فعل شيء وهو مريض،
وأريد الاطمئنان عليكم.
ابتسم سامي قائلًا: لا بأس. إذا كنت تضمنين أن هذه الزيارة لن تسبب لك أذى!
قلتُ: بالطبع! لا تقلق عليّ!

-8-
[نور]

انطلقت السيارة بسرعة رهيبة تطوي الأرض، وتوقفت بعد عشر دقائق تقريبًا،
سمعتُ فيها صوت السائقة تقول آمرة: لوتانا..انزلي. سوف تتنكرين هنا!
وفي ثوان كانت الاثنان قد نزلتا من السيارة، وأغلقتا الباب،
رفعتُ وجهي رويدًا رويدًا لأنظر خلسة من النافذة، رأيتهما من ظهريهما يدخلان إلى عمارة ما.!

تلفتت حولي ولم أجد أي شخص ولا أي علامة تدل على مكاني، فانتظرتُ بصبر،
لا أظن أن المهمة ستتم هنا فتلك السيدة قالت لأمي أنها ستتنكر هنا!
فهل ستتنكر وتنفذ المهمة في نفس المكان؟ لا أظن هذا!

طال الوقت في الانتظار، وبدأت أشك في مدى جدوى ما أفعل، خاصة مع قلة الأكسجين في السيارة
وبدء شعوري بالاختناق،
هل من الممكن أن العمارة لها باب ثانٍ خرجت منه أمي مع تلك المرأة وتوجهتا للمهمة بدون أن أشعر؟
بدأ اليأس يحل علي ورفعتُ وجهي لأتلفت حولي بضيق،
فجأة فوجئت بامرأتين قادمتين من باب العمارة إلى السيارة فأنزلتُ رأسي سريعًا بذعر
خشية أن يكونا قد لمحاني، فتحت سيدة منهم السيارة
ودخلت مكان السائق والأخرى دخلت بجانب مقعدها، لحظة.. أين أمّي؟!

عندما تكلمت السيدة الأخرى فهمتُ كل شيء، لقد تنكرت أمي،
أصبح وجهها مختلفًا تمامًا وإن كانت ملامحها قريبة لملامح أمي الأصلية..!
هكذا إذن! لقد فهمتُ اللعبة! أمي تنكرت بملامح شخصية أخرى لتؤدي مهمة ما!
كتمتُ أنفاسي بترقب وأنا أسمع أمي تتكلم مع زميلتها:
إذن، بلانكا ابنة أحد الزعماء قد أمسكها الضابط ماتيو،
ويطلب مننا أن نسلم فيجو له فهو السبب في الرعب الذي حصل لأهالي الشرطة في هذه البلدة مؤخرا،
إذن، هل وصل فيجو والآخرون إلى الميناء؟

قالت زميلتها وهي تنظر إلى الساعة: لابد أنهم قد وصلوا، قد حان وقت اللقاء!
ركزي في دورك يا لوتانا، ستقومين بتمثيل دور ابنة ذلك الضابط المغتربة،
أرجو أن تؤدي دورك هذه المرة بنجاح كعادتك.

ثم نظرت إلى هاتفها: وفيجو يتصل علي مما يؤكد أن علينا أن نسرع!
أسرعت السيارة في جنون فجأة، ولم تنطق أمي بحرف سوى أن قالت:
بالتأكيد، تأكدي أننا سنستعيد بلانكا!

وصمتت الاثنتان في حين أن السيارة كانت تسير بسرعة رهيبة،
لم أكن خائفًا من السرعة بل كنت خائفًا من كل تلك الانعطافات الحادة التي تجعلني
أصطدم في الكرسي مما قد يصدر صوتًا يكشفني،
لكن صوت عجلات السيارة وهي تصرخ كان يغطى على أي صوت لي!

بعد عدة دقائق توقفت السيارة بطريقة صعبة كتمت أنفاسي فيها وأنا أتمسك بكل قوتي بالكرسي
كي لا يصطدم جسدي به، وهدأ الجو لبضعة ثوان قبل أن أسمع صوت خروج شخص ما من السيارة،
فرفعتُ رأسي بحذر شديد لأنظر من النافذة لأفاجئ بهذا المنظر..

كان بضعة رجال من أفراد الشرطة يقفون أمامنا بكل أسلحتهم ومسدساتهم،
في ميناء فارغ من الناس والسفن مليء بحاويات البضائع الضخمة،
وعلى الجهة المقابلة (جهتي أنا) وقف عدة أفراد من المافيا (تعرفتُ على فيجو وأربعة رجال آخرين لا أعرفهم).

فيجو ذلك الرجل المجنون الذي سكبتُ عليه العصير وبعدها قيدني وحاول أن يضع علي وشمًا من أوشامه!

هتف أحد أفراد الشرطة: والآن.. سلموا لنا السيد فيجو وإلا لن تروا بلانكا ثانية في حياتكم!
ضحك فيجو ضحكة عالية مستفزة جعلت رجل الشرطة يهتف:
تضحك إذن؟ يبدو أنك تريد أن ترى بعينيك ما سيحصل!
ابتسم فيجو ابتسامة شيطانية:
بل أنت الذي سترى بعينيك! ابنتك الجميلة نولا أصبحت أسيرة لدينا!

ظهر على وجه رجل الشرطة الاستغراب والحذر وهو يقول:
نولا ليست في إيطاليا أصلًا! إنها تدرس الجامعة في بلد أخرى! فلن يمكنك خداعي يا هذا!
ابتسم فيجو بدهاء:
لقد حاولت ابنتك العزيزة العودة إلى إيطاليا لتفاجئك بعودتها، فأخذناها في المطار لتكتمل مفاجأتها لك!
وضحك ضحكة عالية بقوة.
مما أثار قلق الشرطي الذي ظل مترقبًا ومعه رجال الشرطة يوجهون أسلحتهم نحونا.

أخرج رجل الشرطة هاتفه بتوتر وبدأ يجري مكالمة ما،
لكن ظل الهاتف يرن بدون رد. فابتلع ريقه ببطء وبدأ الغضب يظهر على وجهه، وسأل فيجو بحدة: أين ابنتي؟
اتسعت ابتسامة فيجو وهو يفتح باب السيارة الأمامي لتخرج منه أمي وزميلتها
قد ربطت شريطًا على عينيها وحبلًا على يديها، وتمسكها من الخلف بعنف.
وقالت أمي بصوت مختلف عن صوتها: بابا.. أين أنت؟ أنقذني!

ظهر على وجه الشرطي الصدمة بما رآه، فيبدو أن تنكر أمي كان جيدا حقا كفاية لخداعه،
وقال بتوجس: نولا؟ كيف عدتِ إلى إيطاليا بدون إخباري؟!

قالت أمي بطريقة درامية وكأنها على وشك البكاء: لقد أردت مفاجئتك أنت وماما.
ولم أعرف أن شيئا كهذا سيحصل! أنا آسفة يابابا!
وبدت عيناها تنذر بالدموع، ابتسمت من داخلي بانبهار على قدرة أمي الجبارة على تقليد شخصية مختلفة تماما.
وابتسم فيجو بسخرية وهو يصوب المسدس تجاهها قائلًا:
والآن يا ماتيو، ما رأيك لو سلمت لنا بلانكا فورًا لكي لا يصيب الأذى ابنتك الصغيرة؟
نظر إليه رجل الشرطة بغضب هامسًا: إذا مسست شعرة واحدة منها سوف أقتلك!
فأمسك فيجو شعر أمي وشده بقسوه غير مبال بتألمها قائلًا:
ها قد أمسكتُ شعرها كله! أريني ماذا ستفعل!

قال رجل الشرطة فجأة: انتظري أنتِ لستِ نولاً..!
وقع قلبي في صدري، يا ترى هل كشف تنكرها؟
قالت أمي ممثلة الألم: بل أنا نولا يا أبي.. أرجوك أنقذني.
قال رجل الشرطة بحذر: إن كنتِ نولا حقا فلابد أنك تعرفين كلمة السر .. أخبريني ما هي؟
قالت أمي باضطراب: أية كلمة سر يا أبي؟ أنا لا أتذكر شيئًا!

أشرق وجه الشرطي حينها وقال وقد انفرجت أساريره: بالفعل.. أنت لستِ نولا! الحمدلله!
وعقد حاجبيه بغضب قائلًا:
ولكنني يجب أن أعاقبكم على تنكركم على هيئة ابنتي العزيزة!
ورفع يده في إشارة لإطلاق النار،
واتجهت المسدسات مباشرة إلى رؤس أفراد المافيا_ومن ضمنهم أمي-!








رواية عيون لا ترحم [27] لم يعد للانتقام معنى. JRZN34V

descriptionرواية عيون لا ترحم [27] لم يعد للانتقام معنى. Emptyرد: رواية عيون لا ترحم [27] لم يعد للانتقام معنى.

more_horiz
أهلا مجددا جوري ~

الطقم الجديد كوومة من اللطافة و مناسب جدا للعيد

يا فتاة أصبحت تبدعين في التصميم بقدر إبداعك في الكتابة هههه

الفصل ممتع و الأحداث حماااسية لأقصى درجة

" كل الأماكن التي أنا منتمية إليها قد تدمرت بالنسبة لي، المدرسة، المنظمة، وحتى البيت!
حتى غرفتي لا يُسمح لي بالدخول إليها..
ما المانع الآن من الموت؟ ما المانع من الهرب من المنزل؟ كل شيء أمامي ضبابي..
لا يوجد أي شخص ألجأ إليه الآن "


آآخ يا صغيرتي قمر المسكينة

+ باسل كيووت و هو يحاول المساعدة رغم أنه لا يفهم شيئا مما يحدث هههه

" أماني لم أرها منذ زواجها، أي أنه منذ شهرين تقريبًا،
أتعلمون ما معنى شهرين بالنسبة لي ألا أرى أماني؟! "


آآآو أتت من هي بمثابة أم قمر و ألطف شخص معها ~

يا أماني اشتقنا لك!

(لِم لا تأخذ قمر للعيش معها فحسب هههههه)

" لا أدري ماذا به ياسر؟ هل عقله على ما يرام؟
لماذا يُشعرني أنني الشريرة في الموضوع؟
هل من العيب أن أعاقب فتاة حاولت قتل عمّها!! "


أنتِ الشريرة يا عمة XD

" ظهر على وجه امراة عمي الدهشة عندما رأت أماني، فرحّبت أماني قائلة:
كيف حالك يا سيدة أماني؟ تبدين متعبة حقا!
ابتسمت جوهرة قائلة: أوه يا أماني منذ زمن لم أرك، كيف حالك وكيف حال زوجك؟ "


سيدة جوهرة*

أما جماعة المافيا الإيطالية فيبدو أنهم يواجهون مشكلة أمام الشرطة

أتساءل ما الذي سيحدث الآن ~

النهاية حمااسية و نااارية

شكرا على الفصل المذهل جوري

بوركت جهودك

رواية عيون لا ترحم [27] لم يعد للانتقام معنى. 866468155

descriptionرواية عيون لا ترحم [27] لم يعد للانتقام معنى. Emptyرد: رواية عيون لا ترحم [27] لم يعد للانتقام معنى.

more_horiz
Akatsuki كتب:
أهلا مجددا جوري ~

الطقم الجديد كوومة من اللطافة و مناسب جدا للعيد

يا فتاة أصبحت تبدعين في التصميم بقدر إبداعك في الكتابة هههه

الفصل ممتع و الأحداث حماااسية لأقصى درجة

" كل الأماكن التي أنا منتمية إليها قد تدمرت بالنسبة لي، المدرسة، المنظمة، وحتى البيت!
حتى غرفتي لا يُسمح لي بالدخول إليها..
ما المانع الآن من الموت؟ ما المانع من الهرب من المنزل؟ كل شيء أمامي ضبابي..
لا يوجد أي شخص ألجأ إليه الآن "


آآخ يا صغيرتي قمر المسكينة

+ باسل كيووت و هو يحاول المساعدة رغم أنه لا يفهم شيئا مما يحدث هههه

" أماني لم أرها منذ زواجها، أي أنه منذ شهرين تقريبًا،
أتعلمون ما معنى شهرين بالنسبة لي ألا أرى أماني؟! "


آآآو أتت من هي بمثابة أم قمر و ألطف شخص معها ~

يا أماني اشتقنا لك!

(لِم لا تأخذ قمر للعيش معها فحسب هههههه)

" لا أدري ماذا به ياسر؟ هل عقله على ما يرام؟
لماذا يُشعرني أنني الشريرة في الموضوع؟
هل من العيب أن أعاقب فتاة حاولت قتل عمّها!! "


أنتِ الشريرة يا عمة XD

" ظهر على وجه امراة عمي الدهشة عندما رأت أماني، فرحّبت أماني قائلة:
كيف حالك يا سيدة أماني؟ تبدين متعبة حقا!
ابتسمت جوهرة قائلة: أوه يا أماني منذ زمن لم أرك، كيف حالك وكيف حال زوجك؟ "


سيدة جوهرة*

أما جماعة المافيا الإيطالية فيبدو أنهم يواجهون مشكلة أمام الشرطة

أتساءل ما الذي سيحدث الآن ~

النهاية حمااسية و نااارية

شكرا على الفصل المذهل جوري

بوركت جهودك

رواية عيون لا ترحم [27] لم يعد للانتقام معنى. 866468155




شكرًا على مجاملتك اللطيفة على هذا الطقم التسليكي ^^

يسعدني أنه قد أعجبك ولم آخذ فيه تقريبًا إلا 10 دقائق هههه

نعم باسل سيكون عونًا كبيرًا لقمر في هذه الرواية

بخصوص نور فلا تقلقي سيتضح كل شيء في الفصول القادمة

شكرًا على تصحيحك سأصحهها في المنتدى وفي المسودة أيضًا

I love you

صحيح قررت أن أحدد يوما لأضع الفصول بانتظام، فأي يوم مناسب لك؟ (بما انك القارئة الوحيدة حاليا) رواية عيون لا ترحم [27] لم يعد للانتقام معنى. 3666797887

الثلاثاء أم الأربعاء؟

descriptionرواية عيون لا ترحم [27] لم يعد للانتقام معنى. Emptyرد: رواية عيون لا ترحم [27] لم يعد للانتقام معنى.

more_horiz
كلا اليومين مناسبين .. ربما الثلاثاء أفضل لأني أريد معرفة ما سيحدث سريعا رواية عيون لا ترحم [27] لم يعد للانتقام معنى. 4078314248

descriptionرواية عيون لا ترحم [27] لم يعد للانتقام معنى. Emptyرد: رواية عيون لا ترحم [27] لم يعد للانتقام معنى.

more_horiz
Akatsuki كتب:
كلا اليومين مناسبين .. ربما الثلاثاء أفضل لأني أريد معرفة ما سيحدث سريعا رواية عيون لا ترحم [27] لم يعد للانتقام معنى. 4078314248




رواية عيون لا ترحم [27] لم يعد للانتقام معنى. 1508887074 حسنا إذن لنعتمد الثلاثاء إذن..
وإذا لم أستطع سيكون الأربعاء..

لكن بإذن الله نحافظ على يوم الثلاثاء دائمًا (أعاننا الله على الالتزامرواية عيون لا ترحم [27] لم يعد للانتقام معنى. 210208170 )
 KonuEtiketleri عنوان الموضوع
رواية عيون لا ترحم [27] لم يعد للانتقام معنى.
 Konu BBCode BBCode
privacy_tip صلاحيات هذا المنتدى:
تستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
replyإرسال مساهمة في موضوع
remove_circleمواضيع مماثلة