The Best
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

The Bestدخول
●● إعلانـات ●●
إعلانك هنا إعلانك هنا إعلانك هنا
إعـلانـات المنتـدى

إحصائيات المنتدى
أفضل الاعضاء هذا الشهر
آخر المشاركات
أفضل الاعضاء هذا الشهر
361 المساهمات
268 المساهمات
190 المساهمات
102 المساهمات
86 المساهمات
78 المساهمات
64 المساهمات
51 المساهمات
25 المساهمات
24 المساهمات
آخر المشاركات




×
النص



لون شفاف

الألوان الافتراضية
×
الخلفية



لون شفاف

الألوان الافتراضية
×
النص



لون شفاف

الألوان الافتراضية
×
الخلفية



لون شفاف

الألوان الافتراضية

descriptionعاصفة Emptyعاصفة

more_horiz
"عاصفة"
_____________________________________________
صوت نواقيس ساعة الشركة وسط المدينة يدق بصخب تصاعدياً، ليعلن عن تمام الساعة الواحد ظهراً في منتصف اليوم. تتدارج الصحف منذ الصباح الباكر عن انتحار شاب في سن الرابعة والعشرين من فوق تلة المدينة ليجدوا جثتة تطفو علي جدول المياه الجاري تحت هذه الهضبة الشاهقة.
تتناقل الأقاويل والهمسات بين زحام عامة المشاة عن تخمينات لسبب موت ذلك الشاب، بعضهم تستفزة العاطفة ليقول "ياله من مسكين لقد مات صغيراً"، وبعضهم يتنقاشون حول مصيرة ويلقون عليه الأحكام كعادة عامة الشعب، الذين يجدون في إلقاء الأحكام علي بعضهم منفذ لسد النقص والعجز القاعرين في نفوسهم الحقيرة.
(منذ 6 أعوام مضت)
كان هناك طفلان يافعان تربطهم علاقة صداقة قوية لا يتخللها شوائب أو مثقال ذرة من دَنس وليثما انهما ايضا كانوا جيران لبعضهم البعض. كانوا يتقابلان كل يوم بعد مدرستهم، التي كانا يقضون فيها وقت كفيل ليشعرهم بالضجر. جاك ينتظر مرور الوقت، ودانيال يريد أن ينشل عقرب الساعه ويضعة في قوس يَمني ليصوبة في تمام ساعة نهاية اليوم الدراسي، ليقابل صديقة العزيز جاك كي يحكي له باقي قصة كتابة المفضل الذي أكملة قبل أيام. وبعدها يذهبون للغداء في أحد بيوتهم حيث أنَّ لا فرق بينهم في منازل بعضهم. يتحلقون معاً حول طاولة الطعام البسيطة ذات النقوش الخفيفة ليتخلل فيهم الجو الأسري الدافئ ولا أحد يفرق بينهم كأنهما توأمان قد تم ولادتهم من بطن واحده.
كان الناس يحسدون علاقتهم القوية ويتمادون في إيقاعهم في كبرياء النفس وكأن ابليس يزرع اولادة في نفوس الأوناس. ولكن بركة ملائكة الرب تحل عليهم الأثنين حيث لا يتفرقان ابدا، ولا يشوب علاقتهم شائبة سرعان ما يحلون مشاكلهم معا ويتناقشون فيها في مخبأهم السري القابع عند جدول مياه "لورين". يرسمون هناك أحلامهم البسيطة التي تكبر معهم كلما نضجوا في السن، يقرأون كتبهم المفضلة، يتبارزون في الشطرنج وكان دائما ما كان جاك يهزم دانيال في هذه اللعبة.
عندما يحل الليل عليهم يلملون شتات انفسهم بعد شحنها من نهاية يوم طويل ويجمعون أغراضهم للرجوع إليٰ منازلهم.
"هل تحبني ياجاك"
سؤال انطلق بكل عفوية من دانيال توأم روحة، وهم في طريقهم الي دُورِهم. حملق جاك في عيني دانيال وجدها تغرق بالدموع، همَّ جاك بمواسة أخية وطمأنه قبل أن يجهش في البكاء
"نعم بالطبع أنت قطعة مني ياداني"
ابتسم دانيال اليه وقد توقف سيول دموعة، ثم سألة جاك
" اريد أن اعرف من الذي دعاك الي قول هذا"
رد قائلاً
"صباحا ونحن في المدرسة قالت لي ليزا ذاك الكلام، قلت لها انه من المستحيل ذلك.ضَحكت وقالت لي كما تشاء لذلك ظللت افكر كثيرا، خصوصا عندما حدَّثتني عنها وقلت لي انك معجباً بها"
قال جاك مستشاطاً
"تلك الحقيره سوف أقطع علاقتي بها كليا، انتهزتْ فرصة دخولي لدورة المياه لكي تزرع ذلك الكلام الخبيث بيننا لا تقلق ياأخي كل شئ علي مايرام ولكي اعوض لك عن ذلك الكلام القبيح منها في عطلة نهاية الأسبوع سوف نذهب لتسلق هضبة "جراند" الذي لطالما حلمت ياداني العزيز ان تضع عليها عَلَمَاً من صنعنا "
ابتسم دانيال وعادا معا الي منازلهم مرتاحي البال وقد هدأت رابطة جأشهم.
في اليوم التالي صباحا في المدرسة، وجد دانيال ليزا تبكي في زاوية من زوايا الفصل اقترب منها وسألها
" لماذا تبكين ياليزا"
ردت
"ابتعد عني ولا تتكلم معي مجددا انت السبب في ابتعاد جاك عني ايها الوقح، لطالما كنت احسدك علي علاقتك بجاك واتمني ان اكون اقرب منه لكن لم يحدث بسببك، كنت اراه دائما يفضلك علي الجميع"
ابتعد دانيال صامتا وهو يقول في نفسة
"لا اعلم ان علاقتنا انا وجاك تسبب الالم لكثير من الناس بهذا الشكل، ولكني لم اقصد ايذاء اي احدا مني، وايضا رغم كل ذلك لكني أشعر بالراحة نوعا ما"
قابلت جاك وقال لي
" استعد غدا سوف نذهب لمبتغانا "
ابتسمت و وافقته.
اتفقا جاك و دانيال علي اجتماعهم عند مخبأهم السري عصرا بعد تقضية طلبات واحتياجات منازلهم أولا.
"تحذر الأرصاد اليوم من وجود عاصفة موسمية سوف تهبط قبيل غروب الشمس، بالرجاء عدم مغادرة منازلكم والألتزام بالاجرائات الاحترازية اللازمة للتصدي لها"
صدرت النشرة الجوية اليومية من اشارات المذياع اللاسلكية الصادرة من الأبراج القابعه في الحقول ، و قد أعلم دانيال أمه مسبقا علي وجود موعد مع جاك. منعت امه خروجة لكنه برر لها بمجيئُة قبل موعد العاصفة.
تقابلا الصبيَّان عند موقعهم في وقت اتفاقهم وهَرِمَا في تسلق الهضبة. بدأت الغيوم تظلل ضوء الشمس مع هبوب نسيم من جهة الشمال.
"انها عوارض بدأ العاصفة"
قالها دانيال الي جاك
"لا تقلق لقد اقتربنا من النهاية ووضع علمنا"
رد جاك.
ابتسم دانيال واستمرا بالتسلق. بدأ هطول المطر عليهم تدريجيا حتي تصاعدت غزارته اليٰ ان الجو أصبح كأنه يمطر سكاكين حادة.
"نحن علي مشارف الوصول يادانيال"
قالها جاك بصوت برَّاق شديد الحماس يضخ الدم في عروقهم حتي وصلوا أخيرا. تعانقا وهموا للاحتفال بلذة انتصارهم، وغرزوا علمهم المشهود في وسط التلّة الضخمة.
اذا بإعصار مدوي شديد يأتي ليقتلع كل اشجار وحشائش التلة، مع هطول المطر كالسيل الجارف الذي يشقق صخور التلة. تضرب زوبعة من الريح الزمهرير لتحدث فالق معكوس في الصخور. وقد كان دانيال في الجزء الآخر من التلة ليهوى مع الجزء المُتصدِع الي الأرض فيموت.
(بعد مرور 6 أعوام من الحادث)
خيم الحزن علي ملامح صديقنا جاك الذي قد فقد جزء لا يتجزأ منه، ستة أعوام مضت يشعر بالذنب والندم لما حدث. تلاحقة مشاهد لذلك اليوم المبئوس منه اينما ذهب عالغيمة التي لا تفارق رأسه. يحاول ان ينام لكي يتهرب من كل ذلك الألم او يهدأ لكنه يحلم به أيضا.
"كيف لأنسان أن يعيش بعدما فقد قطعة منه لا تعوض!؟!"
بات يسأل نفسه هذا السؤال كثيرا مؤخراً
اتجة للتدخين، انعزل عن كل ما كان ومكان يذكرة بصديقة حتي لا يجهش بالبكاء وينكب علي نفسه من هول الصدمة.
قل ماكان يأكل او يشرب، يحرق انفاسه بأكثر من علبة للتبغ كل يوم، تحت عينيه هالات من السواد، لانه بات يعيش في ظلال الليل، تظن منها أنه متكحلُ وليس من الأرق الشديد.
في أحد ايام الخريف داخل محل والد جاك لتصليح وصيانة الساعات الذي ورثة عنه ليعمل فيه لأن والده أصبح كهلاً، يضعف بصره شيئا بعد شئ. أعلن جرس باب المحل عن دخول شخصا ما، اذا هي بفتاة تحمل كتابا بين زراعيها تضمة الي صدرها تلبس فستانا ذا لونا رماديا مرصع بقطع الخرز السوداء حول صَدرِها يخرج من عنق الفستان رقبتها التي تشبه الأوز ناصعة البياض، تنظر لها تشعر و كأنك ولدت من جديد.
"كيف حالك ياجاك؟"
انطلق ذلك الصوت الدافئ الرقيق لينظر جاك ليرى امامه ليزا صديقة طفولته.
"ليزا! كيف حالك انت وأين كنت كل هذه الفتره"
"لقد انتقلت للعيش في مدينة زوجي"
"لقد تزوجتي! مباركا اذا"
قالها جاك وهو يبتسم ابتسامه صفراء كادت عضلات وجهه ان تتشنج منها مع ابتلاع ريقه.
"هذه ساعة اعطاها لي زوجي لكنها وقعت مني ذلك الصباح وباتت لا تعمل، هل يمكنك اصلاحها لي من فضلك "
قالتها وهي تبتسم ابتسامه خبيثه مستعده لفتح مالا اريد ان اتكلم به.
" نعم بالطبع هاتها سألقي عليها نظره"
"آسفه لما حدث لصديقك ياجاك، لقد حزنت كثيرا لهذه الواقعه... "
" لا بأس قاطعتها وقلبي كاد ان ينفجر من الحزن"
" حسنا سوف اعاود زيارتك قبل سفري لآخذ ساعتي الي اللقاء جاك"
خرجت من المحل مصدرا صوت جرس الخروج.
لقد كان يتجرع الكثير من الخمر مؤخرا محاولا نسيان ذلك الماضي البائس وذكرياته مع صديقه، انتقل من كونه جاك الشجاع ذا القلب الصلب المخطط الذكي الي جاك الهزيل التي حفرت الذكريات ملامحة والذي أصبح يتهرب من أي مجلس لباقي أصدقائه الذي يعلم لطالما كانوا يتوددون له لكي يتقربوا منه لكنه مااصر علي التهام دانيال لكل فؤاده
كي لا يرى نظرات شفقتهم له ولا اللمزات والهمزات التي كان يتعرض لها في بدايات مجالسهم معه. لقد فقد الأمل في محاولة مقاومة فقدان أعز ماكان يملكة، بل لم يستطع كذلك مواجهة وحش افكاره من عدم الشعور بالذنب والندم علي انه السبب في موت خليل روحة باتت تلك الأفكار تلتهمة وتنهش منه يوم بعد يوم.
"أعذرني يادانيال علي ماحصل لم أقصد أبدا ماحدث، لقد حاولت اجتياز طيف روحك النقيه من ذكرياتنا الدافئة، واجتياز شبح موتك الاسود الذي نحت علي ملامحي الحزن لكني فشلت في ذلك. شكرا لأهتمام عائلتي بي شكرا لكل الأشياء الجميلة ومساعدتكم لي دائما وقت هربي الدائم من الواقع المرير ونفوس الناس النجسة التي اصبح قلبها أصلب من الحجارة يتخللها الحسد والكبر والكراهية. سوف انضم لصديقي بنفس المصير الذي وضعته فيه بيدي القذرتين لكي أطلب منه السماح، وداعا."

descriptionعاصفة Emptyرد: عاصفة

more_horiz
لديك أسلوب سرد جميل و مشوق

بناء القصة موفق و الأحداث مثيرة للاهتمام

الصديقين جاك و دانيال انتهيا بطريقة مؤسفـة

شخصيا أنا ضد الذين يتهربون من الواقع بهذه الطريقة

صحيح أن ما حدث مع داني محزن للغاية .. لكنه مجرد حادث في يوم عاصف

فقدان شخص مقرب ليس بالأمر السهل

لكن .. الحياة تستمر ..

و مادام يقدر ذلك الشخص فليس عليه فعل عكس ما كان يريده منه!

كان عليه أن يعيش ليعوض حياة كل منهما ~

مشكور على القصة

عاصفة 866468155

descriptionعاصفة Emptyرد: عاصفة

more_horiz
أشكر لك كتابة هذا النص،
لاحظت بأنك وصفت بشكل مباشر حال الناس..
دون التلفت للكتابة عن الكيف ولم ومتى وأين،
لأني أجدها عوامل لتحديد المسار الفعلي المرتبط لنبض النص بأكمله، حقيقة التطرق
للشخصيات المقصود التحدث عنها فقط
دلالة على استيفاء روح النص للانهاء سريعا
وايصال رسالة لا غير.
شكرا لك.

descriptionعاصفة Emptyمشكور

more_horiz
Burns Brad كتب:
أشكر لك كتابة هذا النص،
لاحظت بأنك وصفت بشكل مباشر حال الناس..
دون التلفت للكتابة عن الكيف ولم ومتى وأين،
لأني أجدها عوامل لتحديد المسار الفعلي المرتبط لنبض النص بأكمله، حقيقة التطرق
للشخصيات المقصود التحدث عنها فقط
دلالة على استيفاء روح النص للانهاء سريعا
وايصال رسالة لا غير.
شكرا لك.



شكرا لك لقد وضعت ذلك في الاعتبار في قطعي الروائية القادمه 
مشكور علي ملاحظتك

descriptionعاصفة Emptyمشكور جدا

more_horiz
Akatsuki كتب:
لديك أسلوب سرد جميل و مشوق

بناء القصة موفق و الأحداث مثيرة للاهتمام

الصديقين جاك و دانيال انتهيا بطريقة مؤسفـة

شخصيا أنا ضد الذين يتهربون من الواقع بهذه الطريقة

صحيح أن ما حدث مع داني محزن للغاية .. لكنه مجرد حادث في يوم عاصف

فقدان شخص مقرب ليس بالأمر السهل

لكن .. الحياة تستمر ..

و مادام يقدر ذلك الشخص فليس عليه فعل عكس ما كان يريده منه!

كان عليه أن يعيش ليعوض حياة كل منهما ~

مشكور على القصة

عاصفة 866468155


مشكور جدا ومبسوط انها عجبتك راح اشارك قريبا ببعض قطعي الاخري ان شاء الله .
 KonuEtiketleri عنوان الموضوع
عاصفة
 Konu BBCode BBCode
privacy_tip صلاحيات هذا المنتدى:
تستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
replyإرسال مساهمة في موضوع
remove_circleمواضيع مماثلة