السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ~ كيف حالكم ايها الرفاق ؟؟! وكيف الحال مع الحرب ؟؟! آمل أن تكونوا في أفضل حآل ومرتاحين البآل ~ أقدّم لكم موضوعي الحصري الأول في حياتي XD والذي سيكون له شرف مشاركته في هذه الحرب ~ كما نعلم جميعًا ~ لغتنا العربية الجميلة زاخرة بالعديد والكثير من المصطلحات المذهلة !¡ والكلمات التي ما إن تغير حرف منها حتى يتغير المعنى تمامًا !!~ كما أنها أبلغ لغات العالم ~ ولغة القرآن الكريم ^^ وهناك العديد من الشعراء الذين قدّروا مكانتها وأعطوها حقّها ~ وسنتحدث اليوم عن قصيدة الأصمعي المشهورة: "صوت صفير البلبل" ~ حسنًا ... كما يعلم الجميع .. لا يمكن بدء موضوع بدون ان نعرف ما الذي سنتحدث عنه بالضبط XD لهذا جهّزتُ لكم كلمات القصيدة !! وها هي ذا ~ صـوت صفير الـبلبـلِ هيج قلبي الثملِ الماء والزهر معاً مــــع زهرِ لحظِ المٌقَلِ وأنت يا سيد لي وسيدي ومولى لي فكم فكم تيمني غُزَيلٌ عُقيقلي قطَّفتَه من وجنةٍ من لثم ورد الخجلِ فقال لا لا لا لا لا وقد غدا مهرولِ والخوذ مالت طرباً من فعل هذا الرجلِ فولولت وولولت ولي ولي يا ويل لي فقلت لا تولولي وبيني اللؤلؤ لي قالت له حين كذا انهض وجد بالنقلِ وفتية سقونني قهوة كالعسل لي شممتها بأنفيَ أزكى من القرنفلِ في وسـط بستان حلي بالزهر والسرور لي والعود دندن دنا لي والطبل طبطب طب لـي طب طبطب طب طبطب طب طبطب طبطب لي والسقف سق سق سق لي والرقص قد طاب إلي شـوى شـوى وشاهش على ورق سفرجلِ وغرد القمري يصيح ملل في مللِ ولو تراني راكباً علــــى حمار أهزلِ يمشي على ثلاثة كمشية العرنجلِ والناس ترجم جملي في السوق بالقلقللِ والكل كعكع كعِكَع خلفي ومـــن حويللي لكن مشيت هارباً من خشية العقنقلِ إلى لقاء ملكٍ معظمٍ مبجلِ يأمر لي بخلعةٍ حمراء كالدم دملي أجر فيها ماشياً مبغدداً للذيلِ أنا الأديب الألمعي من حي أرض الموصلِ نظمت قطعاً زخرفت يعجز عنها الأدبُ لي أقول في مطلعها صوت صفير البلبلِ طويلة هاه ؟؟! XD بالطبع ~ ولكي نشعر ونستشعر جمال القصيدة علينا معرفة معانيها ^^ وقد جمعت لكم بعضًا من معانيها ~ هيّج : أثار الإنفعال لحظ : نظر الى الشيء بمؤخر عينه من اليمين أو اليسار تيمّن : تفاؤل وسعادة غزيّل : التودد للنساء وملاطفتهن XD الخود : امرأة شابة ناعمة~ وقيل شابة حسنة شوى : أنضج الطعام وجعله صالحًا للأكل بعد تعريضه للنار خلعة : ثوب يُعطى منحة اعتذر على قلّتها XD لكن بعضها بلا معنى ... حرفيا !! XD الأصمعي شاعر مذهل !! واضب بجد على العلم ...ولهذا اكتسب مكانة عالية وتعلم على يده الكثيرون ^^ وهنا سأختصر لكم نبذة عنه ~ اسمه الكامل هو أبو سعيد عبد الملك بن قريب ..ولد في العراق~ تحديدًا البصرة عاش في ظروف مضطربة للغاية >< لكنه اقبل على العلم بجد ونشاط، وأخذ العلم من الكثير جدًا من العلماء البارزين !! ولذلك اصبح شيخًا بسرعة وواحدًا من علماء اللغة ^^ وفاق جميع اقاربه واقرانه ~ وكان لدية ذاكرة قوية !! -الله يرزقني اياها XD- ويحفظ الكثير وعلى دراية بأخبار العرب وأشعارهم وسيرتهم .. وعندما بلغت شهرته مسمع آذان هارون الرشيد جعله مؤدبًا للأمير !! وكان كذلك موضع احترام واهتمام في القصر ~ اما بالنسبة للقبه فقد تعددت الآراء والافكار... واختلف العلماء XD لذا سأكتبها جميعها : اولا ... والفكرة الشائعة انه ورث اللقب من جده "أصمع" وكلمة أصمع نفسها تعني القلب المتيقظ ~ ثانيا XD يُقال أن الاصمع هو الشيء الأملس والمحدد ... -هذا سيجعل القرّاء يعتقدون أنه أصلع XD- ثالثا ~ الأصمع ايضا يدل على الذكاء والقوة ~ رابعا وأخيرا،.. تٌقال كلمة أصمع ايضا على الشخص الذي لديه اذنان صغيرتان وملتصقتان برأسه XD وتوفي حين بلغ عمره 91 عامًا بحسب معظم المؤرخين.. قصة القصيدة هي فعلا قصة مذهلة !! ولهذا كتبت تقريري عنها من الأساس XD احم احم ... واحم أخيرة بعد XD كان يا مكان في قديم الزمان وسالف العصر والأوان~ -تحديدا في عصر الخليفة العباسي أبي جعفر المنصور XD- قال الخليفة انه سيعطي وزن ما كُتبت عليه القصيدة ذهبًا في حال القى الشاعر قصيدة يصعب على الخليفة سردها ... وكان له معه غلام وجارية ~ وقيل ان الخليفة يستطيع حفظ القصيدة منذ سماعها من المرة الاولى والغلام في المرة الثانية والجارية في الثالثة وفي فترة من فترات حكمه في البلاط قام بتضييق الأمر على الشعراء .. فلما كان الشعراء يُقبلون ويتوافدون على البلاط لالقاء قصائدهم على مسمع الخليفة كان الخليفة يقول لكل شاعر منهم ان قصيدته قد قيلت سابقا ... بالرغم من ان الشاعر هو من قام بتأليفها !! وحالما ينهي الشاعر القاء قصيدته .. يلقيها الغلام ... وبعدهما الجارية !! وهذا كان السبب في احباط الكثير من الشعراء وتخييب آمالهم ... وضرب جهودهم عرض الجدار ><" وحينما وصل الخبر مسامع الاصمعي أعجبه التحدي XD وكتب قصيدة وعرة النطق وصعبة المعاني XD وارتدى زي الاعراب لكي لا يعرفه الخليفة ~ وذهب اليه قائلا: "إن لدي قصيدة أود أن ألقيها عليك ولا أعتقد أنك سمعتها من قبل" -وهي قصيدة صوت صفير البلبل بالمناسبة XD- وحين أنهى سردها... نادى الخليفة الغلام والجارية.. أملاً بأن يكون أحدهم حفظ القصيدة XD ولكن لا استجابة XD وبعد أن سلّم الخليفة للأمر.. قال للأصمعي: "أحضر ما كتبتها عليه فنزنه، ونعطيك وزنه ذهباً" فردّ الاصمعي عليه بأنّه ورِث من أبيه عمود رخام كتب عليه القصيدة... وهذا العمود لا يستطيع حمله إلا عشرة من الجند !! -لم يلقّب بالاصمعي عبثا XD- ولما وزنوه.. قال الوزير للخليفة بأنّ الشاعر المتخفي أمامهم هو الأصمعي!! ولما عُرِف في ساحة البلاط، قال الخليفة: "أتفعل ذلك بأمير المؤمنين يا أصمعي؟؟! فقال له: "يا أمير المؤمنين قد قطعت رزق الشّعراء بفعلك هذا" .. وطلب منه أن يعطي الشعراء مقابل ما قالوه~ فأجاب طلبه ! النهآية XD في الواقع ... لا احد يعرف من قال هذه القصيدة حتى الآن وقد نُسبت بالخطأ إلى الأصمعيّ... حيث انتشر خبر أنّ الأصمعيّ قالها أمام الخليفة العباسيّ أبي جعفر المنصور والحقيقة أنّ كليهما بريءٌ منها!! XD حيث إنّ القصيدة عُرضت على بعض القُصّاص وبيّنوا بالبراهين سبب عدم ثبوت هذه القصيدة عن الأصمعيّ~ وأنكروا نسبتها إليه... وبيّنوا أنّ الجهات التي أُخذت المعلومات عنها هي من الجهات غير الموثوقة ><" كما أنّ الرواية تقتضي إضافة صفة الاحتيال للخليفة أبي جعفر المنصور... والذي هو بريءٌ منها~ لهذا اردت ان انوّه ... بأنني ذكرت الاسماء هنا كما تناقلها النّاس رغم عدم صحّتها.. لعدم معرفة الكاتب الحقيقي لها ولتعارف العامّة على ذلك.. D: ~~~ هذا كل شيء اجل ~ لقد انتهينا بالفعل XD آمل ان التقرير قد كان خفيفا ظريفا لم يدع أحدا ينام هنا XD والاهم انكم استمتعتم به الى لقاء آخر قريب ان شاء الله ~ تحياتي الخالصة ~ |