" لقد ظننا أننا قضينا علي التتار، وتخلصنا من المستعمرين ذو هذا الكم من الازعاج، ظننا أننا أصبحنا في الحرية المطلقة، صور لنا الزمن هذه المعارك، وبالوجه البشوش قال لنا: *أصبحت مصر حرة مستقلة*. لكن لم يخطر علي بال هذا التاريخ أنه ليست فقط اللغة ما تم التلاعب به … إن هذه القلوب المنتشرة بكثرة في جميع أنحاء الأرض ما هي إلا أحجار دهستها أقدام التتار الملطخة بالدماء، وقد طُبع عليها جينات الخيانة الاستعمارية. منذ متي ؟ منذ متي وكانت أرواحُنا دُمى بين أيديكم ؟ منذ متي ونحن عبيد في موطننا ؟ منذ متي وقد انتهكت جميع حقوقنا مقابل أقل القليل من المال ؟ أنا لا أري في هذه القلوب المغطاة بالوحل سوي الضغينة والسخط، لم أري منها سوي الكذب والخداع ويتبعهم المزيد من الكذب والخداع، لم أستطع الإحساس بدفء الإسلام في قلوبهم، لم أشعر بكلمات الله في صدورهم. لقد تم حقن هذه القلوب بدماء الكافر العنيد ذو القلب الأسود؛ هذا القلب الذي لطالما لم يحزن علي روح قُتلت بظلمه، وطفل تيتم بزوره…قلب لم يعرف الرحمة أمام هذه الأرواح الضعيفة…قلب تعمد اختراق القوانين كي يستطيع الفوز؛ فما كان من بيننا أحد استطاع إلحاق الأذى بدابةٍ فماذا حدث؟! كيف لنا الإفراط في القتل والظلم والقهر؟ أهذا ما كنا عليه سابقًا ! أهؤلاء هم خير أجناد الأرض؟! الاستعمار ذهب ولم يعد. ليس لخوفه بل لوجود طابعه بداخلنا، لوجوده معنا بعد رحيله. إن الموارد تُفني والأموال تنتهي فما كان للاستعمار سوي تدمير ياقوتنا الداخلي … جوهرة مصر وصونها. لقد تشتت قلوبنا بحقن دماء الظلم بنا، لقد تشتتنا بالكامل. أيهم الصواب وأيهم الخطأ ؟ أيهم الكفر وأيهم الإسلام ؟ اختفت هذه الشمس القائمة بداخلنا لتوقظ هذا الضمير الإيمانيّ. لقد أصبحنا أسوأ من أسوأ جزء في أسوأ شيء…لقد أصبحنا الأسوأ في كل شيء. فاللعنة علي هذا الاستعمار "استعمار الشيطان" فالتتار كان عاملهم الأقوى في الانهيار كان "جيش الرغبة في الأموال" … هذا التتار المتملك من جميع عقولنا. لكن اللعنة الكبرى علينا فلو كنا أقوياء بالدين والإيمان ما ذهبت هذه الأرواح في خبر كان… ما تركناهم ليموتوا ظُلمًا ! إن مصر لم تعد لنا بأفعالكم لا بوجودنا. يكفينا سقوطًا ".